أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - عودة مواطن مصري من الجبهة














المزيد.....

عودة مواطن مصري من الجبهة


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 00:36
المحور: حقوق الانسان
    


الوطنُ من الخارج صورةٌ يتم رسمُ الجزءِ الأكبرِ منها بريشةِ الحنين، وألوانِ الغـُربة، وظلالِ حُلمِ العودةِ، ورتوشِ الحيرةِ بين مكانيّن: الوطن الأم و .. الوطن المضيف!
في الغربةِ نعيدُ قراءةَ مشهدِ الماضي، ونضيفُ إليه، ونحذف منه، لكنه سيظل، كما قال شاتوبريان، مجموعةً لا متناهية من الأشياء الصغيرة التي لا تتوقف عند قطعة موسيقية أو أغنية كان الوالد يحب الاستماعَ إليها أو رائحة الطعام التي تختلط بضوضاء المطبخ قبل أن تنادي ربةُ البيت على الجميع ليلتفوا حول مائدة متواضعة أو طبلية مستديرة يتزاحمون حولها، ثم تختار ست الحبايب الخبزَ الجاف الذي يزيحه جانباً كل فرد من الأسرة!
في الغربةِ تترعرع المشاعر القومية، ويكبر الوطن، ونكتشف صورا جديدة من التسامح ، ونعرف أن عدوَّنا واحد، وحتى لو لم نكن غادرنا مِصرَنا بسببه، فوجودُه كان مانعاً للعودة.
الدكتور أسامة رشدي واحدٌ من وجوه الثورة المجيدة وله باعٌ طويل في النضال، وكان من أهم خُصوم الطاغية السفاح حسني مبارك.
هل هناك كاره للطاغية لم تمر عيناه على موقع ( جبهة انقاذ مصر ) فازدادت كراهيته لكل صنوف الظلم التي مارسها أعتى طغاة وطننا العربي الكبير؟
ثلاثة وعشرون عاماً والمناضل الكبير محرومٌ من الاقتراب من أرض الوطن، فكلابُ القصر لا تُفـَرّق إذا افترستْ بين قريب و .. وبعيد، ومبارك كان يعلم أن قلمَ الدكتور أسامة رشدي كحنجرتِه تماماً، إذا قرأتَ له أو استمعت إليه يختصر لك عذابات مصر تحت حُكم الديكتاتور بصورة دقيقة، ومعلومات تفصيلية موثقة، ولغة عربية سليمة، ومعرفة بالقانون فيبدو كأنه يترافع في محكمة الشعب عن أمة بأكملها.
لا ينكر إلا مكابر فضل جبهة إنقاذ مصر على دفع ثورة 25 يناير إلى الأمام، واعطاء شبابها جرعات من الشجاعة، ولم يتنازل المناضل العبقري قيد شعرة، ولم يقدم ولو مرة واحدة اقتراحا على استحياء يسمح للمجرم أن يغادر مكان الجريمة دون عقاب.
تاريخ طويل من النضال صبغ حياة الدكتور أسامة رشدي واختلطت الغربة بالخوف على الوطن الأم، ورصدت أجهزة أمن الطاغية تحركاته، وآذته في اقامته الهولندية، وتربصت به في اقامته اللندنية، لكنه كان يُطل على المهمومين بعشق مصر في ( قناة الحوار)، ويستضيفه خالد الشامي في ( أوراق مصرية) فتتحول بين يديه إلى مستندات تدين النظام البائد، ثم يُطل مرات أخرى في فضائيات مختلفة ، فيُزيد حماسَ الكارهين للطاغية، ويتضاعف مَقْتُ النظام عليه.
وأخيرا يطوي الدكتور أسامة رشدي صفحةَ الغـُربة بالعودة إلى مصر التي كانت معه في يقظته ومنامه، في قلمه ولسانه، في فرحه وحزنه، حتى سقط الطاغية، وانفتحت الأبواب، وتنفس الأحرار، وبدأنا رحلة العودة لاحتضان وطن لم يغب عنا لحظة واحدة.
في الساعة الواحدة وأربعين دقيقة ظهر الخامس عشر من يونيو تهبط طائرة الخطوط السويسرية في رحلتها القادمة من زيوريخ، وعندما تلمس عجلاتها مدرج مطار القاهرة الدولي يلمس قلب أحد ركابها تراب الوطن ويتخضب به، فالمناضل يحصد أفراح الثورة، ولكن عاشقي كتاباته، والذين تابعوا رحلة النضال عبر ( جبهة انقاذ مصر) أمام امتحان الوفاء، واختبار الاخلاص، فاستقبال الدكتور أسامة رشدي ينبغي أن يكون يوما من أيام ثورة 25 يناير، ومهمة مُحبيه الأوفياء قد لا تستغرق ساعتين أو أكثر في مشهد خروجه من مطار القاهرة الدولي، والساعتان في عمر الزمن تعادلان ثلاثاً وعشرين سنة في عمر الغربة الطويلة الأكثر إيلاماً من مطاردة طاغية لأحد أهم رموز المقاومة المصرية في الخارج.
القرار الآن بين أيدي الأوفياء المصريين بغض النظر عن انتماءاتهم، وأحزابهم، وأطيافهم، فكل قوى المعارضة وشباب الثورة وائتلافها وكل من حمل ذرة بغضاء للصوص الوطن مطلوب منهم أن يحملوا رسالة الوفاء، ويستقبلوا الدكتور أسامة رشدي ، فهذا أقل واجب يمكن أن يقدمه مصري لهذا المناضل الرائع!
أيها المصريون الأوفياء،
إن استقبال الدكتور أسامة رشدي تعادل، معنوياً وأدبياً ووطنياً، محاكمة الطاغية مبارك!
هل أنتم قادرون على القيام بمظاهرة حب في الخامس عشر من يونيو في مطار القاهرة الدولي للتعبير عن عِرفان بالجميل للمناضل الغائب .. العائد؟



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها الحلقة 4
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها الحلقة 3
- سيدي القاتل .. نضمن لك خروجا آمنا
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها الحلقة 2
- أعداء مصر في 27 مايو
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها .. الحلقة 1
- هنا القاهرة .. لكنني لا أُصَدِّق!
- الأسد وذئابه يفترسون السوريين
- العد التنازلي لسفاح اليمن
- روح مبارك تتلبس خليفة عمرو موسى!
- أيها الفلسطينيون: انتفضوا، يرحمكم الله!
- مجلس الشعب كما أحلم به!
- أيها السودانيون: انتفضوا، يرحمكم الله!
- شهداء وشهود ومجانين في المشهد المصري
- شروط الحصاد لثورة شباب مصر
- لكن الأسد لا يزأر في دمشق!
- وأخيرا سيسحل الليبيون الطاغية المهرج
- يا ليلة الشباب آنستينا
- يا شباب مصر .. لا تصدّقوهم!
- ألن تغرب عن وجوهنا؟


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - عودة مواطن مصري من الجبهة