أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - سابق و مخلوع بالثُلث














المزيد.....

سابق و مخلوع بالثُلث


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من حق (المواطن) طارق المهدي ان يسبغ ما يشاء من القاب على حسني مبارك، بما في ذلك الالقاب الايجابية التى تضع مبارك في صفوف الملائكة.
لكن ليس من حق (اللواء) طارق المهدي القائم بتسيير أعمال اتحاد الأذاعة و التلفزيون ان يفرض اراءه الشخصية على القنوات التلفزيونية المصرية، الحكومية و الخاصة، و ان يصدر لها امراً بأن تصفه بأنه (الرئيس السابق). و هذا الامر مصحوب ب (فرمان) اخر يحظر استخدام (الرئيس المخلوع).
سيادة اللواء طارق المهدي نسى او تناسى حقيقه بسيطه، هي ان مبارك لم يقدم استقالته من منصب الرئاسة، بل انه تمسك بالكرسي ثلاثين عاماً متصله. و قال على الملأ انه لن يترك هذا الكرسي حتى اخر نبض في عروقه. و عرف المصريون جميعا انهم لن يتحرروا من حكم مبارك حتى بعد اخر نبض، لأن اجراءات توريث الحكم تم ترتيبها بعنايه و تسخير كل اجهزة الدوله لتنفذيها و تذليل كل العقبات التي تجابهها مهما كانت، و مهما تكلفت سياسيا و اقتصاديا و انسانيا.
و ما حدث يوم 25يناير و استمر بعدها على مدار ثمانية عشر يوماً لم يكن اقتراعاً سلمياً و ديموقراطياَ لتحديد شخص الرئيس الذي سيخلف مبارك. بل كان ثورة على هذا الحاكم المستبد الذي دأب على تزوير ارادة الأمة، و الذي أدت سياساته الى افقار الغالبية العظمى من المصريين و حرمانهم من حقوقهم الاساسيه في التعليم و العلاج و غيرها من حقوق الانسان.
و ادت هذه السياسات الى تراجع مكانة مصر الأقليمية و الدولية كنتيجة منطقية لوقوع البلاد في براثن تحالف الاستبداد و الفساد ثلاثين عاماً متصله.
و بعد ان فشلت كل المساعي و النداءات لم يعد هناك مناص من الثورة التي اجبرت مبارك على الأذعان و مغادرة قصر العروبة بعد اجباره على التنحي.
و هذا يعني ببساطه انه لم يتنازل عن السلطه بل تمت تنحيته. و لهذا لا يمكن وصفه سوى بأنه الرئيس المخلوع. و ليس في هذا إهانه للسيد محمد حسني مبارك. بل انه مجرد تحصيل حاصل، و مجرد تسمية الأشياء بمسمياتها.
و إذا كان اللواء طارق المهدي ينزعج من ذلك فا هذا حقه، لكن الذي ليس من حقه فهو ان يفرض رأيه الشخصي علينا و على التاريخ.
و إذا كان اللواء طارق المهدي يفعل ذلك من باب الحرص على مقام الرئاسة، فإنه كان من الأولى على مبارك أن يحافظ على هيبة المكانه التى تبوأها.
و كان بمقدور مبارك ان يفعل ذلك اولاً، بأن يفي بوعده الذي قطعه على نفسه علنا و على رؤوس الأشهاد عندما تولى منصب الرئاسة، و تعهد يومها بألا يجلس على كرسي الرئاسة اكثر من دوره واحدة. لكن لم يفعل سوى العكس على طول الخط!
و كان بمقدوره ان يفعل ذلك ثانياً بأن يحار الفساد وأن يحافظ على مقدرات البلد، لكنه فعل العكس و ترك الحبل على الغارب للفاسدين و المفسدين و أهدر المليارات من مقدرات المصريين.
فلماذا نحافظ على مشاعر رئيس أهان المصريين بهذا الشكل، و أعاد مصر العظيمة الى ظلمات العصر المملوكي بهذه الصورة المروعة، و تسببت سياساته الداخلية و الخارجية الى تقزيمها بين الأمم؟!
و لماذا يحاول اللواء المهدي أن يخص مبارك بهذه المعاملة الخاصة و يحاول ان يفرض علينا أطلاق صبغه معينة عليه، فهو ليس رئيس مصر الوحيد كما نعلم. بل سبقه في رئاسة مصر- بعد الملكية- ثلاثة روؤساء هم محمد نجيب و عبدالناصر و السادات. و كل واحد من هؤلاء له دور مهم جداً في التاريخ هذا البلد بصرف النظر عن سلبياته.
فلماذا يصر اللواء المهدي ان نطلق على مبارك لقب (الرئيس السابق)، ولا يضع هذا الشرط على أي من الروؤساء السابقين؟!
هل على رأس مبارك ريشة؟ و هل سجل إنجازاته اهم من سابقيه؟!
و لماذا يمكن لأي قناة تلفزيونية ان تطلق اسوء الصفات على عبدالناصر- و هو من هو- أو على السادات و هو من عين مبارك نائباً له، بينما يحرم على الجميع إطلاق صفة الرئيس المخلوع على مبارك؟!
الأخطر من حقيقة ان تعليمات السيد اللواء المهدي ليست منطقية، انها غير مقبولة من حيث أنها تحاول فرض توجهات على الاعلام المصري كنا نعتقد انه قد فات زمانها.
و الأخطر ..ان الشعب المصري قام بثورة تعتبر من اعظم الثورات البشرية من اجل أهداف نبيلة، من بينها مزيد من الحرية، فاذا به يعيدنا خطوات إلى الوراء.
لا يا سيدي ..نحن لم نرفض وصاية انس الفقي و أمثاله لنستبدلها بوصايتك او وصاية غيرك.
وأنت شخصياً لم تكن لتجلس في هذا الكرسي الذي تجلس عليه الان، لتقول من فوقه هذا الكلام لو ان المصريين لم (يخلعوا) مبارك و أنس الفقي و باقي زعانف نظامه المترنح.
و بالتالي فأن الشىء الوحيد المقبول منك- مع كامل الاحترام لك- هو ان تكون معبراً عن اولئك الذين اجلسوك مكان انس الفقي، و هولاء لم يقولوا لك ان مراعاة مشاعر مبارك هي مهمتك أو مهمة غيرك. و هؤلاء لم يقولوا لك ان اخفاء معالم (موقعة الجمل) هي مهمتك او مهمة غيرك.
فقد ولى ذلك الزمان الذي كان يمكن فيه (التعتيم) على الحقيقة أو (تجميلها) بعبارات رخوة من قبيل (النكسة) و (تحريك الاسعار) و (الرئيس المخلوع).
علماً بأن خطورة الموقف لا تتعلق بالوصف اللازم لحسني مبارك، وإنما تتعلق بموضوعات كثر اهمية يتم التعامل معها بنفس (المنطق)، و يحاول البعض إرغامنا على ابتلاعها..بالذوق..أو..بالذوق!!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحباً بكم... فى القرن الثامن عشر!
- ومازالت العدالة مرفوعة من الخدمة!
- الصحفيون قُطَّاع طرق!
- جامعة النيل.. لصاحبها أحمد زويل!
- إبن شربين -الطاهر-.. الشهير ب -محفوظ الأنصارى-
- العلمانية .. كثير من الملل قليل من العمل
- هل يأكل المصريون بعضهم بعضا؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوع« المصري (2-2)
- الوطن فى خطر .. يا ناس!
- قادة الجماعة الإسلامية في روزاليوسف : النحت حلال وروايات نجي ...
- إمبابة .. بدلاً من إريتريا
- الوجه الثاني لكارثة أبوقرقاص؟
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوعين« المصريين!
- مصر بعد مائة يوم .. ثورة
- أجهزة تكييف ل -فندق طرة- .. عجبى!
- أسيوط: قصة مدينتين
- أعراض قناوية
- مصير مبارك .... الغامض!
- مبارك .. الذي لا يتعلم
- وقاحة بلا حدود:خرافة إخراج مبارك من «بيت الطاعة»


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - سابق و مخلوع بالثُلث