أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد














المزيد.....

انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 15:37
المحور: المجتمع المدني
    


يمكن عدّ حزب سلطة الاستبداد بمثابة اسفنجة قذرة تمتص الماء الآسن من الأماكن القذرة كونها تستقطب في صفوفها حثالات قاع المجتمع لانسجام سلوكهم على نحو كلي مع نهجها الفكري. يتبجح حزب سلطة الاستبداد بأفكار انسانية بهدف استقطاب المغفلين الذين يجهلون حقيقة أهدافه أو يتجاهلونها، فيستخدمون أبواقاً لتبرير ممارسات الاضطهاد والعنف.
إن دور المغفلين في حزب سلطة الاستبداد الفاشي أخطر من دور حثالات قاع المجتمع لأن الأخيرة تعي مهامها العنفية ووجودها في الحزب الفاشي، على خلافه فإن المغفلين تقتصر مهامهم الدفاع عن ممارسات حثالات قاع المجتمع المنصاعين لتوجهات قيادتهم الحزبية. لذلك لا يصح تقسيم منتسبي حزب سلطة الاستبداد الفاشي إلى شياطين وملائكة، كلهم شياطين لكن مهامهم مختلفة فمنهم من يمارس التعذيب والقتل بيديه ومنهم يعمل على تسويغ التعذيب والقتل بلسانه. وغالباً ما يكونوا انتهازين ومستفيدين على نحو مباشر من سلطة الاستبداد ومستعدون لبيع ولاؤهم لأي جهة سياسية أخرى لقاء ضمان مصالحهم الخاصة، لذلك تجدهم يتقدمون الصفوف الأمامية لأحزاب السلطة والمعارضة وأشدهم حماسة على إدانة ممارسات السلطة السابقة والإشادة بممارسات السلطة اللاحقة.
تصفهم (( أحلام مستغانمي )) : " إنهم أصحاب كل عهد وكل زمن... أصحاب الحقائب الدبلوماسية، وأصحاب المهمات المشبوهة، وأصحاب السعادة وأصحاب التعاسة، وأصحاب الماضي المجهول... أصحاب النظريات الثورية، والكسب السريع، وأصحاب العقول الفارغة والفيلات الشاهقة والمجالس التي يتحدث فيها المفرد بصيغة الجمع ".
إنهم يغيرون أشكالهم وجلودهم وأفكارهم وأخلاقهم... فيلبسون العمامة مع المعميين ويتقدمون صفوف المصلين ويتحدثون بالحلال والحرام ويوم الدين، ما يفقد صدقية رجال الدين ويعرض بصلاتهم المشبوهة.
يمكن تقبل بصعوبة استخدام أحزاب المعارضة عند استلامها السلطة نفس حثالات سلطة الاستبداد وأجهزتها القمعية، لأنها بمثابة عاهرة تبيع نفسها إلى كل السلطات والأنظمة والجهات الداخلية والخارجية لقاء ضمان مصالحها، أنها سوط كل سلطة لجلد المجتمع. لكن صعباً تقبل استخدام أحزاب السلطة الجديدة في صفوفها انتهازيي سلطة الاستبداد بمجرد أن يغيروا أقنعتهم ولباسهم وولاؤهم وحديثهم ويطلقون اللحى ويتقدمون صفوف المصلين.
تنصح (( أحلام مستغانمي )) أبنها قائلة : " كف عن الصلاة يا أبني.. لقد أصبحوا يصلون أيضاً ويلبسون ثياب التقوى ".
إما الذين انقطعت بهم سبل النضال وضاعت أعمارهم في مسالكها وأمنوا بالأفكار الإنسانية لخلاص المجتمع من سلطة الاستبداد وقهرها وكانوا مخلصين إلى مبادئهم وذاقوا مرارة التعذيب والسجون والمنفى، غالباً ما يجري عزلهم من قيادات أحزابهم الانتهازية. لأنهم يمارسون ضغطاً عليها لتطبيق المبادئ التي ناضوا من أجلها لخدمة المجتمع ما يتقاطع مع رغبات قيادات الصدفة المتسلقين على أكتاف غيرهم والباحثين عن السلطة والمال، فيعمدون على طمس نضال رفاق الأمس والتقليل من دورهم ويفضلون عليهم حثالات سلطة الاستبداد والانتهازين لفرض هيمنتهم على الدولة والمجتمع.
لكن يبقى المناضلون أصحاب المبادئ الحقة على الرغم تهميشهم وإقصاؤهم أشواكاً في ضمائر الانتهازين ويجاهدون لتعريتهم وكشف بطلان دعواهم بالوطنية ما يعرضهم إلى خطر التصفية الجسدية من رفاق الأمس خشية كشف أسرار تاريخهم المزيف.
تعبر (( أحلام مستغانمي )) عن ذلك قائلة : " إني أريد أن أبقى هكذا أمامهم، مغروساً كشوكة في ضميرهم، أريد أن يخجلوا عندما يلتقون بي. أن يطأطئوا رؤوسهم ويسألوني عن أخباري وهم يعرفون أنني أعرف أخبارهم، وأنني شاهد على حقارتهم. لو تدري لذة أن تمشي في شارع مرفوع الرأس، أن تقابل أي فرد منهم من دون أن تشعر بالخجل ".
انتهازيو أحزاب سلطة الاستبداد والمعارضة يتبادلون الأدوار والمصالح في كل زمان وسلطة، لا يعتقلون، ولا يعذبون... أنهم يتبادلون المعلومات السرية للغاية بينهم ويتبادلون الأقنعة المختلفة واللحى الاصطناعية والعمائم المزيفة وكل أدوات النصب والاحتيال المتوافقة مع توجهات السلطة الجديدة.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلوك سلطة الاستبداد مع المعارضين
- أزلام سلطة الاستبداد وسلوكهم
- عنف الحاكم واستبداده
- اهانة الشعوب وخداعها
- معنى الوطن
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة
- أساليب التدريس في النظام التعليمي
- النظام التعليمي وأساليبه المتباينة
- نظام التكوين التربوي
- صدر كتاب مشترك عن المياه لمجموعة من خبراء القانون والمياه ال ...
- تنمية الاستقلالية الفردية والمهنية
- تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية
- التحليل والإدراك
- الإصغاء والاستيعاب
- تطوير المهارات لتحسين الأداء
- تطوير القدرات وإعادة التأهيل
- التطور النفسي وتنمية القدرات
- تراكم الخبرة النفسية وآلية عملها


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد