أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام الاعرجي - جاسم المطير والهروب من النفق المضيء / قراءة اولى















المزيد.....

جاسم المطير والهروب من النفق المضيء / قراءة اولى


سلام الاعرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


جاسم المطير والهروب من النفق المضيء / قراءة اولى
اشارة : الهروب من نفق مضيء منجز ابداعي للروائي والاعلامي جاسم المطير , منجز يروي ملحمة بطولية من ملاحم التحدي والانتصار للحياة والغد المشرق لنخبة من مناضلي الحزب الشيوعي العراقي وهم يقارعون آلة البطش والقمع والارهاب ويقررون التحرر من اسوار العزل القسري بارادة لاتلين , كيف لا وهل ثمة مكان يليق بهم سوى ساحات العمل المنتج والنضال المثمر من اجل حرية الوطن وسعادة الشعب . جاسم المطير يروي حكاية التحرر من سجن الحلة المركزي سنة 1967. هامش :
قدم لهذا المنجز الابداعي الصادر بطبعته الاولى ( 2010 ) , الاستاذ الدكتور كاظم حبيب , الذي واكب عملية النشر على الصحافة الالكترونية لتلك الحكاية البطولة . ما تناوله البروفسير حبيب من مواضيع ذات مساس بحياة الحزب الداخلية وطبيعة الحراك الفكري والصراع السياسي وما افرزته تلك المرحة التي تبرعمت ونمت في ذاكرة الدكتور كاظم حبيب كانت منجزا تناصيا ابداعيا مجاورا لمنجز المطير , ولست كمن يذيع سرا اذا قلت : كنت اتمنى لو نرى كتابا يتحدث عن تلك المرحة للدكتور حبيب يعتمد المنهج الاستقرائي لطبيعة وماهية المرحلة ومواقف الحزب . كما كنت اتمنى ان يقدم لهذا المنجز رجل أختصاصي في الادب لنقف عند حدود منجز ابداعي توفر على اشكالية جنسية ادبية حيث تارجح بين الوثائقية والتسجيلية والروائية الا انه قد يكون كل ذلك وقد يكون العكس .
قراءة اولى : مرارا نؤكد ان قراءة ايما خطاب فني او ادبي تصطدم بلزوميات قد تكون من انتاج القراءة ذاتها ذلك اننا نمارس دمج وعينا الذاتي بمجرى النص اي ثمة بنية وفعل في مواجهة وعي يسعى جاهدا للاحتواء والاستيعاب والاستقراء وقد تمارس القراءة اعادة بناء وتركيب لتجربتنا , فهي عملية تبادلية جدلية تنظم مركبات الوجود المادي الحسي في صيغ اخرى للاثر النصي وربما تختار القراءة تجاوز ألبقاء في حدود المدرك الحسي والتصور الساذج الى مفهوم التامل والفهم , ان كل تلك الاشترطات التي تمليها الآليات القرائية انما تؤكد ان النص فعل كتابي يقابله فعل مسحي شامل واعي واستقرائي , لذلك نرى ان من مقدمات القصد القرائي البحث عن القصد النصي اي الخوض في المنطوق ذاته والتجريب في مظاهر الدلالة ومدى ارتباطاتها المرجعية في الانساق العلامية التي تنتجها الكتابة لذلك لايمكننا ان نتجاهل قدرة القراءة – المتلقي – في تخيل السياق الدرامي في صورته السردية او التماثلية بمعنى اخر اننا يجب ان نتوقف عند صنافة او نوع او جنس الخطاب الادبي - النص – لكي نتوفر على منهجية قرائية متحركة داخل بنياته المستوياتية – الاسلوبية والدرامية والدلالية – ذلك ان الحبكة طريقة ادراك الحدث وليس الحدث ذاته , والمعنى قدرة وحدة لغوية على ادماج وحدة من مستوى اعلى , لذلك توجب التوقف عند نفق المطير المضيء كجنس ادبي اولا . ماهي صنافته او ماهو جنسه ؟ قد تبدو رائعة المطير الاخيرة رواية تسجيلية وربما بدت للبعض منشورا سياسيا او وثيقة سياسية او اعلامية وقد تكون مدونة تاريخية وقد تبدو كل ذلك . ان القراءة الاولى تؤشر لجاسم قدرة بنائية معرفية متعقلنة مؤطرة جماليا بمنهجية روائية شمولية شعرية انتجت الامتاع الفني والجمالي حتى انها بدت في مستواها الاسلوبي رواية تسجيلية بامتياز. ذلك ان التسجيل يعتمد التدويين والتوثيق والتأرخة – التأرخة مفهوم برشتي يعني قراءة الحدث برؤيا مستقبلية - والتاطير وحصر الوقائع بحرفية المستنسخ او بمخيلة تاويلية , ذلك انه يختار فالواقع تجريد مادي طيع , اذا اسلوبيا قد تشير رائعة المطير الى تسجيليتها , الا اننا سرعان ما نغادر هذا الفهم , ذلك ان البعد الشعري الذي توفر عليه المطير في نفقه المضيء باعد بقوة تماهي الوثائقي والحدثي / التاريخي والسردي فليس ثمة وثيقة مادية الا ذاكرة تنتصر للخوالي من الايام , كما ان تلك الذاكرة لم تكن الا جزا من ذلك الحدث , واذا كانت التسجيلية تبيح الخيار في الموضوع وتؤسس لتأويله فان المطير لم يكن حرا في اختياره للموضوع قدر حاجته للتدليل على فعل بواقعيته المودعة في فضائية مكانية وان اباحت له التسجيلية امكانية اعادة تركيبها بابعادها الاربعة الا انه لم يمارس ذلك , وكان الاكثر من غيره قدرة على احالة ذلك الواقع الى بيان أو وثيقة قابلة لأنتاج انزياح تباعدي ما بين الادبي والاادبي من جهة والواقعي والفني من جهة اخرى لينتج خطابه الوثائقي الاعلامي على اقل تقدير , ولو كان تحقق ذلك لكان المطير قد انجز نصا ابداعيا موازيا للرواية – الرواية التسجيلية – لأسباب عديدة ياتي في مقدمتها تنامي بنى السرد التي حافظ المطير على تنامي وتائرها فلم تكن (مصفرة ) كما في التسجيل , اقصد ان ثمة محطات في تنامي وتائر السرد المسترسل كان يمكنها ان تحقق فعلا روائيا يتجاوز واقعية القصد من جهة التلقي على اقل تقدير ( انهيار النفق الاول , الصعود الى سقف السجن بقصد الاصلاح , وصول لجان التحقيق والتفتيش , الصفعة التي تلقاها احد اعضاء فريق التخطيط , الصراع على التنفيذ من عدمه بين الفريقين / لجنة / قيادة , الخلاف الحاد على الاسبقية في مغادرة السجن ) كل تلك المحطات كان بامكان المطير ان يغربها او يزيحها عن مظاهرها الامرجعية دلاليا – ولديه المزيد من التجارب في هذا الالتجاه / رسائل حب خليجية / عاشقان من بلاد الرافدين – فيحدث خلخلة في بنى السرد والروي الا انه أختار التماهي المتعقلن داخل بنى السرد العاملة فتوحد بها عبر منطوقها الذاتي , ليغادر مفهوم التسجيلية الا انه لم يبلغ عوالم الرواية واشتراطاتها .واذا كانت الرواية تشتغل على توظيف المزيد من الاشكال الفنية والمعرفية والوثائقية أيظا لتحقيق رؤيا جديدة داخل المنظومة الآيديولوجية او الدعوى لها فأن المطير حقق ذلك دون استثمار اسلوب الانفتاح الجنسي الروائي التقليدي للدلالة والنفي , ذلك ان الاحداث لم تكن بمعزل عن العوالم الخارجية السياسية منها والاجتماعية الا انها لم تؤكد مبدء التارخة الحدثية التي تدعو له الدراما الملحمية . وهي احداث ذاتية الا انها لم تكشف عن حواريات ذاتية ومونولوجات فردية وكان بامكانه ان يستثمر وجود الشاعر في مجموعة التخطيط , ويمكن ان نقول ان كلا الاتجاهين قد توفرا الحدث الداخلي والخارجي واسقاطاتهم , الا ان واقع المدونة يحيل الى العكس تماما , وذلك ما يؤكده الصراع , فليس ثمة مواجهة حقيقة بين قوتين بل ثمة صراع قاس بين ارادة منظمة واعية وعقائدية من جهة وتمثيل مكاني للنقيض , لذلك عني المطير كثيرا في الكشف عن قسوة المكان ذلك انه التجسيد الحقيقي والحي لمنهجية القوة المقابلة والتي اختارت ان يكون الفضاء المكاني بديلا عنها وحاول ان يصل امتدادات ذلك الفضاء بعوالمه التنفيذية التي حولته الى محاور دائم لأرادتين نقيضتين ارادة فريق التنفيذ والتخطيط من جهة وارادة الفريق المنسجم فكريا والمختلف في الآلية والتنفيذ من جهة اخرى . واذا كانت ثمة اشتراطات تمليها آليات الكتابة على السرد الروائي او الروائي التسجيلي فليس اهم من ماورائيات الحدث متحكما في سير السرد وصيرورة الصراع وذلك ما حافظ عليه المطير منتجا اياه على خط تصاعدي متنامي , الحرية ولاشيء سوى الحرية وهذا استنتاج حتمي تفرضه حتما طبيعة الصراع السياسي ولا اقول الآيديولوجي داخل السجن , كما بدى الهرب في لحظة الخلاف ذاتيا صرفا وهذا ما يؤكد امعان جاسم المطير في عدم التدخل بمجريات الاحداث على خطاطته وكان بامكانه ان يغادر الذاكرة ويحط رحاله عند التاويل محدثا انزياحا معنياتيا لطبيعة الشجار او الخلاف في لحظة الهرب لينتصر الى عقيدته او فكره على اقل تقدير الا انه كان ترك ذلك اقرب الى مبرهنة هندسية اعقد فرضياتها, مسلمة بداهية , وجعل الاحداث تترى لتؤشر ان الجميع كان يفهم الحرية على انها العودة الى احضان الحزب من جديد وممارسة حياة الحرية عبر فهم الحزب للحرية ذلك الفهم المرتبط بسعادة الجماهير وانعتاقها . وتلك دلالة جديدة على ان المطير عني بالموضوع ليسقط البعد الشعري عن منجزه مبتعدا عن الصنافتين الجنسيتين التسجيل والروي التقليدي , واجدنا ازاء اشكالية جنسية قد تقع بين كتابة المغامرة ومغامرة الكتابة . يعتقد المدافعين عن الادب الواقعي وبكل اتجاهاته ان من الامثل ان يرتبط الموضوع الاساس بالرغبة الذاتية للكاتب اي ان يتوحد الموضوعين الذاتي والخارجي حتى يبدو ان الكاتب هو الخالق لذلك الموضوع الذي تم اختياره , المطير كان اختار الموضوع الذي اختاره هو كموضوع قبل اربعة عقود خلت وتلك اشكالية جديدة في نفق المطير المضيء , اننا اذا توقفنا عند فهم جاسم المطير للتاريخ من خلال منجزه الابداعي سنكون امام اشكالية حقيقية في تصنيف منجزه الجديد. ان التاريخ في منجز المطير الروائي كذلك القصصي , خبرات متراكمة الا انه لايمكن ان يكون نتاجا غير واعي ليكون فردي الملامح , والتاريخ في منجز المطير بحث في قانون توافق علائق الانتاج وماهية القوى المنتجة والتاثير المتبادل بينها , كما ان شخصياته تدرك سلوكها كاسباب ودوافعها كمبررات وهي تعي النتائج جيدا الا انها مغتربة .الهروب من نفق مضيء قد يسجل صنافته الادبية عبر الفنون الاخرى.



#سلام_الاعرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة السيد المالكي 4 تساؤلات لجواب واحد
- هلموت شيفر .. الدراماتورج والاخراج ومؤسسات الفضاء
- الممثل مؤلفا للعرض ... مسرح الرور الالماني روبرتو تشوللي
- بيتر بروك ... المكافء الفني والموضوعي للبنية النصية
- صدمة المواجهة , جيرزي كروتووسكي ... المسرح الفقير
- القسوة ..وصدمة المواجهة آرتو ... كروتووسكي
- تقنيات الاخراج المسرحي ذات الاثر التغريبي
- توزفيتان تودوروف الملفوظ والدلالة والمدمج الخيالي قراءة سيمي ...
- الخطاب بين حرفية الدال الظاهراتي و الدال المنفتح على التأويل ...
- الشيوعي فكتور ... من اوجاع الذاكرة
- أحزاب الاسلام السياسي العراقي وثورة آذار المصادرة
- الجزء الثامن من حوار افتراضي في المسرح بين المخرج والمتلقي / ...
- المسرح الديالكتيكي ... ج8 من الحوار الافتراضي بين المخرج وال ...
- 25 شباط فبراير ما له ؟ وما عليه ؟
- مفهوم الدراما ( ج7 ) من الحوار الافتراضي بين المخرج والمتلقي ...
- الشيوعي العراقي وانقلاب 8 شباط الاسود
- الأنشاء الصوري في المسرح العراقي ... الديالكتيك والتنوع
- عوني كرومي مسرح الديالكتيك وديالكتيك المسرح
- الجزء السادس من حوار افتراضي في المسرح بين المخرج والمتلقي
- آليات انتاج الصورة في خطاب العرض المسرحي العراقي بين الديالك ...


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام الاعرجي - جاسم المطير والهروب من النفق المضيء / قراءة اولى