أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أنسنة الإنسان















المزيد.....

أنسنة الإنسان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3400 - 2011 / 6 / 18 - 02:26
المحور: حقوق الانسان
    


تأخذني الحيرة في كثيرٍ من الأحيان حين أقرأ كتابا عن (حقوق الإنسان) وأقول:(هو أصلا.. أين هو الإنسان؟) إننا لم نرتق بعد إلى الإنسانية فقتل الناس البريئة وقتل الحيوانات البريئة والصيد ما زالت إلى اليوم من التقاليد التي يحافظ عليها كثيرٌ من الناس, وخصوصا الملوك وأبناء الملوك وشيوخ القبائل وشيوخ الدول إذ ما زالوا إلى اليوم يفتخرون بما يصطادونه من فرائس بشرية وحيوانية, فأين هي إنسانيتنا التي ندعيها والتي هي أصلا فقط لا غير عبارة عن لبس الجاكيته والبنطلون واستعمال الموبايل ,في الوقت الذي نأكل به لحم بعضنا ولحوم الحيوانات أو المخلوقات الأخرى وبعد كل وجبة طعام ينزوي بطل من أبطالنا ليكتب قصيدة عن عواطفه ومشاعره النبيلة بعد أن يكون قد التهم دجاجة كاملة, أو بعد أن يكون قد تسبب بإيذاء غيره من الناس وهو مفتخر بذلك, فأين هي إنسانيتنا, وأين هم الملوك الذي يقتلون ويكذبون ويسفكون الدماء وبنفس الوقت يتعبون قلوبنا بخطاباتهم الطويلة التي تعبر عن طيبتهم ورقيهم العاطفي, وبعد كل هذا نحاول أن نمارس الرومانسية التي لا يستطيع ممارستها إلا الإنسان المهذب في الأخلاق وفي العواطف.

إننا بعيدون جدا عن الإنسانية وقريبون جدا من الوحشية والبربرية, فبيننا وبين الإنسانية مليون سنة ضوئية, وبيننا وبين الوحشية والبربرية يا دوب خطوة واحدة أو خطوتين, فخطوة واحدة وتكون عبارة عن ذئاب 100%, وخطوة واحدة أخرى عند بعض الناس ويكونون عبارة عن كلاب متشردة ومسعورة, وخطوة واحدة أو خطوتين عند بعض البشر ويكونون عبارة عن أفاعي عاصرة أو عقارب أو بقر, فأين هي الإنسانية التي ندعيها طالما أن تصرفاتنا وسلوكياتنا تذكرنا بنذالتنا وبوحشيتنا التي ما رسناها في الغابات والصحاري آلاف السنين, فنحن لم ندخل المدينة إلا منذ 100 عام أو 200 عام على أبلغ تقدير فطوال عمرنا ونحن في الغابات وفي الصحارى أو في القرى النائية ننام مع البقر في نفس الغرفة ومع الخيول وحين يصبح علينا الصباح نمشي ونسرح كما الحيوانات بحثا عن الطرائد لصيدها , لذلك ما زلنا حيوانات لم نتأنسن بعد وشيوخ الدين يأمرون بالقتل لكل من يخالفهم ويأمرون بأكل الربا ويأمرون بالتكفير وبقتل كل من يختلف معهم في العقيدة والدين أو بالرأي إن صح التعبير, هذا يدل على أننا فعلا حيوانات ولسنا بشرا, ولو قطعنا عن المدن الكهرباء والألبسة الجاهزة وماكينة حلاقة الذقن وتنظيف الأسنان لظهرت بربريتنا ووحشيتنا بسرعة, إننا لم نتمدن بعد إلا في الألبسة الخارجية, أما داخلنا فهو مريض ومتعفن ومتوحش, وما نرتكبه من جرائم يعجز عنها أعتا الحشرات والحيوانات المفترسة, إننا لم نتأنسن بعد.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=211162

وأي شخص من الممكن أن يقوده حظه لأن يصبح رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو نجما غنائيا أو تمثيليا سينمائيا أو سياسيا, ومن الممكن أن يحدث هذا بالمثابرة وبالسعي للحصول عليه سواء أكان بالجهد الجهيد أو بالحظ والصدفة كما أسلفنا, أو عن طريق ارتكاب الجرائم وهذا دائما ما يحدث إذ يرتقي السياسيون على قدر ما تسمح لهم جرائمهم بالارتقاء وبالصعود ولكن ليس من السهل أن يصبح أي شخص من الشخصيات المذكورة أنسانا بمعنى الكلمة للإنسانية,وإن فضل تحررنا من قبضة السياسيين لا تعود إلى إنسانيتهم بقدر ما يعود فضل ذلك إلى الآلة والمصنع الذي أراحنا من العمل والكد فلم يعد هنالك حاجة لأن يستعبدنا البرجوازيون والملوك طالما أن الآلة تقوم بأضعاف ما يقوم به مئات العمال , لذلك الفضل في تحررنا للمصانع وليس لإنسانيتنا فنحنُ حتى اليوم لم نصل بعد إلى درجة معقولة من الإنسانية, فالإنسانية لا نجدها عند السياسيين أو كبار التجار فهؤلاء هم أبعد الناس عن الحضارة والإنسانية واللطف في المعاملة, وأنا شخصيا أفضل الجلوس في مقبرة أو في مكب نفايات ولا أفضل الجلوس في دائرة مخابرات أو في رئاسة وزراء, فهؤلاء من المستحيل أن يعاملوني بإنسانية, وحقيقة لم يسبق لأي سياسي أن عاملني بإنسانية أو بطيبة, بل على العكس كل الصفعات تلقيتها من السياسيين , وما أعانيه من ظلم ومن إجحاف في حقي يعود فضله إلى الملوك وإلى السياسيين وليس إلى الإنسان العادي ,وكل الذين يتعاملون معي بلطف وبإنسانية أغلبهم من صغار الناس ومن صغار الموظفين, فهذا الزمن معناه أنك كلما ارتقيت بوظيفتك وبمنصبك السياسي كلما فقدت من مصداقيتك من إنسانيتك, وكلما نزلت في مستواك الوظيفي كلما زاد قلبك بياضا وطيبة وعطفا وإنسانية, فليس من الضروري أن يكون النجم السياسي أنسانا فغالبا ما يكون النجوم متوحشون بعض الشيء أو يفتقرون لأبسط قواعد التمدن التي قد تجدها في الإنسان العادي , حتى غالبا ما نصف النجوم السياسيين بالانتهازيين أو بالوحشيين أو أن نصف أنظمة حكمهم بأنظمة حكم وحشية لم ترتق بعد إلى مستوى الإنسانية التي ندعيها, فمسألة أن يكون الشخص المخلوق من طين أو من عجين أو من سليكون وله يدين وقدمين وعينين أنسانا فهذا الموضوع جدلي جدا ولا يمكن أن يصبح أنسانا بمعنى الكلمة للإنسانية , فلا يوجد لا أمكر ولا أخبث ولا أحقر من بني البشر إذ تشهد عليهم تصرفاتهم وسلوكياتهم وجرائمهم وأنا شخصيا لم أتصور الزعماء السياسيين بأنهم إنسانيين أو أنهم ينتمون إلى مستوى الإنسانية, يجب أن يعتذر لنا أغلب السياسيين عن تصرفاتهم الوحشية أو إنسانيتهم الناقصة, فأغلب السياسيين إنسانيتهم وآدميتهم ناقصة, وهم مقرفون جدا في سلوكهم وفي تصرفاتهم ويثيرون التقزز, وأن تجلس مع شخص عادي أفضل من الجلوس مع ضابط مخابرات كبير يده ملطخة بالدم وقلمه ملطخ بالكذب وكل عضو من أعضاء جسده يشهد عليه بأنه مجرم, وكذلك من المقرف جدا أن تجلس إلى جوار ملك أو رئيس جمهورية مجرم يقتل في كل يوم لكي يبقى ملكا أو رئيسا للجمهورية على مبدأ (إما ذابح أو مذبوح) ومن الممكن أن نجد الإنسانية الكاملة 100% في شخصية إنسان عادي يعمل عامل في شركة أو في مصنع تكون صفاته صفات كلها رُقي وحضارة, حتى المتعلمين أغلبهم ليسوا إنسانيون ومن الممكن أن تجد مراسلا فراشا في شركة أو في مكتب محامي وقلبه أبيض بينما المحامي المتعلم نمجده نصابا وسارقا ولصا ليليا ونهاري وقذر ومخادع يخدع الناس , ومن الممكن أو دائما ما يكون موظف بسيط في مكتب رئيس جامعة يفوق رئيس الجامعة بالإنسانية علما أن الرئيس أبروفيسور كبير وعالم اجتماع كبير ومتخصص بالأخلاق وعلم الأخلاق أو علم الجمال وبنفس الوقت من الممكن أن يكون أي موظف بسيط في مكتبه أنسانا أكثر منه , أو إنسانة عادية تأكل وتشرب وتعمل بوظيفة أو بمهنة بسيطة كعاملة في مصنع ومع ذلك نجد فيها كل مواصفات الإنسانية وكل مواصفات الرقة والعطف والحنان وهذا معناه أن العلم والثقافة لم يساهما حتى الآن في سعي البشر للارتقاء بإنسانيتهم أو بعبارة أكثر دقة أن العلم والثقافة لم يؤنسنا الإنسان نهائيا, إن الصفات الطيبة غالبا ما تكون في الإنسان العادي بينما لا نجد مثل تلك الصفات الطيبة في زعماء الأحزاب السياسية الذين يدعون بأنهم يسعون إلى تحقيق دولة الرفاهية بينما هم في الواقع يشتغلون على الأغلب بمهنة الدعارة والقودنة والكذب والغش ليصلوا إلى مبتغاهم وإلى ما يريدونه, والطريقة ليست مهمة المهم فقط هو الهدف أي الوصول إلى الهدف بغض النظر عن الطريقة سواء أكانت بطرق مشروعة أو غير مشروعة يقتلون ويسفكون الدماء ويمارسون الكذب والغش والخداع للوصول إلى غايتهم على حسب السياسة(المكيافيلية) ذلك أن السياسة لم (تؤنسن بعد) فلطالما الإنسان أصلاً وفصلاً لم يؤنسن بعد فهذا معناه أن الثقافة والسياسة لم تؤنسن هي أيضا, وهنالك مذابح جماعية لا يقودها الإنسان العادي بل يخطط لها علماء الاجتماع وعلماء السياسة وقادة الأحزاب السياسية, وكل تلك الجرائم من المستحيل أن يخطط لها رجل الشارع العادي , فالزعماء السياسيون ترتكب بحق البشرية مقابر جماعية وإبادات جماعية كل تلك الأحداث والجرائم يخلقها ويتسبب بها الزعماء الكبار الذين ننحني لهم احتراما ونرفع لهم قبعاتنا ونؤدي لهم التحية على اجرامهم وندفع لهم الضرائب, ويا للهول ويا للمصيبة, إذ كيف نؤدي التحية ونفدي بأرواحنا أناس لا يشتغلون إلا بالفساد وبالقتل, إن الجرائم بحق الجماعات والأقليات لا يرتكبها المواطن العادي أو الإنسان العادي بل يرتكبها الإنسان الذي نعتبره شريك للإله بالرحمة وشريك لله في المغفرة, ويا لجهلنا ويا للأسف إذ كيف نجعل من هؤلاء المجرمين أسيادا علينا نؤدي لهم التحية العسكرية ونحتفل بأعياد ميلادهم كما نحتفل بعيد ميلاد السنة الميلادية, إن أولئك مجرمون حقا لا يستحقون حتى طرح السلام عليهم, بل وتجد كلباً متشردا فيه وفاء وإخلاص أكثر منهم, بل وتجد ذئبا في قطيع من الذئاب يحافظ على أبناء جنسه ولا يقود بحقهم أي تصفية جسدية أو روحية أي أن في الذئاب انسانية عظيمة وفي الكلاب وفي الحيوانات رحمة ومغفرة أكثر منا نحن البشر الذين ندعي بأننا إنسانيون علما أن ما نمارسه من سياسة ومن ثقافة لم يؤنسن بعد.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=211162



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيدا عن الواقع
- وفاء سلطان,كل عام وأنت بخير
- العقيدة,القبيلة,الضرائب
- ما هي الرومانسية؟
- كلمات لم يستعملها العرب
- أفلام قديمه ومحروقه
- الاسلام على حقيقته
- ليس لدي منصب أستقيل منه
- ادارة الأزمات
- اقتراح توفيق الحكيم
- أفكار سخيفة
- عزيزي القارئ من فضلك أقلب الصفحة
- البحث عن السعادة
- أنا من عالم آخر
- صحابة شربوا الخمر
- كلابنا
- اعتصام الأطباء الأردنيين
- هل تستطيع تقييم الآخرين؟
- على قيد الطفولة, لجواهر الرفايعه
- حزّر فزّر


المزيد.....




- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أنسنة الإنسان