أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - تعددية دستورية !..














المزيد.....

تعددية دستورية !..


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 22:30
المحور: كتابات ساخرة
    


حين سن أول مشرع دستورا لأمته ،أشك في أنه كان ديمقراطيا ! لا هو و لا دستوره..و لا أظن كذلك أن عامة الشعب كانت تعرف معنى الدستور و معنى الديمقراطية..كان الخيار واضحا بالأكيد ،جعل العالم آنذاك مقولبا حسب رغبة الدستور و المدستر !
بحثت كثيرا عن أول أمة وضعت دستورا ،فلم أجد جوابا شافيا ..مرة أجدها في أوربا و تارة أخرى تنزل علي مسلمات الغيب واضعة الكتب السماوية دساتير ! أنا موقن أن السماوي يبقى سماويا ،و لا رغبة لي بالمطلق أن أناقشه..لكن الأرضي هو الذي يهمني رغم أن الزمن هو زمن الفضائيات !
قد تكون دولنا العربية آخر من اقتدى بسن دساتير ،فأكثرها بعدا في الزمن لم يهبط من قطار التشريع إلا في الخمسينيات على أبعد تقدير..وكلها قيل في حين إنزالها أنها ضربة معلم،و آية في التجذر الديمقراطي ! حققت بالفعل ما يقال عن أن المدستر له الحق في أن يقول ما يشاء عن دستوره ،و للآخرين حق الدفاع عنه و الكلام عن مسلماته الشبيهة كثيرا بمنطق الغيب !
في هذه الأيام كذلك ،استفاقت أمم كثيرة في الشرق الأوسط بشمال افريقيته على ضرورة تغيير أو تعديل أو تبديل دساتيرها،فواقع الهزات المزلزلة لثوراتها الموؤودة فرضت نوعا من المرونة لدى المدستر !
لكن ، اختلفت الأمم و لف كلامها كثير من اللغط حول المدستر من يكون؟ ! هو ذاته أو من ينوب عنه أو أن الشعب المستفيق أخيرا سيتحول إلى مدستر جديد؟ !! انقسمت الناس مللا و نحلا تدعو الشهرستاني من جديد للنظر في أحوالها و توضيح اختلافاتها...
في المغرب مثلا ،يرى البعض أن الدولة الحديثة عليها أن تكون قديمة في نفس الوقت ..لا يجب أن تذهب بعيدا في تناول مهيجات الرغبة الجامحة في تذوق ملذات الواقع الجديد..ولا ينظرون إلى الابل كيف خلقت حين يرون استعمالها اليوم لم يعد منه ماكان من تتبع خطوط الأسفار و عجائب الأمصار ! بينما بعضهم الآخر لا يرى مانعا ،في ما يشبه نفعية سياسية لعينة ، في أن يساير الركب و يأخذ مكانا في القافلة التي تسير..لاغير ! وبعدها لكل حادث حديث بعد حداثي !
في المغرب كذلك ، يريد النفعي اليميني الإداري القديم الجديد أن يجد له مكانا ،لا في قافلة المطالبة بدستور حديث ،و إنما في مكان مريح بين ثنايا مواده و فصوله.. لا بين المنادين بدولة مدنية عصرية حديثة وإنما في دواليب إدارتها و مكامن الأكتاف التي يعرف من أين تؤكل.. ! إنه النوع من الناس الذين يريدونها باردة هادئة من الجنة و الناس...
في المغرب ذاته ،تجد الاثني ،الذي يفضل أن يسير به الركب كله إلى حد اقتلاع ضرس تؤلمه كثيرا..ضرس الاحساس بالتمييز تارة و التهميش تارات أخرى..و لا أظنني في موقع يسمح لي أن أحلل الإثني كثيرا ،لكني أعرف أنه مثل الآخرين يريد أن يجد ذاته في دستوره الجديد..
في المغرب ذاك ، نخب ..يصطلح عليها نخب ..بيمينها و يسارها و حاكميها و محكوميها تريد أن تبلور نقاشا ما حول دستور مفترض..دستور يسع تقدمية الاشتراكي و رجعية اليميني و حداثية الشباب و ديمقراطية العالم و تعددية البلاد الثقافية.. هي نخب تريد أن تصنع دستورا للنخبة ! لكنه و الحال هذه حتما سيطبخ ببنة المخزن !
في المغرب ذاك رغبة جامحة عند الجميع في رؤية دستور -مهما كانت مراميهم- ديمقراطي ينقلنا من كل مانشعر به من ظلم اجتماعي و فقر ديمقراطي إلى نور الحرية في أبهى صورها.. لكن الأمر مستحيل على هذه الشاكلة ! وهو ما يجعل فكرة جنونية رائعة تدور في ذهني:مادمنا من الأمم العريقة في ابتداع ديمقراطيتنا الخاصة بنا ،ألا يمكننا أن نجرب إمكانية وضع دستور فيدرالي يجمع دساتير لكل فئة أو نخبة أو حتى طبقة !!
فنصبح بذلك أول من يسن تعددية دستورية في التاريخ !



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسيو الهيدلاينز !
- حين يتأخر المثقفون.. !
- ضحك كالبكاء..(إلى من يتذكر السبت الأسود بسيدي إفني)
- إشهد يا حزيران !
- لا أحد يحب أن يموت !
- رأس نتنياهو لا تصلح لشيء !
- جحا الذي بيننا..!
- وزارة التعليم لا تحسن الحساب !!
- إنتلجنسيا البسوس !!
- ستراوس كان وسمراء من قوم عيسى !
- العصا و الجزرة على الطريقة العربية !
- ضربني الحائط..!
- الزمزمي و الزوجة الميتة..!
- حيا الله من يانا.. !
- الحب في زمن الموت..
- درس فرانكو...
- لا الليل لا الخيل لا البيداء تعرفك.. !
- هزائم شطرنج..
- الحول.. !! ( إلى رشيد نيني ..)
- البرونزاج في الأول من مايو !


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - تعددية دستورية !..