أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - يوميّاتي 1 ...















المزيد.....

يوميّاتي 1 ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 15:54
المحور: الادب والفن
    



" اُفـّا ً ثلاثا ً " ... كالعادة ألم ضاغط في قدمي اليسرى وأنين في مفاصلي ، ومناحة في فقرات ظهري ، لعنات على فمي وأنا أستيقظ متذكرا ـ رفيقا لي أيام كنا في المدرسة الحزبية في بليفن ـ بلغاريا عام 1979 اذ كلما كان يستيقظ يقول "كذا إبالله ! هَمْ قعدنا ؟! ... "ولأني إستيقظتُ ـ حيا ً أو ميّتا ًـ فإني أتذكر وكل صباح أيضا ، ظائية الحريري على السريع :

"إنّ حِـفـظَ الظّـاءات يُغنيكَ فاسـمـعها استِماعَ امرِئٍ لهُ اسـتـيقـاظُ".

أتذكر أصدقائي الكتّاب الذين حطموا أعصابي بالحظارة بدلا من الحضارة وفاظل بدلا من فاضل ... اهمس جانبيا : طز فيما اذا كان ظاءا أم ضادا .
تعلق في ذهني وأنا ماأزال على الوسادة ، إحدى المستشرقات التي كتبت لي عن موسيقى الجسد التحتانية ، مقاطعَ من إطروحة بعنوان :" البوتاز والطـَـرَقات وكل أنواع الطاق والطيق !" قالت ان كان الصوت الخارج من تحت قويا فيكتب بالضاد والعكس بالظاء . كانت تريد أن تقول أيضا ً : اعملوا مصالحة وطنية بين الظاء والضاد واكتبوها بأية طريقة كانت واذا فـُـهِمَتْ فهذا كاف ٍ ، ولا تجعلوا القيود تحطم أدمغتكم بالقواعد والإصول والمساطر والإسلوب المعين والنحو والضوابط والمقاسات والعقود والتحريمات .. تحرروا من كل شيء . كفى سخافات وظلاميات ورجعيات تحرروا . " يالله شيلوا " إفرنقعوا ! .
أقوم من سريري ـ أنمُلـُص ـ بعد أن امارس أتفه أنواع الرياضة ! الألعاب السويدية البسيطة . ولأني لا اُطيق شيئا اسمه رياضة اضيع معها وقتي فإني ، حتى اُعوض خسارة الوقت ، أضع قرب رأسي آخر الأبيات الشعرية التي اُحب أن أحفظها عامدا ومتقصدا ،أي أن " لي فيها مآرب اخرى" .. أقصد عدا قراءاتي الإيمانية ـ الصوفية !!!! فاني أرغب بحفظ بعض الغرائبيات ومنها للمعري : ليت الوليد يموت ساعة وضعه ... ولم يرتضع من اُمّه النفساء ِ . يالها من نهلستيّة : إباحية عدمية . تشبه مقولة شكسبير : الحياة حكاية جوفاء يتلوها رجل معتوه . أو : ـ " اذا ما ذكرنا آدما ً وفعاله ....وتزويجه بنتيه لابنيه بالخنا . علمنا بأن الخلق من أصل زنية ... وأن جميع الناس من عنصر الزنا " أو للحلاّج : " أنا أنت بلاشك ٍ ... فسبحانك َ سبحاني " مع أبيات اخرى له ولسواه .
كالعادة أمضي مع القهوة الى كرسي الإعدام أجلس على ـ الكرسي الشطح ـ مثل معوّق أضع وليدي في حضني أقصد جهاز الكومبيوتر لاهدهده أما بأوجاع الماضي أو بالحرب ضد المتحجرين من الأوباش الجدد . لكن لماذا أنا متلفٌ نفسي ووقتي الى هذا الحد ... قراءة وكتابة ولهاث متسارع نحو قصيدة ومقالة ومتابعة .. لماذا لااُهادن .. لماذا لا ألتفت الى الجانب الجميل في حياتي لماذا لا أعيش وأتمتع بعيدا عن العراق الذي أسقمني بوجوده وفراقه ... ماهذا الذل والى متى أنتمي الى حقيقة كالغيب ! والميتافيزيقيا التي لاجدوى من ورائها . الغيب أهون ! على الأقل أن المؤمن به له أمل بالحوريات والغلمان والخمر واللبن والعسل وهلم ثمارا ً .. أنا لا أمل لي بالذهاب اليه والأمور تسوء من يوم الى آخر . العودة الى العراق والسكن فيه كان حلما سابقا أما الآن فسلـّـمْ لي على " القرعان " كما يقولون باللهجة الدارجة . " أنا لن أعود اليك مهما استرحمتْ دقات قلبي "!!! هذا ما يهاجسني كل صباح ! لكن عندما أقرأ الأخبار يفور دمي للإستباحة التي تمسح العراق بالوحل .. اعتقال الشباب المتظاهرين .. إغتصاب عروس التاجي أمام زوجها وقتل زوجها أمامها وقطع نهدها ونزيفها حتى الموت !! وقتل عماد سعدي مصطفى لأنه سلّم تقريرا يفضح فيه الفساد ... كل ذلك وغيره ، يجعلني أثور وأفور وأغلي واستحيل الى نار عمياء تجتاح كل من يقف أمامها .
أرحم نفسي بعد حين لأتناول وصفة علاجية أرسلها لي صديق في الثمانين من العمر الآ وهي خلطة الدارسين بالعسل في كوب من الماء الساخن . انها تعقم الوضع من الفم والمعدة والأمعاء وانتهاء بالدستور المؤقت أقصد البواسير واللوالب والإنتفاخات وكل غابات هوليوود . إنها أيضا تفيد كعلاج للبهاق وتليّن العلاقة مابين العظام والعضلات أي بعد ان تواضب أو تواظب طز ! على تناول هذا الكأس لمدة شهر تبدأ تطارد مثل الغزال الشارد والعملاق المارد . هذا ولا أنسى النصيحة التاريخية لصديق ما بضرورة شرب كأسين من الماء فور الاستيقاظ ، وليس واحدا ، وهذه النصيحة تقتضي محاضرة صحية طويلة عريضة .
في الأمس طلبت من المكتبة كتابا دانماركيا كنت قرأته باللغة العربية ورأيته فيلما .. انه "وداعا للسلاح " لأرنست همنغواي . رأيت الفيلم مرة اخرى . وذاكرتي تحتفظ به من أيام بغداد وسينما غرناطة التي كنت ادخلها وانا شاب يافع ومعي سيجارة او اخرى من نوع كونسليت كما كنا نسميها ، اُدخنها بالسر واتمتع بأفلام رائعة من قبيل اُحبه ساخنا . الى اُستاذي مع أطيب التمنيّات . وداعا للسلاح وعشرات غيره . والفيلم هائل بوقته وأما الآن ومقارنة بالتقنية الرائعة التي عليها الفيلم آفاتار مثلا أو مالونكولي آخر أفلام المخرج لارس فون تريّه ، فانه كما يقول حسين عبد الرضا : تاير ويقصد بالإنجليزية تايرد . الروعة هنا في الدانمارك أنك عندما تطلب كتابا عبر الانترنيت تأتيك الرسالة الى البيت فتذهب للاستلام والأروع أنك تجد في ويب سايد المكتبة التي تستعير منها ، امكانية لاستعارة سيديات صوتية لإستماع نصوص الكتاب .. ويبدو لي ان هنا بحرا من الكتب مع السيديات او الكاسيتات ، اذ لم أطلب عنوانا ذات مرة وقالوا لايوجد . حتى الأدب الأجنبي موجود وكتب العلوم الخ . ماأروع ان تقرأ الكتاب وتسمعه نصا وتراه فيلما .. مع إحتراماتي للصحراء وساكنيها ، كم في الحضارة من وفرة !!! ولذلك أسباب سياسية موجعة بل مفجعة .
انتبهت الى قضية غاية بأهمية هي أن القراءة باللغة العربية تنحسر بحدود الانتشار العربي للطباعة وتوزيع الكتاب . ترافق هذه الظاهرة قلة بالانتاج الإبداعي وقلة بالبحوث مع قلة أيضا بالقراءة والقراء وذلك لتدني الامكانيات الاقتصادية للناس ـ عموما ـ .
أقرأ احيانا عن أسماء كتب لايمكن الحصول عليها الأّ من المنطقة العربية أو أنها لم تصل بعد !!!!!! لكنها مترجمة وموجودة هنا في أي مكتبة ، صحيح أني قرأت ـ من أروع ماقرأت في حياتي ـ وباللغة العربية كتاب " سمرقند" للأديب الكبير أمين معلوف الأ أني عثرت عليه باللغة الدانماركية في بداية مدخل المكتبة . لقد وضعوه في الصدارة كما يضعون قلادة على صدر عروس . كنت أتمنى أن أقرأه باللغة الدانماركية وليس بالعربية . والسبب هو، مع حبي وتشرّفي بجنسيتي ولغتي ، أني لو طوّرت امكانياتي لغويا على مستوى أية لغة فأني من خلالها أرى العالم أقصد أني سأقرأ أي مطبوع غداة طبعه او ترجمته . أما نحن في منطقنا فان الأمر يقتضي وقتا ، أو وقتا طويلا أو عمرا . من الروعة بمكان أن يتعلم المثقف العربي لغة واحدة ويدركها بشكل جيد جدا وذلك لأنه سيقرأ كتب العالم أجمع من خلالها . لا لقصور في اللغة العربية أقول ذلك بل لأن حركة الترجمة عندنا بطيئة للغاية وتدخل أحيانا كثيرة في ممنوعات وتابوات عديدة .
اليوم أيضا ـ كمتقاعد ـ ساُكرّس وقتي لقضية تابعتها هي قضية ادونيس واتهامه بالانتحالات . لقد اتممت خلال 3 أيام منصرمة كتابا للأديب الروائي حيدر حيدر وعثرت على مقالة له في الكتاب تصلح ان تضاف الى الحديث عن ادونيس . كتبت من المقالة نصفها سأتممها خلال يوم وآخر .
أنا حزين ! لأني قررت تكريس هذا النهار للغة الدانماركية لكن اللغة العربية والأخبار منعتني . اتمنى ان أكون أنا إثنين ! لا بل ثلاثة واحد لقراءة أخبار العراق والآخر للكتابة عنه والآخر للقراءة بلغة اخرى . لا بل أتمنى أن أكون رابعا . مواصفات الرابع مختلفة قليلا لو يسمح لي القارئ ، أنه : شخص ثخين ضحوك مبتسم بل دائم الإبتسام حد البلاهة ، تافه يأكل وينام ولا يهمه ما يجري حوله . لايهمه الليل من النهار والحياة في نظره مجرد مطبخ ومراحيض .
واذا لم أكن ذلك الثخين فاني أتمنى لو أكون صعلوكا تائها في الشوارع ، وتلك رغبة قديمة لدي ّ للأسف لم احققها ، أتذكر مع هذه الرغبة سكيرا ً يمر من أمام المقهى الشعبية التي كنا نجلس فيها ،في مدينة العمارة أيام كان والدي موظفا هناك، كان السكير يرتدي سروالا قصيرا "شورتْ" وقميصا صيفيا وقبعة عسكرية من النوع التي يرتديها العسكر الخيالة ، اتذكر أنه كان يرفعها عن رأسه واقفا أمام المقهى وبدون سلام يرفع صوته قائلا وهو يترنح وبالعراقي يتـْمورْوَجْ ! ، : المَلـِـك ملِكنا ، والتـَـمُر تمُرْنا ، والعرق عرقنا وـ ولـَيْهـِمْ !!!!." ولايهم" . يردد هذا الكلام يوميا عند مروره عصرا الكلام في الخمسينات من القرن الماضي ـ . ولا أدري مَن الأفضل لي أن أكون : التافه الثخين أعلاه أم السكير أبو " ولـَـيْـهـِـمْ " كما كنا نسميه . أكيد انهما ماعادا يصلحان لهذا الزمان فالأول يُقتل لأنه كمن يضحك في مجلس فاتحة اقصد لايصلح لعراق الفواجع اعني ربما يأتيه شخص ميليشيوي " ويخرطه باربع ـ خمس طلقات قائلا له : على أي شيء تضحك إبن " ..... "لاتستغربوا من خيالي هذا ، أوَ لم يحيلوا الأعراس الى مآتم؟ . وأما الثاني فلن ترى شخصيته الكريكتيرية بعد الآن وفي عراق الفنطزة وأبي نؤآس العظيم الذي قال عنه الجواهري : والمُلبـِـس العقل أزياء المجانين ِ !!! فلقد تناثر ألأخير أو سيتناثر أمثاله بعبوة ناسفة أثناء شرائه ـ شرائهم لبطحيّة من دكان ميخا ابو العرق . الله يرحمهم ويرحمنا معهم . الفاتحة مع الصلوات .

*******

توقٌ أخير:
ـ قال الشاعر الكبير مظفر النوّاب :" صُفـَـتْ جنهه اتـّـداوه بضركَة اللكَلك .
ـ قال المثل الشعبي في الخيبة : صُفت حِكَهْ ياصاحب مالنا بيهه .
ـ قال لي صديق معجب بالوضع : " المالِكي مالِكينا والطائفية طائفيتنا والزناجيل زناجيلنا وطز بالماء والكهرباء .. إلطـْـموا ولايْهـِمْ " .


*******

10/6/2011
ـ يومياتي ـ1ـ كُتبت في 10 /6 .. وارسلت للنشر في 11/6/2011 . .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشقتك يا أبا ذرّ الغفاري ...
- - خوطوا ولوطوا - السوناتا السابعة !!!
- - لستُ أنساكَ وقد أغريتني - ...
- قصيدة هزيمة النسر لكاظم جهاد ...
- عودة ترينتي الى مدن التيْ أنتيْ !
- إنتقل العراق الى رحمة الله !!!
- نتقل العراق الى رحمة الله !!!
- ثقافة الثريد ...
- كلمة - روسو - أعظم من مكتبة - ستندال - ...
- لايسألونك عن حال ٍ ...
- ظائية الحريري أم ضائّيتُه ُ ؟
- - لقد هر ِمْنا ! -...
- خوطوا ولوطوا ... - السيمفونية السادسة - !
- طوبى للبنان السلام ...
- سحقا لقد مدحَ الرئيسَ وبجّلا ...
- قراءة في رواية شارع إبليس ...
- ميدان سنداغما العظيم ...
- الحاضر وجهتنا وليس الماضي ...
- جبل البحرين ياهادي الخواجة ْ ...
- قصيدة أنا والضباع ...


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - يوميّاتي 1 ...