أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - أبو مازن في خدمة السياسة الامريكية















المزيد.....

أبو مازن في خدمة السياسة الامريكية


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 02:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


أبو مازن في خدمة السياسة الأمريكية

بقلم: محمد أبو مهادي

في العام 2007 أصدرت مؤسسة "Corporation RAND" وهي أكبر مركز فكري في العالم، كأحد أهم المؤسسات الفكرية الأمريكية المؤثرة على صناعة القرار في الإدارة الأمريكية الحالية، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط تقريرها بعنوان Building Moderate Muslim Networks، " بناء شبكات إسلامية معتدلة" وقدم التقرير مجموعة من التوصيات إلى الإدارة الأمريكية في مواجهة الفكر الإسلامي المتطرف "القاعدة وغيرها" عبر دعم العديد من التيارات المسلمة والليبرالية في العالم العربي القابلة المعتدلة ويرى التقرير أن هذا الصراع الفطري يحتاج إلى الاستفادة من التجارب السابقة، ومن أهمها تجربة الصراع الفكري مع التيار الشيوعي خلال فترة الحرب الباردة، ويوصي التقرير الولايات المتحدة أن تستفيد من تلك التجارب، وتبحث في أسباب نجاحها وما يمكن أن يتكرر ويستخدم مرة أخرى من وسائل وأدوات وخطط وبرامج في إدارة الصراع مع التيار الإسلامي، ويعقد التقرير مقارنة بين المعركة الفكرية مع التيار الشيوعي، وبين المواجهة الحالية مع العالم الإسلامي.
الإدارة الأمريكية في أكثر من مناسبة كررت موقفها وجاهزيتها للتعامل مع تيار الإسلام السياسي "المعتدل" وفتحت حوار مع قياداته المختلفة وركزت بشكل كبير في الفترة الأخيرة في حوارها مع مرجعيات هذا التيار في جمهورية مصر العربية وقد كانت تصريحات متتابعة لممثلي هذا التيار حول الموقف غير المعترض على اتفاقية "كامب ديفد" وفي شكل الدولة التي تستجيب للحريات والديمقراطية والسياحة وغيرها بهدف تطمين الإدارة الأمريكية أولا وتطمين الناخب المصري ثانيا ومواجهة بعض الجانحين في أوساط هذا التيار ثالثا.
وبالطبع فقد كانت رسائل سابقة من معظم ممثلي هذا التيار في العالم العربي تسير جميعها منسجمة وبنفس الاتجاه، ولعلنا جميعا نذكر تجربة حماس في قطاع غزة وترجماتها للرد بعنف على بعض الاتجاهات الأصولية في حوادث متعددة شهدها قطاع غزة وتزامن هذه الإجراءات مع تصريحات مختلفة في مناسبات مختلفة بان حماس تتبني فكرا إسلاميا معتدلا.

من الواضح أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط عبر مشروعها المعلن" الشرق الأوسط الكبير" أو "الفوضى الخلاقة" التي تحدثت عنها وزيرة خارجيتها "كوندليزا رايس" في عهد حكومة "بوش الابن" تسير بشكل منتظم من خلال أدوات لتنفيذها بإحكام حتى لا تخرج عن دائرة السيطرة وبشكل لا يحمل أية تهديد على ثابتين أساسيين في السياسة الأمريكية الأول هو ضمان مصالح أمريكا في الشرق الأوسط والثاني هو ضمان امن إسرائيل في المنطقة مع بقائها القوة الأولى بلا منافس في محيطها.

القضية الفلسطينية كانت ولا زالت هي محور الصراع العربي الإسرائيلي وهي القضية التي لم تجد حلا منذ نشأتها وحتى الآن ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية عاجزة إلى حد كبير في إيجاد حل جذري ومنصف لهذه القضية وبالتالي فان بقائها دون حل قد يعطل أو يعيق من تنفيذ مشروعها الشرق أوسطى بشكل كامل طالما بقيت بدون حل وطالما بقيت منظمة التحرير متمسكة بموقفها وببرنامج الاستقلال الكامل الذي تتبناه منظمة التحرير الفلسطينية وتيارها المركزي المتمثل بحركة فتح، مما يعني ضمنا أن إزالة هذه العقبة من وجه المشروع الأمريكي كمقدمة لاستكمال هذا المشروع أصبح يحتل أولوية كبرى وخصوصا بعد أن زالت النظم الرسمية العربية التي على وهنها وعلاتها كانت تشكل حاضنة لمنظمة التحرير بمشروعها السياسي .

وفي قراءة سريعة للمشهد العربي فقد سجل زوالا حتى الآن من النظام التونسي وتبعه النظام المصري وفي الطريق ثلاثة نظم أخرى مرشحة بقوة للزوال وهي "اليمن، ليبيا، سوريا" في الوقت الذي تتقدم فيه قوة تيار الإسلام السياسي" المعتدل" كبديل قوي عن هذه الأنظمة حتى مع محاولات إزالة المخاوف التي ينظر لها بعض الكتاب ولكن الوقائع على الأرض سواء في مصر وتونس أو في بقية بلدان العالم العربي تشير إلى أن الإخوان المسلمين هم القوة الأكثر حضورا مع الأحداث والأكثر تنظيما وحشدا والتصاقا مع الناس ولديهم عشرات المنابر الإعلامية وأقواها، إضافة إنهم أصحاب تجربة وطامحين في" مغارم السلطة والحكم" مما يؤهلهم في ظل غياب بدائل وطنية حقيقية وقوية إلى الاستيلاء التدريجي على الحكم وقد لا يكون تدريجيا كما حدث في تجربة غزة.

أما المشهد الفلسطيني الذي شهد حالة متقدمة عن هذه البلدان وكان أسرع في تقديم النموذج " نموذج غزة" فان هذا النموذج أصبح قابل للتعميم في الضفة الغربية أيضا بعد أن استقر في قطاع غزة وقدم كل واجباته اتجاه الأمن والسياسة "الهدنة" و"وثيقة سويسرا" وتعميم هذا النموذج يحتاج جملة من الإجراءات والعمليات المتلاحقة تمهيدا لنقله بشكل انتخابي أيضا وسوف استذكر هنا في محاولة للربط ما جرى في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل فوز حماس في المجلس التشريعي والانتخابات البلدية الحالة الفلسطينية التي كانت سائدة وبين الحالة الفلسطينية الراهنة من خلال النقاط التالية:

• غياب أفق التسوية السياسية في آخر عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وفشل مفاوضات شرم الشيخ.
• تفجر انتفاضة شعبية" انتفاضة تحريك" تحولت فيما بعد لانتفاضة عسكرية.
• حصار الشخص الأقوى في حركة فتح ومنظمة التحرير والسلطة ومنعه من الحركة.
• صدور تقرير "ميشيل روكار" حول فساد السلطة وفتح حرب إعلامية كبيرة على الرئيس ياسر عرفات ومطالبته بالإصلاح المالي والإداري وتقليص الصلاحيات ومن ثم استحداث منصب رئيس الوزراء الذي كان أبو مازن هو أول من تولاه.
• رحيل ياسر عرفات في ظل وجود فراغ قيادي في حركة فتح أهل أبو مازن لان يحتل هذا الفراغ وان يدخل سباق الرئاسة ويفوز فوزا باهتا.
• استمرار بتطبيق وثيقة" جورج تينت" وإجراء إصلاح مالي وإداري وسياسي إضافة إلى ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
• حركة فتح توصي بعدم إجراء الانتخابات لعدم جهوزيتها وتوقعها بفوز حماس بعد اكتساح الأخيرة في الانتخابات البلدية.
• أبو مازن يصر على إجراء الانتخابات رغم معرفته المسبقة بفرص فوز حركة حماس.
• فازت حماس في أغلبية مقاعد المجلس التشريعي.
• أبو مازن سلم حماس الوزارة ثم تبع ذلك عمليات فلتان امني منظمة مهدت لسيطرة حماس كاملة على مؤسسات السلطة وأجهزتها عسكريا.
• أبو مازن بعد سيطرة حماس أعلن حالة الطوارئ في أجهزة السلطة!!!
• أبو مازن قال لا حوار مع "الانقلابيين" مطالبا إياهم بالتراجع عن" الانقلاب" ومن ثم يشكل وفد من فصائل المنظمة للحوار معها.
• أبو مازن يصل إلى اتفاق مصالحة مفاجئ مع حماس ويحدد موعد لإجراء الانتخابات ويستمر بالحوار الثنائي في ظل غياب شركاه في منظمة التحرير .
• أبو مازن يفتح معركة داخلية في حركة فتح ويشكل لجنة تحقيق مع دحلان اقوي الشخصيات المرشحة لخلافته.

• أبو مازن لا ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية مرة ثانية !!!

• أبو مازن يفصل محمد دحلان من حركة فتح ويخلق حالة تنظيمية خطرة ستعصف بالحركة وتمزقها .


مسلسل خطير ومتعب تابعه أبناء الشعب الفلسطيني ودفع ثمنا غاليا جراؤه ولكن نهايته باتت تلوح في الأفق بعد صفقة "مشعل أبو مازن" التي تمهد لانتخابات تشريعية ورئاسية سوف تفوز فيها حماس بلا أدني شك في ضوء شرذمة فتح والتيار الوطني وغياب البديل القوي ويساعدها على هذا الفوز المتغيرات الإقليمية "فوز الإخوان في مصر خلال سبتمبر القادم " وسيطرتهم على سوريا واليمن بعد انهيار النظامين تمهيدا لصفقة سياسية كبرى في فلسطين قد تكون فيها من التنازلات تشبه إلى حد كبير وفي موضع مختلف التنازلات التي قدمها البشير عن أكثر من نصف بلده مقابل أن يحافظ على وجوده!!!

هو لم يقرر أن لا يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية مرة أخرى لأنه تعب، آو لأنه زاهد في منصبه، أو لأنه فشل في سياساته التفاوضية، أو لكبر سنه ورغبته في الاستقرار، بل لان دوره انتهى في إطار السياسة الأمريكية، وهو يريد أن يواصل حياته الطبيعية مع رغبة بعدم تكرار تجربة أنور السادات في الرحيل القسري ولكنه يريد أن يغادر ويترك وراءه كومة من ركام ما تبقى من حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية لتبدأ الحياة السياسية الفلسطينية فصلا جديدا من فصول الإسلام السياسي "المعتدل" في الحكم ولا نعرف كم سيستمر هذا الحكم ؟؟؟

[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو مازن قبل الرحيل
- انتبهوا ... محاولات جديدة لشراء الذمم وبيع الوهم !!!
- التجربة الديمقراطية في حركة فتح بين الارث القديم ومحاولات ال ...
- الى قادة الانقسام وشهاد الزور ...... من منكم يستطيع ان يجيب ...
- في الاول من ايار ....عن دور اجهزة الامن من جديد ؟؟؟
- عاجل، حتى لا نلدغ من نفس الجرح مرتين،،، استعدوا لما هو قادم ...
- حل السلطة والعودة إلى الانتفاضة الكبرى
- ماذا نعني بإنهاء الانقسام ؟؟؟
- أسباب ثورتنا في 15 آذار لإنهاء الانقسام
- ما بعد جريمة مطعم حرب ........ ؟؟؟
- هوارة غزة
- من اجل تحالف وطني يدافع عن الحقوق
- 2007 الفلسطيني عام الخسائر والفتن
- غزة ترفض حكم العصابات
- حتى لا تغرق غزة في الظلام....!!!
- نحو الخروج من دائرة النفاق
- في غزة تتشابه المعاني وتختلط المفردات ...
- في الأول من أيار... نحو خطة وطنية لإنقاذ العمال الفلسطينيين
- الكذبة الأولي هي المرحلة الأولي من خطتهم الأمنية؟؟؟؟
- الاحتلال والفقر والجهل والسلاح ؟؟؟


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - أبو مازن في خدمة السياسة الامريكية