أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - الإسلام السياسي















المزيد.....

الإسلام السياسي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3400 - 2011 / 6 / 18 - 15:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام السياسي,اعتبر ظاهرة اجتماعية وسياسية يعرفها العالم العربي وحتى الإسلامي,مند أن تحولت جماعة الإخوان المسلمين بمصر من الفعل الدعوي إلى الفعل السياسي,بحيث مع سيد قطب من خلال كتابه معالم في الطريق,عمل لأول مرة على تكفير المجتمع بناء على أن قبوله بالحاكم الدي لايطبق شرع الله بمثابة شرك بالله,ومن هنا ستظهر فكرة الحاكمية,التي مفادها أن الله ليس مجرد إلاه للعبادة,التي غايتها تحقيق الخلاص الأخروي,بل إن العبد مطالب بأن يخضع للتشريعات الدينية الإسلامية بدل الوضعية,وكانت هده هي بداية تحول الإسلام الدعوي إلى إسلام سياسيي,وكان لابد من توظيف التاريخ في هدا الصراع السياسي انتصارا لنمودج دولة الخلافة,التي حولها الإسلام السياسي,بحركة الإخوان المسلمين إلى ما يشبه الأسطورة بنقائها وعدالتها وصلاحيتها الأبدية لأن تكون هي صورة الدولة الإسلامية,التي على المسلمين تحقيقها وفرضها بالدعوة إليها جهارا,رفضا لكل الأنظمة المغايرة,سواء كانت رأسمالية دميقراطية أو اشتراكية توليتارية,وباشتداد الصراعات ضد الأنظمة السياسية,خرجت من رحم هده الفكرة,الحركات الجهادية,التي اكتسبت قوة وقدرة على التنظيم العسكري من خلال تجربة الجهاد بأفغانستان فبدأت حركات الإسلام السياسي بتبني العنف الدي سرعان ما تحول إلى إرهاب دموي,كانت مؤشرات انتشاره كامنة في الفعل التكفيري الدي سنته حركات الإخوان المسلمين في مصر,ومنها انتشر في كل بقاع العالم العربي والإسلامي بعد مدته التجربة الوهابية بالمال والعتاد ودعمته ثقافيا وسياسيا دون أن تتماهى معه,وهنا لابد من طرح سؤال حرج وماكر,عندما نطلق كلمة الإسلام السياسي على الحركات الدينية التي أولت الإسلام سياسيا,فهل كان الإسلام التقليدي خاليا من السياسة؟؟

المسيحية لم تظهر كدولة,بل كانت ديانة,وعندما تقوت,وتوجست منها الدولة الرومانية خوفا تبنتها,واستغلتها سياسيا في صراعاتها السياسية لتعطي لحملاتها بعد القداسة,وتسمح لها بمحاسبة المخالفين لها كعصاة لله والمسيح,وفي الإسلام كان الرسول عليه الصلاة والسلام رافضا لأية سلطة يتنازل بموجبها سادة قريش له حتى لوكانت ملكا,وقال قولته الشهيرة لعمه أبي طالب,أنه لن يتنازل عن الدعوة حتى لووضعوا الشمس عن يمينه والقمر على يساره ,وقد ورد في تلك الأخبار أن رجالات مكة عرضوا أن يصير ملكا لهم,بما تعنيه تلك السلطة الدنيوية من جاه وسلطان,وبعد الهجرة إلى المدينة,كان لزاما على المسلمين تنظيم أنفسهم,ومعاملاتهم التجارية وعلاقاتهم الإجتماعية للتميز عن باقي الجماعات الأخرى,خصوصا التي رفضت الإنضمام إلى المجتمع الجديد,ولغرس قيم الأخوة والتضامن كان لابد من تشريعات يقبل بها الكل طاعة لله وليس لقوانين موضوعة حتما سوف يختلف الناس حولها وربما يتصارعون دفاعا عن مصالحهم وامتيازاتهم الجديدة أو حتى القديمة,وهنا كانت نواة الدولة بالضرورة دينية,ولا يمكن تصورها غير دلك,فطبيعة المجتمعات الناشئة ووعيها القبلي لايسمح بوجود قوة عمومية تفرض قوانين متفق حولها,خالية من القداسة والإلزام الإلاهي,المفروض على الكل بما فيهم النبي نفسه,وبعد موت النبي الرئيس,قال المسلمون,أو بعضهم لأبي بكر,لقد اختارك الرسول لديننا,أفلا نرضاك لدنيانا؟ومفاد دلك أن أب بكر كان يؤم الناس في الصلاة عندما يغيب الرسول عليه الصلاة والسلام,وسمي خليفة رسول الله,ولم يقل عنه المسلمون خليفة الله على أرضه,ومن هنا كان معنى الخلافة,فلا أحد يخلف الله إلا الأتبياء,لكن الإسلام السياسي,بأسطرة التاريخ يبحث عن مبررات الغاية منها فرض سلطته باسم الإسلام على المسلمين,وتحويلهم إلى أتباع لإيديولوجيته التي يبحث لها عن القداسة دولة أو حركة كما فعلت روما مع المسيحية,فالإسلام بدأ روحيا,داعيا إلى التوحيد,ولم ينشد أية سلطة دنيوية,أو تسلط قهري,وما سوف يعرف فيما بعد بدولة الخلافة,لم يكن إلا سعيا حثيثا للحفاظ على نظم المدينة ومدها إلى أقطار أخرى,ومحاولات مستمرة للإستفادة من النظم السياسية المغايرة حتى تلك التي كانت لاهوتية,أو المؤلهة للحكام,ولسوء حظ الفتوحات أنها امتدت لدول عملت على تقديس حكامها,ولم يتأثر الخلفاء الأربعة بها,بل ربما قاوموا فكرا وعملا تحويلهم إلى آمرين وجبابرة بنسب متفاوتة,وكان من الطبيعي أن تنهار الخلافة,عندما اخترقتها الولاءات القبلية وغدت الدول تعبيرا عن سطوة قبيلة من قبائل قريش التي تنازعت فيما بينها عن الأحقية التاريخية بالخلافة,وربما من هنا وبشكل ـأوضح حضرت السياسة في الإسلام وبدأت التأويلات السياسية له,بقيت خفية تحت رماد الصراعات العشائرية والقبلية التي أبعدت الإسلام عن روحانيته الكونية والأخلاقية وزجت به في صراعات المصالح الدنيوية,لدرجة أن المسلمين تعاركوا مع بعضهم باسم الإسلام وقتل بعضهم بعضا دون الحسم في تصور واحد حول طبيعة السلطة السياسية في الإسلام,ولا زال هدا الموضوع مطروحا لحد الآن,
رغم محاولات حركات الإسلام السياسي ابتداع فكرة الشورى واعتبارها سلطة متميزة عن فكر التعاقد كما ظهرت في الغرب,لكن الشورى لم تكن إلا استشارة أخلاقية غايتها إشراك أعيان الأمة في اتخاد القرارات السياسية,وكان علي إبن أبي طالب انتبه بفطنته لهده الآلية مبكرا,عندما صرخ في وجه أتباعه قائلا,لارأي لمن لايطاع,فالشورى لم تحدد سلطات الحاكم ولا كيفيات ممارسته لسلطة الحكم,اللهم تلك العبارة الامضة,التي مفادها الحكم بما أنزل الله,لكن الوحي بعد موت النبي اختلف التابعون فيما بينهم حول تأويل بعض الآيات خصوصا المتشابه منها,أي غير المحكم بتفسير النبي لها,من جهة ,ومن جهة أخرى فقد جدت مستجدات لم ينفع معها القياس,الدي ليس ابتكارا فقهيا,بل قياس عقلي مصدره الفكر اليوناني المعتبر وثنيا في نظر الفقهاء دعاة الجمود والتحجر الفكري,والباحثين عن تفسيرات بطرق مغايرة,أكثرها خطورة الإفتاء,كاجتهاد يبحثون له عن قداسة ليست له,من قبيل الدولة الإسلامية القائمة على الشورى,فمن يستشير الحاكم؟
إنهم أهل العقد والحل,وكل جماعة تعتبر نفسها المعنية,وفي كل الأحوال إنهم العارفون بالدين وحماته والمتفقهين فيه,والمحتكرين لشرح معانيه وغاياته التي لايدركها غيرهم,بل حتى هم أنفسهم لايعتبرون أنفسهم مفكرين,بل مجرد ضائنين للعقيدة وحارصين لفكر السلف الصالح,الدي تناول كل شيء,ولم يترك لغيره إلاواجب الطاعة والإنصات,واختصارا,فإن حركات الإسلام السياسي,كحركات رافضة بالضرورة للحداثة,وأهم مرتكزاتها الديمقراطية والوطنية والعلمانية والقومية,وخصوصا الحركات التي انبثقت عن الحركة الأم الإخوان المسلمون,فهي تبدو في نظر البعض قابلة للعبة الديمقراطية,لتتميز عن الحركات الجهادية,لكنها في العمق,تتحين الفرص للإستيلاء على الحكم,بكل الوسائل حتى لو كانت سلمية من خلال صناديق الإقتراع,لتعود إلى طبيعتها الرافضة لما هو حديث,وأهمها الإحتكام لصوت الشعب,فالله في نظرها كمصدر للشريعة غير قابلة لأن يسأل الشعب حول بعض مضامينها المقدسة,وكان الشريعة خالية من بعض الإجتهادات التي يعلم أصحابها أنها ظهرت كاستجابة لبعض المستجدات التي عرفها العالم العربي والإسلامي,فما هو ثابت في الدين هو جانب العبادات والأخلاق,ما عداها فهو قابل لإعادة النظر والتطوير والتلقيح وحتى المساءلة والمحاجة به وحوله,إن حركات الإسلام السياسي في عالمنا العربي لايمكن أن تصير شبيها لحزب العدالة والتنمية التركي,فليس لها تاريخه,ولا رهاناته الإستراتيجية,فقد أدرك هدا الحزب حاجته للحداثة فانخرط فيها بوعي وعمق,ولم يتحايل عليها كما تفعل حركات الإسلام السياسي في العالم العربي,التي تحالفت مع المؤسسات العسكرية,وأظهرت ميلا غريبا للسلطة السياسية,مكررة مقولتها التي تعتبرها حديثا,أي قولة يهدي الله بالسلطان أكثر مما يهدي بالقرآن,ومفاد القولة واضح كل الوضوح,إنه الجوع للسلطة والتعطش للحكم,فهي ليست كحركة حزب الله,الزاهد فيها والمتفرغ للمقاومة,والناظر لمستقبل الصراع مع إسرائيل أبعد مما ينظر له كل القادة العرب والقوى السياسية الأخرى,هاتين الحركتين,في تميزهما وتسامحهما يبدوان مفارقان لما هو عليه حال حركات الإسلام السياسي في العالمين العربي والإسلامي,فحزب الله يرفض منطق المحاصصة الطائفية,وحتما يقبل باللعبة الديمقراطية كيفما كانت نتائجها,ويقبل بفكرة الوطن والوطنية,ولا يلغيها أو يؤخرها لصالح الأخوة العقدية,وهو ينتصر لفكرة العروبة ولا يعتبرها بقايا القبلية أو الوثنية,إنهما تجربتان رائدتان,جديرتان بالكثير من الدراسات,ولا يمكن في المدى القريب استنساخهما في عالمنا العربي,إلا قولا أو رغبة في التميز أو استغلالا في الحملات الإنتخابية التي تنخرط فيها بعض حركات الإسلام السياسي في المجتمعات العربية غير الجهادية,فالفرق بينهما ليس جوهريا,بل هو فقط في درجة رفض المجتمع والتعامل معه,ودرجة الوضوح في رفض الديمقراطية وكيفيات التعامل معها سياسيا,أما العلمانية فهي مرفوضة من طرف النمطين معا,الجهادي التكفيري والسياسي التحايلي.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي
- سلطة الحداثة
- سلطة السلطة السياسية
- السلطة والفكر
- التنسيقيات واليسار المغاربي
- الشباب والتغيير
- الملك والملكية
- الإصحات الإستباقية في العالم العربي
- اليسار العربي والشباب
- الثورات والتحولات
- رئيس دولة أم عصابة


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - الإسلام السياسي