أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - علمية الماركسية و الآيديولوجيا و أشياء أخرى : رد على ملاحظات الأخ الأستاذ جاسم الزيرجاوي المحترم/الأخيرة















المزيد.....

علمية الماركسية و الآيديولوجيا و أشياء أخرى : رد على ملاحظات الأخ الأستاذ جاسم الزيرجاوي المحترم/الأخيرة


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 09:24
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الملاحظة التاسعة و الأخيرة
يقول الاستاذ حسين ((لقد استغل الحزب الشيوعي السوفيتي أغلب الأحزاب الشيوعية العالمية (باستثناء فيتنام و كوبا لأسباب ستراتيجية) لتحقيق منافع أحادية ، فخسر دعم الطبقة العاملة في مختلف البلدان ، و خسر دعم عماله أنفسهم قبل أن يخسر نفسه ؛
نعم هذا هو عين الصواب , لكن هذا عن (المركز) لكن ماذا عن ( الاطراف) التي ظلت تدور في متاهات كانوا قبل وفاة ستالين يذكرون في ادبياتهم الماركسية-اللينينية-الستالينية وبعد وفاة ستالين حذفوا الستالينية وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي ظلوا متمسكين بنجمة الثريا الماركسية اللينينية والتي عرفوها من دراسة كوادرهم المتقدمة في موسكو ولتسمح لي باستخدام تعبيرك فخسرت وطنها وشعبها فلا الوطن حرا ولا الشعب سعيدا.
تعليقي على الملاحظة التاسعة و الأخيرة
واضح أن الأخ الأستاذ جاسم الزريجاوي يقفز على جملتي أعلاه ليضرب أربعة عصافير (أم نسور؟) بحجر واحد ، وذلك ضمن توجه منهجي عام واضح المرمى . و حسناً يفعل . العصفور الأول هو الجمود العقائدي لدى الأطراف ؛ أي الأحزاب الشيوعية في غير المنظومة الاشتراكية ، وفي العالم الثالث خصوصاً . الثاني هو اللمز من قناة الماركسية - اللينينية . الثالث هو الإشارة إلى صعود و سقوط الستالينية – المتعكزة على الماركسية اللينينية - فكرا و ممارسة . الرابعة – و هي بيت القصيد – هو الإشارة لشعار الحزب الشيوعي العراقي العظيم "وطن حر و شعب سعيد" و خسارة "الوطن و الشعب" بسبب الجمود العقائدي .
و قبل المضي في التعليق ، بودي الإشارة إلى النقاط المهمة التالية :
• لم ترد في مقالتي إياها لفظتا : "الشعب و الوطن" ، و بالتالي فأن "استخدام تعبيري" المذكور في أعلاه لا يزيد على مفردة "خسر" ، و هي كلمة مشاعة الإستخدام اللغوي لكل الناطقين بالعربية .
• أن تاريخ العراق الحديث يقطع بأن انتصارات الحزب الشيوعي العراقي في مسيرته الطويلة المجيدة كانت دوما هي انتصارات لمصلحة كل الحركة الوطنية و الشعب العراقي ، و أن إخفاقاته هي إخفاقات لمصالح نفس تلك الحركة ، و أن تلك النجاحات و الإخفاقات لابد أن تمس صميم حاضر و مستقبل الشعب العراقي ككل ؛ أي أن الحزب الشيوعي العراقي لم يخسر لا وطنه و لا شعبه .
• و مع الإقرار بالأهمية القصوى للنقد في التطوير و الإصلاح و وجوب الإستفادة البناءة من دروس الماضي ، فلا يجوز تناسي حقيقة أن نقد الحركة الثورية من على التل أيسر من المشاركة الإيجابية في خضم تيهورها الجارف لبطون الوديان تحت . قبل "الحَدَث" : الكل مضطربون أو متفرجون؛ وسط الحدث : الكل واجمون أو مستغربون ؛ بعد الحدث : الكل أذكياء ، أو محللون أبطال ؛ و هذا ينطبق عليَّ أنا طبعاً قبل غيري .
الجمود العقائدي و المركز و الأطراف
الجمود العقائدي هو الطامة الكبرى ، و دودة الأرضة الناخرة في صرح كل فكر ثوري ، و في الماركسية على وجه الخصوص بحكم طبيعتها كفكر جدلي واجب التطوير باستمرار مع تحرك و تغير معطيات الواقع . لماذا ؟ لأن الجمود العقائدي يزرُق في مادية الماركسية نقيضها المثالي القتّال ؛ فتتحول إلى روح ميتة ، أو في أفضل الأحوال مشلولة . و لعل أهم سبب في تفشي الجمود العقائدي هو تقاعس أو منع أو امتناع قيادات الأحزاب الماركسية و العديد من الماركسيين عن تطوير الماركسية في ضوء التحليل العلمي الدقيق للأوضاع الاجتماعية-الاقتصادية المتغيرة الملموسة في بلدانهم و العالم أو عدم مقدرتهم على ذلك و لأسباب أخرى عديدة . و لذلك فقد واصلت أغلب الأحزاب الماركسية تلقي و اجترار التحليلات غير الواقعية القادمة من "المركز" . في المركز ، خنق الجمود العقائدي و حكم الحزب الواحد بلا منابر كل إمكانية لولادة مفكرين ماركسيين خلفاء للينين ليس بين صفوفه فحسب ، بل بين ظهراني أغلب الأحزاب الشيوعية في العالم بدعوى "الحرص على الوحدة الفكرية للحركة الشيوعية العالمية" ، و "إذا وجد حزبان شيوعيان في بلد واحد فأحدهما خائن" ، "و محاربة الإنحرافات الفكرية" و غير ذلك من الترهات . بعدها ساد الفكر الاشتراكي ثقافة التركيز على نقد إخفاقات المعسكر الرأسمالي – و هذا ليس اكتشاف جديد – مع تناسي نقد و إصلاح الإخفاقات في تطوير البناء الاشتراكي و ترقية الديمقراطية و حقوق الإنسان ، و التركيز المتواصل على الانتصارات و النجاحات المتحققة ( و الكثير منها عظيم و مجيد و إن لم يتحقق إلا بأبهظ الأثمان و التضحيات التي تحملتها الطبقة العاملة و الانتلجنسيا و الشبيبة السوفيتية بنكران ذات نموذجية ) .
و لما كان مرجل حركة التاريخ لا ينتظر إتقاد النار في جليد رؤوس المتقاعسين ، فقد أتى زمان وجدت فيه أغلب الأحزاب الشيوعية العالمية نفسها متخلفة فكرياً عن إدراك اتجاه حركة التاريخ و كيفية ترقية خدمة مصالح حواضنها الاجتماعية بسبب غياب التحليل الماركسي الدينامي و اللصيق الإنطلاق من الواقع الإجتماعي العالمي و المحلي و الذي يسمح لها بالالتحاق سريعا بقطار التاريخ و التأثير فيه و استشراف آفاق تطور القوى المادية للعالم . كما لم يستطع هذا المشهد المأساوي إغراء ماركس و إنجلز لبعث نفسيهما للحياة من جديد ، و الانقسام إلى العشرات ، بل المئات من نسخ ماركس و إنجلز في كل واحد من بلدان العالم ، فأمست غالبية تلك الأحزاب تتحرك على هامش التاريخ ، و تلقت هي و حواضنها الإجتماعية الوطنية الآخذة بالانكماش ضربات قوية في الصميم ، في المركز . و لما لم يعد المركز يقوى على التماسك في وقفته فتهاوى ، انقطعت الخيوط التي كانت تبقي الأطراف معلقة به . و أصبحت أغلب الأحزاب الشيوعية في العالم الثالث تعمل بلا عقل معاصر و مواكب للتغييرات الإجتماعية-الاقتصادية الحاصلة : ألا وهي النظرية الثورية المنطلقة من تحليل الواقع الملموس في بلدانها و التي تستشرف آفاق مستقبل شعوبها و المنطلقة من مصالح حاضنة اجتماعية واسعة تربط مستقبلها بمستقبل تلك الأحزاب . كما بقيت الأسس اللينينية في التنظيم الحزبي هي السائدة ، و التي يتم تفصيلها حسب رغائب الزعامات . و انتهى القرن العشرين و النظرية الماركسية باقية تقريباً على حالها قبل قرن من الزمان ، مع شذرات من التعليقات و التهميشات هنا و هناك و أغلبها و أقواها قادم من خارج صفوف الأحزاب الشيوعية . و تم تناسي أهم واجب لكل حزب ماركسي : ترقية إنسانية الإنسان ، كل إنسان ، بمنحه الفرصة للإبداع و تحقيق الذات و المساهمة في ترقية الآخرين و التمتع بحق التجمع و إبداء الرأي و التفكير الإنتقادي و تطوير المجتمع ككل و الفكر عبر الشك في كل شيء . و لهذا السبب نجد أن حكم المافيات و الدكتاتوريات المنتخبة أبدياً عبر آليات الديمقراطية القذرة التي تسخّر المال العام لخدمة قيادات الحزب الحاكم هو السائد الآن في كل جمهوريات الإتحاد السوفيتي سابقا ، عكس أنظمة تداول السلطة السائدة ديمقراطياً الآن في هنكاريا ، بولونيا ، جيكيا ، سلوفاكيا : و هي الجمهوريات التي سبق لشبابها و عمالها و مثقفيها أن ثاروا ضد الجمود العقائدي خلال حقبة المنظومة الإشتراكية .
و لكن ما فات مات ، و قد أصبح الماركسيون يعون الآن مسببات إخفاقات الماضي المرير و السبل المؤدية لتجاوزها و الانطلاق على أمام ، فهل ستستطيع الحركة الاشتراكية العالمية في بلدان العالم الثالث في آسيا و أفريقيا استعادة حيويتها الفكرية و التنظيمية في ضوء إتساع حواضنها الإجتماعية جراء تفشي الفقر و البطالة و التخلف و التفسخ السياسي في بلدانها ، على الأقل على غرار ما هو حاصل في أمريكا الوسطى و الجنوبية ؟ الجواب نعم ، و لكن هذه "النعم" تحتاج إلى الكثير ، و هي مشروطة بالعمل الفكري و النشاط السياسي الجبار و المتواصل ، و إن غداً لناظره قريب .
و أخيراً ، لا بد لي من التعبير عن جزيل شكري و امتناني للأخ و الأستاذ الفاضل جاسم الزيرجاوي الذي كانت لتعليقاته الفضل كل الفضل في خربشتي السطور المستعجلة أعلاه ، مع فائق إعتزازي به أخاً عزيزاً و صديقاً كريماً و بكل قراء الحوار المتمدن الأعزاء.



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمية الماركسية و الآيديولوجيا و أشياء أخرى : رد على ملاحظات ...
- علمية الماركسية و الآيديولوجيا و أشياء أخرى : رد على ملاحظات ...
- خرافة دحض الماركسية العلمية / رد على الأخ الكبير الأستاذ يعق ...
- الكلبة -سليمة كُرْفَتِچْ- و البغل -خوشْطَرِشْ-
- النص الكامل لمسرحية -عرس واوية- : ذرة من وقائع كل إنتخابات ع ...
- نص مسرحية -معمعة العميان-
- مساء عراقي ساخن : كل شيء عادي كالعادة
- فضيحة الثعلبان -چيق- و -چاق- و الضبع -ورين-
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /8 ، و هو ال ...
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /7
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /6
- الدكتور محمد مهدي البصير / الشخصية الحلية الفذة
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /5
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /4
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /3
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /2
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /1
- قصة قصيرة : يوم جمعة في حياة جندي مكلف عراقي
- حكاية الموت الغريب للفيل -جَلا-
- ملاحظات حول حركة حقوق المرأة و مدرسة النقد الأدبي الأنثوي


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - علمية الماركسية و الآيديولوجيا و أشياء أخرى : رد على ملاحظات الأخ الأستاذ جاسم الزيرجاوي المحترم/الأخيرة