أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - في أحوال الرعية على هامش ماقاله السيد الوزير..!!:














المزيد.....

في أحوال الرعية على هامش ماقاله السيد الوزير..!!:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1014 - 2004 / 11 / 11 - 08:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


غلاء ومازوت وعيدية و وفيروز.....
ما إن أخذت كرسيي في سيارة - الأجرة – ( وتأمين أجرة الرّكوب فيها أعلى درجة حلم لواحد مثلي يعمل عند الحكومة منذ ربع قرن فقط ) في ذلك الصباح الباكر ، كي أتوجّه صوب مكان عملي الذي بات يفقد -عاما ً وراء عام - بريقه الرّوحي ، نتيجة عدم توافر المناخ الذي من شأنه إطلاق الإبداع فيه ، لاسيّما إزاء مهنة حسّاسة كالتعليم ........
لفت نظري في آخر المركبة – محطّة بثّ تجريبيّة – تديرها سيدتان نصفان ، تحتلان مقعدين متجاورين ، ويبدو أنهما راحتا تستمتعان بصوتيهما المتعاليين يطغيان على صوت محرّك السيارة ، ربما لإدراكهما أنهما تتحدّثان – حقاّ – في موضوع مهم ...!.
لاأنكر ، أنني في البداية لم أستسغ ذبذبات هذه الثرثرة التي باتت تصفع مسمعي ،فكلّ منّا –وهذه إحدى نعم المرحلة..! – يهرب( كيوم الحشر تماماً ) من أصوات عياله ،بل ومطالب أم عياله التي تقع على الروح كالمطارق الفولاذية ،أو قل : الصاعقة ....!، كي يكون موعوداً مع وجبة اضطراريةعكرة من الضوضاء – سرطان الروح في هذا القرن – وهاهي تلك اللحظات القليلة التي كنا – ذات هدأة بال – نسمع فيه صوت أمنا فيروز – أدامها لنا الله ، تضيع ، كعلامة على ضياع جماعي مقيت ،لاسيما و أن كثيرين من أمثالي اعتادوا –أيام زمان – بدء نهارهم بالموسيقاالراقية وفنجان القهوة الرومانسي –ترى من ذكّرني بهما- هنا - وهما يكادان يصبحان نسياً منسيا ً أما م علي الديك ونانسي ؟،أجل لقد بدأت ملكة التذوّق تتهرّأ في أرواحنا ، فلم نعد لنجد في روزنامة اليوم ذلك الهامش الذي يكفي هذا الترف الاستقراطي...!!..
فجأة ، وجدتني أنضم ّ – مثل سواي – إلى جوقة المستمعين طوعاً، ،و كراهية لحديث السيدتين:
- ليلة أمس جاء تكم زيادة على رواتبكم...؟قالتها إحداهما للأخرى بخبث باد ...
- لا لم تكن زيادة رواتب ، بل راتب" نصف شهر" ....
- أو لم يقل مسؤول كبير سابق ،ان رواتب الموظفين ستصل إلى" ....".بعد اربعة اعوام فقط...؟
- إنه كلام مسؤول ....فحسب .....
- برأيي ، إن المسؤول الذي لايفي بوعده ، يجب أن يحاكم ، ويعفى من أي مهمة تسند إليه....
- سنبقى دون مسؤولين إذاً....قالتها وهي تصدر قهقهة مصطنعة
- سعداء أنتم بما أعطي لكم
- هذا حلّ غير ناجع ، ثم لم يكن هناك عدل في العطاء ، إذ نجد موظفاً حصل على سبعة آلاف وخمسمئة ، مقابل آخر – أكثر عيالاًحصل على مبلغ يقل عن ألفي ليرة ...!، كي نتأكّد حقّاً من أننا" خلقنا درجات" ....
- المهمّ تأمنت لكم بعض مصاريف العيد
- صدقيني إن ذلك لايكفي ل.......
- وماذا تقولين في من لايعملون لدى الحكومة ..؟ ، أتصدقين أن في حارتنا عشرات العاطلين عن العمل ممن ليس في جيوبهم ثمن خبزلإطعام أولادهم؟ ، هؤلاء مشكلتهم أكبر.. ، الدولة تتكرم على موظفيها- وهم بحاجة أيضا ً - لكنها تنسى من هم أكثر حاجة إليها أمثال ..... جيش العاطلين عن العمل .....هؤلاء
- إنها مشكلة ...أعانكم الله ...!
- يقال أن وزير المالية السيد –أحمد الحسين – تحدّث عن أن المازوت ربما يزداد سعره ......؟!....
- ذريعة ذلك أنه يهرب إلى دوال الجوار ....؟
لا ، الجواب – هنا – بسيط : لماذا – وهو جزء من حكومةطويلة عريضة – لا يمنعون التهريب من أصله ....؟.، العذر أكبرمن الذنب .
- يبدو اننا موعودون بموجة غلاء قادمة ؟
- تصريح الوزير لم يأت من فراغ ،إن ما هوليس من مصلحة المواطن يطبّق بسرعة الضوء...، لنا تجربتنا في ذلك ...
- سيعوضون لكم معاشر موظفي الدولة ...
- ليس كلّ سكان سوريا موظفين يا أختي ..!، فزيادةالأسعار – لاسمح الله – ستشمل مجالات كثيرة ، كل شىء سيرتفع سعره ، يا ويلاه لنا ....نحن المسخّمين ال.....!!!
- فجأة ، نظرت من نافذة السيارة ،فإذا بي قد تجاوزت الموقف الذي سأنزل فيه ،ولهذا ناديت السائق بأعلى صوتي :
- معذرة ، أنزلني عندك ..!، لقد انسجمت مع حديث الأختين ، لقد كنا أمام محاضرة حقيقية...
هممت بالنزول ليقول لي أحد الركّاب :
- الحاجة يا أستاذ أمّ الاختراع ، أتأمّلت أن ما سمعناه هذا الصباح من السيدتين الكريمتين؛ يذكرنا بتحليل أي خبير اقتصادي ...........محترم ...؟؟!!
حثثت الخطا مسرعاً ،متّجهاً صوب مكان عملي ،متمنياً لو أنني مضيت معهما في رحلة أطول ، كي أعيد حوارهما ، عسى أن أستطيع كتابته في زاوية صحفية في ما سمعت .....



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال
- كلمة إبراهيم اليوسف في الندوة الوطنيةالتي انعقدت في فندق الب ...
- حسن عبد العظيم .. وأمبراطورية المعارضة
- فرهاد جلبي يرحل مبكراً...!
- إ ند ياح الفساد إ نحسار الإصلاح
- هل سنكون أمام العصر الذهبي للإقطاع من جديد !!؟
- اليوم الوطني لمكافحة الفساد..!!!
- الميثاق الجديد للجبهة الوطنية التقدمية جملة مآخذ ...وتناس وا ...
- المشرّع السوري وزيادات أجور العاملين وإعادة التأريخ إلى الور ...
- -طابا كردستان.-....!!. محمد غانم يتراجع عن تبنيه للقضية الكر ...
- ما دمت سورياً إذاً فأنت سياسيّ بامتياز ...!
- عشية مرور ستة أشهر على أحداث 12 آذار المؤلمة :اقتل كردياً... ...
- جهاد نصرة...- كأسك يا وطن -....!
- حجب و لا عجب ما دام أنه الحوار المتمدن
- قانون ال -مطبوعات- السوري
- الحوار الكردي العربي بين حضور الموجبات وغياب الضوابط
- لوثة الانكسار في تقصّي بعض أسباب تقهقر التجربة الاشتراكية... ...
- شدو- الوطاوط-وسطو الخرائط في حلم الأكراد....وخرط القتاد
- المقاومة المزوّرة
- أكذوبة -أسرلة الأكراد- هل هي خدمة مجانية لخطط الموساد؟ 2


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - في أحوال الرعية على هامش ماقاله السيد الوزير..!!: