|
الزَوجات الأربعة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 22:43
المحور:
كتابات ساخرة
" رجلٌ له أربع زوجات على سُنة الله ورسوله ، ورغم بعض المُحاولات غير الجادة التي قامَ بها ، لكَي يعدُل بينهُنَ ويُعاملهنَ بمُساواة ، إلا ان الخلافات والمُشاحنات ، بينهُنّ .. كانتْ تًنّغِص عليه .. وبعد طولِ خصامٍ وعراكٍ بين الزوجات ، وتعبِهُنَ من تلك الحالة المُزرِية .. إتفقنَ على ان يُقاطِعنَ الزَوج ولا يُعاشرْنَه ، لفترة ، حتى يستطعنَ فرض الشروط عليهِ ، وتحسين أوضاعهُنَ .. وفعلاً لم تفتح أي منهنَ باب غرفتها للزَوج في تلك الليلة .. فأضطرَ ان ينام في الصالة ... لكنه إكتشف خطتهُنَ الخبيثة ، وعَزَمَ ان يسلك سلوكاً أخبث ، حتى ترجع الأمور على ما كانتْ عليهِ . فنهض عند الفَجر مثل كُل يوم .. وفتحَ الباب بصوتٍ مسموع ، وتَوّجه الى المسبح أمام باحة المنزل ، وقفز الى الماء ، كعادتهِ بعد إنتهاءه من معاشرة أحدى زوجاته ، لكنه هذهِ المرّة ، تَعّمدَ ان يُحدث ضجيجاً ، أكثر من المُعتاد ! . خرجَ من المسبح وبدأ يُجفف جسمه بالمنشفة ... وبعد دقائق .. حدثَ ما كان يتوّقعهُ بالضبط : تعالتْ الصيحات ، وسُمِعَ العِياط والشتائم البذيئة ، والتُهَم المُتبادَلة ، بين الزوجات الأربعة ... فهذهِ تقول لضُرَتِها : كما يبدو ، أنتِ التي فتحتِ له الباب يا .... ! ، وتصرخ الاخرى : لا ، بل أنتِ ايتها ال ... مَنْ لاتستطيع النوم بدون زَوج !.. وهكذا ... والرجُل جالسٌ بِكُل راحة ، يستمع الى المعركة الرُباعية ، ويستمتع ويتخيل النتائج التي ستكون في النهايةِ ، لصالحهِ على أية حال ..". ! الزوجات الأربع ، يشبهنَ الكُتل السياسية الرئيسية ، على الساحة العراقية في السنوات الاخيرة ، والزوج هو ، بالطبع .. الولايات المتحدة الامريكية ! . من ناحية ، ينزعج الزوج أحياناً ، من المناكفات والمنافسات غير المنطقية ، ما بينَ زوجاتهِ .. لكنه من الناحية الثانية ، لايُريد مُطلقاً ، أن يتفقنَ فيما بينهُنَ ، أو تتطور علاقاتهنَ بحيث يستطعنَ ، ان يتخذْنَ موقفاً موحداً ، لمجابهتهِ ، والحَد من تعسُفهِ وسلطته الذكورية ... فما أن تطفو على السطح ، إمكانية .. ان تنحاز الكُتل السياسية المؤثرة ، الى جانب [ عدم عقد إتفاقية جديدة لبقاء بعض القوات الامريكية ] .. حتى يُبادِر الزَوج ، للقفز الى المَسبح وإحداث الضجيج ، وإنتظار المعركة الأكيدة بين الزوجات ! . وفعلاً يحدث ذلك اليوم ... فالتيار الصدري مثلاً ، دعى منذ البداية ، الى رحيل الامريكان كلهم في نهاية السنة ، وإضطَرَ حزب الدعوة الى مُسايرة هذا الرأي ، في الايام الاخيرة ، لكي لا يُقال عنه انه يؤيد بقاء الامريكان ... وهنالك أطراف عديدة في القائمة العراقية ، يدعونَ الى عدم التجديد ، لقوات الاحتلال .. ورُبما ينحو المجلس الاسلامي الاعلى والفضيلة ، نفس المنحى ، ويُمكن إقناع الكُرد أيضاً ، بطريقةٍ من الطُرق بتقديم ضمانات وتطمينات ... عند هذهِ النقطة ، يشعر الزَوج الأمريكي ، ان هنالك ما يشبه المؤامرة عليه ، فيقوم هو ، بِرَد فعلٍ لتفريغ مُحاولات العراقيين ، من محتواها .. بل وتغذية الخلافات وتنميتها ، بحيث يقوم كُل طرف عراقي ، بتوجيه التُهَم الى الطرف الآخر ، وكَيْل الشتائم والصفات القبيحة والتخوين والعمالة ، فيما بينهُم ... والامريكان ... جالسون بكُل راحة ، يستمعون الى هذه المهاترات الداخلية العراقية ، ويضحكون عليها في دخيلتهم .. ويتخيلون النتائج الجيدة التي سوف يحصلون عليها .. في النهاية !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكومة .. وترقيم النكات !
-
قوى أمنية ومُمارسات قمعية
-
ألسفارة .. رمز السيادة المُنتهَكة
-
بماذا تُفّكِر في هذهِ اللحظة ؟
-
الإنتخابات التركية ..ملاحظات أولية
-
عندما يخطأ الكِبار
-
علاوي والمالكي ينشرونَ الغسيل القَذِر
-
مُظاهرات الجُمعة في العراق
-
- عملية تَجميل - للرئيس اليمني
-
العراق واُفق المُستقبل
-
تقييم المئة يوم
-
الحاج - ش - أفضل من المالكي
-
الرياضة بين الهِواية والإحتراف
-
العجوز المسيحي الذي أصبح مُسلماً
-
سُخرِية
-
شّرُ البَلِيةِ ما يُضحِك
-
مِنْ الحياة اليومية
-
السيستاني لم يستقبل السفير الإيراني
-
صديقي الذي يتمنى أن يكون مصرياً
-
- إستعراض -التيار الصدري
المزيد.....
-
فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى
...
-
بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين
...
-
ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
-
فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
-
أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب
...
-
-يونيسكو-ضيفة شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
-
-ليالي الفيلم السعودي-في دورتها الثانية تنطلق من المغرب وتتو
...
-
أصداء حرب إسرائيل على غزة في الشعرين الفارسي والأفغاني
-
رحلات القاصة والروائية العراقية لطفية الدليمي
-
Batoot Kids..تردد قناة بطوط كيدز 2024 الحديد على النايل سات
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|