أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عزيز الخزرجي - أسفار في أسرار الوجود ج3 - ح9















المزيد.....



أسفار في أسرار الوجود ج3 - ح9


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 08:36
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أسفارُ في أسرار الوجود ج3 – ح9

طرق تحقيق ألأقتدار و درء ألأستضعاف:

بعد معرفتنا بكيفية آلحصول على آلقدرة للتحكم بأفكارنا آلتي تُمثّل وجودنا, نكون قد تأهّلنا للتحرك بإطمئنان و آلسفر من آلحق إلى آلخلق, و في ألخلق بآلحق(1) بعد أنْ أنهينا سفرنا إلى آلحق بآلحق(2), لنُبرهن للعالم عملياً ثمرات تلك آلمعاناة و آلجهاد ألحقيقي آلأكبر(3) .. عبر آلأبداع و الأنتاج آلعلمي على كلّ صعيد لبناء ألحياة و آلحضارة و هداية آلأمة و تحقّق إقتدار آلأنسان ألكامل ألذي أعتبرهُ مجمع ألأسرار في آلوجود, و في ذلك يكمن رضا الله و ثوابه و فلسفة آلخلق – من بعض آلوجوة!

و لهذا آلأمر آلهام قوانين يجب مُراعاتها من أجل تحقيقها, و هي :


أولاً: قانون آلتخلية(ألتفريغ):

لو تمكّنا من تطبيق هذا آلقانون فأنه بإمكاننا إستخدام أكثر من 90% من آلعقل .. بدل ألـ 3% منه!

و تطبيق هذا آلقانون يبدأ بمراحل؛ تبدأ بآلطلب, ثم بإعداد ألمقدمات و آلأستمرار حتى آلمراحل آلنهائية لتطبيق آلقانون.

و آلطلب, لا يتحقق إلّا بعد ألتحلي بآلصفات ألحسنة و آلأخلاق و آلعلم ألحقيقي مع توفيق الله تعالى, و آلوصول إلى مرحلة ألأبداع في آلنهاية لا تتحقّق أيضاً ما لمْ يتمّ ألتخلي تماماً عن آلصفات ألبذيئة و آلأخلاق ألسيئة و آلترسبات ألتربوية ألخاطئة و تجميدها نهائياً في منطقة خاصّة خلقها آلباري في دماغ ألأنسان(4) لنحقق مكارم الأخلاق في وجودنا!

لهذا يُعتبر قانون ألخلاء (ألتفريغ) من أهمّ و أقوى قوانين ألإقتدار لتحقيق تلك آلمعادلة, لكنّ إعمال هذا آلأمر يحتاج إلى شجاعة و إقدام و جرأة و سيطرة على آلنفس, كي نتمكن من حصاد ثمراته على أفضل وجه و أكمل صورة.

كثيرون من حاولوا و ساروا في طريق نيل ألقدرة عبرَ آلفكر ألمقتدر حتى على مستوى مراجع ألعلم و آلدّين .. إلّا أنّهم هُزموا وتخلّفوا و لم يتركوا أثراً إيجابياً في واقع آلحركة آلأنسانية ألفكرية و آلحضارية, لعدم آلأستفادة من قانون ألخلاء, و يتلخّص قانون آلخلاء ألذي يؤكّد على إفراغ ألنفس من كلّ فكرٍ مخرّب و هدّام كآلحسد(5) و آلغضب و آلضخيمة و آلسخيمة و آلكذب و آلكراهية و آلشهوة .. و إبدالها بأشياءٍ مُحبّبة و مُفيدة و إنسانية, كي نتمكن من حصاد ثمارها, فلو وجدّتَ ملابس لا تعجبك؛ أو أشياءَ تبعث على آلحزن بسبب ذكرى من آلذكريات؛ أو رأيتَ من بينَ أصدقائك أو من يُحيط بكَ ممّن يُؤذيك بتصرفاته أو بسبب نظام ظالم – كلّ آلأشياء ألمرئية ألبسيطة و آلغير ألمرئية في وجودك و من حولك .. عليك برميها أو إستبدالها أو تركها, و لا بُد أنْ تؤمن في نفس آلوقت بأنّ ما تُحبّ و ما تهوى من آلآمال .. ستحصل عليها عاجلاً و ليس آجلاً, و عليك أيضاً أن تعلم بأنك ما لم تترك جانباً ممّا تودّه و تُحبّهُ فإطمئن بأنك لا و لن تحصل على مُرادِك و مبغاك – بمعنى ترك حبّ آلنفس و آلشهوات ألمحرّمة!

ألتغيير نحو آلأحسن يتطلّب ألتحرك و آليقظة و آلسعي ضمن برنامج واضح مع كبح جماح آلكثير من آلعواطف ألمُتقلبة ألتي لا تخدم آلأهداف آلكبرى.

لقد أثبتتْ ألتجارب عزيزي آلقارئ .. و ربّما تجاربك آلشخصية .. على إستحالة نيل آلمطالب آلمشروعة ألعالية بسبب آلسننٍ و آلتقاليد ألقومية و آلعشائرية ألبالية ألتي تعشعشت في ضميرك آلباطن بسبب آلتربية آلخاطئة ألبالية, حتى تحوّلت إلى عاداتٍ طبيعية و سنن جاهلية كان من آلمفروض أن لا نسمح بتأصلها في نفوسنا و مجتمعنا إبتداءاً, حيث إنّ آلعقلانية تتطلب منا نبذها و تركها, كي نفسح آلمجال و نُمهّد بتلك آلأعمال و آلمقدمات لما نأملهُ و نُفكّر به و نتطلع إليه عبر آفاق ألمستقبل, كي يُملأ بشكلٍ طبيعيّ ذلك آلفراغ ألذي من آلمُمْكن جدّاً إستحداثهُ .. بكلّ جديدٍ و حسنٍ, لنُغيير حياتنا و آفاق وجودنا من آلجذور, لأنّ آلجواهر ألجديدة ألجيّدة لا يُمكنها أنْ تحلّ في أماكنَ موبوءةً و خربة و مُحطمة.

علينا أن نفتح فضاآت جديدة فارغة و ذلك بدفن آلصور و آلمشاهد و آلذكريات آلأليمة في منطقة ألنفايات من آلدماغ, لنُمهّد و نفسح ألمجال لحالةٍ جديدة من أجل ألتغيير نحو آلأفضل و إحلال مواهب و آمال عظيمة محلّ آلصفات آلوضيعة و آلتقاليد آلبالية و آلأحداث ألمؤلمة, و يحتاج هذا .. إلى أن نتعلم كيف نتخلّص من آلقديم و نُهيئ آلأجواء و آلأمكانات لتحقيق آلآمال ألكبرى, كما هو آلحال مع آلفايلات و آلروابط ألغير مرغوبة فيها على صفحة آلحاسوب – أي في عقل الكومبيوتر, ولئنّ طبيعة ألوجود و آلأنسان .. تضطربْ و تنزعج من آلخلاء وحدهُ! لهذا لا بُدّ من آلموازنة, بلْ إنّ آلأفكار و آلمعلومات و آلبرامج ألجديدة تنساب بشكلٍ طبيعيّ للمكان ألخالي, بآلضبط كما هو حال ألفجوات التي تُملأ بآلألكترونات ألمنبثقة من مصدر التغذية ألواحدة تلو آلأخرى لنقْل ألطّاقة عبر آلسلك ألكهربائي إلى آلمحل أو آلجهاز ألمطلوب, فكلّ آلأشياء في آلوجود مُقدّرةٌ و محسوبةٌ بدّقة مُتناهية(6), و تعمل ضمن آلإرادة ألألهية, و نُعبّر عنها نحنُ ألعلماء بآلقوانين ألعليّة ألعلميّة و آلظواهر ألفيزيائيّة.

فلو أفرغتَ نفسك ممّا لا تُحبّ و لا تُريد .. و فتحتَ ثغراتٍ في حياتكَ؛ فسترى كيف إنّك مهّدتَ آلطريق بشكلٍ طبيعيّ منْ أجل حلول ألمواهب ألعظيمة محلّها, و إستقبال ألأفضل و آلأرقى!؟

عليك أنْ تتسلّح بآلشهامة و آلشجاعة و آلجرأة في آلأقدام من أجل آلخلاء .. فجواهر ألكائنات تنساب و تتدفّق بقوةٍ و إنسيابيّة عالية إلى داخلك لملء آلأماكن ألخالية .. كحركة ألأليكترونات في آلموصلات ألكهربائية من مكان إلى آخر, هذا آلقانون يشمل جميع آلمجالات ألذهنية و ألمادية و آلروحية و آلفيزيائية و آلفلكية في آلوجود.

أحد فنون تحقّق آلخلاء هو آلعفو و آلمسامحة .. حيث يُوفّر فضاءاً و سيعاً في وجود آلأنسان ُتهيّأ له أرضية خصبة لتدفق قوى الخير و آلعرفان و آلجواهر آلطيبة إلى وجودهِ(7), إلّا أنّ تحقّق هذا آلأمر يحتاج إلى توطين النفس على الصبر و التخلي منفرداً و آلجلوس بهدوء و طمأنينة و تركيز يومياً نصف ساعة على آلأقل(8), لنركز ألأتصال مع آلذين لا تربطنا بهم علاقات طيبة و حسنة لسببٍ من آلأسباب .. و نغفر لهم و نسامحهم في أذهاننا .. فلو كنا إتّهمنا شخصاً بآلظلم .. أو كنا قد تكلّمنا على آخر بخشونة أو بغير أدب .. أو إسْتغبْنا أحداً .. أو كانت لنا مع شخص مسألة قانونية؛ علينا أن نسامحهم و نطلب لهم آلمغفرة و آلعفو و آلهداية(9) .. و تيقّن بأنّ ضمائرهم ألّلاواعية ستستلم تلك آلأشارات و آلدّعوات بقوّة و وضوح, و سيستجيبون لندائك إيجابياً, و لو كنتَ متّهماً لنفسك أيضاً, أو كنتُ مُخطئاً بحق احدٍ أو ظالماً لأنسان .. فعليكَ أنْ تغفر لنفسك أيضاً و تطلب له العفو و آلتوبة من ربّ آلعالمين, فآلعفو في كلّ آلأحوال سيفتح أمامك و في داخلك قبل كل شيئ مجالات رحبة و فراغ كبير و فضاآت جديدة لنيل القدرة و آلغنى.
لأجل العفو على الآخرين .. عليك بتكرار الآتي:

" ألعشق موهبة آلله تعالى .. و هو آلمحرر لنفوسنا آلأسيرة و آلمقيدة, ألعشق سيُولّد فينا حالاً ثمرات آلخير و آلكمال, و سيعم في وسطنا ألصفاءَ و آلسلام و آلأمن, أنا أنظر إليك نظرة محبةٍ, و سأتألق بإقتدارٍ بسبب إقتدارك و مواهبك أنت أيها العزيز".

و لأجل نجاحنا آلأكيد و توفيقنا علينا أنْ نُكرر في أذهاننا:

"أنا تحتَ رحمة ربي و ألطافه, لأنه تعالى يُعاملنا بلطفه دائماً و ليس بعدله"(10), لأنّ آلعدالة آلألهية لو أجريت بحقنا لكنّا جميعاً من الخاسرين ألمذنبين!

فهذه آلأدعية تحفظ إتصالك بمنبع الفيض آلألهي الدائم, لكوننا نتعرض دائماً إلى سهام آلآخرين و نقدهم و تجريحهم, و على الدوام تهجم علينا آللوابس و آلأفكار ألسلبية من قبيل: "أننا لا نمتلك القدرة آلكافية, و عاجزون عن تحقيق آمالنا و مواهبنا, لذلك لا بد من التعامل مع هذا الوضع, و آلسيطرة على أفكارنا و أحاسيسنا .. بدل آلخضوع و الأحساس بآلعجز و آلضعف و آلتباكي على الحال .. لأن ذلك يُبعث إلى آلفقر و آلعسر و السكون و الصمتْ, فآلشكوى أحياناً تجب أن تكون لله وحده, أو لمؤمن ثقة فقط, حسب ما ورد في الحديث آلشريف: " من شكي إلى غير المؤمن .. شكى الله, و من شكى إلى مؤمن شكى إلى الله", كما أنّ علياً(ع) أشار إلى قلة آلأخوان ألموثوقين بقوله: "لا أحرار صدق عند اللقاء, و لا إخوان ثقة عند آلبلاء".

علينا كشف و آظهار الجواهر التي بأيدينا و بحوزتنا, و آلحذر من الكلام عن آلفقر و آلعوز و آلحاجة, أو آلخلاء الذي احدثناهُ في وجودنا, لأنّ آلآخرين يفسدون علينا آلخير, بسبب ضيق آفاقهم و ضعف إيمانهم و عدم طاقتهم على إستيعاب قوانيننا في آلأسفار لأنهم فقدوا صوابهم و إتزانهم و حكمتهم, كما أنّ تلك الظواهر السلبية ليست واقعاً محتوماً, ألكثير من الناس و بسبب تحدّثهم عن آلفقر و العوز يبقونَ مُحاطين بذلك, أبداً لا تتصوّر نفسك فقيراً أو مُحتاجاً, لا تستذكر قصص الفقر ألماضية, أو إنك مضطرٌ و متقشفٌ!

بل بدلاً من رؤية نفسك مُحتاجاً .. إعتبر نفسك غنياً .. و عليك أن تتصور أنك تأكل في صحونٍ فاخرة و فضية, حتى لو كنت تأكل آلأكل آلبسيط .. إستفد من نور الشموع, لكن عليك مع هذا آلوضع أنْ لا تنسى ألسعي لتحقيق ألآمال آلكبيرة.

لو كنتَ قادراً من البداية أن تنمي آلفكر المقتدر في وجودك و طرق آلأخلاء للتمهيد إلى إدراك المواهب الجديدة؛ فأنك عند التعرض للمشاكل المالية و الأجتماعية سوف لن تضطرب .. بل و يمكنك بلوغ حاجاتك و مطالبك بنجاحٍ, و ستكون غنياً في آلمستقبل شيئاً فشيئاً, لكونك تمرّست على نيل آلأشياء ألمرئية من خلال آلقوانين أللامرئية للأقتدار.

كلنا نُريد أنْ نكون أغنياء و ميسورين و أصحاب قدرة .. ذلك أنّ آلثروة حقّ طبيعي لنا .. و آلحصول عليها ينبغي عدم آلتحدث مطلقاً عن آلفقر و آلحاجة إلى آلمال, بل بدل ذلك علينا أنْ نُحدّث أنفسنا بوفور النعم و آلخير في آلعالم و آلوجود .. ثم آلأنطلاق و آلتعفف و آلقناعة في داخلنا بالموجود, كما إنّ تقديم ألصدقات و آلنذور و آلهدايا من شأنها آلأسراع في تحقيق ما نصبوا إليه و ما نأمله, كوننا أفرغنا له المكان و هيّئنا آلمستلزمات لذلك في وجودنا, نحن عندما نستفتح في طرحنا للأشياء القديمة و آلبالية يستفتح حيزاً في فضاء حياتك .. و ستحل محلها رؤىً جديدةً و طاقات و قدرات أخرى أفضل و أغنى, فمثلما تصبح ملابس آلاطفال عليهم ضيقة بعد تقدم العمر .. فأنك عندما تكبر و تُوسع آفاق حياتك, سترى إنّ آلآمال آلسابقة كانت صغيرةً و ضيقة لا تناسب وجودك و تطلعاتك, لهذا علينا بالتجديد دائماً في كل شيئ, و ذلك بطرح آلقديم من أفكار و متاع و حاجات و رؤى – كي تحلّ محلّها أموراً و آفاقاً أوسع و أكبر و أكثر إيجابيّةً.

و بتطبيق ألأجراآت آلآنفة, نكون قد وفرنا صفحةً ناصعة في عقلنا و وجودنا, لأننا قمنا بعملية آلأفراغ من كلّ آلصور ألمخربة و الفايلات آلمنقضية تأريخها و فائدتها, لنكون على إستعداد للأستفادة من طاقة آلعقل و الضمير آلباطن بنسبة عالية جداً, لنتجاوز ألنظريّة التي توصّل إليها بعض المُحققين و آلتي تؤكّد على أنّ آلناس لا يستفيدون من عقلهم إلا بمقدار 2% - 3% و النوابغ فقط تمكنوا من آلأستفادة آلقصوى منه و ألتي بلغتْ 9%.

ثانياً: قانون آلأبداع(ألأبتكار):

مصدر و مسبب آلأبداع (ألأبتكار) هو آلخيال(ألحدس), لذلك رأينا قبل آلدخول مباشرة في آلتفاصيل .. بيان و تعريف آلحدس!
لم يتوصل آلعلم الحديث إلى تحديد منطقة الخيال (ألحدس) بآلضبط في وجود آلأنسان, و ما نعتقد به هو أن قدرة الخيال (ألحدس) يتغذى بطريقة أو بأخرى من خلال منبع خارجي أشرنا له في مباحث سابقة, إلّا أنّ أهمّ عنصر للأبداع هو آلدّماغ(ألعقل), لكن ليس آلدماغ وحده هو المسؤول عن الأمر!

بل هناك قوى و مراكز أخرى ترتبط و تغذي بدورها آلخيال(ألحدس) منها: فطرة الأنسان ألتي تتعلق بخالق الكون, و كذلك ذات الأنسان, أي طينته, و نوع و قدرة ألروح ألتي هي من أمر الله تعالى(11), بآلأضافة إلى روابط عديدة أخرى كتأثير آلقدوات و آلعقيدة و آلمثل, و جميعها تشترك و تتداخل مع منابع تغذية ألحدس عبر آلروابط ألمعرفية ألمتصلة بآلقوى آلمبدعة ألأخرى و بآلأسرار ألتي بدورها تتّصل بمنبع آلفيض ألأصلي (ألله تعالى)! بآلطبع هناك من يكون منبع الفيض آلأصلي لحدسه و ضميره الباطن ألشيطان, و هؤلاء تنطبق عليهم نظريتنا هذه لكن بمعايير معكوسة, و نتاجات مخربة محورها آلنفس!

يُمكنني آلقول بأنّ آلدور آلأبداعي لكلّ إنسان يشبه أجهزة ألكومبيوتر ألمتطورة(ألترانسبيوتر)(12) ألمتصل بآلشبكة العنكبوتية, و آلتي تشترك من خلال برنامج أو برامج كـ (آلفيس بوك) و ( آليوتيوب) و ( تويتر) و ( كوكل) و غيرها مع بقية آلمشتركين, حيث يكون "آلحاسوب" أو "آلأنسان" – مع آلفارق - ملتقىً لجميع ألمراكز ألمتصلة به عن طريق ألشبكة آلعنكبوتية.

و يكون آلثمر و آلعطاء مثالياً و تكاملياً عندما يكون آلحاسوب أو ( آلأنسان) مع آلفارق .. سليماً و فعالاً و خالياً من الفايروسات و آلأمراض و آلأشكالات ألفنية و آلمادية ألكثيرة و ألمنتشرة! و يكون قادراً على أداء واجبه بكفاءةٍ أعلى حين يُؤمنْ و يُحْكم إرتباطه بروابط ألتغذية و آلمنابع آلأخرى و على رأسها منبع آلفيض للوجود!

و لا يُمكن لأحدٍ أن يكون إنساناً كاملاً و مُنتجاً ما لم يرتبط بأصل الوجود ألذي خلق كل شيئ!
كما لا يُمكن للحاسوب (ألكومبيوتر ألعادي) أنْ يكون مُبدعاً إذا لم يكن ترانسبيوترياً(أي مرتبطاً و مُلماً بكل آلبرامج)!
و لا يُمكن أن يكون مُبدعاً إذا لم يقف على حقيقة جوهره !
و لا مُفكّراً .. إذا لم يكن مُثقفاً!
و آلمثقف هو ذلك آلذي يعيش بوعي و يعرف ما يدور في هذا العالم و يتحسّس ألمسؤولية و لا يُمكن أن يكون مُحايداً و غير مُبال بما يدور من حوله, و في آلعالم و آلوجود كلّه, و آلمثقف هو ذلك العالم أو آلأمي (مُتعلمٌ أو غير مُتعلم), لكن له إلمام و إطلاع بآلأمور آلأجتماعية و آلأنسانية, و له إحاطة بآلزمان(13) و آلمكان و ما يدور فيهما و حولهما, و لكي يُحقّق آلكمال و آلأبداع لا بُدّ من تحقيق عملية ألخلاء ألتي تحدثنا عنها آنفاً .. و قانون ألخلاء يجب أن يكون مُلازماً لحركة الفكر آلأيجابية لدى الأنسان, فلا يتحقّق معناه عند إعماله مرّة واحدة أو مرّتين, بل لا بُد من جعله قانوناً يتماشى مع آلأنسان على طول الخط في تجاربه و أسفاره!

إنّ آلمفكر ألمبدع ليس كآلآخرين في نظرته و تأملاته .. إنه يتعمق في كل شيئ من حوله, حتى آلصغائر ألتي قد لا تكون ذا معنىً في نظر الآخرين كقطرة المطر أو ورقة أو نملةٍ!

بآلطبع علينا أن نتوقف أكثر عند قضايا آلأنسان و فلسفة وجوده من خلال آلمناهج آلعلمية و آلأصول و آلمبادئ آلكبيرة آلتي تمّ إمضاءها من قبل آلعلماء و آلفلاسفة ألكبار! مع آلتأمل في إمكانية كشف ألأفضل في مجال من آلمجالات و آلابداعات آلأخرى التي يمكن أن تحل حتى محل آلمبادئ آلكبيرة, ما دام العقل الأنساني مُستمرّاً في عطائه آلمبدع, و بهذا نكون قد تجاوزنا حالة آلتعصب و آلأنطواء و آلتقوقع و آلانجماد, خصوصاً في هذا العصر ألذي أُبْتُكرَ فيه آلكثير من الوسائل و آلأمكانات و آلتكنولوجيا ألمتطورة بسبب تطور ألفكر و إبداعاته!

عند حصول أيّة عملية إخلاء لمفهومٍ أو مبدءٍ مُعيّن, فأنه من آلطبيعي أن نسمح لمبادئ أسمى و أرقى لئن تحلّ محلّها, و عندما يمتلأ روح و فكر ألأنسان بآلأفكار و آلمبادئ ألغنية ألعالية مع آلأخلاص فإنّ آلأبداع سيكون شيئاً طبيعيّاً فيما يخطّه أو يقوله في مقولاته و نظرياته!

و آلأبداع يترافق مع آلقوانين ألتالية:
1 – وجود آلبرنامج و آلمخطط ألأستراتيجي .. ألذي يُوضح ألأهداف ألقصيرة ألمدى و آلمتوسطة و آلبعيدة ألمدى.
2 – ألتجسيم ألذهني و كأنّ آلبرامج و آلخطط قد تحققتْ طِبق مُرادنا.
3 – ألنظر و آلتعامل إيجابياً مع آلأشياء و آلمخلوقات و ذلك بتكرار العبارات و آلمقولات التي تؤكد على تحقّق آلمأمول بآلكامل و بشكل مُرضي بإذن آلله.
4 – ألنية آلصالحة و آلأخلاص في جميع آلمراحل ألأبداعية.
5 – وجود وضعٍ آمن و هادئ و مستقرّ و طبيعي في أجواء آلمجتمع و آلنظام السياسي آلسائد.

و تبقى النقطة آلأولى هي الأهم من بين النقاط الثلاثة, فلولاها لما كانت للنقاط ألأخرى من معنى!

و معها لا بد من تمتع صاحبها أيضاً بآلأمال آلعالية ألراقية ألقوية, بجانب آلقدرة آلعملية ألمنتجة لتحقيق ذلك آلامل و الحلم آلكبير ألذي يسعى لتحقيقه, و آلآمال الصادقة لن تكون أبداً ضعيفةً أو باردة أو بلا لون, و لا يُمكن أن تكون كذلك إلا في حال حدوث اليأس و آلخيانة في نفس صاحبها, لأنّ آلآمال آلصادقة من طبيعتها أنها أبداً لن تكون ضعيفة أو باردة أو بلا لون و غاية, بل إنها قوية و شديدة و تحمل معها مقومات ألنجاح و آلتفاعل و آلديمومة و تُؤثر في آلنفوس و آلواقع, و كلّما كان آلهدف و آلأُمنية قوية و كبيرة و مرتبطة بأصل الوجود كان إقتدارنا أكبر و أضمن لتحقيقها و نيلها.

ألخطوة آلعملية آلأولى هو التصميم على آلتنفيذ, بعد دراسة الأمكانات و آلمقدمات و آلآليات ألممكنة و آلأساليب آلصحيحة.

من خلال مشاوراتي مع آلناس و بعض أصحاب آلنظر .. تبيّن أنّ آلأمنية آلصحيحة ألصادقة تكنس من طريقها كل آلعوائق و آلموانع ألتي قد تظهر أمامها لسبب من الاسباب, و تُدرء آلعوائق نهائياً من طريقنا لتحقيق آلأقتدار و آلموفقية .. و يتمّ من خلال صبّ إهتمامنا نحو هدفٍ كبيرٍ, و آلهدف آلكبير يكتنف بشكل طبيعي آمالاً أصغر في آلطريق, و بذلك يتحقق نيلها ضمنياً.

يعتقد ألباحثون ألنفسانيون بأنّ أصحاب آلأهداف آلستراتيجية ألكبيرة يُؤثّرون بشكل طبيعي على آلأشياء و آلافراد و آلظواهر و كأنّ كل شيئ يتناغم و يتأقلم لتحقيق ذلك الهدف!

ألعجيب .. هو إنّ آلكثيرين يُريدون آلتوفيق لتأمين حياة عادية .. قانعة – لكن لا تلك القناعة ألتي أرادها آلله لنا – بل تلك القناعة آلتي نخلقها نحن, و هناك بعدد آلأصابع من يُريدون تحقيق آلاهداف آلستراتيجية آلكبيرة, بينما عموم الناس فرحين .. لكونهم يحومون حول آلأهداف و آلآمال ألصغيرة.

و لو رأيت وصول ذلك آلبعض ألقليل إلى مراكز مرموقة و حساسة بإبداعاتهم و كشفهم للأسرار في مختلف ألمجالات, فأعلم أنّهم كانوا يحملون في وجودهم آمالاً كبيرة و ثقةً عاليةً بآلله.
من آلأدعية آلهامة ألتي كنت أوصي بها دائماً بعض آلمقربين هو:
"أنا أتطلّع لنيل أعلى آلمراتب و آلمواهب بآلحق في آلحياة, و سأحقق ذلك بإذن آلله لرضا آلله ألذي فيه رضا الله تعالى".

يُحتّم علينا قانون آلأبداع أن لا نجعل رؤآنا و آمالنا آلسابقة من آلأمور ألغير ممكنة أو من آلمحالات .. بل آلنظر إليها بمنظار إيجابي كحقائق قابلة للتحقيق عاجلاً أو آجلاً, و لا بد من تثبيتها و كتابتها على الورق, و مراجعتها بين حين لآخر لتثبيت نقاط القوة من أجل توسيعها و تحديد نقاط الضعف و الخلل من أجل إزالتها.

علينا إعداد فهرست خاص لها, و التوجه لها بشكلٍ منتظم, وعند الحاجة يمكننا تغييرها أو تبديل مواقعها, و تمهيد ألمقدمات ألضرورية و آلأمكانات أللازمة من أجل تحقيقها.

فعندما نكتب و نثبت تلك الآمال, فأن مواقعها في آلذهن ستترتّب! و ستستقر في ضمائرنا آلباطنية كأساس لمسعانا نحو آلهدف, و كما أسلفنا في حلقات سابقة فأن جني ثمار طموحنا الكبير سيتحقق عملياً فيما لو كانت مستقرة في ضميرنا الباطن لأنه قادرٌ أنْ يُعطينا أوامره و بشكل منظم حسب آلأولوية و في آلزمان و المكان المناسبين.

ألكثير من الناس يسعون لكسب القدرة من الخارج, إلا أنهم لا يحققون هدفهم, ذلك أنهم يخافون من تحديد موقعهم و موقفهم من خلال افكارهم لتحقيق آمالهم, يُريدون حياةً أفضل و مالاً أكثر , لكنهم لا يعرفون بوضوح كيف يُريدون تلك الحياة آلمنشودة, و آلمال آلأضافي الذي يريدونه, و لأي شيئ يريدونه!؟ و أكثرهم متردّدين و غير حازمين في إتخاذ آلموقف الدقيق و المناسب.

تقول آلدكتورة إيميلي كادي(14): "كلّما توصّلتَم إلى أمنية كبيرة و قويّة, فأنّ الله تعالى هو آلذي يُحرّك أذهانكم و يَمدّكم بموهبة أعظم", بآلطبع نحن لا نعتقد بأن الأنسان مُسير تماماً من قبل الباري تعالى, لأنّ هذا الاعتقاد سوف يُنفي وجود يوم الجزاء؛ ما دام الأنسان ليس مسؤولاً على تصرفاته, لكننا نعتقد بأنّ لله دورٌ أساسي في توجيه و إسناد أعمال الخير, و لعل إيميلي أرادت أن تُعبّر عن هذا التصور .. و هو إعتقاد مستنبط من الدين آلمسيحي ألذي لا نشك بوجود بعض الأنحرافات فيه!

إنّنا لو حطّمنا و قيّدنا آلآمال ألصحيحة, و منعنا ظهورها أو بيانها بإسلوب مُعين, فأنها ستتّخذ مسيراً مُخرّباً بإسلوب مُقنّن ذاتياً, و تظهر على شكل تصرفات عفويّة و ضغوط و هواجس نفسيّة و أمراض روحيّة, و حتى شذوذاً جنسياً, أو من خلال تصرفات عملية شاذه.

إنّ آلأقتدار هو حصلية ألفكر و آلعمل الواعي .. ألحياة آلطيبة ليستْ توفيقاً أو فشلاً إعتباطياً في أكثر الأحيان .. إنّه كآلبناء أو آلجسر, تتكون كحصيلة لمقدمات و برنامج دقيق و مُبدع و تراكمات عديدة, بمعنى عدم إمكانية تحقّق آلأقتدار و آلحصول على ثمرات مفيدة و دائمة بدون مخطط واعي و مقتدر, هذا مع آلتفاؤل بآلخير و آلأيجابية في كلّ خطوة, لأنه من تفاءَلَ بآلخير وجده و منْ تفاءَل بآليأس أسقطهُ!

قد يشعر و يعتقد آلبعض في هذه أللحظة فاقداً لآمالٍ مُعينة كبيرة و هامّة, و لا يعرف ماذا يُريد أو يطلب! في مثل هذا الحال عليكم أن تُهيئوا جدولاً كاملاً و تُحدّدوا فيه ألأشياء ألتي لا تُريدونها في حياتكم و آلتي لا تُريحكم.. ثم قولوا لها؛ كُلّكم ستمحون من وجودي .. كُلّكم ستتحطمون, تلك هي آلخطوة آلأولى و آلأنطلاقة آلصحيحة!

و في آلخطوة آلتالية يتمّ آلتركيز على آلأشياء ألتي تُريدونها مُدعمةً بآلأدعية و آلتأملات ألأيجابية, مع آليقين في وجودك بأنّ ما تأملهُ و تُريدهُ ستحصل عليه, و ستناله بعون الله.

و آلخطوة آلثالثة تبدأ بتهيئة ألمستلزمات و تنظيم آلأتصالات أللازمة من أجل آلتنفيذ.

و نوصي عند كتابة آمالنا آلمشروعة أنْ نكونَ صادقين مع أنفسنا, و مع الله تعالى بطلب العون منه.

ربما يسأل أحداً, حتى لو لم يكن في قلوبنا آمالاً كبيرة, هل يتطلب آلأمر أن نكون صادقين مع أنفسنا و مع الله؟

ألجواب قطعاً يجب أن يكون كذلك!

إذا كنت تتصور بأن كتابة فهارس و خطط واضحة لأعمالنا و آمالنا ليست ذا أهميّة .. دعني أُأكد لك بآلقول: بأنّ معظم آلأفراد ألناجحين يستعينون بذلك لأنه لا غنىً عنه, لكنّهم لا يُبيحون بتلك آلأسرار و آلنجاحات, لتلافي آلحسد و ظلم آلآخرين!

عليك كتابة رسائل و مخططات لآمالك و سعيك لخدمة آلناس عن طريق منهج آلله و آلعلماء آلصالحين .. و قد يكون آلأمر عند آلبعض مقبولاً في جانبه ألعرفاني ألرّوحاني ألغيبي فقط .. بعيداً عن آلجانب ألعملي .. لعدم جدواه و فائدته و إمكانية تحَققه في نظرهم .. رغم أنّ هذا آلأعتقاد هو غير صحيح تماماً, فإننا نقول: ما ضير لو كنْتَ فاشلاً في حلّ مشكلةٍ ما مع شريكك عمليّاً .. أنْ تُحاول سرّاً عن طريق ضميرك آللاواعي لتحقيق ذلك, كأنْ تدعو له بآلهداية و آلأستقامة و آلغفران.

ما عليك سوى أنْ تُجرّب ذلك .. و سترى مردود هذا آلفعل, و أثره السحري في آلتأثير على قلب صاحبك عبر موجات ألأثير, أو ربما عبر طرف ثالث يتمّ هدايته من قبل خالق و مسؤول هذا الوجود ألعظيم!

يجب أن نفكر دائماً بشكل إيجابي, و نأمل الخير آلكثير, و نسعى لنيله, فآلقناعة لا معنىً و لا مصداقيّة لها مع آلفقر و آلفاقة .. ألقناعة الحقيقية ألتي حبّبها الله لنا تتحقّق عندما يملك أحدنا ألعلم و آلمال و السلطة .. لكنه عملياً يزهد في ثمارها آلكثيرة لنفسه و في نفس آلوقت لا يحرمها من آلآخرين و لا ينال منها لنفسه إلا بمقدار ما يسد حاجته أو يُقرّبه من المحبوب جلّ تعالى.

عندما تكون آلأوضاع ألمحيطة بك غير متلائمة, و محاط بالمشاكل, عليك كل يوم أن تخلو بنفسك في ركن أو زاوية .. لتُسْطّرَ ما تُريده و ما تأملهُ بوضوح .. هذا آلعمل ليس فقط يساعد ذهنك لقبول آلأفضل و آلأحسن .. بل سيتخترق عن طريق آلأثير ألضّمائر ألّلاواعية ذات ألعلاقة مع آلذين عَنَيْتَهُم في أمرٍ من آلأمور, ليتناغم مع وجودهم و بآلتالي سترى كيف تنساق إليكَ آلخدمات و آلآمال آلتي كنت تتوقّعها منهم .. ربما يكون إسلوباً عرفانياً ذلك الذي تسلكهُ؟ لكنه ليس ذلك آلعرفان ألسلبيّ ألمحدود ضمن دائرة بناء و هداية ألنفس لتحقيق آلرضا و السعادة لها!

اما لو إعتقدت بالفائدة آلعملية ألواقعية, فلماذا لا نكون عرفاء مجدّدين و مُنتجين من أجل آلجميع!؟

إنّهُ حَسَنٌ جدّاً أنْ تستحضرَ آلماضي و آلحاضر ثُمّ كتابتها بشكل مُرتّب و مُمنهجْ .. تُوضّح فيه جوانب آلسلب و آلأيجاب ليكون عاملاً مُساعداً لتحقيق ما تُريد حصوله من آلمستقبل, أو ما اردناه في الماضي, و مقدار ما تحقق لحد آلآن منهُ! سجل على الدوام كل ما تذكرت من أمورٍ عن آلماضي لدراستها و آلأستفادة من نقاط ضعفها و قوتها!

لو كنت تخاف لقاء أشخاص في مؤتمر أو إجتماع معين؛ عليك بكتابة أسمائهم .. و إيراد عبارات تتأملها أمام كل إسم من آلأسماء, و سترى عند اللقاء .. كم إنّ هذا الأمر مؤثرٌ على ما أردّتَ وقوعهُ؟

ثالثاً: قانون ألتّصور(ألحدس):

في حلقات سابقة تحدّثنا عن قوانين ألتصديق و آلخيال و آلتصور(ألحدس) نظريّاً, لكنّنا سنسلط آلضوء على آلجّوانب ألعملية من هذه ألنّظرية ألفعّالة.

بعد أن أكملْتَ آلفهارس و آلعناوين الرئيسية في برنامجك و بيّنتَ فيه مشاريعك, عليك آلتوسع و آلتفصيل فيها, و تغيّير ما هو غير ضروري, أو إضافة كلّ ما هو حسن و جديد و حذف آلسيئ و آلقبيح.

و بذلك تخطو بواقعيةٍ و إيجابيّةٍ مُقترباً نحو تحقيق ألأهداف ألأستراتيجية, و عليك آلأستفادة من قدرة تصوّرك في آلذهن .. كونها قوّة سحريّة لا حدّ لها(أ تَحْسَبُ أنّكَ جُرمٌ صغير و فيكَ إنطوى آلعالم آلأكبر)؟

على آلرغم منْ أنّ آلقرآن ألكريم و كذا نهج آلبلاغة و غيرهما من آلمصادر ألأسلاميّة ألرئيسية قد أكّدتْ على ضرورة بناء قدرة التصور و آلخيال(ألحدس), أو حسب تعبير آلقرآن آلكريم(ألقلب) و توسيع آفاقه, من خلال آلتأكيد و آلأشارة إلى آلجانب ألغيبي و آلأيمان بما وراء آلمادة, أيّ آلجواهر و آلعلل؛ في عشرات الآيات, لكونها آلأساس و آلمنطلق الذي نعتمدهُ و نبني عليه تقدمنا و سعادتنا - على الرغم من هذا .. إلّا أن علماء المسلمين للأسف لم يُبيّنوا بوضوح علمياً تلك القوانين في هذا آلمجال, شأنهم شأن تعاملهم مع بقية آلمفاهيم و آلأسس و النظريات آلأسلامية, كل ما حدث عندهم عبر آلقرون هي حالة التراكم و آلتكرار, إلا إستثناآت, و هذا آلأمر في آلحقيقة مسألة يجب آلوقوف عندها رغم كونها مكلفة لمدعيها بسبب آلتخلف و حالة التقليد آلأعمى للأمة, فقد صرخ بآلأمس آلشهيد ألمعلم شريعتي بضرورة مراجعة شاملة للأسلام, و نقد آلأصول, و تجميع الجسد الأسلامي المفكك ألمقطع آلاوصال(15), و بسبب تلك الدعوة واجه آلكثير من التهم و الملاحقة و آلتسقيط من الصديق و العدو و كان لرجال الدين دورٌ أساسي في ذلك, لأن الموضوع كان يخصهم بآلدرجة الأولى!

لقد سبقتنا بآلأشارة لهذا الجانب بأكثر من قرن ألدكتورة "إيميلي كودي" عندما بيّنتْ في بحوثها أنّ قدرة آلتخيل أقوى من قُدرة آلأرادة بزاوية كبيرة, و لو أنّ قدرة ألأرادة و آلتخيل إتّجهتا بإتّجاهٍ واحد في وجود آلأنسان نحو آلأهداف ألواضحة .. فأنّه بإمكانه تحقيق آلأبداع, و حلّ أية مشكلة تعترضه في طريقه بسهولة!

إنّه من آلطبيعي عندما نحاول إبتداءاً إيجاد حدسٍ أو تصور(تخيّل) ذهني ..فأنّ آلأرادة لا تَتَقَبّلُ ذلك .. لكنه عند تكرار ذلك آلتصور ألذهني(ألحدس) و آلتلقين ألمستمر للنفس .. فأنّ آلأرادة ستستلم مهما حاولتْ آلمقاومة أمام إستدلالات التصور, و سترضح في النهاية أمام تلك التصورات, و تتعامل معها كحقائق تماماً, و يطلق علماء ألمنطق و آلأصول على هذه ألحالة بآلتصديق.

و عند إطلاعنا بوعي و وقوفنا على قوانين التصور ألمقتدر, فأنّنا سنتحرّر بمرور آلزمن من آلأفكار آلمحدودة و آلفقيرة و الضيقة و آلخرافية ألمتوارثة عبر آلقرون.

و آلأنسان فطرياً طالبٌ للمواهب آلعظيمة, فلا بُدّ من أجل تحقيق ما هو عظيم عبر إيجاد تلك آلتصورات الراقية آلكبرى, ربما آلأستدلال يقول بأنّ ذلك محال أحياناً, لكن لا تُعيروا أهمية لذلك .. حتى لو حاولتْ آلأرادة من تلقينك بأنّ تلك آلرؤى و آلتصورات أقوى و أكبر من الواقع الذي تتصورهُ!

و عند تمسّككَ و إصراركَ بشجاعة بتلك آلرؤى .. فأنّ تصوراتك ستتحقق, و مع تكرار هذا التمرين, فأنك ستكسب رضا الأرادة و خضوعها .. ألأمل و آلأنتظار الأيجابي يُخلقان كلّ ما نتصورهُ على أرض آلواقع عملياً, و علينا أنْ ننتبه و ندرك ألفرق بين شهوة آلتسلط – كما هو حال الحاكمين و آلملوك من أجل الشهوات و آلملذات – و بين نيل آلقدرة و آلتمكين من أجل نشر آلعدالة و آلخير و آلسلام و آلسعادة في آلمجتمع(16).

ألتأريخ و آلوقائع كثيراً ما أثبتتْ لنا قدرة التصور, و لنا في آلحرب آلعالمية الثانية بين ألمانيا و دول الحلفاء درساً كبيراً, حين أرعب هتلر كل الأرض بجيوشه آلقوية ألجبارة, و كاد أن يضمّ آلأرض كلّها إلى إمبراطوريته, بعد أن خلف ملايين القتلى و اضعافهم من الجرحى و آلأسرى, لكن رئيس وزراء بريطانيا غير معادلة الحرب .. حين صمّم على آلمواجهة و النصر, بسبب حادثة صغيرة ثبتها المؤرخين غيّرتْ نظرته إلى آلسلام ألذي كان هتلر قد عرضه على دول آلحلفاء, حيث يُذكر أن تشرشل كان في طريقه إلى مقرّ أركان آلجيش ألبريطاني في وزارة آلدفاع, فأوقفه شرطيّ ألمرور عند تقاطع رئيسي في شوارع لندن! فأخرج تشرشل رأسه من نافذة ألسّيارة قائلاً للشرطي؛ أ لا تعرفني .. أنا تشرشل؟
فأجابه آلشرطي: نعم أعرفك! و لكن القانون فوق الجميع, و أنا مُكلفٌ لأداء عملي حسب النظام و لا فرق بينكَ و بين أيّ مُواطن آخر!

عندها أعقب "تشرشل" بعد أنْ شكر ذلك الشرطي على موقفه بآلقول: " ما دام في بريطانيا رجالاً بهذا آلوعي و آلأمانة و الأنضباط فأننا سنربح آلحرب ضد هتلر و لن نقبل بآلسلام!

نحن كذلك كآلكثيرين في هذا آلعالم لا نملك برنامجاً و لا تصوّراً ذهنياً واضحاً و مُحكماً من آلنصر و من آلأهداف آلكبرى, و بهذا آلنمط طال ما نستمر بحياتنا بشكل لا نكون فيه لا من آلرابحين و لا من آلخاسرين, و كثيراً ما سبّب هذا آلوضع ألكثير من آلخسارة و آلضرر في آلأفراد و آلمجتمعات بأكملها .. و آلشعب آلعراقي و آلعربي نموذجاً لذلك!

لقد كتبتْ "تزي سان" قبل آلميلاد بخمسائة عام؛ "في كل الحروب و لأجل آللحاق بآلقتال يُمكننا إتخاذ طريقاً مباشراً و واضحاً, أما النصر فيحتاج إلى طريق غير مباشر" يعني طريق آلتفكير و آلتخطيط و آلأبداع.

عندما تستخدم قوّة آلخيال(ألتصور) لرسم صورة لمواهبك, فأنك تبحث عن النجاح و آلكسب كأولويات في برنامجك بطريق غير مباشر, لضمان آلنصر على مشاكل آلحياة و تعقيداتها.

فبدل إعلان الحرب على الفقر و آلخسارة و آلمشاكل المالية؛ فأن هذا الموقف على الاغلب تزيد آلطين بلة و آلأمور تعقيداً, و آلأفضل هو إتخاذ طرقاً غير مُباشرةً, و ذلك بآلجلوس بكل هدوء و وعي! و آلتواصل بإستمرار لأستحضار المواهب و تصوّر ألحالة المطلوبة عبر ذهننا.

قصة آلنبي "يوسف"(ع) لم يصفها الله تعالى بأحسن ألقصص إعتباطاً حاشاه تعالى(17) .. لولا أنّ فيها جانباً بل جوانب خفيّة تُؤشر بعمق إلى عظمة التصور و قدرة آلتخيّل للفكر, و بغضّ آلنّظر عن ألبعد ألغيبي للموضوع, و هو أمرٌ لا يُمكن نكرانه فأنّ آلمفسرين ألعرفانيين إتّفقوا بأنّ سبب بقاء يوسف سبعة سنوات إضافية في آلسجن كان بسبب حالة آلضعف و آلوهن ألتي إنتابتهُ فترة من آلزمن حين أراد آلأعتماد على صاحبه آلذي سيخرج من آلسجن بتكليفه لذكر قصته و مظلوميته عند آلملك(فرعون) كي يشفع له لبرائته من آلتهمة!

و قد ندم كثيراً على ذلك بعد خروج صاحبه ألذي هو آلآخر قد نسى أن يذكر قضيته عند الملك(18), و قد إستطاع بإستخدام قدرة التصوّر ألتي وهبها الله تعالى له فيما بعد؛ أن يفسر رؤيا الملك(فرعون) ليكون سبباً لخروجه من السجن بعد كلّ تلك آلسنين ألعجاف ثم ليكون من المقربين لفرعون مصر حتى جعله أميناً على خزائنها ثم ملكاً عليها بلا منازع في كل آلأمبراطورية!

نحن أيضاً علينا أن نُجسّم مواهبنا و نستخدمها كما إستخدمها يوسف(ع) في آلزمان و المكان المناسبين لتحقيق آمالنا و طموحنا في الحياة!

ألنجاح أولاً ينطلق من آلضمير الباطن(من داخل وجودنا) بعد ما يتولد في آلذهن, فمحنة يوسف(ع) إبتداءاً بآلتعذيب آلذي ذاقه من إخوته ثمّ إلقاءَه في آلبئر أو بيعه كآلعبيد ثمّ سجنه فيما بعد و مشاكله مع إخوته .. كلّ ذلك - لم يَكنْ لولا إنّه أباح برؤياه لأبيه و أخوته(19), حيث سبّب له آلحسد من قبل إخوته إبتلاءهُ بتلك آلمحن و المصائب, و لم يصبر و لم يعتمد على قدرته ألداخلية في بداية آلأمر.

نحن أيضاً علينا بعدم آلبوح بآمالنا و برامجنا آلستراتيجية آلكبيرة حتى آلرؤيا .. بل نُحاول آلتركيز و آلأعتماد على الحدس(ألضمير ألباطن), فآلآخرين لا يُريدون سوى خلع ذلك آلتاج ألذي وضعته أو تريد وضعه على رأسك بفضل الله, و ذلك بتحطيم الصور و آلآمال الجميلة ألتي تصورتها في عقلك من قبل آلحاسدين و آلحاقدين آلمرضى.

لقد حاول يُوسف(ع) بعد ما إستقرت به الأوضاع في آلسجن إلى أمد غير محدود .. لصنع صور النجاح ألمستقبلية في عقله مجدّداً عن طريق تنبؤآته .. ليكون أول شخصية في إمبراطورية مصر بل و في التأريخ بعد آلأمام علي(ع), و لتبقى قصته من بعده أحسن القصص في التأريخ ألأنساني.

قد تبدوا لنا أحياناً ثمار آلخيال (ألتصورات) بعيدة آلمنال كحالة يوسف(ع), فيطول نيل آلمطالب آلتي تجسدتْ في ذهن الأنسان, لكن كن مطمئناً بأنّ ثماراً أعظم من ذلك آلذي تصورتهُ بإنتظارك!

يقول جالس فيلمور(20) في مدحه للتصور: "ألتصور يعطي للأنسان ألقدرة كي يعيش منطلقاً خارج آلزمان و آلمكان, سائحاً في ما وراء المحدوديات و آلحواجز".

تيقّن أنه لا يُمكن أن يقف أيّ شيئ عائقاً أمام قُدرة آلخيال .. ربما تُفكر بأنك لا تملك تجربةً في هذا آلمضمار بعد .. كي تخلق و تجني ثمار تلك آلمعرفة ألمشرقة!؟

و ربما نتساءَل؛ أ لا يُوجد طريق سهل و مُمْكن لتعليم آلذهن و تربيته على ذلك؟

بآلطبع يُوجد هذا آلأمكان بلا شكّ!

كان أحد آلمهندسين يُشارك في حضور جلساتي في "آلمنتدى آلفكري" لتعليم طرق آلتصور للحصول على قدرة آلخلق و آلأبداع ألمثمر و آلمفيد(21) و كان يشكو من وضع إقتصادي و إجتماعي سيئ, حتى تمكن أن يُبدع في ذهنه" عجلة آلحظ و آلقسمة "(22), هذه النظرية تساعد الذهن لئن يأخذ بيد آلأنسان إلى ما وراء الزمان و آلمكان, و من خلال هذا الطريق يمكن آلانتقال مما نحن فيه إلى وضع أفضل لكسب ثمار السعادة, هذا آلمهندس إستطاع خلال فترة وجيزة أن يؤسس مكتباً كبيراً لادراة عمليات آلأنشاء و آلبناء.

عجلة آلحظ و آلقسمة طريقة بسيطة جداً لكنها فعالة و مؤثرة .. كما تبين أشرنا في آلمثال آلسابق, حيث كانت الخطوة العملية الأولى رسم دائرة كبيرة على ورق آلمقوى, جاعلاً مركزه بمثابة الله تعالى كمركز للحركة و الوجود و البرنامج! ثم كتب أسفل الدائرة: "ألعقل ألغير محدود هو آلمسؤول عن حياتي, أنا مؤمن بآلله و بآلهداية آلألهية, و أستفيض من علمه أللامتناهي", ذلك كان بيت القصيد في تلك الدائرة.

ثم كان قد قسّم آلدائرة إلى أربعة أقسام: قسم العمل, وآلعائلة, ألأمور العبادية, ألأمور آلأجتماعية(ترويح آلنفس)؛
في "حيّز ألعمل" وضع أفضل تصميم إستطاع تصوره للسعي إلى تحقيقه, حيث كتب أسفل الحيّز؛ "أنا آلآن أسعى بمعونة آلله كي أحقق آلعمل ألذي ينتظرني, كي أقدم خدمةً كبيرةً لعباد الله و أحصل بآلضمن على مردودٍ جيّد! و سيتحقق هذا آلأمل على أرض الواقع لنيل السعادة آلكاملة و آلتوفيق و آلثروة".

أما "حيّز آلعائلة" في تلك الدائرة, فقد رسم فيه صورة آلبيت ألحالي ألذي كان يسكنه, و كتب تحتهُ؛ سأبيع هذا آلبيت إلى مُشترٍ, كي أنتقل إلى بيت آخر, و كتب آلعبارة التالية:" قدرة آلله تعالى و مشيئته سيهدي لي ربي من يشتر هذا آلبيت, كي أستفيد أنا و آلمشتري من هذه المعاملة ألمنصفة".

كما رسم صورة البيت ألجديد ألذي يُريده حسب آلمواصفات آلهندسية آلعالية, و وضعه في المكان الخاص به في ذلك المخطط (عجلة آلحظ), و كتب تحتهُ: " إنّ آلله تعالى يعلم حاجتي لهذا البيت, و هو يعلم أين سيكون بيتي, و في أي زمن سيتحقق آلمنال".

كما رسم صورةً واضحةً كخطوط عامة لكيفية التعامل مع زوجته, و طريقة نقل الأثاث, و كيفية الأنطباق مع المحيط الجديد, و ألصقه أيضاً في آلمكان المعين له, و كتب: "زوجتي آلآن تحت رحمة الله و عنايته, و ستشملها آلسلامة آلكاملة و آلثروة و آلموفقية"!

و لأجل إستكمال مقدمات آلتغير ألذي يتأمله, كتب في دائرة الحظ (عجلة آلقسمة)؛"لو أُغلق بابٌ فأنّ باباً كبيراً آخر .. بل ألف بابٍ آخر سينفتح".

في قسم آلأمور الأجتماعية و آلترفيهية .. رسك في "دائرة الحظ": "صورة لساحل آلأطلنتي و بحيرة أونتاريو" و ألصقه في مكانه في الدائرة, و كتب تحتهُ: "في آلعطل الأستثنائية و بفضل الله و إرادتهِ سننال آلتوفيق آلكامل للتمتع بآلطبيعة لنيل آلسعادة و آلرضا و آلفرح بإذن الله, و سنكون له شاكرين ممتنين".

أما بالنسبة للثروة و آلقدرة فقد كتب في محلّه: "ألقدرة آلالهية اللامتناهية ستهديني كي تستقرّ أموري طبقاً للنظام آلالهي, و ستستمر بأفضل حال".

و في ألمجال ألمعنوي .. رسم في محلّه ألخاص في آلدائرة؛ صورة آلمسجد و كتب تحتهُ: "أشكر قلبي آلفياض بآلايمان, و أنا على يقين بآلهداية ألألهية ألتي شملتني" ثم ألصق صورة آلقرآن ألكريم في آلحيّز ألخاص به.

بعد إستكمال ذلك آلمخطط مع آلتعليقات .. وضعه في مكان مُناسب يستطيع آلنظر إليه يومياً و آلتأمل في صوره آلجميلة و قراءة محتواه بدقّة و وعي يومياً, و كان هذا آلأمر يساعده كثيراً كي يُدقق في آلتفاصيل بمساعدة قدرة آلخيال و آلتركيز, ليتقدم عملياً في آلسعي لتحقيق تلك آلمطالب!

و بآلتكرار و آلتركيز ألمستمر و آلعمل الجاد ألمخلص .. بدأتْ مراحل المخطط تتحقق في حياة ذلك آلمهندس.

و ليس هذا آلشخص هو الوحيد ألذي حقق أمنياته, بل هناك الكثيرين ممّن نحجوا في تحقيق أحلامهم كما أشرنا لهم سابقاً في مباحثنا, و للعلم إنْ أبرز شخصيات آلتأريخ كنابليون و تشرشل ما حقّقوا إنتصاراتهم و إمبراطورياتهم إلا عن هذا الطريق, حيث كانوا يُخططون دائماً و بآلتفصيل لجميع برامجهم و فتوحاتهم, عبر تصوير جميع مراحل الصراع و المعارك حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه!

و بآلنتيجة لو كنتم من آلذين يأملون تحقيق هدفاُ كبيراُ و ستراتيجيّاً .. لا بُدّ من رسم دائرة ألحظ(ألقدر), و آلتخطيط لهُ, و إنّ سرّ "دائرة الحظ و آلقدر" تكمن في إنه يُغيّر مسير آلذهن من؛ " عدم قُدرتي على نيل المأمول" إلى؛ " أنا قادرٌ على تحقيق ما تصورتهُ و تمنيتهُ"؛ إنّه يُغيّير آليأس إلى آلأمل ؛ و آللاممكن إلى آلممكن؛ من آلتملل إلى آلعزيمة؛ من الهزيمة إلى النصر!

إذا كنتَ لا تُريد رسم دائرة ألحظ لكلّ شيئ في حياتك .. فأرسمه على آلأقل لآمالك آلكبيرة و آلستراتيجية آلتي تتمناها في حياتك .. لأهمّ آلأشياء ألتي تُريد تحقيقها!

ألبعض لديه ألقدرة على رسم دائرة الحظ و آلقدر لبرنامج شهر واحد .. أو مرحلة دراسية واحدة, يُحدّد من خلالها أهدافه القصيرة آلأمد, و يسعى إلى تحقيقها, و يؤكد ألمجرّبون لهذا آلأمر؛ فاعلية ألقدرة ألسحرية ألمؤثرة لحركة آلذهن بإتجاه الأهداف و سرعة تنفيذ ألمخطط.

إن أبسط ما يمكنك أن تقوم به هو إعداد دفتر صغير لتُحدد فيه برامجك و مواعيدك و أعمالك اليومية و آلأسبوعية و آلشهرية .. و سترى كيف إنها ستساعدك كثيراً لأنجاز و تحقيق ما تصبوا إليه, و سترى كيف إنك ستستفيد من قدراتك الذهنية على أفضل وجه!

إننا سواءاً أردنا أم لا .. قبلنا أو رفضنا .. فأنّ آلذهن؛ يعمل و يفكر من خلال الصور الذهنية بشكل طبيعي, فلماذا لا ننظم برنامجاً هادفاً لطموحاتنا و آمالنا!؟

لأننا إذا لم نُنظم صورنا آلذهنية طبق برنامج مدروس .. فأنّ آلأضطراب سيكون رفيقنا حتى آلموت!

فآلذهن لا يفكر سوى عن طريق الصور آلذهنية ألتي رسمها و تخيّلها, لأن إيجاد آلصور الذهنية هو آلعمل آلطبيعي للذهن.

علينا أنْ لا نُحسد آلآخرين و نبخس أشياءَهم, و لا نطمع فيما يملكون, لأنك لا تحصل على شيئ, و لن يكون من نصيبك شيئاً ممّا يملكون, لأنك حتى لو حصلت بطريق غير شرعي ما بيد آلآخرين من حقوقهم؛ فأنه لا يُحقق آلرضا في النفس, و لا آلأحساس بآلفخر و آلتوفيق, ألأشياء ألمتعلقة بآلغير لا يُمكن أن تحقق آلسعادة لنا كاملةً, بل علينا أن نتصور بأننا نملك في ذهننا ما يملكه آلآخرون, و نتأمل حصولنا عليها كما حصل عليها آلغير, و هو شيئ ممكنْ!

و لتحقيق ذلك عليك آلقول لنفسك: "أنا أيضاً متصلٌ بمنشأ و مُعطي تلك الموهبة و آلخير وهو الله تعالى, و أنّ تلك الموهبة في طريقها نحوي, و شأكون شاكراً و مُمتناً لفضل الله تعالى عند آلحصول عليه!

حاول لا تطلب أموراً و أشياءاً لا تُريدها, و أكتفي بحاجتك من آلأشياء ألتي تتأملها, لأنّ آلصور ألتي ترسلها إلى آلخارج ستنعكس عليك تماماً, و لا تنسى أن تطلب و تتمنى للآخرين مثل ما تتمناه لنفسك, و إطمئن بأنّ خير و مردود دعائك للآخرين سيصلك و سينفعك بإذن الله.

أكرّر ألقول بضرورة أن تطلب و تدعو لأمنياتك بصدقٍ و وضوح و بيّنة, و لا تطلب ألأمور ألبسيطة و آلتي من آلممكن تحقيقها و آلحصول عليها بسهولة و يسر!

و عليك أن تتيقّن أيضاً, و كما أشرنا في حلقات سابقة, بأنّ آلصور ألذهنية هي التي تصنع الأنسان .. و إنّك أنتَ آلذي تصنع تلك آلصور! و كن مطمئناً لهذه آلحقيقة, و أنها لا تحتاج لنيلها إلى الصِدام و آلمعارك و آلقوة و آلكذب و النفاق .. كل ما عليك هو الجلوس في ركن بهدوء و إطمئنان, لتجسيم ما تريدهُ بوضوح و دقة, و إرفاقه على الدوام بآلدعاء و آلتوسل, مثل؛ " إلهي إرزقني مواهبك آلعظيمة, و خيرك آلوفير ألذي لا حدود له".

إنّها حقيقة مطلقة؛ بأنّ تعريف آلأنسان هو ما يُفكر به, أو ما يحمله من آلفكر و ما يأمله .. و إن آلخيال آلخصب ألمستمر, و آلأبداع ألمُتجدّد يكفينا, كما أرجو منكم أنْ لا تكتفوا بما توصلتُ إليه بنفسي و بيّنته في مقالي هذا .. بل عليكم آلألتحاق بآلكثير من آلذين يسعون لأكتشاف قُدرة آلخيال و آلتصور .. لأنها بحقّ من أفضل و أسعد آلقدرات في وجود آلأنسان, فبه نرتقي و نحقق آلمستحيل!

عزيز ألخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أشار ألفيلسوف ألملا صدرا في آلأسفار ألأربعة لحركة الأنسان ضمن أربعة محاور, كان كل مجلد من مجلداته الاربعة تبحث سفراُ من آلأسفار و هي:
سفرٌ من الخلق إلى الحق
سفرٌ من الحق في الحق بالحق
سفرٌ من الحق إلى الخلق
سفرٌ في الخلق بالحق.
(2) قال الرسول (ص):"من عرف نفسه عرف ربه".
(3) يعتبر الأسلام جهاد النفس أعظم من جهاد العدو و القتال و آلمواجهة في جبهات ألحرب, إستناداً إلى آلقرآن الكريم, و كما ورد في سورة آلبلد آية / 11 و 12 : (فلا إقتحم آلعقبة, و ما أدراك ما آلعقبة), و كذلك آلحديث ألمروي عن آلرسول(ص) حين بعث سرية فلما رجعوا قال: "مرحباً بقومٍ قضوا آلجهاد آلأصغر و بقي عليهم آلجهاد آلأكبر, فقيل: يارسول الله ما آلجهاد آلأكبر؟ قال: جهاد آلنفس". (راجع وسائل الشيعة / باب جهاد النفس, للحر آلعاملي).
حقيقة هذا الحديث رغم إنه سطران لكنه يستبطن أهم أصل لفلسفة خلق آلأنسان!
; (Tan) حين كان يُحاول علاج مريضه تن (Broca) أول عالم كشف تلك آلمنطقة هو آلدكتور بروكا (4(
"Tan" (his actual name is M. Leborgne) lost his ability to speak because of Syphilis. "Tan" was able to understand words, follow directions, but could only say one word "tan" which ultimately became his name. When Tan died, Broca did a thorough examination of Tan s brain to figure out what exactly had caused him to loose his ability to speak. During his examination of Tan s brain, Broca found that there was a lesion on his left temporal lobe. After doing other experiments on others Broca was able to conclude in 1861 that the left temporal lobe of the brain is the area responsible for speech (Broca s Area). (5) لقد ذمّ آلرسل و آلأئمة و آلعظماء "ألحسد" بقوة لأثارة ألمدمرة في آلنفس و آلفكر ألأنساني, فآلعالم ألحقيقي لا يُمكن أن يكون حاسداً, و لا يُمكنني قبول أو إعتبار أيّ كانْ عالماً, إذا كانَ حاسداً, حيث إشتهر بين آلناس بأنّ آلحسد لا ينفكّ من العلماء و ملازمٌ لهم!
فقد ورد عن الأئمة الأطهار (ع): " أنّ ألحسود يضرّ نفسه قبل أنْ يضرّ آلمحسود", و ورد أيضاً قول الأمام الصادق(ع): "ألحسد سجن ألروح" فهل يُمكن للحاسد أن يكونَ عالماً و أن يُبدع و يعمل بشكلٍ طبيعيّ إذا كانت روحه مسجونة؟
و آلحسد لا يكون إلّا لذوي آلنعم من قبل آلعوام, و آلتعامل ألصحيح عند علمنا و مصاحبتنا لذوي آلنعم .. هو آلتفاؤل بآلخير لهم و لأنفسنا في نفس الوقت, و آلتّأمل من الله تعالى لأن يتفضّل علينا بمثل ما تفضل عليهم!
(6) في آلحقيقة إننا لا نفهم سوى ظواهر ألأقدار و "آلقدر" مع بعض أسبابها و إرتباطاتها, و قد أشار الباري تعالى في آياتٍ عديدة إلى أنّه سبحانه قد خلق كل شيئ و قدرّه تقديراً, فلا يُمكنك أن تجد في هذا الوجود شيئاً عبثاً, بل كل شيئ في الوقت الذي أتقن الله صنعه يرتبط مع بقية أوصال و اركان ألوجود بشكلٍ ليس من السهل إدراكه لتعمل منظومة آلوجود كلّها و كأنها وحدة واحدة!
(7) أثبتتْ ألتجاربْ ألعلمية ألنفسية بأنّ آلحاقدين و الحاملين للعقد في أنفسهم, هم بعكس ألمسامحين .. لا نصيب لهم من آلراحة و آلأطمئنان و آلأستقرار, و بآلتالي تراهم على آلدوام مُنشغلين بآلأنتقام و آلتخريب أللذان يَحُولان دون تحقّق آلأمن ألنفسي و راحة آلبال و بآلتالي فقدانهم لفرصة ألأبداع و آلتقدم في آلحياة و آلوجود!
(8) تعتبر ألأوقات ألخمسة للصّلاة .. و كذا صلاة الليل بآلأخصّ من أهم آلمحطات ألتي من خلالها يتمكن ألأنسان من تحقيق إتصالٍ واعٍ مع أصل آلوجود و مصدر ألخير و آلعطاء لتفعيل قوّة آلأبداع, كما إنّ آلبعض يستخدم قوانين أليوكا و غيرها لتحقيق ذلك, لكنّ آلصلاة ألواعية تفعل آلمُعجزات فيما لو أدّاها آلقائم بشرطها و شروطها حسب تعاليم ألعرفاء الأسلامييون!
(9) تُبيّنْ قصص ألأنبياء و آلأولياء و آلأئمة ألطاهرين؛ بأنّهم كانوا يعفون على آلدوام عن كلّ مسيئ لهم, مع آلأشارة و آلتنبيه لهم إلى آلحقّ في نفس الوقت و بشكل عمليّ, بمعنى ألعفو آلأيجابي و ليس السلبي, لأن آلعفو عن بعض آلمُسيئين قد يكون سبباً لغيّهم و تكرار آثامهم, و قصّة ألصحابي آلقائد مالك الأشتر ألنخعي مع آلأعرابي الذي تعدّى عليه بينما كان آلأشتر قائداً للجيش آلأسلامي في زمن حكومة آلأمام .. درسٌ كبير لكل مصلح في آلتأريخ, حيث بَدَلَ أن يُقيم قائد آلجيش آلأسلامي ألحد و آلعقوبة على خصمه و هو القادر على ذلك, إلّا أنه دخل مسجد الكوفة ليدعو له بآلغفران و آلهداية, و عندما لحقه آلأعرابي إلى المسجد ليعتذر منه بعد ما علم بمكانته و قدرته من أهل آلكوفة؛ توقف خلف مالك ألذي كان متوجهاً نحو آلقبلة و هو يدعو له, وعند ما سمع دعائه خجل آلأعرابي من نفسه و طلب آلعفو منه ! هذا بآلأضافة إلى آلكثير من آلقصص آلعظيمة لأئمتنا آلأطهار(ع).
(10) في تراثنا آلفكري ألأسلامي و آلقرآني آلاف آلأدعية آلقوية ألتي تُحقّق للسّالك مُبتغاه, للأطلاع على ذلك يُمكنكم مراجعة ألصحيفة ألسجادية و كتاب ألدعاء للكفعمي و مفاتيح آلجنان للقمي و ضياء الصالحين, هذا بجانب آلأدعية آلقرآنية ألمعروفة.
(11) تنقسم ألروح إلى عدّة أقسام منها؛ روح القدس, روح آلأيمان, روح الشهوة, روح آلتسلط! و قد عرّفها آلعلماء تعاريف مختلفة, لكني أعتقد بأنها لم تكن دقيقة و شاملة و علمية لأننا لم نؤتي من العلم إلّا قليلاً لحد آلآن, و تعريفي لها هي:
"ألروح عبارة عن طاقّة تكتنف قوّة دافعة كهربائية ذات سنخية مختلفة عن ألطاقة ألمعروفة لدينا, و ذو جاذبة كهرومغناطيسية و تشعشعات ضوئية نورانية تحمل معها آلأسرار و المواصفات و آلرموز, و تتحكّم في كلّ آلوجود و في حياة ألأنسان ألمادي و آلمعنوي و في غيرها من آلموجودات – نبات – جماد – غازات - عبر نظام توزيع عالي آلكفاءة تتغذى من منبع ألفيض ألألهي(ألمحطة آلرئيسية لتوليد الطاقة ألكونية و آلتي مصدرها آلله تعالى), بحيث يتداخل و يُغذّي عضلات و مفاصل ألبدن في آلأنسان و آلحيوان و آلموجودات آلأخرى حسب نظامٍ أليكتروني ترانسبيوتري معقد جدّاً, و آلتغذية من آلمحطة آلرئيسية تكون عبر إتصال ألحبلٍ ألأثيري ألمكوّن من ذرات مُشعة و مقاومة في غاية آلتعقيد و آلحساسية و آلقوّة في نفس الوقت, و يكون مقدار إستلامنا لمعدل و نوع و صفاء تلك آلقوة آلكهرومغناطيسية من آلمصدر بمقدار قوّة آلمستقبلات (ألأجسام) ألتي تتأثر هي آلأخرى بمدى آلطهارة و آلسلامة و آلصحة و آلأستقامة لكلّ إنسانْ أو موجود ".
و تجدر الأشارة إلى أن البعض يُنشط نوعاً و احداً منها دون آلأنواع الأخرى, و من هنا تتطبع ألطبيعة ألأنسانية .. إما بإتجاه آلخير و التي تنجذب عادة نحو روح القدس و روح آلأيمان, أو تتطبع بآلطبيعة الحيوانية فتنجذب نحو روح الشهوة و التسلط.
(12) "ألترانسبيوتر" – كومبيوتر(حاسوب) متطور يتقدم على آلحاسوب (ألكومبيوتر ألعادي) بأكثر من جيل تستخدم لأغراض حساسة في مراكز آلعلم و آلتكنولوجيا كمنظمة "ناسا" و مركز ألتخطيط ألأستراتيجي وقضايا آلاقتصاد و آلتنمية العالمية, و هي محدودة ألتداول.
(13) إلى آلآن لا ندري بآلضبط هل يتقدّم آلزمن أم يتأخر؟ و هذا آلأمر في غاية الأهمية لأنه يوصلنا كي نبحث حقائق عديدة في نظرية "ألبك بنك" ألتي تقول بأنّ آلكون إنطلق من نقطة صغيرة و إستمر بآلتوسع, لكن الزمن في إنتقاص بآلنسبة للعمر الكلي للكون, و تتفق هذه النظرية مع مفاهيم القرآن بهذا آلشأن, و آلحقيقة لا توجد نظريات قطعية حول مبدأ العالم و أنتهائه بدقة, و سنبحث هذا آلموضوع على إنفصال لأنه ليس محل حديثنا.
(14) H. Emilie Cady (1848–1941) was an American homeopathic physician and author of New Thought spiritual writings. Her 1896 book Lessons in Truth, A Course of Twelve Lessons in Practical Christianity is now considered the core text on Unity Church teachings. It is the most widely read book in that movement, and has sold over 1.6 million copies since its first publication.
Born in 1848 in Dryden, New York to Oliver and Cornelia Cady, Cady s first job was as a schoolteacher in a one-room schoolhouse in her hometown. In the late 1860s, however, she decided to pursue the field of medicine, and enrolled in the Homeopathic College of New York City, graduating in 1871, and becoming one of the first woman physicians in America.
(15) أشار الدكتور الشهيد شريعتي في كتابه" نحن و إقبال" يعني ألفيلسوف إقبال أللاهوري بآلقول:" إنّ آلأسلام ألحالي(يقصد آلاسلام الذي كان شائعاً قبل نصف قرن و ما بعده) لحين إنتصار الثورة آلاسلامية آلمعاصرة – لا يعطي آلزخم و القوة للتحرك, بل يجعلنا خاملين .. ساكتين .. خانعين .. قانعين(القناعة التي نقول بها نحن) و ليست آلقناعة التي أشار لها الأسلام, بمعنى اليأس من هذا الذي نملكه, وسوء الظن بآلطبيعة و آلحياة و آلمجتمع, و إيكال جميع الأمنيات إلى ما بعد الموت" للمزيد راجع: (سلسلة آثار آلمعلم شريعتي رقم 5 بعنوان: نحن و إقبال). مطبعة ألنراقي - منشورات إلهام, طهران, ص32, ط8.
(16) ليس كلّ آلناس يستخدمون قدرة التصور بآلاتجاه آلصحيح فآلبعض منهم قد يمتلك قدرات خارقة في هذا آلمجال, لكنه يستخدمها في طريق آلأنحراف و آلخطأ و آلشهوة و آلتسلط بغير آلحق على آلناس كآلسطو و آلسرقة و التعدي على حقوق الآخرين, و آلمحترفين في آلأجرام ليسوا أناساً عادييّن, بل يمتلكون قدرة خيال خصبة و مبدعة, إلاّ أنّهم للأسف و لسوء آلتقدير .. يستخدمونها لتحقيق أحلامهم و تصوراتهم ألغير شرعيّة, عن طريق آلأقدام على عمليات كبرى كآلسطو على آلبنوك أو سرقة ألمليارات عن طريق برامج آلشبكة ألعنكبوتية من آلشركات و آلبنوك ألكبرى, و قد حاول الأسرائيليون مّرات عديدة من دحر ألبرنامج آلنووي آلأيراني بإرسال فايروسات لتخريب عمليات إخصاب أليورانيوم و برنامج آلمفاعلات ألنووية! إلّا أن يقظة و قدرة المهندسين الأيرانيين ألمؤمنين كانت أقوى .. فأفشلتْ تلك آلمخططات و حالت دون وقوعها!
(17) قال تعالى في سورة يوسف / 1 و 2 و 3 : " ألر تلك آيات آلكتاب آلمبين, إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون, نحن نقصّ عليك احسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن و إن كنتَ من قبله لمن آلغافلين".
(18) يُعتبر ألنسيان من آلأمور ألمتعلقة بمشيئة الباري تعالى, حسب ما ورد في حديث "الرفع", و هو حديث معروف رواته من آلثقات في آلأوساط ألعلمية ألحوزوية؛ روي عن رسول الله(ص): روى آلصدوق في آلتوحيد و آلخصال عن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن سعد ابن عبد اللّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد اللّه ، عن أبي عبد اللّه(عليه السَّلام ) قال : قال رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : "رفع عن أُمّتي تسعة أشياء : ألخطأ ، و آلنسيان , و ما أكرهوا عليه, و ما لايعلمون, و ما لا يطيقون, و ما إضطروا إليه, و آلحسد , و آلطيرة , و آلتفكر في آلوسوسة في الخلق ما لم ينطقوا بشفة".
نقل الحديث ألحر آلعاملي في وسائل الشيعة, ج11, ب 56 من أبواب جهاد آلنفس.
(19) قال تعالى في مُحكم كتابه آلمبين: "إذ قال يوسف لأبيه يا أبتي إني رأيتُ أحد عشر كوكباً و الشمس و القمر رايتهم لي ساجدين, قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إنّ آلشيطان للأنسان عدوٌ مُبين" (يوسف / 4 و 5 ).
(20) Carles Fillmore, (August 22, 1854 – July 5, 1948).
(21) "ألمنتدى آلفكري" تأسس في كندا – تورنتو بداية عام 2009م و إستمر إلى نهاية عام 2010م, و كان يحضرها جمعٌ من آلمهتمين بآلفكر آلأسلامي و قضايا آلساحة, و قد أشرفنا على إدارته و منهجه آلذي كان بحق فتحاً جديداً في آفاق آلفكر ألأسلامي!
(22) Wheel Fortune.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إغتيال ألفكر تعميمٌ للأرهاب
- ألحضارة الأسلامية أكبر حضارة عرفتها البشرية
- اسفار في اسرار الوجود ج3 - ح5
- مستقبلنا بين الدين و الديمقراطية(7)


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عزيز الخزرجي - أسفار في أسرار الوجود ج3 - ح9