صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 13:00
المحور:
الادب والفن
الأرضُ شجرةٌ حُبلى بماءِ الحياة
47
... ... .... ... ... ....
الأرضُ شجرةٌ حُبلى بماءِ الحياةِ
عروسُ طيّبةٌ لكلِّ الكائناتِ
قطراتُ ندى متهاطلة
فوقَ اخضرارِ الدالياتِ
تحصدُ مواسمَ حبٍّ
قبلَ انفراجِ بسمةِ الباسماتِ
ترتدي وشاحَ الليلِ
ثم تنثرُ محبّةً مفتوحةً
فوقَ جبينِ العاشقاتِ
الأرضُ أنثى منبعثة
من وهجِ الأعالي
من أعبقِ أعماقِ الخيالِ!
يا صديقةَ عشقي
ما هذا الشوقُ المسربلُ
بنكهةِ ارتعاشاتِ الجمالِ؟
يا خمرةَ ليلي
هل نمتِ يوماً بين شجيراتِ الحنينِ
بينَ نسائمِ الظلالِ؟
الأرضُ رذاذاتُ مطرِ هاطلٍ
فوقَ خاصراتِ التلالِ
متى سنرتقي عشقاً
نحو بهاءِ الهلالِ؟
الإنسانُ أنينُ بئرٍ عميقُ الدهاءِ
لا يرتوي من رعونةِ الطيشِ
من رشِّ مفرقعاتِ الشرورِ
ولا من إمتطاءِ الشقاءِ
عقمٌ متناثرٌ فوقَ غلاصمِ العمرِ
ينحرُ الإنسانُ أخيهِ الإنسانَ
كأنّهُ من فصيلةِ الخناجرِ
منبعثٌ من أحشاءِ الجمرِ
شرورٌ من لونِ سمومِ الإفاعي
ملايينُ السنينِ والدماءُ تزدادُ إندلاقاً
فوقَ بتلاتِ الأقاحي
حروبٌ تنمو في وهجِ الحياةِ
في خلاخيلِ الليلِ
قحطٌ مستشري فوقَ شهقةِ القلبِ
تغلغلَ اليباسُ فوقَ ضفافِ الروحِ
فرّتِ البلابلُ بعيداً
عن مخالبِ القرودِ
بشرٌ أدهى من ثعالبِ الوديانِ
أغبى من أغبى القرودِ
ماتَتْ أغصانُ الأماني
قبلَ أن تحلَّ على رحابِ الطفولةِ
بسمةَ العيدِ!
... ... ... ... .... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
www.sabriyousef.com
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟