أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - هل يُخلق من الطين الفاسد ...إنسان ؟!















المزيد.....

هل يُخلق من الطين الفاسد ...إنسان ؟!


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤالنا المطروح في العنوان، هل هو قابل للنقاش... على ضوء حجم الدم المهدور لاسيما الأطفال في البلدان الثلاث ، التي تمردت على طاعة أولي الأمر منكم ..؟! وهل قتلة الأطفال أو الممارسين للتعذيب والتشويه والساديه المقرفه بحق المعتقلين ، هم من ذات الطين " الإلهي " ؟!
قيل لا أحد يفتي في الخمر، والحكيم حاضراً. لكن السؤال الكبير الذي يتضخم كل صباح مع تزايد عمليات القتل، هو، من الأخر الذي يطلق عليه الرصاص، سواء مواطن أم جندي مكلف ؟
عندما يخفق الحاكم في فهم أسباب تمرد الشعب، ويستنجد بآلة القتل والرعب أياً كانت، تصبح قدرته الزعامية موضع شك، ويستنزف عامل الثقة. وتتحول " الشرعية " الى وسيلة لاستعباد البشر ، بدل تلبية مطالب الناس في الحرية والكرامة والديمقراطية والخبز . عندها يسمى " الرفيق الديكتاتور ".
حسب الأسطورة الدينية، خلق " الإله " الإنسان من طين. هل كان في الجنة طين لازب وماء ...؟ صنع " الإله " الإنسان، كما يصنع الخزاف تمثاله.. " وجعلنا من الماء كل شئ حي " .
الكاتب المسرحي الايرلندي " جورج برنارد شو" يقول : هناك دين واحد ومائة نسخة معدلة ، هل يمكن القول أن " الإله " خلق من ذات الطين التؤأمين قابيل وهابيل ؟ القاتل والمقتول، الفاعل والمفعول به معاً. أم أن الرسول جبريل أحضر قبضتين من طين مختلف ؟! أم أن حواء هي المسئولة عن نتائج وضعها ؟ مسكينة هذه " الأم " كم من الجرائم ترتكب باسمها. ترى هل خلقت الحيوانات والحشرات من ذات الطين أم من نوعية أخرى مثل الأسد والفهد والذباب ؟! تخيل أن أحدهم ، لا على التحديد ، قد يكون خلق من ذات المادة التي خلقت منها بعوضة " تسي تسي " الأفريقية ؟ ما هذا التمادي على حقوق الإنسان .. خلق من بعوضة ؟ هل هذا التقسيم الوظيفي لعملية الخلق قابلاً للنقاش..؟
شخصياً ، لا ادري. لكن أحاول التفكير ، ويصاب المرء بالصداع لدى التفكير في توحش آلة القمع وتغولها اللامحدود. فهل هؤلاء الذين يمارسون مهنة القتل ضد أبناء جلدتهم من ذات الطينة الإلهية ..لا أدري ، هل نعقد مقارنة ، في عدد المتشابهات والمتضادات في عالمنا العربي ، وليس في جورجيا الأوغندية ؟. لماذا كان الدرس الإلهي الأول هو ، كيف ترتكب جريمة قتل ..ثم تخفي أثارها كما جرى ، ويجري حالياً في مقابر جماعية ..؟ كم هي عدالمقابر الجماعية في العالم العربي " ؟ العالم يكتشف كل يوم أثاراً حضارية قديمة. وفي العراق وسوريا وليبيا أرض الحضارات القديمة ، نكتشف مقابر جماعية جديدة .. ؟ لا أعتقد أن أحداً، قد ينفي كون هذه المقابر أصبحت جزء من تراث المنطقة خلال العقود القليلة المنصرمة. طبعاً عندما تعتبر الأنظمة الحاكمة أن شعوبها " غنم " قابلة للتضحية في أي مناسبة ، وعيد تضحوي ، حتى ولو بمناسبة "خصي " سائق الرئيس . عندها يتحول الحكام الى قدر إلهي من طين أخر. نوع خاص " سوبر " اختاره " جبريل " بيد أنه لم يكن طيناً، كان شيئاً أخر.. هل تدري الجواب ..اغلب الظن أنك تفكر ..
صديق " امازيغي " يعتقد ، أن المسألة لها علاقة بنوعية حليب الحكام الذين هم من " طينة " أخرى ؟ يبدو أنهم جميعاً يشربون حليب النوق ، الذي يعطي الحاكم القدرة على التحلي بالصبر على شدائد الشعوب ومطالبها .
هل يُخلق من الطين الفاسد ..إنسان ؟! هل يُخلق من النظام الفاسد، نظاماً عصرياً يحترم حقوق الإنسان ؟! كانت هناك فرصة تاريخية ، لا يمكن أن تتكرر مرتين في أن يقدم الحاكم في البلدان الثلاث ، على إصلاحات ديمقراطية ، ليس فيها خوف من رجل أمن ، ومن العنف . خالية من التوتر والقلق على المستقبل . حياة تساعد على بناء عائلة ومنزل ووطن ومواطن كل بجوار الأخر.
مجتمع يعيد بلورة صيغة الدولة لكل المواطنين، بطوائفه المتعددة، مجتمع يلتحق فيه المواطن بعشيرة ثقافية حضارية. ولا يحتمي بهوية طائفية وأثينية فرعية . بعد ذلك نسأل لماذا بلداننا في العقود الأخيرة تعاني صدعاً، وتبرز باستمرار أنياب الهوية الطائفية عند زوايا الطرق..؟! لا نملك إجابة ولا نمارس دور الكاهن الأيديولوجي والديني، كلهم سواء. لكن على الأرض تشير الأحداث ، الى أن النجاحات التي حققتها القوى الدينية كانت بسبب ضعف التيار الديمقراطي المعارض لها وتشتته في معارك جانبية . في الوقت الذي ساهم فيه الحاكم بلوي عنق هذا التيار.
رفعت كافة الأنظمة شعار أن التغيير الديمقراطي ؟، هو شعار غربي ، لا يمثل تراث تقاليد مجتمعات المنطقة. وساعدتها الأحزاب الشمولية ببرنامجها الشمولي والأحزاب الأصولية بطرحها الأصولي المستند الى مركزية حكم الشريعة الواحدة التي دفع السودان ثمنها .. جاء هذا ، في إحدى تصريحات الرئيس السابق " حسني مبارك " وكذا العقيد القذافي والأخر الكذاب، وفي سورية عندما استبشرت بقايا المعارضة المسكينة خيراً مع تتويج الحاكم الجديد. لكن تحول الربيع الى صقيع سيبيري ..لماذا ..؟! ربما العلم عند ربي ورب الكعبة ؟
هل العادات والتقاليد السياسية حولت مهنة القمع كواحدة من اختصاصات الحاكم ومستشاروه والمقربون منه . هكذا هي القرارات السياسية ، التي لا تطرح على برلمان.. على أي برلمان ..؟ هل هناك في العالم العربي " برلمان " ؟ لدينا صيغة سخيفة مشوهه، لا علاقة لها بالزمن ولا بحقائق المدى الطويلة. فهذا الشرق لن يبقى خارج منطق التطور. فقد انطلق الدخان الأبيض هذه المرة من فضاءنا. لتحزم كافة الكاردينالات السياسية والحزبية حقيبتها استعدادا للسفر الى جنته .
منذ أيام في مكالمة تلفونية ، مع صديقي الصحافي السوداني " منصور. ش " قال “ كل الغزاة عبر التاريخ مروا من منطقتنا، وذهبوا ثم اندثروا، لكن بقيت بلداننا تحمل ذات الأسماء ولذات الشعوب المختلفة من سكانها " أخي " منصور" على حق ، سيذهب البشير كما ذهب النميري وسيبقى السودان لكافة شعوبه ليس مهماً عامل الحدود بل الإنسان هو الأهم .
كنت سابقاً قد وصلت الى ما يشبه " القناعة " عن ملل واحتجاج صارخ على بطئ الزمن ، قبل انقلاب الزمن الجديد ، على يد جماهير تونس وفي ساحة التحرير المصرية . قلت ربما ، المغول لم يدمروا بغداد ، وأن تيمور لينك لم تطأ قدماه أرض قابيل في الشام .. وأن زنوبيا لم تكن ملكة تدمر ودافعت عنها كأثينا المحاربة . وأن برج بابل، لم يكن من طوب طينية تتحمل كل قطعة وزن 500 كلغم واكتشفوا سر الكهرباء. وأن حمو رابي ، لم يكن صاحب أول "علمانية " في التاريخ. وأن الأسكندر الكبير لم يتزوج في " أربيل " ..؟! كل التجارب البشرية قد تخضع للتغيير والتزوير، وكل حوادث التاريخ قابلة للإعادة الكتابة وفق مشيئة السلطان. لكن حقيقة واحدة ، لا يمكن القفز فوقها في تاريخ سورية. وهي أن السلطان باشا الأطرش الدرزي كان سورياً ، وكذا جول جمال المسيحي ، ويوسف العظمة الكوردي ، وإبراهيم هنانو ، والشيخ عبد الرحمن الكواكبي من حلب ، وفارس الخوري الدمشقي ، وشكري القوتلي السني . وفي مقدمتهم الشيخ عزا لدين القسام العلوي قائد ثورة العام 1936 في فلسطين ضد الاحتلال الانجليزي .
هذه سورية ، للذين يحاولون "حشي " رؤوسنا بفزاعة الطائفية في حال رحيل النظام . سورية ليست الطائفة السنية وليست أيضاً الطائفة العلوية هذا وطن الفينيقيين والسومريين والكريتيين والفلسطينيين والكلدان والأشوريين وأتباع يوحنا المعمدان الذهبي الفم ، الذين كانوا في عصر مضى سادة العالم . وفي مدينة الضوء في " أور سالم " كان يسكن الإله بعل الكبير " إله الفلسطينيين " على صخرة تشرف على سهول صفد والجليل ويديه تصافح إله البحر " بوسيدونا العظيم " في " سونيون " هؤلاء كانوا من طين مختلف ، صنع منه " الإله " الإنسان .
بيد أن الموضوع في سورية ، ليس طائفياً . بل كما يقال في اللغة اليونانية " بامه بكيتو " أي بالجملة . تقرير مصير منطقة بكافة فرعياتها وتشعباتها ودور بيادقها الصغيرة وأفيال كسرى ، في لبنان وفلسطين والعراق . فيما البحث جارٍ حول مصيرها، كذا يجري الحديث والبحث عن الممثل الشرعي، لكن ليس الوحيد.



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - يالطا - أمريكية - روسية جديدة / رحيل القذافي.. وبقاء الأسد ...
- - كرت أحمر - الى / الأخ فؤاد النمري
- سجناء ..المرحلة السابقة ؟!
- جدار عازل ...في العقل؟
- عاشت الإمبريالية ... وتسقط / أنظمة الإحتلال العائلية الحاكمة ...
- وردة الى دمشق .. الى زهرة الصبار
- الله ..والرئيس .. والقائد .. وبس ؟!
- شكراً وباقة ورد الى الأحبة .
- لا جامعة الدول العربية..ولا تشافيز يمثلان رأي وموقف شعوبنا
- ليبيا ... وخيار السيناريو الأسوء ..؟!
- لا للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا فقد تعلمنا كيف نحرر بلادن ...
- الأحزاب العربية يميناً ويساراً / هي التي صنعت القذافي ؟
- دكان - علي عبد الله صالح - وحده لا شريك له..؟
- مصر .. تولد من جديد
- هل يرحل - مبارك - الى الجبل الأسود ؟/ سيناريو أوربي - أمريكي ...
- مع مجئ سليمان / مصر تطوي صفحة مبارك
- - مصر - يمة يابهيه .. هو رايح وإنتي جايه..؟
- إذهب الى الجحيم؟
- اليسار الإلكتروني - الجذري - والوصايا العشر
- أيها الحاكم ..إرحل فوجودك ..عار علينا ..


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - هل يُخلق من الطين الفاسد ...إنسان ؟!