يا مفرد الحب

فائق الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 19:09
المحور: الادب والفن
    

يا مُفردَ الحبِّ


صافحتُ يومي على ورد ٍ يُغازلني
وراقَ أنْ يغمزَ العطر الذي غمرا

فذاكَ قلبي الذي أحييتَ دهشتـَهُ
في نبضهِ العشقُ سحراً كلّما خطرا

يا مُفـْرَدَ الحبِّ في أضلاع ِ متقدٍ
أنتَ الجنوبُ على أعدائهِ انتصرا

ما أعْذبَ النصرُ والتحريرُ زينتـُهُ
ذاكَ الذي إسمهُ لبنانُ مفتخرا

ووجهكَ الكونُ والإصباحُ نظرتـُهُ
والعينُ فيهِ تباري الشمسَ والقمرا

أودعتـُكَ الفجرَ والراياتِ زاهية ً
صفراءَ فيها لهيبُ الوجدِ مُسْتعرا

كأنَّ احساسَكَ الصفصافُ تـُبْصِرهُ
عينُ الفراشاتِ لطفاً كلّما بصرا

وحانَ آيارُكَ , الأملاكُ تحملُهُ
تبارك النصرُ مِنْ أفلاكهِ صدرا

مجدّتُ يومَكَ لا خوفاً ولا طمعاً
وإنـَّما يَبلغُ التمجيدَ مَنْ بهرا

حتى رأيتـَكَ فيضَ الراح ِ مُعْصِرة ً
تنسابُ رفقاً وقد اظهرتـَها مطرا

لمّا نسجتَ شُعاع َالشمس ِمئزرة ً
تليقُ بالمجدِ أثواباً لمنْ ظفرا

وأنتَ مَنْ كفـُهُ الرحمنُ إذ وسمتْ
على جبين ِالتقى من طبعهِ اثرا

وعزمُ لبنانَ من أصلاب ِهِمّتهِ
سلم ٌوحربٌ ترى في حزمه صورا

والسلمُ أجدر أن تحكي مرارتـَهُ
لِمَنْ يُغالبُ شرَّ الحربِ مستعرا

وحقِّ ربِكَ فالأرواحُ شاهدة ٌ
تكادُ تنطقُ منهُ الصمتَ مقتدرا

وانْ يكُ البعضُ قد اغشى بصائِرَهمْ
أبْناءُ سام ٍ وظنوا أنـَّهمْ بشرا

تالله فالغدرُ مَنْ أبدى نواجذَهمْ
والحقدُ يقدحُ من انيابـِهم شررا

فانظرْ إلى المسجدِ الاقصى وقـُبتِهِ
كأنـَّما الحزنُ يُبدي الدمعَ منهمرا

والقدسُ يشكو بني صهيونَ ما فعلتْ
تلكَ الأفاعيلُ لو بالصخر لأنفطرا

والقدسُ قلبٌ كتابُ اللهِ نبضتـُهُ
فمَنْ يَحِن لقدس ٍ ابرقتْ خطرا

أشكُّ لولا أرى قيدَ العينِ دولتـَهم
مِثلَ الرمادِ يُذرى سائباً عبرا

فالارضُ والناسُ والاشجارُ ترقبُهم
عند المخابئ فيما بانَ أو سترا

دعهمْ تضجُ جحورُ الارضِ قائلة ً
هنا بقايا بني صهيونَ قد دُثرا

يا أمتي مِنْ بَني الاسلام ِ مانضبتْ
سَحائبُ الخير ِتـهمي النصرَ والظفرا

كأنما هالة الأمجاد مقمرة
تمشي على قدمٍ قد أذهل البصرا

يا من ترى شُهُبَ الأكوان ِقدْ هبطتْ
فقبلتهُ وضمّتْ نصرهُ العطرا

تحية ٌيا أبا هادي يُردّدُها
شعبٌ بإيمانهِ قدْ جَسَّد العُصرا

تحية ٌيا أبا هادي وقائلـُها
جلَّ الإلهُ لِمَنْ في حربهِ نصرا

للهِ مجدُ العلى اسعى ويدفعني
بالحبِّ منتشياً بالودِّ منهمرا


القيت القصيدة في المهرجان الكبير الذي اقامته الجمعية الثقافية اللبنانية على مسرح قاعة باولي سكولان
بمناسبة الذكرى الحادي عشر لأنتصارات المقاومة اللبنانية .

فائق الربيعي
2011-05-29

#فائق_الربيعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات