أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الحكومة .. وترقيم النكات !














المزيد.....

الحكومة .. وترقيم النكات !


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 13:22
المحور: كتابات ساخرة
    


" تّعودتْ مجموعة من الشباب الجلوس في رُكنٍ من المقهى ، وتبادل النكات ، حيث كانوا جميعاً من هواة الفكاهة والضحك .. وعندما تزايدتْ النكات تدريجياً ، عمدوا الى ترقيمها ... وحفظ الكُل هذه الأرقام ... فما أن يقول أحدهم ، رقماً ما ، يعرف الآخرون مُحتوى النكتة المَعْنِية .. فبدلاً من سَرد النكتة ، أصبحوا يكتفون بالرقم فقط ! . وفي أحد الأيام ... دخلَ رجلٌ الى المقهى وجلسَ مُصادفةً قربَ رُكن الجماعة ، ليشرب الشاي ... فسمعَ واحداً من الشباب ، يقول : 21 ، فضحكَ الآخرون ، وقالوا : حلوة ! .. وبعد قليل قالَ آخَر : 102 ، ضحك البعض ، وقال البعض : بايخة ! .. بعدها : 75 ، فضحك الجميع وقالوا : هذه خليعة أكثر من اللازم ! ... إستغربَ الرجلُ الغريب كثيراً ، ولم يفهم شيئاً .. وأراد المشاركة ، فقال : 240 ، فأنفجر الشباب ضاحكين بقوة ، وإستمروا في القهقهة لمدة طويلة ! ... فتعجبَ الرجلُ أكثر ، وسألهم : ما المسألة ؟ لماذا تضحكون ؟ قالوا له : لأن هذه جديدة .. لم نسمعها مِنْ قَبل !!" .
الحكومة العراقية ، برئيسها ووزرائها ، ومجلس النواب برئيسهِ وأعضاءه .. يشبهون شباب المقهى .. مع فارقٍ بسيط ، حيث ان جماعة المقهى ، غرضهُم المَرَح والضحك والفرح ، بينما الحكومة والنواب ، غايتهم إدامة الأزمات وتطويل فترة حكمهم بكافة الوسائل ... شباب المقهى ، يخترعون النكات ويحورونها ، ويتبادلونها ، لِبَث البهجة والسرور والإسترخاء وإراحة الأعصاب .. في حين ان المسؤولين والقادة ، يتفننون في إطلاق الوعود الرنانة ، والعهود الطنانة ، ومن ثم يتنصلون منها ، ويتهمون بعضهم البعض بأقذع التُهَم وأشنع الصفات ، ويشغلون الشارع ، بمهاتراتهم العقيمة ، وصراعاتهم اللئيمة ، ويتسببون للجماهير ، بمزيدٍ من المعاناة !.
وحيث ان " وعود " المسؤولين والقادة والزعماء ( علماً ان هؤلاء هُم أنفسهم ، منذ ثمانية سنوات ولحد الآن ، حيث ان الوجوه الفاعلة على الساحة عددهم حوالي التسعين شخصية ) .. وعودهم إزدادتْ كثيراً ، فأنهم فيما بينهم ، رّقموها أيضاً .. فأصبحوا يكتفون بذكر ، رقمٍ ما ، فيفهم الآخرون فحوى هذا الوعد !. فعلى سبيل المثال ، إذا قال " حسين الشهرستاني " : 36 ، فأن الجميع ، يعرفون انه يقصد وعده المُخضرَم ، بجعل نوعية البنزين المُكّرَر محلياً ، من النوع الممتاز والإكتفاء ذاتياً ، بل والتصدير الى دول الجوار ! . وحين يُصّرِح وزير الكهرباء : 555 ، فهم يدركون انه يعني ، الوعود القديمة بجعل الكهرباء مستمرة بدون إنقطاع ، في موعدٍ أقصاه 1/7/2010 !. .. وهكذا ، إستمرتْ الحال ، على هذا المنوال ، وحفظَ الوزراء والنواب والقادة ، جميع " ارقام " الوعود والعهود ، والتي لا تُنّفَذ كالعادة .. ويحدثُ شيءٌ طريف أحياناً .. حيث يدخلُ بعض الغُرباء الى المقهى .. عفواً الى نادي المسؤولين الكِبار .. وأحد الغرباء لم يكن في مجلس النواب سابقاً ، ولا وجهاً معروفاً ، ولا من ضمن التسعين المؤثرين .. بل ان الظروف دفعتْه الى ذاك الموقع.. وأين ؟ هيئة النزاهة بالذات ! .. صاحبنا هذا ، مثل الغريب الذي دخل الى المقهى وجلسَ مصادفة في رُكن النكات .. تعجّبَ بعد ان سمع أرقاماً في مجلس الوزراء ومجلس النواب .. فأرادَ ان يُشارك أيضاً .. فقال : 950 ، فإستغرب الجميع ، لأنهم لم يسمعوا من قبل ، مثل هذا ( الوعد ) !! . حاولَ هذا الغريب والذي كان اسمه " موسى فرج " ، ان يدُل على بعض مواقع الفساد والنهب .. فقُوبِل بالإستهجان وتهيأت مواقع مهمة في السلطة ، لتلفيق التُهم له ، وهُدِدَ ، بالويل والثبور ... فإضطَرَ الى الإستقالة تحت تلك الضغوط الكبيرة !.
شباب المقهى ، جعلوا من وجود " الغريب " بينهم ، فُرصة لتحويله الى موضوع نُكتة ، ومشروعاً للضحك والإبتسام ... بينما مجموعة التسعين المتحكمة في العراق الجديد ، تعمل جاهدة ، أما لجعل أي " غريب " يصبح مثلها ، أو وضع العراقيل أمامه لإفشالهِ !! ..
شّتانَ ما بينَ المجموعتَين .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى أمنية ومُمارسات قمعية
- ألسفارة .. رمز السيادة المُنتهَكة
- بماذا تُفّكِر في هذهِ اللحظة ؟
- الإنتخابات التركية ..ملاحظات أولية
- عندما يخطأ الكِبار
- علاوي والمالكي ينشرونَ الغسيل القَذِر
- مُظاهرات الجُمعة في العراق
- - عملية تَجميل - للرئيس اليمني
- العراق واُفق المُستقبل
- تقييم المئة يوم
- الحاج - ش - أفضل من المالكي
- الرياضة بين الهِواية والإحتراف
- العجوز المسيحي الذي أصبح مُسلماً
- سُخرِية
- شّرُ البَلِيةِ ما يُضحِك
- مِنْ الحياة اليومية
- السيستاني لم يستقبل السفير الإيراني
- صديقي الذي يتمنى أن يكون مصرياً
- - إستعراض -التيار الصدري
- السعودية والنَهي عن المعروف


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الحكومة .. وترقيم النكات !