أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عذري مازغ - كلمة حق في استشهاد مهدي عامل















المزيد.....

كلمة حق في استشهاد مهدي عامل


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 08:59
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


سأبدأ رثائي من موقف ضعفي: لم احسد في حياتي كتابا في من كتبوا عن القضايا وابحروا فيها بما يستجيب منا التنويه قدر تنويهي بالذين كتبوا كلمة تعزية في استشهاد الرفيق مهدي عامل، كان الأستاذ الحقيقي الذي الهمني بالفكر الماركسي، وليس ماركس، وكنت مصدوما به في استشهاده، ومع اني اعرف ان هذا القول مني لا يرقى لمسح العزاء، إلا أني لم أشعر في حياتي بفقدان عزيز بالشكل الذي أحسسته يوم تناثرت وسائل الإعلام خبر قتله، كانت هناك مقالة في الموضوع أشبه إلي بالعزاء منشورة في الكثير من الجرائد اليسارية، ومنها طبعا الجرائد المغربية هي أقرب إلي من المقالات التي تناولت وقع الحدث: استشهاد المفكر اللبناني كذا...كانت مقالة عنوانها:« ياويل امة يغتال شرفاؤها لينعم بالعيش جهالها ولصوصها ومزوري تاريخها»، ألهمتني هذه المقالة كثيرا لكنها لم تسكت غضبي، عشت الحداد لوحدي في بيئة لاتعرف مهدي عامل، عائلتي استغربت إضرابي عن الطعام والكلام لمدة اسبوع، فهم اخي لحسن أني تأثرت بموته بعد سماعه الخبر، سألني كيف أتأثر بشخص لا أعرفه فيما جدتي التي ربتني لم أتأثر بموتها في نفس اللحظات؟
كان شانا يتعلق بوجداني
التقيت بعدها استاذي في اللغة العربية السيد أبرشيح محمد، سألته هل سمع بالخبر، قال نعم، قال: لكن لم يمت بعد مهدي عامل، هو مستعصي على الموت، ثم أخرج الجريدة من محفظته فقال: هل قرأت هذا، وكان الموضوع هو العنوان الذي اسردته سابقا:«ياويل أمة....»، لم يكن مهدي سهلا على الموت بقدر هذه الفجاجة من الغدر، وأشهد ان الكثير في ساحات الفكر تألم بالحدث، لكنه لم يتألم كما تألمت، كنت عاملا بالمناجم، وكنت منشودا في فكره، اني عامل يستطيع إنجاز وعي المرحلة،خسرت، ولا ادري كيف تمت الأمور،
هل خسرت بخسارته؟
وجاء موته ضربة قاصمة للفكر الماركسي العربي، أن يموت مهدي الذي علمنا ان نضحك ويقول بأن الامر لا يتعدى ضحكا يستجلبه منطق القول، ليس ضحكا على الآخر بل هو ضحك من حيث منطقه حين يتملك الوقائع بشكل مخالف لصفاء المنطق ذاته، حين يكون منطقا للإيديولوجيا الطبقية، المنطق أيضا يتحدد بمعيار طبقي يتوهم ما يحسبه خلاصة منطلقات، لكن المنطلقات أيضا عند مهدي هي بدايات إيديولوجية طبقية، علمنا مهدي عامل أن الضحك أيضا هو ضحك طبقي. الحياة صراع والضحك فيها يصارع ضحك الآخر
الخسارة أيضا تضاهي الخسارة الطبقية، ان يقتل فكر طموح في موقع الصراع
لا أملك عزاء لمهدي عامل يطفيء غضبي، فالقتل هو ابشع ما يكون حين يطفيء شعلة حالمة بالحياة،مهدي كان الشعلة، الحزب الشيوعي اللبناني اخذ قشورا من نظرية مهدي ولم يتعلم بعد الغوص في تناقضات الصراع، بل وظف لغة مهدي في مضغ التناقضات وحصرها في بعد يتخذ التناقض الرئيسي فيها مساندة لنظام سوريا، لم يكن مهدي عامل يوما ما يساند أية سلطة عربية، فالحراك الإجتماعي هو المقياس للتناقضات وليس مسار السلطة في وهم الممانعة السورية، النظام السوري ليس ممانعا، بل هو ممانع للتغيير في ذاته، لو كان يريد حقا شكلا من اشكال الممانعة لأتاح للشعب ان يمانع، الممانعة ليست حافظ الاسد وأشباله، الأسود تنتهي أيضا، الممانعة هي الشعب حين ينتهك طقوس الهيمنة الغربية، وهي عند أسود سوريا شكلية، جدار للبقاء السرمدي على شعب ينضب بالحياة. هل فعلا أن الغرب يريد سقوط دولة المباهات بالإمجادات الخرافية، مالذي ينجزه نظام سوريا ليمانع في وجه الآخرين؟؟ الرساميل تنخر كل المنجزات العربية وليس فقط سوريا، انظمة قزمية لا تتقن سوى أداء بنود الطاعة، نباح في آخر المطاف، في العلن سوريا ممانعة، وفي الخفاء كل سوريا لعيون الغرباء.والدليل كل المحطات المنجزة، إذ مالدليل الذي يقيمه نظام سوريا اعتبارا للتناقضات الرئيسية التي يتكلم عنها مهدي عامل، هذا هو السؤال المعرفي الذي يجب أن يطرحه الحزب الشيوعي اللبناني وبلغة مهدي عامل نفسه، ماذا انجز نظام سوريا على مستوى تحرر الشعب السوري لكي نضعه في مستوى المواجهة، او في مستوى التناقض الرئيسي؟؟ فالتناقض عند مهدي بنيوي عبر تفاوتات معرفية ومحكوم بالزمن البنيوي للتحرر، مستوياته تتجاذب وتتناذب حسب سيرورة الصراع الطبقي في البلد الواحد، أين نقيم النظام السوري في هذه المستويات إن لم يكن النظام الوكيل إيديولوجيا فقط؟، بمعنى أنه يظهر إيديولوجيا بمظهر الممانع وهذا ما تاقه حين يتبجح بأن المؤامرة من خارج، فلتكن المؤامرة من خارج، هل النظام السوري هو من داخل؟ هو بالفعل مؤامرة من الداخل تتوخى البقاء استنادا على الخارج، هو كباقي الأنظمة العربية لوحت بمستقبل إسرائيل، فهي إذن مؤامرة للداخل من حيث هي من الخارج تنوح للبقاء من حيث إثارتها للخارج البراني، حتى المواقف الدولية المعبرة لا تخرج عن هذا النمط من التفكير، حتى الآن تلوح المواقف من خارج ان يكف النظام السوري عن قتل المدنيين، وفقط يرد النظام السوري أنهم ليسوا مدنيين، هم غزاة من خارج، ونعرف بحدس مهدي عامل نفسه ان الوكالة السياسية في نظام طبقي هي الولوج للبحث عن أفضل تمثيل، هذا ما تأكد في الثورة التونسية والمصرية حتى الآن، شعوب عليها أن تحكم بديكتاتور عطوف كما قال مارك فلورباييه، ديكتاتور نستطيع محاكمته ككبش فداء، لكن لانستطيع تغيره بآخر أكثر شراسة: الديموقراطية الغربية تريد الآن حكاما عطوفون، ديكتاتوريون بحكمة الرب
نظام سوريا يواجه من؟؟ هو يواجه الشعب السوري فقط، هذا على الأقل ما أظهرته قصاصات الأخبار.

أعتذر مرة اخرى لروح الشهيد مهدي عامل الذي اعجز ان أقول كلمة عزاء في حقه، رغم الألم الذي سببه فقدانه، ورغم أني تأثرت أخيرا بمقال للزميل والرفيق الأخضر القرمطي الذي حسدته كثيرا على أن يوقع ختمه على مجلد زوار قبره، أشكره لانه ذكرني بمهدي عامل، ولانه هو الباقي دوما نستشهد بقوله في كل مناسبة.
مشكلتي في عزائك ياروح الرفيق أني لا اريد التذكير بما فعلته، بل شيء آخر ينهض من قبرك، لم تمت حتى الآن، لم يمت أيضا ألتوسير أستاذك، ولم يمت بعد ماركس ، مازال ينخر في ادغال الإقتصاد السياسي.
خانتني ذاكرتي يارفيق الأخضر القرمطي أن اعد منجزات مهدي عامل كما فعلت أنت، لكن، لأمر ما في ذاتي، شعرت اننا لم ننجز بعد ما يحفل بمقامه، أحسدكم لأنكم استطعتم أن تلقوا تعازيكم فيما انا حتى الآن عاجز رغم ان موتة كان فادحا بالنسبة لي.
اليوم ادمعت عيني لقراءة مقال الأستاذ قرميط ذكرني ب «ياويل أمة....» قرميط الذي يكتب تماما بلكنة مهدي عامل، تذكرت أسلوبه فيك وتمنيت أن تأخذ مشعله في الفكر
نحن عجزنا أن نتقمصه وليس أن نحمل فكره
تحياتي لكل رفاق مهدي عامل ولزوجته كريستين وأبنائه



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مارك فلوباييه:إعادة تأسيس المساواة هي في نفس الوقت استحالة ت ...
- صلاة لأجل المرأة
- الماركسية في توجسات مارك فلورباييه
- يا لربيع الثورات عندنا
- إسبانيا: ولغز 15 ماي
- ليسقط مثلث برمودا
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو (3)
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو (2)
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو
- الثوابت الخرافية في المغرب
- التحول في الثبات
- المؤامرة حين تتأسطر عند الأنظمة
- شظايا خواطر
- ملح الثورات العربية
- قراءة في الهيكل الإقتصادي لوليد مهدي
- وليد مهدي: قراءة ماركسية في الهيكل الإقتصادي
- المغاربة عندما يكتبون بالنجوم
- ليبيا والمؤامرة الدولية
- ثورة الشعوب العربية والإسلام السياسي
- القذافي، الهلوسة وخطاب الإحتضار


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عذري مازغ - كلمة حق في استشهاد مهدي عامل