أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشيل نجيب - البيان الأممى وجنون الإرهاب














المزيد.....

البيان الأممى وجنون الإرهاب


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1012 - 2004 / 11 / 9 - 09:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ماذا أصاب العرب ؟
العنف والتعصب والدعوة للقتل وسفك الدماء هى الأصوات الصارخة المسيطرة والمهيمنة على كل مجتمعاتنا العربية ، أصوات متشنجة تقطر حقداً وكراهية ليس حباً فى حق أو فى عدل بل حباً فى فرض قدرة السلطة الدينية على قيادة عمليات دموية ينزف فيها دم الجميع بلا أستثناء .
ما الذى أصاب التفكير العربى حتى يرضخ لسوق الفتاوى القتالية التى تبيح سفك دماء الأشقاء والأعداء وغير الاعداء ؟
إن فتاوى القتل هى جرائم حقيقية ينبغى وضع قوانين لمحاسبة المتفوهين بها ، إنها جرائم ضد الإنسانية وضد الإله الخالق ذاته الذى كرم الإنسان وأعطاه عقلاً يفكر ويبدع به بدلاً من حشوه بمشاعر وأفكار الكراهية وحب القتل والتفجير .
لقد جاء البيان الأممى ضد الإرهاب الذى أصدره الليبراليين العرب معبراً عن الواقع المتردى الذى يعيشه الإنسان العربى ، ذلك الإنسان الذى يعيش مسلطاً على رقبته وعلى عقله سيف الدين وفتاوى من يوصفون بالعلماء وضعهم المجتمع نفسه وساعدهم على الجلوس على كراسى أحكام الفتاوى وإزهاق أرواح الناس بل ورفعهم فوق الجميع .
لقد جاء البيان متأخراً لأن المجتمع العربى يعيش فاقد الوعى منذ عشرات السنين ، يعيش فى تراث القبائل العربية والغزوات الإستعمارية العربية ، ذلك التراث الذى يخشى الجميع من مناقشته ومواجهته المواجهة العلمية السليمة إلا بعض المفكرين الأمناء الذين قُوبلت دراساتهم هذه بالتكفير والسجن وغير ذلك من أساليب القمع العربى .
لقد تأخرت الأصوات التى تعى المأزق الثقافى الذى يعيشه الفكر العربى والمسئول عنه التصعيد الدينى المكفر لكل ما يخالفه ، ذلك التصعيد الذى أخلت له الإنظمة العربية الساحة لكى يعمل بحرية حتى أصبحت مشاعر وأفكار الفرد العربى محصورة فى صب اللعنات وإضمار الحقد والكراهية ضد الآخر مهما كان هذا الآخر ، وظهر سوق الفتاوى ليؤجج الصدور بنار الثأر ومحاربة الآخر الذى أرتاح الضمير العربى لوصفه بالعدو أو الكافر حتى يسرع فى كراهيته ومحاربته للقضاء عليه .
لكن شكراً لكل من صاغ ووقع على هذا البيان الأممى ضد الإرهاب ، الذى أشعرنا بأن الدنيا مازالت بخير ، وأن هناك مفكرين يدركون المأزق الذى يعيشه المواطن العربى ويعملون على الخروج منه حتى يعلو صوت الحق وتزول كوابيس الظلام الحالكة.
الإنظمة العربية لا تفعل شيئاً تجاه تجريم فتاوى القتل الإرهابية ، لأنها أنظمة ثقافتها عنصرية دكتاتورية ، والمواطن العربى مجرد أسير للفكر العنصرى الذى تغذيه ثقافة السلطة وثقافة فتاوى القتل التى تبيح وتشرع الإرهاب بشتى أنواعه وتتوارثها الأجيال .
وسائل الإعلام العربية الحكومية وغير الحكومية ينبغى محاسبتها وتجريم كل وسيلة إعلام تنشر أو تذيع فتاوى القتل وغيرها من المواد الإعلامية التى تحرض على بغض الآخر ، ينبغى أيضاً على كل مسئول إعلامى فى القنوات الفضائية والأرضية تحريم نشر تلك الأشرطة والرسائل الإرهابية التى هى فى الحقيقة أكبر دعاية للإرهاب .
إن لغتنا العربية المعاصرة التى يحرص فقهاء الفتاوى على تعميمها تمتلئ بكلمات العمالة والخيانة ،المؤامرة، الأعداء ،حب الموت وتمجيده ، الضلال ،الإستشهاد ، تلك الكلمات التى تشحن المشاعر الضعيفة وتسخرها لأغراضها البائسة الضالة عن طريق الحق ، لغتنا المعاصرة أصبحت خليط من الدجل الثقافى الدينى الذى يزهو به المسيطرين فى مجتمعاتنا العربية .
لقد آن الآوان لأن يستيقظ المثقفون ليزيلوا الخمول والقهر الذى سيطر على الساحة الثقافية ، ونتج عنه موضة الفتاوى والتعاليم والأفكار العنصرية البوليسية المدمرة لهوية الإنسان ووحدة الأوطان ، والتى يذهب ضحيتها بشر أبرياء ، آن الآوان أن يكشفوا عن المتلاعبين بغرائز البشر وأستغلالها فى تحقيق مطامع دنيوية ترضى فقط إبليس .
يجب إبلاغ الرسالة بوضوح إلى كل هؤلاء الذى أفسدوا عالمنا العربى المعاصر بتعاليم وفتاوى القتل ، إبلاغهم عن طريق البيان الأممى ضد الإرهاب : يجب أن يدركوا أننا جميعاً نؤمن بالله وكل إنسان يعبد الله بطريقته التى سيحاسبه عليها يوم الحساب وليس من حق أحد أن يتحدث بأسم الله ويدٌعى أنه وكيل الله فى الأرض ليبيح لنفسه سفك دماء البشر ، كفاكم لعباً بعقول الناس ، كفاكم إنحداراً وضياعاً وتشرداً فى الزمن الجاهلى .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين سلطة القضاء السورى ؟
- إفطار الوحدة الوطنية
- طريق الألف ميل
- للبيع فى المزاد العلنى
- مناظرات الرئاسة العربية
- ما هو ذنب الكنائس ؟
- ننتظر قرار الأسد
- الإرهاب يا ريس صناعة محلية
- طابا وإعلام التفجيرات
- السعودية والخوذة الحديدية
- الحقيبة الطائرة فى صحافة القاهرة
- مصر التى فى خاطرى
- التعليم العنصرى وعرب الحادى عشر من سبتمبر
- خانة الديانة فى مصر الكنانة
- جيش الإسلام العربى
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان
- كفى المؤمنين شر القتال
- الدساتير العربية واليابان


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشيل نجيب - البيان الأممى وجنون الإرهاب