أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - اسلام العوام !!















المزيد.....

اسلام العوام !!


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 23:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على الرغم من أن الغالبية الساحقة من المسلمين ، لا يعرفون عن تعاليم الاسلام وتاريخه وتاريخ مؤسسه محمد بن عبدالله ورهطه وصحابته وعترته الأقربين ، غير ماتبثه وسائل الاعلام المختلفة من فضائيات واذاعات راديوية ، دينية وغير دينية ، وكذلك صحف متخصصة وغير متخصصة ووعاظ وشيوخ مؤهلين وغير مؤهلين ، وجميع تلك الوسائل ، وبدون استثناء تسير فى اتجاه واحد ، الا أن الهوية الاسلامية تتجلى واضحةً وجلية ، وقد تصل الى حد التطرف والتعصب لدى تلك الغالبية الساحقة من المسلمين ، فى العديد من المناسبات والمواقف ، كما فى تجمع المسلمين فى صلاة الجمعة من كل أسبوع ، وكما فى شهر رمضان ، على الرغم من خلو المساجد ، الا من عدد قليل جداً من المصلين كبار السن أو الأطفال ، فى أغلب أوقات الصلاة ! وكما حدث عندما نشر الرسام الدانمركى بعض الرسوم التى عبر فيها عن رأيه ووجهة نظره فى الاسلام ونبى الاسلام من منطلقات مشاهداته ومتابعاته لما تقوم به بعض الجماعات والتنظيمات الاسلامية من تفجيرات واغتيالات للمدنيين هنا أو هناك ! الغالبية الساحقة من المسلمين لا يواظبون على آداء الصلوات الخمس فى أوقاتها وبانتظام فى المسجد ، وقلة قليلة جدا منهم من يواظبون على آداء الصلوات الخمس فى بيوتهم أو فى أماكن عملهم ، وان أدوها فلا تزيد عن كونها حركات جسمانية يقومون بها مع التمتمة ببعض الآيات القليلة جداً التى يحفظونها من القرآن لزوم آداء الصلوات ، وحتى دون أن يفقهوا معانيها ! حتى تلك القلة القليلة جداً لا تؤدى الصلوات الخمس الا خوفاً أو طمعاً ! خوفاً من القائهم فى نار جهنم فى الآخرة كى يصلوا الأوقات التى فرطوا فيها على حصيرة من النار كما يقول لهم المشايخ والوعاظ ، أو طمعاً فى أن تكون صلواتهم سبباً فى زيادة أموالهم ونفوذهم وسلطانهم وعزوتهم وجاههم ، كما يخبرهم أيضاً الوعاظ والمشايخ ، فى أحاديث عن نبى الاسلام وآيات من كتاب القرآن ، الذى لا يجرؤ أحدٌ منهم على مجرد التفكير فى الشك فيما ورد فيه من أحرف أو كلمات أو عبارات ، يسلمون بأنها تم انزالها من رب السماء بواسطة جبريل على محمد بن عبدالله ، الذى اصطفاه خالق هذا الكون العظيم ، دوناً عن سائر البشر ، كى يبلغ رسالته الى كل البشر ويصبح خاتم أنبيائه ورسله الى بنى الانسان ! وفى الحج تجد الأغلبية الساحقة من الحجاج ، عرباً وغير عرب ، لا يعرفون عن مناسك الحج ، غير النذر اليسير ، ومع ذلك فالحج مناسبة للتأكيد على الهوية الاسلامية لهؤلاء !
المسلمون لا يعرفون شيئاً عما فعله نبيهم بالمرأة العجوز الطاعنة فى السن ، عندما تمكن منها بعض أصحابه ، الذين اشتكى لهم من تجرؤها عليه وقيامها بهجائه ! لا يعرف المسلمون شيئاً عن تلك المرأة العجوز المسماة " أم قرفة "(1 ) ، فاطمة بنت ربيعة بن بدر ، التى ربط أحد أصحاب محمد ، زيد بن حارثة ، احدى ساقيها الى بعير والساق الأخرى الى بعير آخر يسير فى عكس اتجاه البعير الأول ، ثم لكز البعيرين ، - جاء فى بعض الروايات أنهما فرسين - فانطلقا كلٌ فى اتجاهه ، مما نتج عنه شق تلك المرأة الى نصفين ، لا لجرم ارتكبته سوى أنها تجرأت وعبرت عن رأيها فى الاسلام ونبى الاسلام ! وحتى لو أشرت الى المراجع الاسلامية التى وردت فيها تلك الحادثة ، لما صدقك المسلمون ، وان صدقك البعض ، فلن يعدم الحجة والتبرير ، الذى يبرىء محمداً وصحبه من دم تلك المرأة العجوز التى دفعت حياتها ثمناً للتعبير عن رأيها بحرية ودونما خوف أو نفاق ! أرانى مضطراً هنا لأن أورد حادثة طريفة أردت أن أختبر بها بعضاً من معارفى المسلمين ، أحدهم مسلم عادى واثنان من الملتزمين ، احدهما اخوانجى ، والآخر أصر أن يكون ارتداء النقاب شرطاً لاتمام زواجه من احدى الفتيات ، وقبلت الفتاة رغم أنها كانت خريجة احدى كليات اللغات الأجنبية ! الموضوع باختصار هو أننى رويت حادثة أم قرفة ، فاطمة بنت ربيعة ، لكل واحد من الثلاثة على انفراد ، دون الاشارة فى بادىء الأمر الى اسم أم قرفة أو ذكر من فعل بها ذلك أو من بارك ذلك الفعل . كانت البداية مع المسلم الملتزم الذى يحرص على آداء الصلوات الخمسة فى أوقاتها وفى المسجد مع الجماعة ، ذلك الشخص الذى أصر على عدم اتمام زواجه من احدى قريباتى الا بعد أن ترتدى النقاب ! أعلم أنا مسبقاً مقته وكرهه لغير المسلمين ، وخاصةً اليهود . فى معرض حوارنا عما يجرى فى مصر من أحداث طائفيه ، قلت له : (أنا عامةً أكره التمييز بين البشر على أساس دينى...لأن ذلك قد يؤدى الى كوارث !) وانتهزتها فرصة فاستطردت قائلاً : ( أو تدرى...أن أحد أمراء الصليبيين قد قام بشق احدى المسلمات ، وكانت امرأة عجوز طاعنة فى السن ، الى نصفين ، لأنها عبرت عن رأيها فيه وفى ديانته بصراحة مطلقة ؟! ) تساءل قائلاً : (كيف حدث ذلك ؟ ) قلت : ( كانت المرأة غير مقتنعة بذلك الأمير الصليبى وبما يفعله بأهلها وعشيرتها ، فراحت تسبه وتهجوه بأقسى أبيات الشعر ، فلما بلغه ذلك ، قال لفرسانه : من يكفينى هجاء تلك المرأة ويخرس لسانها عنى ؟ فانبرى له بعض فرسانه ووعدوه بغزو ديار تلك المرأة وتشتيت قومها والانتقام منها ، فوافقهم على ذلك . وفى اليوم التالى هاجم الفرسان ديار تلك المرأة وقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا ، وكانت هى وابنتها ضمن الأسرى . وقام قائد السرية الذى تعرف على تلك المرأة فربطها بين فرسين ، كل ساق الى فرس يسير فى اتجاه عكس الآخر ، ولكز الفرسين ، فسارا حتى شقا المرأة الى نصفين ! ) زفر الرجل زفرة تنم عن الغيظ والمقت بعد اصغاء تام لما كنت أقصه عليه ثم صاح حانقاً : الله يلعنهم فى كل كتاب...فعلاً عدوك هو عدو دينك ! تركته برهة من الوقت يسب ويلعن ويضرب الأمثلة على وحشية الغرب الصليبى الكافر ، حتى اذا ماأحسست أنه أفرغ شحنة غضبه على الغرب والصليبيين الكفار ، باغته بسؤال : أتدرى ماذا كان اسم تلك المرأة التى شقها ذلك الأمير الصليبى الكافر الى نصفين ؟ قال : مااسمها ؟ قلت : اسمها أم قرفة ، فاطمة بنت ربيعة . قال : لعنة الله على هؤلاء الكفار الهمج البرابرة ! قلت : أو تدرى من الذى فعل بها ذلك حقيقةً ؟ قال : ذلك الكافر الملعون طبعاً ! باغته قائلاً : ماذا لو أخبرتك أن من فعل ذلك بتلك المرأة هو زيد بن حارثة - هو يعرف زيد بن حارثة من كتب التاريخ - عندما أمر قيس بن المسحر أن يقتلها لسبها رسول الله ، فقتلها بتلك الطريقة الوحشية ! بهت الرجل ولم ينبس ببنت شفة ! نزلت عليه المفاجأة كالصاعقة ! بعد صمت قصير وتمعن قال : أتمنى لو أننى كنت من فعل ذلك بتلك المرأة ! ثم أردف فى حنق : كيف تسب رسول الله هذه الفاجرة الداعرة الكافرة ؟ !!
كررت نفس الخدعة مع المسلم العادى فى اليوم التالى ، ووصلت الى نفس النتائج ، مع فارق أن المسلم العادى اكتفى بالدهشة مابين مصدق ومكذب لما سمع ، لكنه لم يتعصب لرسول الاسلام كما تعصب زوج المنتقبة . فى مساء نفس اليوم كررت نفس الرواية بنفس الخدعة مع الاخوانجى ، وذلك فى معرض حديثه عن مميزات الاخوان المسلمين وعدلهم ، وكراهيته للغبن والاضطهاد الذى يمارسه الغرب الصليبى الكافر - بحسب وصفه ووصف المتزمتين - ضد الجاليات الاسلامية فى الغرب ، ولماذا لا يعطى الشعب المصرى الفرصة للاخوان المسلمين كى يحكموا مصر بمرجعية اسلامية ( نجربهم أربع سنين ) على حد قوله . المهم ..أننى فى نهاية الخدعة اكتشفت أنه لا يعرف عن الاسلام أو تاريخه أو تاريخ نبيه أو تاريخ الاخوان المسلمين ، الا ماتبثه وسائل الاعلام الاسلامية وماتسمح به فقط لبرمجة القطيع وحشو رؤوسهم واقتيادهم الى حتفهم وخاصةً ماتبثه تلك القناة التابعة للنظام القطرى المسماة بقناة الجزيرة !
رؤية بقلم / زاهر زمان
المراجع
1 - السيرة النبوية - المجلد السادس - غزوات وبعوث الرسول - غزوة زيد بن حارثة : فى فزارة
المؤلف : هشام بن عبدالملك



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الغضب الثانية...دوافعها ونتائجها
- خواطر من الماضى ! [ 2 ]
- الزواج على الطريقة الدينية !
- مصالح من التى سوف تتحقق ؟!
- خواطر من الماضى ! [1 ]
- الدولة الدينية :وصدام الحضارات !
- مسالة الحكم فى المنطقة العربية
- لماذا يتعصب المسلمون أكثر من أتباع الديانات الأخرى ؟
- حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار ( 3 )
- حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار
- k حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار k ( 1 )
- الله .. ونحن .. والآخر !( 1 )
- ﴿ خرابيط 1 ﴾
- التيارات الظلامية تجتاح الدوائر الرسمية فى الدولة المصرية !!
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [3 ...
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 2 ...
- هل الإلحاد قرين الانحطاط الأخلاقى ؟
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 1 ...
- محاولة تحليل ماجرى وسبر أغواره وجذوره
- الرد على تعجب السيد آدم عربى


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - اسلام العوام !!