أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - علمية الماركسية و الآيديولوجيا و أشياء أخرى : رد على ملاحظات الأخ الأستاذ جاسم الزيرجاوي المحترم















المزيد.....


علمية الماركسية و الآيديولوجيا و أشياء أخرى : رد على ملاحظات الأخ الأستاذ جاسم الزيرجاوي المحترم


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 15:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بتاريخ 2011 / 6 / 8 - 11:32 قدم الأستاذ جاسم الزيرجاوي جملة ملاحظات على مقالتي الموسومة "خرافة دحض الماركسية العلمية / رد على الأخ الكبير الأستاذ يعقوب إبراهامي" المنشورة في العدد 3387 من الحوار المتمدن ، وقد وعدته بالإجابة عليها بشكل منفصل لكونها تثير مسائل مهمة تحتاج إجابتها إلى التحقيق . و سأدرج نص كل ملاحظة من ملاحظاته على حدة كما هي واردة بدون تغيير بعد ترقيمها من جديد ، ثم أعقبها بتعليقي الشخصي عليها :
الملاحظة الأولى
تقول يا صديقي العزيز ((في العدد 3385 من -الحوار المتمدن- ، نشر الأستاذ الفاضل -يعقوب إبراهامي- مقالته الموسومة -خرافة الماركسية العلمية- وهذا غير صحيح , لان المقاله الموسومة هي ((خرافة الاشتراكية العلمية)), لكن ربما بغير قصد تحولت كلمة (الاشتراكية) الى( ماركسية) , على اساس هذا ( اللاقصد) , بنى الصديق حسين دارا لا وجود لها.
تعليقي على الملاحظة الأولى
كلامكم صحيح قدر تعلقه باستبدال الاشتراكية العلمية و الماركسية العلمية ، و كنت قد عدّلته حسب الأصول في كتابتي للصيغة الأخيرة لورقتي قبل نشرها ، و للأسف ، فان محفظة هذه الصيغة لم تكن هي المحفظة التي حمّلتها لموقع الحوار المتمدن ، و لقد أشرت عرضاً إلى ذلك في معرض إجابتي على تعليق الرفيق الكبير الأستاذ فؤاد النمري و ذلك قبل مداخلتكم ، كما إنني إعتذرت عن هذا الخطأ غير المقصود من أخي الكبير يعقوب إبراهامي ، و الذي قبل – متفضلاً – إعتذاري .
بالنسبة لي على الأقل - و للسواد الأعظم من الماركسيين الذين أعرفهم - فان الإشتراكية العلمية هي جزء لا يتجزأ من النظرية الماركسية العلمية لماركس و إنجلز ، و لذلك ، فان المصطلحين "الماركسية العلمية" و "الاشتراكية العلمية" لا يستثني ذكر أحدهما ذكر المصطلح الثاني (not mutually exclusive) لكونهما متلازمين ، و بالتالي ، فان الدار الذي بنيتها أنا كائنة ضمن مجمع صرح الماركسية العلمية ، إذا ما سمحت لي باستعارة كنايتك ، و ينبغي لك أن تراها هناك ، و أن كانت مجرد كوخ صغير .
الملاحظة الثانية :
الاستاذ الفاضل يعقوب ناقش هذه الثنائيه- اللفظية والتي اصبحت منهجا .
تعليقي على الملاحظة الثانية :
أختلف معك بخصوص هذه الجزئية . مقالة الأستاذ يعقوب إبراهامي تنصب على نفي العلمية من الماركسية عبر استخدام المنهج البوبري غير العلمي مثلما يوضح ردي ذلك و بدليل نصوصه أدناه :
1. و يتساءل إبراهامي : هل الماركسية هي أفكار فلسفية و مجموعة من النظريات والفرضيات تهدف إلى فهم المجتمع الإنساني و تغييره ، أم هي علم (Science) مثلها مثل الفيزياء والكيمياء و علم الفلك و المتحجرات؟ لا يستطيع أن يجيب على هذا السؤال طبعاً من لا يميز بين "العلم" و"الفلسفة" (من يتكلم بلا كلل عن علم اسمه "علم المادية الديالكتيكية"!!!)، و من لا يعرف ما هو تعريف "القانون العلمي" و ماذا تعني"النظرية العلمية".
2. يتعجب يعقوب إبراهامي من أن حسقيل قوجمان لا يدرك مدى الدهشة ، إن لم نرد أن نستخدم كلمة أخرى، التي يثيرها عندما يتكلم عن "العالم (!!) كارل ماركس". تصوروا:
!The scientist Karl Marx).
3. و يقرر يعقوب إبراهامي : أن حسقيل قوجمان لا يستطيع أن يجيب على هذا السؤال لكونه ينسب "الفخر في اكتشاف هذا العلم (!!) إلى العالم (!!) والفيلسوف العظيم هيغل الذي اكتشف جميع معالم قوانين الديالكتيك"، مع الأخذ بنظر الإعتبار أن صاحب هذا الزعم لم يقرأ كتاباً واحداً من تأليف "العالم العظيم هيغل". (وكيف عرف انه عظيم ؟ على كل حال أبراهامي يحسد حسقيل قوجمان لأنه لم يستطع حتى اليوم ان يفهم جملة واحدة مما يقوله "العالم العظيم هيغل").
4. و يقرر يعقوب إبراهامي و باختصار ، بإن مسألة "علمية النظرية الماركسية" هي اعقد و أهم من أن نتركها لحسقيل قوجمان كي يقرر فيها.
5. إذن يلجأ إبراهامي إلى من يفهم شيئاً في العلم والفلسفة. كارل بوبر (1902-1994) هو واحد من ابرز فلاسفة العلم في القرن العشرين (وككل المثقفين الحقيقيين كان ، وفقاً للقاعدة المعروفة ، شيوعياً في صغره).
ألملاحظة الثالثة
الكل يعرف ان هذه الثنائيه- اللفظية لم ترد عبارة الاشتراكية العلمية Scientific socialism في كتب ماركس ابدا , لكن اوردها انجلز في دراسته : ((الاشتراكية : اليوتوبيا والعلم 1880)) , والمنشورة في (( March, April, and May issues of Revue Socialiste in 1880; )) لكي يميز بين فلسفة ماركس لكي يميز بين فلسفة ماركس والاشتراكية الخيالية ( سان سيمون و فورين و ليون). وجاءت في اخر سطر وكان انجلز لامعا ذكيا عندما قال : لكي تكون الاشتراكية علمية , يجب اولا ان ترتكز على ااساس واقعي. وبذالك يقصد ان الاشتراكية الخيالية لا ترتكز على اسس واقعية. لم يقل الاشتراكية العلمية Scientific socialism وجاءت بصيغة المبني للمجهول . والنص الانكليزي هو :
To make a science of Socialism, it had first to be placed upon a real basis.
تعليقي على الملاحظة الثالثة
ما تقوله هو بالضبط عكس الحقائق التاريخية الثابتة بالمستندات القاطعة . لقد أوضحت في ورقتي بالنصوص المقتبسة من ماركس نفسه أنه كان يعتبر نفسه – على الأقل في "رأس المال " – أنما يقوم بدور العالم المحلل للنظام الرأسمالي. و إليك أدلة قاطعة أخرى على أن عبارة "الاشتركية العلمية" لم تصدر من إنجلز إلا بعد إطلاع ماركس عليها و موافقته التامة عليها ، و انه قد أستخدمها بنفسه :
أ‌. يتصدي ماركس بنفسه لكتابة مقدمة الطبعة الفرنسية لدراسة إنجلز " الاشتراكية : الطوباوية و العلمية " (Socialism: Utopian and Scientific ) { و ليس "الاشتراكية : اليوتوبيا والعلم" مثلما تبينون ، و لا بد أنكم تفرقون بين الاسم (علم = science) و بين الصفة (علمي : scientific) } و التي صدرت في مايس عام 1880. و لا يستطيع أحد أن يزعم أن لديه من الأدلة ما تسوغ لنا أن نصدق بكون ماركس يقبل كتابة مقدمة لدراسة لم يطلع على عنوانها و لا يوافق عليه .
ب‌. أن الصفحة الأخيرة من مسودة مقالة إنجلز أعلاه تحتوي على ملاحظة مدونة بخط يد ماركس نفسه موجهة إلى زوج ابنته "بول لافارگ" ، الذي ترجم المقالة نفسها للفرنسية ، و التي تنص على :" عزيزي لافارگ ، هذه هي ثمرة مداولتي (مساء البارحة) مع إنجلز . قم بتلميع العبارات ، و أبق على المغزى بدون تغيير".
إذاً ، فمقالة : " الاشتراكية : الطوباوية و العلمية " صادرة بقلم إنجلز استنادا إلى مداولة مسبقة له مع ماركس و هي ، أي : " الاشتراكية : الطوباوية و العلمية " ثمرة مساء من التشاور (consultation) بين ماركس و إنجلز .
ت‌. و بعد أن يوضح ماركس في مقدمته لتلك الدراسة بكونها أصلا أحد أجزاء كتاب انجلز "الثورة في العلم" الموجه للرد على أطروحات السيد دوهرنك ، نجد أن ماركس يختتم نفس مقدمته بالقول بعظمة لسانه : "في الكراس الحالي نحن (ماركس) نعيد أنتاج المستل لزبدة مغزى القسم النظري من الكتاب ، و الذي (المستل) يمكن ألاصطلاح عليه "بمقدمة للاشتراكية العلمية "."
( In the present pamphlet we reproduce the most topical excerpt from the theoretical section of the book, which constitutes what might be termed an introduction to scientific socialism.)
و بإمكانكم التثبت من قولي هذا بالدخول على الرابط :
http://www.marxists.org/archive/marx/works/1880/05/04.htm

أذن فماركس يقوم باستعمال مصطلح "الاشتراكية العلمية" في مقدمته التي كتبها لنفس دراسة إنجلز حسب الأصول . و هو في استعماله هذا لم يكن يدر بخلده أنه يستخدم المصطلح المذكور لأول مرة في كتاباته التي ستنشر . لماذا ؟ لأن المصطلح المذكور كان متداولاً في أروقة "الأممية الأولى" قبل ذلك بزمن بعيد ، على الأقل منذ أن نشر عضو الأممية الأولى و المفكر الألماني الاشتراكي الكبير (Joseph Dietzgen) مقالته الموسومة بـ "الاشتراكية العلمية" ( Scientific Socialism) عام 1873. علما بأن المناضل المذكور كان صديقاً حميماً لماركس و لعائلته ، و الذي زاره هو ابنته عند عودته عام 1869 ، و أطلق عليه ماركس إسم "الفيلسوف للاشتراكية" (باستخدام "ألـ" الإطلاقية ) ، كما أمتدح نظريته المادية الديالكتيكية في الطبعة الثانية للجزء الأول من رأس المال .
الملاحظة الرابعة
دعنا من بوبر ودوخة الراس , ولناتي الى قولكم ((إذن فالماركسية هي علم و أيديولوجيا)): الاستاذ الفاضل انت تعرف: اي نظرية علميه تقوم على:
1. القياس التجريبي ,
2. والملاحظات,
3. واساسا تقوم على مبدأ التطور ,
4. والتي جميعها تؤدي الى التغيير والدحض
لذاك ماركس لم يكن صاحب نظريه والتي تستند على الاسس اعلاه لكن الرجل كان فيلسوف وفيلسوفا عظيم وتتجلى العظمة في النهج والطريقة , وهناك فرق جوهري بين الفلسفة والنظرية العلمية
تعليقي على الملاحظة الرابعة
اسمح لي ، أخي العزيز ، أن اختلف معكم هنا أيضا بخصوص بوبر و عدم وجود نظرية ماركسية علمية ، و ذلك للأسباب التالية :
أولا / لا يجوز مطلقا أن نترك بوبر و دوخة الرأس . لماذا ؟ لأن طرائقية بوبر القصدية موجهة لإسقاط كل فكر تقدمي ينادي بالتغيير من أفلاطون إلى ماركس و ذلك باستخدام المنطق التلفيقي الذي يلبس لبوس العلم . و المشروع ألتدميري بعيد المدى من هذا الطراز يستوجب التعرية و الدحض حتماً ، و ذلك احتراما للعلم و للحقيقة أولا ، و انتصاراً للتغيير المطلوب ثانياً .
ثانيا / معلوم أن النظرية العلمية هي فرضية مقبولة تشرحها لنا دائرة المعارف البريطانية بالقول :
النظرية العلمية هي تلك البنية الفكرية المنهجية الواسعة المدى و المدركة بالخيال البشري و التي تضم مجموعة من القوانين التجريبية بخصوص النماذج القياسية في الأشياء و الأحداث التي تجري ملاحظتها و افتراضها . النظرية العلمية هي البنية التي تقترحها هذه القوانين التي تقوم بشرحها على نحو علمي معقول . و في محاولته شرح الأشياء و الأحداث يستخدم العالم (1) الملاحظة الدقيقة و التجارب (2) تقرير الحالات القياسية (3) عرض خطط تفسيرية منهجية . ينظر "
http://www.britannica.com/EBchecked/topic/528971/scientific-theory
و النظرية الماركسية ينطبق عليها التعريف أعلاه . كما تنطبق عليها أيضاً المقومات التي سطرتموها أعلاه ، وهي – بلغة مبسطة جدا- :
1. الملاحظة
الزمان : 185-1863
المكان : المدن الصناعية في المملكة المتحدة
ينقسم المجتمع الرأسمالي إلى فئتين أساسيتين : الذين يملكون و سائل الإنتاج (البرجوازيين ) و الذين لا يملكون و سائل الإنتاج (العمال المنتجون ) . و بما أن العمل و حده هو الذي يخلق القيمة ، لذا فإن قوة العمل للعامل في النظام الرأسمالي هي التي تنتج القيمة المتبلورة في البضائع المنتجة للسوق و التي هي الأساس الذي يقوم عليه أسلوب الإنتاج الرأسمالي . و لما كان صاحب قوة العمل و المنتِج الوحيد للقيمة لا يمتلك أدوات الإنتاج ، فهو بالتالي مجبر لبيع قوة عمله للبرجوازي مالك وسائل الإنتاج ، و إلا مات هو وعائلته من الجوع .
2. القياس التجريبي و اقتراح القانون العام
في المقابل فان البرجوازي مالك وسائل الإنتاج غير مضطر للعمل على الآلة مثلما يفعل العامل لكي ينتج قيمة مضافة للبضائع ، و لكن هذا البرجوازي المتبطل يعيش كالأمراء ، فمن أين له كل هذا الثراء و هو لا ينتج أية قيمة ؟ الجواب: باستغلال ملكيته لوسائل الإنتاج لإجبار العامل بالعمل ساعات أضافية يستقطع البرجوازي نتاجها لحسابه بسرقتها من الأجور المستحقة للعامل و ذلك هو فائض القيمة (القانون العام لاستغلال العمل المأجور في النظام الرأسمالي).
الاستنتاج : لو لم تكن ملكية وسائل الإنتاج محتكرة من طرف الطبقة البرجوازية في النظام الرأسمالي لما استطاعت الأخيرة أن تثري بسرقة قوة عمل العامل .
3. و اساسا تقوم على مبدأ التطور ,
و بسبب هذا الاستغلال ، نجد أن من مصلحة البرجوازي تكمن في استغلال أكبر عدد من العمال ، و تشديد كثافة العمل : إما بزيادة ساعات العمل ، أو بإدخال آلات إنتاج يتطلب تشغيلها تكثيف شدة العمل . و كل هذا يؤدي إلى إنتاج كميات هائلة من مختلف البضائع غير المطلوبة في السوق بسبب طمع الرأسمالي للإستحواذ على المزيد من الأرباح الناتجة عن سرقة قوة العمل ، و هو ما يؤدي إلى حصول الأزمات الدورية للرأسمالية و التي تتسبب بالبطالة و الركود الاقتصادي و تمنع تطوير وسائل الإنتاج ، و إلى ديمومة الصراع الطبقي ، كما تؤدي إلى سعي حكومات الدول الرأسمالية للهيمنة الخارجية لإيجاد أسواق جديدة للبضائع الرأسمالية و مصادر رخيصة للمواد الأولية. هذا التكالب بين الدول الرأسمالية يقود إلى الحروب المدمرة و إلى إفقار دول الأطراف لإبقائها مستهلكة غير منتجة و منع تطورها .
أذن سبب كل هذه الشرور المتلازمة مع طبيعة الرأسمالية هو انعدام العدالة في ملكية وسائل الإنتاج في النظام الرأسمالي الذي يموت عند إلغاء احتكار وسائل الإنتاج و سرقة جهد العام .
والتي جميعها تؤدي إلى التغيير والدحض
و بالتالي فان هذا النظام الاستغلالي يتطلب التغيير عن طريق العمل على تشريك و سائل الإنتاج في إطار بناء الاشتراكية التي تقيم نظاما جديداً للإنتاج يقوم على مبدأ "من كل حسب عمله و لكل حسب حاجته" ، و الذي يدحض بدوره نظرية "عالمية و أبدية نظام الإنتاج الرأسمالي و استغلال الإنسان للإنسان" ، و يسعى إلى تحرير البشرية من شروره بإقامة البديل الاشتراكي الذي يحفظ كرامة الإنسان من عبودية الاستغلال.
يتضح من أعلاه أن نظرية ماركس حول القوانين التي تحكم أسلوب الإنتاج الرأسمالي هي نظرية علمية من الطراز الأول بحيث أن حتى بوبر قد أضطر لنعتها باللامعة ..
الملاحظة الخامسة
أن الرياضيات، ، غير مشمولة في هذا التعريف لأنها لا تتطلب المشاهدة، وتتخذ بدهيات ومسلمات، وتتعامل مع كائنات المجردة غير قابلة للتثبت عن طريق التجربة لكنها تستعمل كوسيلة أو أدات لدراسة قوانين الكون .
تعليقي على الملاحظة الخامسة
أتفق تماماً معكم في هذا ، و ذلك هو نفس ما قلته في مقالتي عند الحديث عن بديهيات بينو-ديديكند في ردي ، و شرحي لمحاولة بوبر الفاشلة لدحضها .
الملاحظة السادسة
لذلك تشكل اضافات : غرامشي و لوكاش و التوسير علامات مهمة في تطوير فلسفة ماركس على العكس تماما فإنها أضحت دوغما و دين وعقيدة عند السوفيت الذين يشكلان المصدر الاهم لثقافة الشيوعيين العرب
تعليقي على المسألة السادسة
اتفق معكم بخصوص الإضافات المهمة للماركسيين الكبار الذين ذكرتهم ، و يوجد العشرات غيرهم ممن لم تذكرهم في كل أرجاء العالم. و قد أنتج الشيوعيون العرب ماركسيين كباراً مثل مهدي عامل و سمير قصير و غيرهما ، و هناك الحاجة للمزيد منهم و المزيد ، و بدون انقطاع . كما اتفق معكم بخصوص سيادة الدوغما الروسية فترة طويلة على الحركة الشيوعية العلمية ككل و بضمنها كل الأحزاب الشيوعية في العالم الثالث و ليس العالم العربي وحده . أما الآن فقد حان الوقت لتطوير ماركسيات وطنية-عالمية في كل مكان تأخذ على عاتقها تحليل الوضع الجديد للرأسمالية و قوانين التخلف في العالم و في بلدانها نفسها و تستكمل ما بدأه ماركس و إنجلز اللذين غادرانا قبل أكثر من قرن و حانت الآن ساعة النظر إلى أمام إنطلاقا من الحاضر بعد الإستفادة من دروس الماضي المرير .
و بقدر تعلق الموضوع بنقد الدوغماتية و تحويل النظرية إلى دين فان من المفرح أن نجد أن أول و أقوى النقاد لها هم المفكرون الماركسيون في كل مكان . و بعد سقوط الاتحاد السوفيتي فقد ازدادت الهجمة على الماركسية بهدف إلغاء دورها الثوري في العالم باستغلال الحدث أعلاه على طريقة أنه "بعد الحدث الكل يصبحون أذكياء".
الملاحظة السابعة
((إذن فالماركسية هي علم و أيديولوجيا)) .في رأي (ماركس) الايدلوجيا ليست إلا تعويضا عن البؤس الواقعي، ولهذا نجدها تقترب عنده بالوعي الزائف false consciousness, والمغلوط للحقائق الاجتماعية والاقتصادية، فهي عنده وهم جماعي مشترك لأعضاء طبقة محددة. أن ألآيديولوجية إنما هي عملية يقوم بها من يسمى بالمفكر، وأن عن إدراك خاطئ .فأن القوى المحركة الحقيقية التي تحمله على النشاط تظل مجهولة بالنسبة إليه، و إلا لما كانت العملية عملية آيديولوجية . ولذا يصنع لنفسه تصورات عن قوى حافزة كاذبة أو ظاهرية (إنجلز)
تعليقي على المسألة السابعة
نعم الماركسية هي علم و آيديولوجيا . و تسمحون لي – أخي العزيز – أن أختلف جملة و تفصيلا مع المندرجات ألواردة في نصكم أعلاه . النص المقتبس من طرفكم حول كون الآيديولوجيا "تعويضا عن البؤس ...الخ" يعود لانجلز و ليس إلى ماركس مثلما تقولون ، لكونه وارد في رسالة شخصية له غير معدة للطبع .
معلوم أن الآيديولوجيا يمكن أن تنصب على وعي الحقيقة مثل الماركسية ، كما يمكن أن تنصب على تزييف الحقيقة مثل الآيديولوجيا الألمانية أو آيديولوجيا "المحافظين الجدد" خلال إدارة بوش . المفردة نفسها (ideology) تعني "فرع الفلسفة الذي يدرس أصل وطبيعة الأفكار (قاموس أكسفورد ، ط2003) ، وهي تتخذ تلاوينها الإيجابية أو السلبية من الكلمات الأخرى المجاورة لها في النص . و لذلك نجد أن ألاستخدامات الحاصلة لها و لإشتقاقاتها عند ماركس و إنجلز يمكن أن تكون إيجابية (وعي الحقيقة) أو سلبية (تزييف الحقيقة) . و لكي نضع الأمور في نصابها سأقدم لكم خلاصة بالدلالات الإيجابية هذا المصطلح و اشتقاقاته عند ماركس و إنجلز في كل كتاباتهما :
أولاً /
في مقدمته لكتابه "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي" ، يصف ماركس أولاً الصراع بين القوى المادية وعلاقات الإنتاج ، ثم يواصل ذلك بالإشارة إلى " الأشكال القانونية و الدينية و الفنية أو الفلسفية --- و باختصار الأشكال الآيديولوجية التي يصبح فيها البشر واعين لهذا الصراع فيقارعونه ." (طبعة دار التقدم (بالإنكليزية) ، موسكو ، 1970، ص 21)
واضح تماماً أن الإستعمال الماركسي أعلاه يربط مصطلح الآيديولوجيا بالإنجاز الذهني المتمثل بوعي البشر للصراع الإجتماعي الأساسي للنظام الرأسمالي ، و ليس القصور الذهني مثلما تزعمون . و استخدامي أنا لنفس هذا المصطلح في ردي على الأستاذ يعقوب إبراهامي هو بهذا المعني ،أي أن الآيديولوجيا هي "الوعي الحقيقي" ..
ثانياً /
من نص "البيان الشيوعي" المكتوب من طرف ماركس و إنجلز ، نعلم أنه عندما يبلغ الصراع الطبقي ساعة الحسم فان "قسماً من البرجوازيين ينتقلون إلى صف البروليتاريا ، و خصوصا ذلك القسم من الآيديولوجيين البرجوازيين ممن إرتقوا بأنفسهم إلى مستوى إدراك حركة التاريخ ككل" (طبعة Penguin، 1973 ، ص77)
هنا القراءة الأكيدة للنص أعلاه هي أن هؤلاء المفكرين البرجوازيين إنما يستطيعون إدراك الحركة العامة للتاريخ بفعل دورهم كأيديولوجيين يستطيعون وعي الحقيقة .
ثالثا/
في مؤلفاته المعدة للطبع ، يستخدم إنجلز المصطلح "الآيديولوجي" بنفس المعنى أعلاه ، و هو وعي الحقيقة . ففي مقدمته لكتاب ماركس "الثامن عشر من برومير للويس بونابرت" يتحدث إنجلز عن : " القانون العظيم لحركة التاريخ ، و الذي تسير بموجبه كل النضالات التاريخية – سواء كانت سياسية ، دينية ، فلسفية ، أو في أي حقل آيديولوجي آخر – و التي هي في الواقع التعبير الأقل وضوحا لصراعات الطبقات الاجتماعية ."
Engels, F. Preface to K. Marx, The Eighteenth Brumaire of Louis Bonaparte, Moscow, Progress Publishers, 1934, p.9.
آمل أن تكون النصوص أعلاه قد قدمت لكم الدليل على صحة إستخدامي لمصطلح الآيديولوجيا .
يتبع / لطفاً



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة دحض الماركسية العلمية / رد على الأخ الكبير الأستاذ يعق ...
- الكلبة -سليمة كُرْفَتِچْ- و البغل -خوشْطَرِشْ-
- النص الكامل لمسرحية -عرس واوية- : ذرة من وقائع كل إنتخابات ع ...
- نص مسرحية -معمعة العميان-
- مساء عراقي ساخن : كل شيء عادي كالعادة
- فضيحة الثعلبان -چيق- و -چاق- و الضبع -ورين-
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /8 ، و هو ال ...
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /7
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /6
- الدكتور محمد مهدي البصير / الشخصية الحلية الفذة
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /5
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /4
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /3
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /2
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /1
- قصة قصيرة : يوم جمعة في حياة جندي مكلف عراقي
- حكاية الموت الغريب للفيل -جَلا-
- ملاحظات حول حركة حقوق المرأة و مدرسة النقد الأدبي الأنثوي
- خَلَفْ
- دِشَرْ


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - علمية الماركسية و الآيديولوجيا و أشياء أخرى : رد على ملاحظات الأخ الأستاذ جاسم الزيرجاوي المحترم