أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الثاني















المزيد.....

أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الثاني


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 11:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إلى

الواهمين بأن أحزاب الدول سوف تستمر.

وهذه الأشكال من الفساد المشار إليها سابقا، والتي استفحلت في البلاد العربية، وفي باقي بلاد المسلمين، على مدى سنوات استقلال هذه البلدان، وقفت وراء استفحالها أحزاب الدول، التي كانت تتحكم بيد من حديد، في كل ماله علاقة بالاقتصاد، والاجتماع والثقافة، والسياسة، حتى يوظف كل ذلك لصالح الطبقة الحاكمة، وباقي الطبقات الممارسة للاستغلال بشكل، أو بآخر.

فأحزاب الدول هي المفرخة لكل أشكال الفساد المادي، والمعنوي. ولذلك تعاني منه الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وهي لكونها منتجة للفساد في تجلياته المختلفة، لا يمكن ان تكون إلا فاسدة، ولا ينتمي إليها إلا الفاسدون الراغبون في ممارسة الفساد.

وانطلاقا من هذه الوضعية التي توجد عليها أحزاب الدول، فإن هذه الأحزاب، يصير وجودها مرتبطا بالأنظمة القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.

فإذا استمرت هذه الأنظمة، تبقى أحزاب الدول مستمرة، وإذا سقطت الأنظمة المذكورة، أو بعضها، فان أحزاب الدول تسقط أيضا، كما حصل في تونس، ثم في مصر، وفي أي بلد يكون نظامه مرشحا للسقوط.

فهل تتم مراجعة الدول، التي لم تستهدف بالسقوط، لسياستها اتجاه شعوبها، وتعمل على تفكيك أحزابها، وتترك أمر تكوين الأحزاب إلى المواطنين؟

أم أن الاستمرار في قهر الشعوب، وتكوين أحزاب مدعومة من الدول، وممولة من قبلها، سيبقى قائما.

وفيما يخص أحزاب الشعوب، فإن هذه الأحزاب، لا يمكن أن تكون إلا منفرزة عن واقع الصراع، الذي تعرفه الشعوب ضد الاحتلال الأجنبي، وضد الاستغلال القائم في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وضد الاستعباد، والاستبداد الممارس في هذه البلدان.

وأحزاب الشعوب ليست ممولة من الدول، ولا متبناة من قبلها، وليست موالية لها، لأنها وجدت، في الأصل، لتناهض مال تقوم به الدول في حق الشعوب، التي تسلب إرادتها. وهي لذلك لا تكون إلا في معارضة تقود الصراع الإيديولوجي، والسياسي، والتنظيمي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، ضد الطبقات الحاكمة، وضد سياسة دولها، وضد أجهزة الدول، وإيديولوجياتها، وتنظيماتها، واختياراتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وتسعى إلى فرض اختيارات بديلة، تتمثل في العمل على تحقيق الحرية على أنقاض الاستعباد، والديمقراطية على أنقاض الاستبداد، والعدالة الاجتماعية على أنقاض الاستغلال الهمجي.

فما هي المهام الموكولة الى أحزاب الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين؟

إن المهام الموكولة الى أحزاب الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، لا يمكن أن تكون إلا نقيضة للهام الموكولة الى أحزاب الدول. وهي لذلك لا يمكن ان تكون إلا مخلصة للشعوب، في البلاد المذكورة. وإخلاصها هو الذي يدفعها الى العمل على استيعاب الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تعاني الشعوب من رداءتها، وانحطاطها، والوقوف على الأسباب، والشروط الموضوعية، التي أدت إلى تردي تلك الأوضاع، ودور الطبقات الحاكمة، ودولها، وأحزاب دولها، على مدى عقود سنوات الاستغلال، في تعميق رداءة، وانحطاط واقع الكادحين.

وماذا يجب أن تعمل من أجل تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، سعيا إلى تحقيق الأهداف المرحلية، والإستراتيجية، لقلب ميزان القوى لصالح الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.

وبناء على ما ذكرنا، فان أحزاب الشعوب تعمل على انجاز المهام المتمثلة في:

1) خدمة مصالح الشعوب على المستوى التشريعي، في حالة وصولها الى المجالس التشريعية، على مستوى:

ا ـ أن تكون القوانين المشرعة في خدمة مصالح الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، ومتلائمة مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

ب ـ إعادة النظر في القوانين المعمول بها، في كل بلد من البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، من أجل ملاءمتها مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، من أجل تمكين كادحي الشعوب، في البلاد المذكورة، بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي منصوص عليها في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

ذلك، أن خدمة مصالح الشعوب على المستوى التشريعي، لا تتم إلا بإيجاد تشريعات تضمن احترام كرامة الشعوب، من خلال احترام كرامة الإنسان، التي بدونها لا تكون للشعوب كرامة.

2) خدمة مصالح الشعوب على المستوى الاقتصادي، من خلال العمل على:

ا ـ تحرير الاقتصاد الوطني في كل بلد من البلاد العربية، وحتى في باقي بلدان المسلمين، من التبعية إلى النظام الرأسمالي العالمي، ولمؤسساته المالية، وللشركات العابرة للقارات، والقطع النهائي مع اقتصاد الريع، واعتماد الإنتاج الصناعي، كأساس للاقتصاد الوطني المتحرر، بالإضافة إلى اعتماد التشريع العادل للدخل الوطني، من خلال ضمان تمتيع جميع أفراد الشعب بكل الخدمات الضرورية، ورفع الأجور، حتى تستطيع مسايرة ارتفاع الأسعار، وتشغيل العاطلين، والمعطلين.

فتحرير الاقتصاد الوطني من التبعية، يعتبر شرطا لأي تطور في البلاد المذكورة.

ب ـ وضع حد لنهب ثروات الشعوب، من قبل المسؤولين على اختلاف مستوياتهم، وخاصة أولئك الذين لهم تأثير كبير في تدبير ثروات الشعوب في البلاد العربية، ومنهم الحكام، والحكومات، ومسؤولو أحزاب الدول، وأعضاء المجالس المنتخبة: التشريعية، والجماعية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والمستفيدين من كل أشكال اقتصاد الريع، والمهربين، وتجار المخدرات، والمرتشين، والوسطاء، وكل المساهمين في نهب ثروات الشعوب بشكل، أو بآخر، واسترجاع الثروات المنهوبة، وتوظيفها لخدمة مصالح الشعوب، وخاصة في مجال التعليم، والصحة، والتشغيل، والسكن؛ لأن ما ينهبه الحكام، يعني لشعوب البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، ويحرر اقتصاد البلدان المذكورة.

ج ـ نسج علاقات اقتصادية مع مختلف الدول، على أساس الندية، حتى تفرض البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، شروطها على مختلف الدول الأجنبية، مهما كانت مكانتها الاقتصادية، خاصة، وأن البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، تزخر بثروات هائلة، يعمل الحكام، وأذنابهم على نهبها، وتفويت استغلالها للرأسمال الأجنبي، ومن أجل أن تصير في خدمة الرأسمال الأجنبي، بدل أن تصير في خدمة الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.

فخدمة مصالح الشعوب على المستوى الاقتصادي، من خلال تحرير الاقتصاد الوطني في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، يعتبر مسالة أساسية بالنسبة للشعوب المذكورة، كما أن وضع حد لنهب ثروات الشعوب، من قبل الحكام، وأذنابهم، يدفع بالاقتصاد المتحرر، إلى التطور المستمر، والنوعي، ونسج علاقات اقتصادية، على أساس الندية، يعتبر مسالة أساسية، وضمانة أكيدة لحماية الاقتصاد الوطني.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الأول
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- تحالف اليسار الديمقراطي: ثلاثية الإيديولوجية والشكل التنظيمي ...
- تحالف اليسار الديمقراطي: ثلاثية الإيديولوجية والشكل التنظيمي ...
- تحالف اليسار الديمقراطي: ثلاثية الإيديولوجية والشكل التنظيمي ...
- ما مصير حزب الدولة بعد الذي حدث في تونس وفي مصر؟.....2
- ما مصير حزب الدولة بعد الذي حدث في تونس وفي مصر؟.....1
- الدين، والسلطة، والنفوذ، ودواعي التجييش، والتبعية، والانبطاح ...
- الدين، والسلطة، والنفوذ، ودواعي التجييش، والتبعية، والانبطاح ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- هل تتحمل منطقة الرحامنة، ومدينة ابن جرير، أن يتضاعف منبطحوها ...
- هل تتحمل منطقة الرحامنة، ومدينة ابن جرير، أن يتضاعف منبطحوها ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - أحزاب الدول، وأحزاب الشعوب.....الجزء الثاني