أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - اهانة الشعوب وخداعها














المزيد.....

اهانة الشعوب وخداعها


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 18:52
المحور: المجتمع المدني
    


تبحث الشعوب المغيبة بين ركام أوهامها عن حلم سعيد تعيشه لتسعد ذاتها التعسة وباستيقاظها تتلاشى مظاهر السعادة فتسوق نفسها إلى حلم آخر لتكسب زمن جديد تستقطعه على نحو لاواعي من زمن بؤسها وشقاؤها في الواقع. لا تقتصر حالة انصياع الشعوب لأحلام اليقظة الكاذبة إلى عجزها الأبدي فقط، وإنما تعمل على تغيب وعيها باقتناص فسحة من زمن اللاواقع تعيشه بخداع أو وعد كاذب تدرك زيفه على نحو لاوعي.
لكنها تعمل على طمس حقائقه الواقعية وتتمسك بقشوره لانقاذ ذاتها الواعية من واقعها التعس والتمسك بحبال الوهم عسى أن يتحقق حلمها الكاذب أو وعد نخبها الحاكمة بتغير واقعها السيئ إلى واقع أفضل، فكلما كانت الكذبة كبيرة أو سقف الوعود عالٍ زاد عدد المؤيدين على نحو يفوق أهداف الكذبة ذاتها أو الوعود نفسها، لأنها تعمل على شحن أنماط تفكيرها القدري بالأحلام المؤجلة والأوهام وتجاهد الدفاع عن زيفها.
يعتقد (( هتلر )) " أنه يمكن خداع الشعب بأكاذيب كبيرة على نحو أكبر من خداعه بأكاذيب صغيرة ".
يعدّ الوهم مرضاً نفسياً تصاب به الشعوب العاجزة على تغيير واقعها التعس إلى واقع أفضل لذلك تتمسك به وتأسرها أحلام اليقظة الخادعة للذات، فتعدّ سيناريوهات خيالية لتحقيق هدفها المنشود وكلما كان وهم الذات أو الوعد الكذب كبيراً زاد زمن الحلم وتوسع الخيال لاستحداث قدر جديد ينقذ الحالم من واقعه ويرفض في اللاوعي أن يستقيظ من حلمه ليعي واقعه الحقيقي.
تقول (( أحلام مستغانمي )) : " إن الشعوب هكذا نهبها كثيراً من الأوهام... كثيراً من الأحلام المعلبة من السعادة المؤجلة، فتغض النظر عن الولائم التي لا تدعى إليها ".
مع كل حالة استيقاظ قسرية للشعوب من أحلام يقظتها وأوهامها تكشف أكاذيب نخبها وخداعهم فتصاب بالاحباط، وتلجأ إلى الانكماش والتقوقع حول ذاتها. وترفض على نحو واعي التجاوب مع تغييرات المحيط لشعورها بحالة اليأس وانعدام الثقة بنخبها وتعيش حالة اللامبالاة لما يجري حولها من تغييرات جراء الاهانات المتراكمة في وجدانها ما يعيقها النهوض لتغيير واقعها، فتستسلم إلى قدرها وتدمن على الاهانة من دون أن تبالي بهدر كرامتها.
وتسعى إلى تغيب ذاتها الواعية قسراً لتهرب من واقعها المهين، ومع الزمن تتراكم الاهانة ويتعاظم هدر الكرامة في وجدانها على نحو يفوق قدرتها على الكتمان فتنفجر على نحو بركان غضب كامن وقهر مدفون في الذات للانتقام من نخبها الحاكمة ما يصعب السيطرة عليه، وكلما زاد العنف ضدها استذكرت سلسلة اهانات الحاكم وهدره كرامتها لتشحن ذاته بعنف مضاد ضده يخل باستقرار المجتمع.
تعتقد (( أحلام مستغانمي )) " أن الاهانات وحدها تقتل الشعوب ".
إن استهتار الحاكم المستبد بكرامة الشعب واستخدامه العنف والاهانة لفرض أحكامه يطيل من فترة حكمه لكن مؤكداً سينال عقابه لاحقاً، لأن طاقة الذات الجمعية على استيعاب الاهانة وهدر الكرامة إن تجاوزت عتبتها الحرجة تنفجر على نحو بركان غضب شعبي لا يمكن السيطرة عليه من دون أن يفرغ ما في جوفه من حقد كامن وينتقم من الحاكم المستبد ونظامه على نحو عشوائي. ومن دون وجود قيادات واعية تعمل على لجم حالات الانتقام والثأر الشخصي بتفعيل دور القانون للقصاص العادل من الحاكم المستبد ونظامه الجائر من الصعب ضبط الحراك الشعبي، ما يُمكن حثالات قاع المجتمع فرض سطوتها على مرافق الحياة حال انهيار النظام المستبد.
موقع الكاتب الشخصي : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى الوطن
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة
- أساليب التدريس في النظام التعليمي
- النظام التعليمي وأساليبه المتباينة
- نظام التكوين التربوي
- صدر كتاب مشترك عن المياه لمجموعة من خبراء القانون والمياه ال ...
- تنمية الاستقلالية الفردية والمهنية
- تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية
- التحليل والإدراك
- الإصغاء والاستيعاب
- تطوير المهارات لتحسين الأداء
- تطوير القدرات وإعادة التأهيل
- التطور النفسي وتنمية القدرات
- تراكم الخبرة النفسية وآلية عملها
- مواصفات الذات السيكوتربوية
- الصلات بين التربية والتعليم
- مميزات المعلم وتطور مكتسباته المعرفية
- قدرات المربي التربوية


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - اهانة الشعوب وخداعها