أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - عنف الحاكم واستبداده














المزيد.....

عنف الحاكم واستبداده


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3394 - 2011 / 6 / 12 - 14:15
المحور: المجتمع المدني
    


إن هيمنة السلطة المستبدة على مؤسسات الدولة وإخضاعها إلى نهجها التعسفي خاصة أجهزة الضبط والتحكم يخلق هوة كبيرة بين الحاكم والمحكوم ما يفقدها الحياد بعدّها أجهزة دولة مهمتها الأساس الحفاظ على النظام الاجتماعي والدفاع عن الوطن، وليس حرف مهامها لتكون أداة عنف يستخدمها الحاكم المستبد ضد المجتمع. وحين تزول الحدود الفاصلة بين مؤسسات الدولة ومهامها وأجهزة السلطة ومهامها من ذهن المواطن ينتقم بالتخريب لكل ما يمت بصلة للدولة بعدّها ملك السلطة.
هذا المنعطف القمعي الخطير لأجهزة السلطة بإستهداف المواطن يضعف شعوره الوطني ويجعله يرفض على نحو لاواعي التمييز بين مؤسسات الدولة وأجهزة السلطة، ومع توريط الجيش بدم المواطنين من خلال تغيير اتجاه فوهات بنادقهم من جباه العدو إلى جباه أبناء الوطن يفقد الجيش صدقيته في المجتمع كونه حامياً للوطن.
يعتقد (( منذر حلوم )) " أن وظيفة العسكري هي القتل، وأجود العسكر أكثرهم قدرة على القتل، أكثرهم مهارة على اصابة العدو بمقتل. وأما العدو فلا يصعب تدبر أمره، العثور على عدو دائماً ممكن، فدائماً هناك في مكان ما قريب أو بعيد، وأما المسافة فلا أهمية لها، هنا لا أهمية لصلة الدم، يكون الانتماء إلى سفك الأخير أشد من الانتماء إليه ".
إن مفهوم الشهادة العام الموت دفاعاً عن الوطن، لكن أن تسقط شهيداً دفاعاً عن حقوق المواطنين ضد سلطة مستبدة، تعدّ شهادة من نوع آخر أكثر شرفاً وتكريماً لأن الشهيد لا يموت برصاصة عدو وإنما برصاصة غدر من حاكم مستبد وجيش من المرتزقة. وبذلك يكون نمط الشهادة مختلف بعدّ السلطة تخون الشعب، وباختلال مفهوم الشهادة تختل معه مفاهيم سياسية واجتماعية أخرى تستخدمها السلطة مبررات لارتكاب جرائم القتل الجماعي. إن الدم المهدور يخط حدود القطيعة بين السلطة والمجتمع، وتستغله جهات دولية معادية لتخط به الحدود بين فئات المجتمع على نحو حرب أهلية تمهيداً لتقسيم الوطن إلى كانتونات عرقية وطائفية.
تقول (( أحلام مستغانمي )) : " إن اسماء الشهداء وحدها غير قابلة إلى التزوير، لأن من حقهم علينا أن نذكرهم باسمائهم كاملة. كما من حق هذا الوطن علينا أن نفضح من خانوه، وبنوا مجدهم على دماره، وثروتهم على بؤسه ما دام لا يوجد هناك من يحاسبهم ".
إن السلطة المستبدة تخلق معادلاتها السياسية القسرية لتجعل من هزيمتها هزيمة للوطن ومن تقويض سلطتها تفكيك المجتمع... وبذلك تضع المجتمع أمام خيارات صعبة للغاية إما القبول بنهجها التعسفي وإما القبول بالفوضى وتفتيت الوطن. إن أزلام سلطة الاستبداد يدافعون على نحو لاواعي عن ذواتهم وامتيازاتهم، بعدّهم جزءاً منها وبإنهيارها تنهار مافيات المال والفساد. لذلك هم مستعدون لسفك الدماء حفاظاً على مصالحهم أولاً وعلى السلطة المستبدة تالياً وحال شعورهم بخطر يتهدد حياتهم ومصالحهم يتخلون عن سلطة الاستبداد على نحو سريع ويبدون استعدادهم لتغيير ولاؤهم إلى أي جهة داخلية أو خارجية تضمن حياتهم ومصالحهم كونهم قتلة مأجورين.
تخاطبهم (( أحلام مستغانمي )) قائلة : " أيها القوادون.... السراقون، القتلة، لن تسرقوا دمنا أيضاً. أملأوا جيوبكم بما شئتم، أثثوا بيوتكم بما شئتم.. وحساباتكم بأي عملة شئتم.. سيبقى لنا الدم والذاكرة بهما سنحاسبكم.. بهما سنطاردكم... بهما سنعمر هذا الوطن من جديد ".
إن تعديل ميزان القوى العنفية بين السلطة المستبدة والمجتمع يجري بالصمود والتحدي، لأن لون الدم لا يصلح أبداً شعاراً للنصر ولا عنواناً للحوار.
موقع الكاتب الشخصي : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهانة الشعوب وخداعها
- معنى الوطن
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة
- أساليب التدريس في النظام التعليمي
- النظام التعليمي وأساليبه المتباينة
- نظام التكوين التربوي
- صدر كتاب مشترك عن المياه لمجموعة من خبراء القانون والمياه ال ...
- تنمية الاستقلالية الفردية والمهنية
- تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية
- التحليل والإدراك
- الإصغاء والاستيعاب
- تطوير المهارات لتحسين الأداء
- تطوير القدرات وإعادة التأهيل
- التطور النفسي وتنمية القدرات
- تراكم الخبرة النفسية وآلية عملها
- مواصفات الذات السيكوتربوية
- الصلات بين التربية والتعليم
- مميزات المعلم وتطور مكتسباته المعرفية


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - عنف الحاكم واستبداده