أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سلامة كيلة - في مصر، النظام لم يسقط بعد














المزيد.....

في مصر، النظام لم يسقط بعد


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 00:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مظاهرة 27 ماي كانت تقول بأن النظام لم يسقط بعد، ولهذا جاءت الدعوة لتجديد الثورة. لقد جرى ترحيل مبارك عن السلطة من قبل المجلس العسكري، وظهر ذلك بالنسبة لشباب الثورة كانحياز الجيش الى الشعب، بعد أن كان الشعار الذي رُفع منذ تدخل الجيش "السلمي" هو: الجيش والشعب يد واحدة. ومع بطء المجلس في تحقيق المطالب التي طرحت، ومن ثم لفلفة التعديلات الدستورية، واصدار قانوني منع التظاهر والأحزاب السيئين، والدفع السريع لاجراء انتخابات لمجلسي الشعب والشورى في إطار ما بدا أنه صفقة مع جماعة الإخوان المسلمين، ثم التصدي للمتظاهرين في ميدان التحرير، أصبح واضحاً بأنه لم ينحز الى الشعب، وأنه يمتلك "رؤية" أخرى لا تحقق المطالب التي طرحتها ثورة 25 يناير.
لهذا أصبحت مصر بحاجة الى ثورة جديدة. فما يبدو هو أن المجلس العسكري يرتب إعادة بناء السلطة القديمة، متمسكاً بالنمط الاقتصادي الذي حكمته المافيا منذ عقود، والمرتبط بالمركز الإمبريالي، ومتمسكاً بشكل السلطة "الرئاسية" الذي صيغ خلال العقود الماضية، وكذلك متمسكاً بالاتفاقات والمعاهدات التي جرى توقيعها زمن أنور السادات وحسني مبارك. وبالتالي فإن مسك عملية "التغيير" من قبله تهدف الى إعادة إنتاج سلطة تقوم على ذلك، وإذا "تنازلات" في ما يخص الديمقراطية كان ذلك في القدر الأقل، والذي لا يسمح بهزّ الأسس سالفة الذكر. مع توسيع "قاعدة السلطة" لكي تستوعب "قوى جديدة" يجري الاعتقاد بأن إشراكها في السلطة سوف ينقذ الرأسمالية المسيطرة ويكرّس سلطتها.
في هذا السياق أصبح واضحاً الدور الذي يقوم به الإخوان المسلمون، والذي يتسق مع دور المجلس العسكري (منذ تشكيل لجنة التعديلات الدستورية على الأقل). فهم القوة التي بدت أنها تمثل المعارضة زمن حسني مبارك، وكانت في صراع معه، أو كان في صراع معها، بدا وكأنه نتاج خوف النظام من أن تكون معدّة كبديل له في إطار التنافس بين فئات رأسمالية بعضها قديم وبعضها مستحدث، لكنها كلها كانت تتشكل ككومبرادور، أو حتى كمافيا. وخوف النظام السابق كان نتاج الأثر الأميركي في تشكيل السلطة في مصر بعد التصورات الأميركية عن ضرورة إشراك الإسلاميين في النظم التابعة.
ولقد تضخم دورها في السنوات السابقة نتيجة عجز القوى الأخرى، والأوهام التي إنبنت على صراعها مع النظام السابق، وبالتالي بات يبدو أن ضمها الى السلطة هو امتصاص لقوة "شعبية"، كتمويه على الصراع بين الطبقات الشعبية والسلطة.
لهذا يعود شباب ثورة 25 يناير الى الشارع من أجل قطع الطريق على هذا السيناريو، بهدف إكمال الثورة بتحقيق الأهداف التي بدأت من أجلها. فالمطلوب دولة مدنية وفرص عمل وحد أدنى للأجور وإصلاح عميق لقطاعي التعليم والصحة، ودور مختلف لمصر عربياً وفي العالم. مطلوب دستور جديد يؤسس لدولة جديدة وليس ترقيعاً في دولة حسني مبارك والمافيات التي عششت فيها. ولقد تبيّن أن المجلس العسكري ليس في هذا الوارد، لهذا مطلوب العودة الى المطلب الذي طرح منذ البدء، والمتعلق بتشكيل مجلس رئاسي أو حكومة انتقالية تشرف على مرحلة انتقالية تهيء لحياة سياسية سليمة، يمكن أن ينتخب خلالها مجلس تاسيس يصيغ دستوراً مدنياً يكون أساس الانتقال الى دولة حديثة. بالتالي لا بد من إسقاط كل ما جرى خلال الأشهر الماضية من قبل المجلس العسكري في سياق سيناريو ترقيع السلطة القديمة، ومن ثم البدء من النقطة الأساس، تلك المتعلقة بمن يشرف على المرحلة الانتقالية.
إن التسريع في إجراء الانتخابات كان يصب في خدمة القوى الموجودة أصلاً، اي بقايا الحزب الوطني والإخوان. وبالتالي يعيد إنتاج السلطة ذاتها، ويصيغ دستوراً ربما أسوأ من دستور حسني مبارك وأنور السادات (دستور 1971). وهو في كل الأحوال يضمن استمرار النمط الاقتصادي الريعي القائم، ويؤكد على الاتفاقات والمعاهدات السابقة التي يرفضها الشعب المصري (كامب ديفيد والاتفاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية مع الولايات المتحدة خصوصاً). ومن ثم يبقي مصر ضمن السيطرة الإمبريالية.
الصراع في مصر الآن هو حول إعادة إنتاج النظام القديم أو إسقاطه. إسقاطه حقيقة. والآن في صراع مع الإخوان المسلمين، الذين بدأ الصراع داخلهم.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستراتيجية مكافحة الثورات العربية
- المقاومة والممانعة في زمن الانتفاضات العربية
- موجة الانتفاضات الثانية في الوطن العربي
- من أجل حزب يمثل العمال والفلاحين الفقراء في سورية - الواقع ا ...
- ... عن أميركا والمؤامرة والتشكيك بالثورات العربية
- ضد الليبرالية في سورية
- سورية أيضاً، لِمَ لا؟
- نحو حزب شيوعي عربي جديد-2
- حول الموقف الأميركي والأوروبي من التغيير في تونس ومصر، وربما ...
- شرارة الانتفاضة تصل ليبيا والعراق
- مبادئ الماركسية في الوضع الراهن
- الفيس بوك، انتفاضة
- من هو الشيوعي اليوم؟
- ما حدث وما يمكن أن يحدث في تونس
- ليس رحيل بن علي فقط بل والطبقة الحاكمة أيضاً
- مهماتنا الثورة ومشكلات التنظيم
- الصراع الطبقي في الوطن العربي في الثمانينات
- المسألة الطائفية كتحدي للمسألة القومية العربية
- طريق الانتفاضة لماذا تثور الطبقات الشعبية؟
- أطروحات من أجل ماركسية مناضلة


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سلامة كيلة - في مصر، النظام لم يسقط بعد