|
ألسفارة .. رمز السيادة المُنتهَكة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 20:19
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مساحة السفارة الأمريكية في بغداد ، ستة أضعاف مساحة مُجّمَع الأمم المتحدة في نيويورك .. وعشرة أضعاف مساحة السفارة الأمريكية في بكين ! . رُبما يكون سؤالي ساذجاً نوعاً ما ، ولكنني سأطرحه ، على أية حال : نفوس الصين أكثر من ثلاثة وأربعين ضعف نفوس العراق ، ومساحة الصين أكثر من واحد وعشرين ضعف مساحة العراق ، وإقتصاد الصين وطموحاتها وإمكانياتها المتنوعة الهائلة ، تجعلها ان تكون المُنافس الأقوى والأخطر ، خلال العقود القادمة ، للولايات المتحدة الأمريكية ... ومع هذا فأن السفارة الامريكية في بغداد ، أكبر عشرمرات من السفارة الامريكية في بكين ، وعدد الموظفين والعاملين فيها ، أكثر كثيراً ، ممن يعملون في بكين ، فما هو السبب يا ترى ؟! ... عدا عن الأشياء البديهية ، من قبيل ، ان الصين دولة كبيرة وقوية وذات سيادة كاملة ، وانها لاتسمح للولايات المتحدة الامريكية ولا لغَيرها ، بفتح سفارة ذات مواصفات غير معقولة وخارجة عن المألوف وعن الأعراف الديبلوماسية بين الدول ... فأن العراق اُحتُلَ مِنْ قِبَل الولايات المتحدة ، وتم تدمير شُبه كامل لبُناه التحتية ، وحُلّ الجيش والقوى الأمنية ، من دون وجود بدائل مُسبَقة ، وكَرَس الأمريكان نظاماً ينخره الفساد بأنواعهِ ... ومع كُل ذلك .. لم يكن من المُناسب ان تُوافق الحكومات العراقية المُتعاقبة ، من علاوي ثم الجعفري وبعده المالكي ، والدورات البرلمانية .. على قيام الولايات المتحدة الامريكية ، بإنشاء هذا الصرح الضخم في وسط بغداد ، والذي هو في الحقيقة ، بمثابة " مدينة " أمريكية متكاملة ... والأقرب الى الواقع ، هو ان الولايات المتحدة ، لم تأخذ " موافقة " الحكومة العراقية ، بل من المُحتَمَل ، انها لم تسأل أحداً ، بل قامتْ بحجز هذه المساحة الشاسعة وصرفتْ المليارات على المنشآت والأبنية والحدائق والملاعب والملاهي والكازينوهات والمطاعم والمطارات والمستشفيات والمدارس والسينمات وحتى ملاعب الغولف .. بحيث ان آلاف الذين يعملون في السفارة ، بإمكانهم العيش هناك من دون الحاجة الى الخروج مُطلقاً ! .. أما إذا إتبعتْ الولايات المتحدة ، الطُرق الأصولية ، وأخذتْ " الرخصة " من الجانب العراقي ، فالمُصيبة أعظَم ! .. فمَنْ هي الجهة التي فّرَطتْ بمصالح العراق وسيادته بهذه الخِفة والسهولة ؟!. من المعلوم ، ان [ سفارة ] أي بلد ، هي من الناحية الدبلوماسية والقانونية ، كأنما جزء من البلد نفسه ، فمثلاً لو ان السفارة المصرية في لندن ، مساحتها ألف متر مربع ، فأن هذه الأرض كأنما هي أرضٌ مصرية ، ولهذا تتمتع ب " الحصانة " . فإذا عرفنا ان مساحة السفارة الامريكية في بغداد ، تبلغ [ 104 ] هكتار بالتمام والكمال .. فما معنى ( الإنسحاب ) الأمريكي ؟ على إفتراض ، ان جميع القوات الامريكية إنسحبتْ بحلول نهاية هذا العام ، فأن " مدينة السفارة الامريكية " في وسط بغداد ، ستكون بحاجة الى حماية كبيرة ، وبالتأكيد لن يثق الأمريكان بقوات الأمن العراقية لحماية سفارتها ! .. ان أكذوبة " بناء الديمقراطية " ممجوجة بالأساس .. فآخر دولةٍ بالعالم من حقها التحدث حول سعيها ، لنشر الديمقراطية .. هي الولايات المتحدة الامريكية ... فوقوفها حتى آخر لحظة ، مع أعتى الديكتاتوريات في العالم ، معروف وليس بحاجة الى شرحٍ وإسهاب ... وما دفاعها المستميت عن الرجعيات العربية وغيرها ، مثل السعودية واليمن وقطر وعمان وباكستان ... الخ ، حالياً .. وكافة الحكومات القمعية المجرمة ، في السابق ، مثل شاه ايران وصدام وبينوشيت وعشرات غيرهم ..كُل ذلك دليل على ان الولايات المتحدة الامريكية ، ليس من أولوياتها نشر الديمقراطية والعدالة في العالم !... ان العراق بالنسبة لأمريكا ، مُجرد " حقل تجارب " مفتوح في كافة المجالات .. ونقطة هامة ، لتكريس خططها في الشرق الاوسط الجديد ، وتثبيت طموحاتها في السيطرة على العالم أجمع .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بماذا تُفّكِر في هذهِ اللحظة ؟
-
الإنتخابات التركية ..ملاحظات أولية
-
عندما يخطأ الكِبار
-
علاوي والمالكي ينشرونَ الغسيل القَذِر
-
مُظاهرات الجُمعة في العراق
-
- عملية تَجميل - للرئيس اليمني
-
العراق واُفق المُستقبل
-
تقييم المئة يوم
-
الحاج - ش - أفضل من المالكي
-
الرياضة بين الهِواية والإحتراف
-
العجوز المسيحي الذي أصبح مُسلماً
-
سُخرِية
-
شّرُ البَلِيةِ ما يُضحِك
-
مِنْ الحياة اليومية
-
السيستاني لم يستقبل السفير الإيراني
-
صديقي الذي يتمنى أن يكون مصرياً
-
- إستعراض -التيار الصدري
-
السعودية والنَهي عن المعروف
-
عند الحّلاق الخبرُ اليقين
-
ما الفرق بيننا وبين النمسا وألمانيا ؟
المزيد.....
-
قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا
...
-
أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق
...
-
الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي
...
-
موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق
...
-
الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC
...
-
بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى
...
-
كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول
...
-
واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ
...
-
البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|