أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - **هواجس و تساؤلات حول الكتابة القصصية في المغرب















المزيد.....

**هواجس و تساؤلات حول الكتابة القصصية في المغرب


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 14:25
المحور: الادب والفن
    


من خلال المجموعة القصصية "حتى يزول الصداع"

تتميز القصة القصيرة في المغرب بحركية ملفتة ، أثارت انتباه الملاحظين و المتتبعين ، و تجلت هذه الحركية بالخصوص في الاهتمام الكبير ، الذي حظيت به من قبل المبدعين و النقاد على حد سواء .. نتيجة لذلك أصبحنا أمام زخم غير مسبوق من الإصدارات القصصية ، و اللقاءات و الملتقيات التي تؤطرها الجمعيات المتخصصة و غير المتخصصة ، هذا فضلا عن المتابعات النقدية التي تزخر بها صفحات الجرائد و المجلات و الشبكة العنكبوتية ، وتبقى العلامة الفارقة في هذا المجال التحاق الكتاب الجدد و ناشئة الأدب بشكل متواتر بكوكبة القصاصين القدامى ، بما يعني أن القصة أصبحت تحقق - على الأقل في مخيال البعض - نوعا من المجد الأدبي ، مزاحمة بذلك جنس الشعر، الذي كان إلى وقت قريب ، البوابة المثلى لولوج دنيا الأدب بالنسبة لهذه الفئة من الكتاب

.
و قد توج هذا الاهتمام الكبير الذي حظيت به القصة القصيرة بانبثاق جنس قصصي جديد ، وهو جنس القصة القصيرة جدا ، الذي أسال و لا يزال كثيرا من المداد حول تجنيسه ، إذ يعده الكثيرون وخاصة أولئك الذين يحملون موقفا سلبيا تجاهه ، تنويعا من تنويعات القصة القصيرة ، فيما لا يجد البعض الآخر - خاصة كتابه - غضاضة في اعتباره جنسا أدبيا جديدا، له خصائصه المائزة ، التي تؤهله ليكون جنسا أدبيا قائم الذات

.
و إذا كان من باب تحصيل الحاصل الابتهاج بهذه الحركية المباركة ، التي جعلت القصة القصيرة ذات مكانة اعتبارية في المشهد الأدبي المغربي ، بل و أضحت جنسا جذابا ، أغوى كتابا من أجناس أدبية أخرى كالشعر و الرواية و المسرحية ، بل و رمى شباك غوايته حتى على بعض النقاد ، فإنه من اللازم طرح بعض التساؤلات المشروعة ، التي تخص هذا الحراك ،و يمكن إجمالها فيما يلي

: -

هل تعبر هذه الحركية الملفتة عن ازدهار حقيقي للقصة القصيرة في بلادنا ؟
-

هل يخدم الطابع الاحتفالي للقاءات و الملتقيات جنس القصة القصيرة ؟
-

هل هناك متابعة نقدية حقيقية و جادة للركام المتراكم من القصص القصيرة؟
-

هل استطاع القصاصون المغاربة الجدد خلق نماذج قصصية ، تعد بمثابة معالم في الطريق ؟
-

هل هناك اطلاع عميق على التجارب القصصية السابقة، أم أن كل قاص جديد يبدأ و كأنه غير مسبوق بهذا التراكم القصصي و الجمالي ؟
-

هل استطاعت القصة القصيرة أن تخلق جمهورها القارئ خارج كتابها ؟
-

هل تمكنت القصة القصيرة من فرض نفسها على دور النشر؟
هذا غيض من فيض من التساؤلات التي لا أدعي امتلاكي لأجوبة شافية لها ، و هي وليدة متابعتي و حبي لهذا الفن القصصي الجميل ، كما أن بعضها انبثق في الذهن و أثقل على القلب بعد اطلاعي على المجموعة القصصية المشتركة" حتى يزول الصداع" .. هذه المجموعة التي استمتعت بقراءتها ، لأنها تتضمن نصوصا توفر متعة القراءة ، و تبشر بمستقبل زاهر و متجدد لفن القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا..لكنها - في نفس الوقت - تفرض على المتلقي مواجهة بعض الأسئلة المقلقة و الملحة

..
لكل ذلك يسعدني أن أشرككم في ما تردد في داخلي من أفكار و هواجس ، و أنا أتصفح قصص المجموعة ، و التي يمكن إجمالها فيما يلي

:
-

إنها مجموعة مشتركة ، و لا يتعلق الأمر بتمثيلة قصصية بنص أو نصين ، يؤهلها لتكون أنطولوجيا قصصية ، انبنت على أساس الاختيار ، لذا نجد التفكير سرعان ما ينزاح نحو الجبر ، بمعنى أن هذه المجموعة تحيل - في المقام الأول- على أزمة النشر ، خاصة بالنسبة للقصة القصيرة ، و هذا الأمر يجيب نسبيا على أحد التساؤلات أعلاه.
-

وقع الكاتب العميد أحمد بوزفور تقديم هذه المجموعة ، و هذا يعني أن أيادي هذا الكاتب البيضاء على القصة القصيرة لا زالت مستمرة ، و هو إحدى العلامات البارزة و الفارقة في تاريخ القصة المغربية . لقد سبق لي في أحد اللقاءات القصصية أن قلت بأن التأريخ للقصة القصيرة في المغرب سيتحدد مستقبلا بما قبل أحمد بوزفور و ما بعده .. فالكثير من الفضل يعود إلى هذا الرجل في تبويء القصة القصيرة المكانة التي تتبوؤها الآن ، من خلال اشتغاله على نصوصه أولا و تطويرها و التنظير للفعل القصصي ثانيا ، فضلا عن دعمه للكتاب الشباب و تأسيسه لمجموعة البحث في القصة القصيرة ، المشرفة على مجلة "قاف صاد " ، التي لا يجهل أحد أهميتها بالنسبة للفن القصصي.
-

حضور العنصر النسوي بقوة ، فالمجموعة القصصية "حتى يزول الصداع " فسحت المجال لنصوص الكاتبات بشكل ملفت ، و هذا معطى دال يعبر عن المكانة التي التي أضحت القاصات المغربيات ، يحتلنها في المشهد القصصي المغربي ، و هو حضور نوعي و فعال ، خاصة بعد تجاوز كثير من القاصات مطبات الكتابة النسائية ، من خلال اقتحامهن لتكنيك الخلق بدل التعبير الذي وسم كتابة النساء لمدة طويلة ، و في المجموعة شيء من ذلك ، و إن عبر عن نفسه باحتشام ملحوظ.
-

تضم المجموعة بين دفتيها نصوصا في القصة القصيرة و نصوصا في القصة القصيرة جدا .. و يمكن طرح السؤال بهذا الخصوص .. هل يتعلق الأمر برؤيا أو تصور ما حكم الساهرين على المشروع ، يشي بإيمانهم بأن كل من القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا ينضويان تحت لواء جنس أدبي واحد ، أم هي الضرورة التي أباحت المحظورة ؟
-

تتفاوت النصوص طولا و قصرا وكذلك جودة ، كما يختلف تصور كل قاص و قاصة للكتابة القصصية ، مما يجعل المتلقي أمام تنوع ، قد يكون محمودا في أحد وجوهه ، لكنه مربك في وجوه عدة ، مما يصعب معه استخلاص سمات معينة تؤطر الفعل القصصي لدى قاصات و قصاصي المجموعة.
هذه بعض الملاحظات العامة ، التي فرضت نفسها علي ، بعد قراءة نصوص المجموعة ،و قد تكون غير دقيقة بل مجحفة في بعض الأحيان ، لذا يطيب لي أن أختم هذه الورقة ، التي تعبر - أولا و أخيرا- عن وجهة نظري المتواضعة ، بطرح المزيد من الملاحظات ، حول كل قاص و قاصة على حدة ، و أنا مدرك أن هذه الملاحظات قد لا تساهم في زوال "الصداع " ، بل تتغيا - بسبق إصرار و ترصد - تأجيجه ، خدمة للقصة القصيرة و القصة القصيرة جدا ، و قد صغت هذه الملاحظات كالتالي

*

حياة بلغربي: تعاني القصة هنا من انفصام" جميل "، فالثيمة العاطفية غالبا ما تفرض على القاص أسلوبا تعبيريا جوانيا ، تصبح الذات محوره أقصد ذات الكاتب ، غير أن القاصة وفقت في تدبيج قصصها بلغة ناضجة محايدة ، وموضوعية ، تلتقط التفاصيل ، و تتحكم في سردها بطريقة احترافية و واعدة جدا

.
*

زايد التيجاني
:

القصة عند التيجاني أغراها الواقع ، فعمدت إلى نقله إلى القصة ، حتى أنه يمكننا أن نفصل بينهما ، القصة هنا مجرد و سيلة و أداة ، تحكمها نزعة أخلاقية واضحة ، و تتشبت بماضي الفعل القصصي ، كما ترسخت في مرحلة ما من زمن القص المغربي ، و كانت النتيجة أن فقدت الجملة القصصية هويتها ، فتماهت مع الجملة الروائية.
**

محمد محضار و هشام ناجح : تحكم القصة عند القاصين رؤيا رومانسية ، أثرت في لغتها فشعرنتها ، و ارتفع صوت السارد متشكيا و متذمرا و حزينا ، فيما تتطلب القصة عينا قريرة ، هادئة و مطمئنة ، تلتقط التفاصيل و لا تنفعل بها ، كما أن الرؤيا من خلف أسقطت القصص في تقليدية قصصية ، و كأنها تتجاهل ما حققته القصة المغربية من تراكم .. القصة هنا ارتدت جبة الرواية

.
*

كريمة دلياس
:

القصة القصيرة جدا تبني معادلات رياضية ، عبر الرهان على الثنائيات.. تعاكس / تجاذب.. طرفا الحبل .. الرأس بالنسبة للشارع و الناس .. المسحوق بمعناه الواقعي و المجازي
..

بالتأويل لكنه مغر إنها معادلات قصصية ، لعبة شكلية ، قد يصبح فيها المعنى شكليا و مفتعلا .
*

أمينة الإدريسي: لمسة شعرية تخترق القصص ، و حضور قوي للذات، تلهي القاصة على الاهتمام بما حولها ، عندما تلتهي القصة بذواتنا تخسر الكثير ، تهمل الحواس ، القصة تسمع و ترى و تشم و تحس ، بالمحصلة في العالم ما يكفي لتأثيث القصص

.
*

عدنان الهمص : قصص جميلة لكنها تخطئ الوسيلة أحيانا ، يخونها التكثيف ، فتغرق في تفاصيل لا تحتاجه

.
**

مينة ناجي : تعاني القصة هنا من ثقل المجاز ، فتصبح و قصدة النثر سواء.. و يصبح القارئ أما نص" عبرأجناسي".. لذا يبدو لي الوعي بالحدود الفاصلة ما بين الأجناس قد يكون مفيدا

.
*

عبد الكريم العمراني : رؤيا تقليدية ، جعلت القصة تسقط في فخ نقل الواقع ، و اللغة مجرد أداة تنقل هذا الواقع ، في القصص التي تكتب الآن و هنا يتم الإبداع في اللغة كذلك

.
*

عبد الرحيم التدلاوي :. استفادت القصة القصيرة جدا مما تحقق في هذا المجال ، فجاءت ناضجة ، تبدع من داخل اللغة و توظف كل الإمكانات المتاحة للقاص لخلق أثر فني جميل

.
*

المصطفى سكم
:

لا تتحمل القصة القصيرة جدا تلك اللمسات الحانية التي يربت بها القاص على كتفها .. القصة تحتاج إلى احترافية في التعامل ، لا تعاطف و لا رومانسية غارقة في لواعجها.
*

مليكة الغازولي
ارتدت القصة لبوس الحكاية ، فتخضبت الرؤيا برذاذ زمن الحكاية و وظيفتها الوعظية و الإصلاحية

**قدمت هذه الوراقة في حفل تقديم و توقيع المجموعة القصصية من قبل جامعة المبدعين المغاربة يوم 18 -6 2011 بالدارالبيضاء



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاكاة الساخرة في القصة القصيرة جدا عند أحمد جاسم الحسين
- لغتيري يوقع رواياته في معرض الكتاب بالدارالبيضاء
- مغرب جديد يصنعه شباب 20 فبراير
- لماذا يجب النزول إلى الشارع يوم 20 مارس للتظاهر؟
- أيام معتمة- للكاتبة المغربية البتول محجوب أو عندما تشع الكتا ...
- لماذا سأنزل غدا إلى الشارع من أجل التظاهر؟
- رواية -الحافيات- للأديبة دينا سليم أو عندما تتخذ المرأة من ج ...
- أدباء وكتاب يتحدثون ل(الزمان) عن درجة الجرأة في الكتابة
- الاحتفاء بالشخصية في المجموعة القصصية- الأب دحمان- للقاص الم ...
- السعدية باحدة مبدعة من الزمن الجميل*
- العوالم الافتراضية في الكتابة القصصية عند القاص المغربي محمد ...
- إيقاع الصورة الشعرية في -ظلي بقعة حبر -للشاعرة التونسية عائش ...
- كتابات ساخرة قصص قصيرة جدا لجميل حمداوي -تقديم مصطفى لغتيري.
- وقفة تأملية عند -دموع فراشة- للقاص حميد ركاطة
- مصحف أحمر رواية الثورة و الجنس المثلي و توحيد الأديان
- -خبز الله- لعمر علوي ناسنا أو ولادة جيل جديد من القصاصين في ...
- مليون توقيع من أجل جامعة مغربية فعالة و مبدعة و متنورة
- أصوات في المشهد : مصطفى لغتيري : المشهد الثقافي في المغرب : ...
- قصص قصيرة جدا لمصطفى لغتيري
- أحمري يبتلعه السواد للشاعر نزار كربوط ديوان يحتفي بالتفاصيل ...


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - **هواجس و تساؤلات حول الكتابة القصصية في المغرب