أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد وادي - كلنا هناء أدور......














المزيد.....

كلنا هناء أدور......


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 01:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلنا هناء أدور......
هناء أدور رمز عراقي أصيل
جواد وادي
يوما بعد يوم تتكشف دونية الوضع السياسي وفساد أقطابه الذين فضحتهم أحداث العراق المتلاحقة لتزيل النقاب عن المستور من يافطات وإدعاءات ولعلعة فضائيات ونفاق وبهتان وتسويف وتزوير للحقائق لتتكشف الأشياء بشكل تلقائي ودون تدخل مقصود أو غير مقصود إنما رائحة الفساد وتردي الوضع بكل مكوناته أخذت بالانتشار لتزكم الأنوف وتلوث البيئة السياسية برمتها من أحزاب إلى منتمين لها إلى وزراء فاسدين وموظفين فاحت عفونة أفعالهم إلى ممارسات يندى لها جبين من هو شريف ومن بقي من الأنقياء رغم قلتهم لأن العراقي الأصيل لا يرضى أن يعمل في هكذا وضع فاسد ومتعفن من أسمى موقع لأدنى وظيفة والقبول بتواصل العمل يعني الصمت وبالتالي القبول بما يحصل من فساد وتدني خطير في مفاصل حياة الناس بكل بلاويها وخرابها.
لا أعرف كيف لملاحق من وضع فاشي سابق كما يدعي أن يتغير بين لحظة وسواها ليتحول هو نفسه إلى طاغية إن لم يكن أنه مدعي وكاذب ولم يكن سوى شريك في نظام الطاغية المنهار ويمارس إزدواجية العمل وخيانة المواقف وهذا النوع أخطر بكثير من فاشست صدام.
معالم الوضع في العراق بانية للعيان ولا تحتاج إلى أدنى إثبات أن الوضع في أخطر مراحله من حيث الفساد وتناميه وعلى أيدي أحزاب تدعي الوطنية والنضال ومقاومة نظام صدام وهي غارقة الآن في الفساد من رأس السلطة حتى آخر متسكع على هبات هذه الأحزاب وما أكثرهم من متزلفين ومنتفعين وناهبي لقمة العراقيين المنكوبين من منعدمي الضمائر والقيم.
ما قامت به الناشطة الحقوقية والجمعوية هناء أدور كان عملا وطنيا بطوليا بامتياز كونها اقتحمت صمت المرائين لتفضح المستور وبوقت حرج لهم ومناسب لكشف الحقيقة فكانت الصدمة لرئيس الوزراء الذي تصرف بإحتقار شديد وسلوك لا ينم على كياسة مسؤول ينبغي لأن يتلقى الموقف بكثير من الإحترام والرصانة والتقدير لسيدة معروفة بمواقفها الوطنية المشهود بها فشتان بين المالكي وهناء أدور وكلاهما كانا يناضلان ضد نظام البعث وها هي الصورة توضح نفاق الأول وصدق المنتفضة ضد التردي الأخلاقي للوضع السياسي ممثلا بالمسؤول الأول.
كان السيد إد ميلكرت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة أكثر لياقة وأدبا حين إستلم البوستر الإحتجاجي من السيدة أدور أما السيد المالكي فرفض تسلمه وأبعده بخبث وكأنه يبعد ميكروبا فكان المشهد معيبا ولا يليق برجل يدعي الكياسة والتعقل وهو بهذا الموقف من التطير والامتهان لسيدة فاضلة .
السيدة هناء أدور لم تفتعل الحدث ولم تلفق موضوعا بل هي إحتجت بطريقة قانونية ومشروعة لوضع شائن يحدث يوميا في العراق من إنتهاك لحقوق الإنسان وكانت المناسبة هو ملتقى عن حقوق الإنسان فلماذا الرفض لهذا الموقف الحضاري المعبر عن الاحتجاج لشطط يقع يوميا وتباركه سلطة المالكي وبطانته المنتفعة من اللصوص والفاسدين وخصوصا اعتقال الشباب الأربعة وهم لم يفعلوا شيئا سوى المطالبة بحق طبيعي ؟
إنه لأمر غريب أن يحدث مثل هذا السلوك المرفوض من المسؤول الأول في السلطة فماذا يفعل إذن من هم أدنى منه مسؤولية وسطوة؟
كان المشهد فاضحا وتراجيديا ولا يحتاج إلى مواربة أو طمس للحقائق، أنا شخصيا تقززت من موقف السيد المالكي الذي كنت يوما ما قد أشدت بمواقفه لفرض سلطة القانون وعليه أعلن براءتي مما كتبت عنه لأن الموقف الأخير ومواقف عدة بينت أن الرجل أخذته حرارة الحب للسلطة وقوة الجذب للكرسي اللعين وبدأنا نلحظ تحولا في خطابه وسلوكه يشوبهما التشنج وضيق الصدر وعدم قبول الرأي الآخر وهذه بداية الانحدار لحضيض السلطة وسطوتها السحرية الماكرة حين تنزع المرء من واقع وتنقله لوضع هو بداية نفق الضياع وغير المعروفة نتائجه وهي يقينا نتائج كارثية إن لم يتدارك وضعه وينتبه لنفسه قبل أن يجرفه طوفان السلطة وإغراءاتها الخطيرة.
يعزز ما ذهبنا إليه من بين عشرات المواقف والهفوات ما قاله عن منتسبي منظمات المجتمع المدني بانهم مجموعة من المجرمين والإرهابيين، الف تحية يا سيدي الوزير الأول على هذا التوصيف لناشطين جمعويين متطوعين دون أن ينتظروا دعما من أحد بل هم من يدعم هذه الأنشطة من جيوبهم المتعبة أصلا لتأسيس تقليد حضاري لمقومات الدولة العصرية، دولة الحق والقانون التي تعتمد بالأساس على مبادرات وجهود نخبة المجتمع العراقي من مفكرين ومثقفين ومبدعين وأصحاب فكر نير وما هم بمجرمين أو خارجين عن القانون يا سيادة الوزير الأول؟
كيف سمحت لنفسك أن توجه هذه الإهانة لشرائح عراقية معروفة بكفاءتها ووطنيتها ومطاولتها لأعتى نظام قمعي في الكون وقدمت القرابين من أشرف أبناء العراق على يد سلطة البعث وهو الطريق الذي أوصلك الى ما أنت عليه الآن وبقية من يدور في ذات الفلك؟
هذا تحول ينذر بالكثير من الشؤم عما ينتظر العراق من التفاف على منجزات ونسيان أو تناسي أنهار الدم للعراقيين الذين عبدوا بدمائهم الطاهرة طريق الإنعتاق من حكم الطاغية الأرعن ومن المخجل والصادم أن تديروا ظهوركم لكل هذا التاريخ المعمد بدماء الشهداء لتصل بكم مواقفكم إلى زلة اللسان هذه لتصفوا ناشطي المجتمع المدني من الشرفاء والمخلصين والمتضررين سابقا وحاليا بالمجرمين والإرهابيين.
كلنا هناء أدور في فعلها البطولي العراقي الأصيل لنقول لا لكل مصادرة للحريات وتجاوزات خطيرة على حق المواطن في التعبير والرأي والنضال من أجل العيش الكريم وبناء دولة الحق والقانون ورفع الحيف عن كل المظلومين لا ذنب لهم سوى معارضتهم للشطط والتجاوزات التي تحد من نشاط الفاعلين الأحرار والدفاع عن الحق في الحياة الحرة الكريمة.
وطوبى للعراق بأبنائه وبناته من الوطنيين الأحرار وعلى رأسهم المناضلة هناء أدور بمواقفها الفذة وفرسان ساحة التحرير الشجعان.
[email protected]



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعي الكويت لخنق العراق
- هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟
- متى يتوقف مسلسل الفساد في العراق؟
- شكرا للبعث السوري
- المرجعية ومواقفها الغامضة
- لصوص بحماية القانون
- بغداد كما وجدتها لا كما ودعتها
- فراس عبد المجيد شاعر يخرج من ركام الأزمنة المرة...
- حسين إسماعيل الأعظمي فنان وباحث أصيل لفن المقام العراقي
- ارفعوا أياديكم عن إتحادنا
- الكاتب المسرحي ماجد الخطيب يوثق لمحنة وطن وعذابات أمة
- أول الغيث قطر.......
- مذبحة سيدة النجاة لن تكون الأولى ولا الأخيرة
- هزلت والله...!!
- طيور عابسة مرثية لكل المغتربين
- هاكم أجساد العراقيين على حمولة من ناسفات أيها القتلة
- حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!
- حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص
- إتحادنا....واتحاداتهم!!!
- حذار من الغلو أيها الطائفيون


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد وادي - كلنا هناء أدور......