أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - ماذا يعني فوز بوش للولاية الثانية؟















المزيد.....

ماذا يعني فوز بوش للولاية الثانية؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1011 - 2004 / 11 / 8 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن فوز الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش للولاية الثانية يعني الكثير لعالمنا اليوم. فهذا الفوز هو على خلاف التاريخ الذي عهدناه ولكنه ليس على خلاف مع منطق التاريخ، وليس هناك تناقض بين القولين، كما سأوضح لاحقاً. فمن جهة يخبرنا التاريخ أن معظم الرؤساء الذين مروا بظروف مشابهة لظروف الرئيس بوش الإبن، قد خسروا الانتخابات رغم أنهم حققوا انتصارات رائعة في الحروب التي خاضوها على أعداء البشرية. فالسياسي البريطاني العملاق ونستون تشرتشل خسر الانتخابات البرلمانية العامة التي جرت مباشرة بعد انتصاره الساحق على دول المحور عام 1945. كذلك جورج بوش (الأب) خسر في الانتخابات الرئاسية الثانية رغم الانتصار الكبير الذي حققه على عدو البشرية صدام حسين في تحرير الكويت. لذلك راهن بعض قراء التاريخ من الحفاظ الببغاويين على فوز جون كيري، على أساس أن الذي ينتصر في الحرب يخسر في الانتخابات.
ولكن للتاريخ منطقه الخاص وحكمته البليغة. فالتاريخ له قوانينه الخاصة التي لا يفهمها أولئك الذين يتعاملون معه كنصوص جامدة كما يتعاملون مع النصوص الدينية أو الأيديولوجية، فيحفظونها على ظهر القلب وبرددونها كالببغاوات دون أن يدركوا فحواها أو يستخلصوا منها دروساً وعبر.
وكما قال الدكتور مأمون فندي في الشرق الأوسط، إن انتصار بوش كان متوقعاً لسبب بسيط، وهو لأن العرب كانوا يتوقعون انتصار جون كيري. وبما إن العرب دائماً يخطئون القراءة، أو لا يقرؤون وإن قرأوا لا يفهمون، كما وصفهم موشي ديان، فهم دائماً وأبداً يراهنون على الحصان الخاسر. فالكتاب العرب وإعلامهم لا يتبعون المنطق والعقل والتحليل السياسي الصحيح في إصدار الأحكام والتنبؤ بما هو آت، بل يفكرون بقلوبهم بدلاً من عقولهم، ويتبعون العواطف ولغة الكراهية ويصورون الأمور والمستقبل لجماهيرهم كما يتمنون، لا كما يمليهم عليهم الواقع والحقيقة. لذلك فالشعوب العربية مضًلًلة بسبب هؤلاء وستبقى مضللة إلى ما شاء الله وسوف يدفعون الثمن باهظاً مقابل هذا التضليل المزمن.

نعم للتاريخ منطقه وقوانينه، وهذا ما يسمى بفلسفة التاريخ التي ناقشها الفيلسوف الألماني العظيم هيغل في كتابه القيم (محاضرات في فلسفة التاريخ العالمي). فهيغل حينما رأى نابليون يحتل بلاده، المانيا، ويطيح بحكامه المستبدين ، قال إنه رأى بنابليون روح التاريخ تسير على صهوة حصان. وما أشبه اليوم بالبارحة، فهاهو جورج بوش يدخل العراق وأفغانستان على صهوة الدبابة الأمريكية أبراهام ويطيح بالأنظمة الجائرة المتخلفة لتحرير شعوب المنطقة ويضع برنامجاً عظيماً لمشروع الشرق الأوسط الكبير، القصد منه نشر الديمقراطية وتحرير شعوب المنطقة من عبودية أنظمة القرون الوسطى ونقلها إلى حضارة القرن الحادي والعشرين رغم أنف الطغاة ومنظمات الإرهاب.
إن فوز الرئيس بوش يعني أن الشعب الأمريكي لا يحتاج إلى محاضرات من خارج أمريكا في الديمقراطية و أين تقع مصلحته، ولا من جاك شيراك الذي فقد صوابه وصار كل همه إفشال تحرير العراق، أو كوفي أنان الذي تخلى عن حياديته وتدخل في الحملة الانتخابية ضد بوش. فأولئك الذين راهنوا على جون كيري، لا حباً به بل كرهاً لجورج بوش، حيث بلغت بهم الكراهية حد استعدادهم في التضحية بأمن العالم وتركه رهينة بيد بن لادن والزرقاوي. لذا ففوز بوش يعني أن الشعب الأمريكي قد أدرك ومنذ يوم 11 سبتمبر 2001 أن محاربة الإرهاب لها الأولوية على كل شيء، لأنه لا ديمقراطية ولا ازدهار اقتصادي في ظل الخوف من الإرهاب. كذلك يعني، أن الشعبين، العراقي والأفغاني في طريقهما إلى تحقيق الديمقراطية والأمن والاستقرار والرفاه وسحق الإرهاب مهما كانت التضحيات.
ومما يجدر ذكره أن كتبت صحيفة (انترناشيونال هيرالد تربيون) أن فوز بوش قد أنقذ الرئيس الفرنسي جاك شيراك من ورطة لأنه أوعد كيري بأنه في حالة فوزه سيساهم بإرسال قوات فرنسية إلى العراق نكاية بجورج بوش، وذلك ليعطي المصداقية لكيري بأنه أفضل من بوش في التعامل مع الحلفاء الأوربيين.
كذلك يعني أن المنطقة العربية مقدمة على التحرير من الحكام المستبدين وأن المنطقة ستشهد تحولات اجتماعية وسياسية كبرى خلال الأربع سنوات القادمة من حكم ولاية الرئيس بوش الثانية. ومن بين هذه التحولات دمقرطة العراق والمنطقة وولادة الدولة الفلسطينية. وتحقيق الهدف الأخير سيسحب البساط من تحت أقدام الحكام العرب المستبدين الذين اضطهدوا شعوبهم باسم فلسطين حيث كان شعارهم الكاذب (التحرير قبل الديمقراطية ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة).
لقد راهن العرب وأعداء بوش على عدد القتلى من الجنود الأمريكان في العراق، واعتقدوا خاطئين أن هذا العدد سيدفع الشعب الأمريكي للتصويت ضد بوش وبذلك يضطر الرئيس الجديد كيري سحب قواته من العراق "فيتنامهم الثانية!!". وكالمعتاد، كانت قراءة خاطئة من أناس لا يعرفون أي شيء عن المجتمع الأمريكي. لقد نسى هؤلاء أن معدل قتل جنديين أو ثلاث في اليوم في العراق هو أقل مما تفقده القوات الأمريكية في التدريبات العسكرية العادية، وأنه يقتل في أمريكا بمعدل مواطن واحد في كل ساعة أي 24 إنسان في اليوم عن طريق الجرائم، ناهيك عن حوادث الطرق. وفي بريطانيا وحدها يموت حوالي مائة إنسان في الأسبوع بسبب حوادث الطرق وأضعاف هذا العدد في أمريكا. لذلك ففقدان جنديين يومياً في العراق سوف لن يجعل أي رئيس أمريكي يتراجع عن حربه على الإرهاب. وكما قال بوش بعد كارثة 11 سبتمبر أن الحرب على الإرهاب ستستمر إلى أن يتم القضاء عليه.
هناك حقيقة تاريخية يجب على الكتاب العرب فهمها وهي أن أمريكا أساساً ومنذ استقلالها من السيطرة البريطانية، ما كانت لترغب في زج نفسها في حل المشاكل الخارجية، ولكن للتاريخ منطقه الخاص. فهناك حادثتان تاريخيتان أجبرتا أمريكا على التخلي عن سياسة العزلة. الأولى، قيام اليابان في الحرب العالمية الثانية بقصف بيرل هاربر، الأمر الذي أخرج أمريكا من عزلتها وخرجت بكل ثقلها لسحق دول المحور. ولولا أمريكا لكان العالم اليوم وأوربا بالذات محكومة بالنازية والفاشية. فالفضل في انتصار الديمقراطية الغربية والازدهار الاقتصادي يعود بالأساس إلى أمريكا ومساهمتها في تحقيق النصر للحلفاء.
الحادثة التاريخية الثانية التي أخرجت أمريكا من عزلتها هي حادثة 11 سبتمبر 2001. فقبل هذا التاريخ كان الرئيس جورج بوش الإبن وفريقه من المحافظين الجدد يرومون العزلة وترك العالم والاهتمام برفاه الشعب الأمريكي. ولكن هذه الكارثة، مكر التاريخ أو فلسفته، ورب ضارة نافعة، أجبرت بوش وفريقه التخلي عن سياسة العزلة والتوجه لبناء العالم على أسس الديمقراطية والحداثة والحضارة الإنسانية ولن يتحقق هذا إلا بسحق الإرهاب والإطاحة بالحكومات التي ترعى الإرهاب مثل حكومة الطالبان في أفغانستان والنظام البعثي الفاشي في العراق وهكذا كان.
لذلك فانتصار الرئيس بوش هو انسجام تام مع منطق التاريخ لنشر الحضارة في منطقة الشرق الأوسط وسحق الإرهاب ومن يدعم الإرهاب، وهو انتصار رائع للشعبين الأمريكي والعراقي وكافة شعوب المنطقة والبشرية جمعاء. فتهانينا للرئيس الشجاع جورج دبليو بوش وفريقه وألف مبروك للشعبين الصديقين، الأمريكي والعراقي وكل إنسان شريف في هذه الأرض والخزي والعار للإرهابيين ومن يدعمهم.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نداء المجتمع المدني ضد التدخل الفرنسي في الشأن العراقي ...
- المثقفون الأحرار في مواجهة فقهاء الإرهاب
- متى تتوقف المجازر في العراق؟
- دور الأردن في تخريب العراق
- حول(عقلية التدمير) والدقة العلمية..!!
- هل مازال صدام يحكم العراق؟
- ازدواجية الموقف العربي من الإرهاب
- الأمن في العراق ضحية الطوباوية والمزايدات السياسية
- تعقيباً على ردود العرب وعقلية التدمير
- العرب وعقلية التدمير
- حجب الفكر عن الشعب دليل على الإفلاس الفكري
- لماذا التحالف ضد الانتخابات في العراق؟
- يفتون بالإرهاب ويتبرّأون من عواقبه!
- موقف كوفي أنان من القضية العراقية
- من أمن العقاب مارس الإرهاب
- : قراءة تأملية في كتاب: صعود وسقوط الشمبانزي الثالث
- دور رجال الدين المسلمين في الإرهاب
- القرضاوي داعية للإرهاب
- الإرهاب في العراق والنفاق العربي-الفرنسي
- المرتزقة الأجانب.. خطر جديد يهدد العراق


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - ماذا يعني فوز بوش للولاية الثانية؟