أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - الاسلام على حقيقته















المزيد.....

الاسلام على حقيقته


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 01:05
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ما سيرد في هذا المقال من قول أو فعل أو عمل أو تقرير صادر عن الإسلام, إنما هو في حقيقة الأمر حقيقة الإسلام ولا داعي بأن نلتف خلف الأقنعة وأن نقول بأن الدين الإسلامي دين العقل والمنطق والوسط, فهذه مصطلحات عفا عليها الزمن والذي لا يحترم إرادة الجماهير وحقوق الإنسان في تسيير المظاهرات الاحتجاجية وتنظيمها ولا يقاوم فساد الملوك إنما هو شريك لهم في كل مضرّة ومفسدة.

لم أقرأ في حياتي فكرا أو عقلا أجرأ من العقل الإسلامي على الإنسان من حيث تحقيره وجعله لا يساوي شيئا حين يتجرأ عليه بامتهان كرامته ووضع رأسه في الطين من خلال تطبيق نصوص وقواعد إسلامية تستهدف مصادرة حقوق الإنسان والوقوف ضد المواطن في حقه بالحياة الكريمة وضد رغباته الفكرية الثقافية والسياسية والاجتماعية, ولا يوجد فكر على الاطلاق يقيم تعارضا بينه وبين المدنية إلا الاسلام نفسهلا يوجد فكر ديني مناهض لحقوق الإنسان إلا الفكر والعقيدة الإسلامية, ولا أظن بأن هنالك إنسانا سليما عقليا يقبل هذا الدين , الدين الذي يأمر المسلمين بعدم الخروج على الحاكم والمطالبة بتغييره حتى وإن كان فاسدا, وهذا الإجماع الذي يجمع عليه اليوم كل علماء السنة العملاء عملاء الحكام العرب وكلابهم , والخونة الذين يخنون المواطن وحقوق الإنسان , وكل المساجد تصرخ في أوجه المتظاهرين وتنهاهم عن الخروج في المظاهرات لأنها فتنة تهدف إلى الإيقاع بالمسلمين وشق صفوفهم وعصا الطاعة على ولي الأمر,وتعين الحكام على الفساد, واليوم غدى الدين الإسلامي أشبه بوكر الذئب وبوكر الضبع, وأصبحت المساجد عبارة عن مطية يمتطيها الزعران ويقودها الشبيحة والبلطجية, وفي الآونة الأخيرة وتقريبا منذ سنتين على الأقل ألاحظ بأن 80% من المنتسبين لقيادة الصفوف السنية هم من الشبيحة الذين كانوا يجوبون الشوارع بحثا عن دكانة يسرقونها أو منزلا يقتحمونه, ومن أغلب هؤلاء تشكلت أغلبية جماعة أهل السنة السلفيين, لذلك أصبحت المساجد عبارة عن مغارة لصوص تخرجُ منها الأفاعي كما كان يصف يسوع هيكل سليمان الذي أصبح في الآونة الأخيرة ملجأ للصوص وللانتهازيين, وهذا الدين الإسلامي أصبح كذلك, فكل يوم يظهر أو يصعد شيخ جديد على المنابر يطالب المسلمين بعدم السماح لبناتهم بالحرية, بل ويصف الشيوخ المتظاهرين ضد الفساد بأنهم مفسدون وجهلة, وبنفس الوقت يصف التلفزيون الأردني أي مطالب بالإصلاح بأنه رجل صاحب أجندات خاصة, وأي إنسان يقول عن أي مسئول بأنه فاسد فورا يصفه المذيع بأن له أجندات خاصة, وإذا سأل أحد الصحفيين مسئولا: ما رأيك بما قالته الجماعات التي تطالب بحقها في تأسيس نقابة؟, فورا يرفع المسئول رأسه ويقول: هؤلاء لهم أجندات خاصة.

و قبل يومين شاهدتُ برنامجا على إحدى الفضائيات يتكلم عن المظاهرات والثورات وكان المتحدث شيخ إسلامي كلما سأله مُقدم البرنامج سؤلا كلما أجاب إجابة ليس لها علاقة بالموضوع, ومن ضمن الأسئلة:

-هنالك كتاب أمريكان ليبراليون يقولون لنا:لماذا لا تسمحون للمرأة السعودية بقيادة السيارة,ما تعليقكم على ذلك؟.
واستمعوا لإجابة الشيخ الإسلامي:

-هم يقتلون الناس في أفغانستان, وما يفعلونه في أفغانستان من جرائم كثيرة.

ثم سأله مقدم البرنامج:

-هنالك كثير من الثورات المطالبة بالإصلاح والفيس بوك كشبكة تواصل اجتماعية أتاح فرصة التعبير عن ذلك,ما تعليق فضيلتكم؟.
واستمعوا أيضا لإجابة الشيخ:

-الفيس بوك وما أدراك ما الفيس بوك!! الفيس بوك شبكة والعياذ بالله, ثم أنظر إلى الانحلال في المجتمع الذي يسمونه مجتمع أمريكي ليبرالي.
ثم قال له مُقدم البرنامج:

-حرية المرأة وحرية تنقلها..و..و إلخ, ما تعليقكم:

-لا يوجد في الإسلام إلا ما نص عليه الإسلام والقرآن والسنة,لا بارك ألله في قوم ولّوا أمرهم إلى امرأة,المرأة لا تصلح للقيادة وللولاية,ما السبب؟ هنالك حكمة ربانية نحن لا نعرفها, وانتهى الموضوع.

وسأله مقدم البرنامج:

-لو سمحت فضيلتكم, هنالك تحركات من قبل هيئات سياسية للتغير وتتظاهر في الشوارع والمدن,ما رأيكم في ذلك؟.

واستمعوا لإجابته:

-الخروج على الحاكم الظالم لا يجوز في الإسلام قطعيا,القوات الإسرائيلية قصفت غزة وقتلت المسلمين.. أنظر إلى مصر ماذا حدث لهم, يجب السكوت على الحاكم الديكتاتور حتى وإن ظلم وأفسد, لأن السكوت على جرائمه أهون بكثير من الجرائم التي ستحدث بعد الثورة.

هذا طبعا عدى الكثير مما قاله الشيخ الإسلامي الأهبل أو المعتوه, ولكن ما زاد الطين بلة أنني ليلة الأمس خرجتُ من بيتي لأشتري اللبن وقت صلاة العشاء من دكانة محاذية لأحد المساجد فوقفتُ على باب الدكانة أنتظر صاحبها خروجه من صلاة العشاء, ورأيت رجلاً بيده حزمة من الكُتيبات ذات الحجم المتوسط يوزعهن على الخارجين من المسجد فذهبتُ إليه وطلبتُ منه كتابا فأعطاني الكتاب ونسيت أللبن وجلست على باب الجامع أقرأ الكتاب من أوله لآخره وكان الكتاب من 33 صفحة,بعنوان(البراهين الواضحات في حكم المظاهرات) والكاتب(منتديات كل السلفيين) ومما قرأته:

"روى حذيفة بن اليمان رضي أللهُ عنه,قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يكون بعدي أئمة,لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي,وسيقوم فيهم رجالٌ قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس؛قلت:كيف اصنعُ إن أدركتُ ذلك؟قال:تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك-كما في صحيح مسلم-ص8."...
وجاء في الكُتيب أيضا:"إن المظاهرات التي تهدف إلى إسقاط -أو إفساد بدعوى الإصلاح-أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية المحكومة بولي أمر مسلم,معارضة للأحاديث العديدة الصحيحة المتواترة,الآمرة بلزوم الصبر على جور أئمة المسلمين -ص8-9-".
ومما يثير الاستغراب والدهشة والجهل والظلم ما ورد في الكتاب من تفسير للحديث المنقول عن سعيدٍ ألخدري أنه قال عن النبي صلى ألله عليه وسلم:أفضلُ الجهاد كلمة عدل عند سلطانٍ جائر.

وفسر الكتاب بأن الكلمة(عند السلطان) وليست في السلطان, بمعنى أن الرسول لم يقل ولم يأمر بفضح الحاكم الفاسد والجائر, بل أمر بالسكوت عنه, أو بنصحه بالقول دون تكرار للنصح, وهذا هو الدين الإسلامي دين الرحمة.

طبعا الكتاب فيه الكثير من الأمر على واجب السكوت على السلطان الجائر, وعلى ألحرامي وعلى المفسد وعلى الفاسد, لا وليس هذا فحسب بل أيضا يتجرأ بوصف المتصدين للفساد بأنهم فاسدون أكثر من الحكام ويجب مقاومتهم وقتلهم إذا لزم الأمر ومعاقبتهم لأنهم يأمرون بالفساد, فلا يجوز الخروج في مظاهرة للمطالبة بحرية المرأة أو حرية التعبير أو حرية الانتظام في أحزاب سياسية, طبعا أغلب هذا التفسير ورد من خلال مقاومة الكتاب لأي مظاهرة تطالب بالتغيير في غير ما أنزل ألله سبحانه وتعالى على نبيه, وماذا يعني هذا؟ أليس هذا دليل على فساد الدين؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس لدي منصب أستقيل منه
- ادارة الأزمات
- اقتراح توفيق الحكيم
- أفكار سخيفة
- عزيزي القارئ من فضلك أقلب الصفحة
- البحث عن السعادة
- أنا من عالم آخر
- صحابة شربوا الخمر
- كلابنا
- اعتصام الأطباء الأردنيين
- هل تستطيع تقييم الآخرين؟
- على قيد الطفولة, لجواهر الرفايعه
- حزّر فزّر
- الدورة مرة أخرى
- البحث عن مشكلة
- خارج المرأة وداخل الرجل
- المجانين الحقيقيين
- المجرم الخطير
- زجاجة عطر
- الست بريق


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - الاسلام على حقيقته