أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - أنقذوا الموصل قبل أن تسقط بأيد الإرهابيين















المزيد.....

أنقذوا الموصل قبل أن تسقط بأيد الإرهابيين


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1010 - 2004 / 11 / 7 - 07:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الموصل هذه المدينة العريقة هي العراق بكل أعراقه وعراقته ذات العروق التي تمتد بعيدا في التاريخ، بالرغم من أن غالبيتها من العرب الأقحاح، لكن بداخلها الكثير من الكورد والتركمان والسنة والشيعة وهي مركز الكنيسة السريانية في العالم ويحيط بها قرى ملتصقة بها للشبك والكلدانيين والآشوريين والأرمن، جميعهم مختلطين بمزيج لوني باهر الجمال والروعة، وكما كانت من قبل مركزا علميا منذ فجر التاريخ، فهي اليوم مركز علمي كبير ومرموق في العراق. هذه المدينة التي استعصت على صدام من قبل، بالرغم من طائفيته المقيتة، جعل من أهلها ورجالها عراقيين من الدرجة الثانية، بل أدنى من ذلك بكثير، لأنها لم تمد له يدا مصافحة، ولم ينغمس أهلها بجرائمه، ولم يشعلوا شمعه في أعياده الشيطانية، فتراجع رجالها إلى الخلف في الزمن الصدامي الأغبر. فكما استعصت على صدام من قبل، فإنها اليوم مازالت عصية على فلول نظامه المقبور وسفلة العصر الذين لبسوا الإسلام ثوبا ليدنسوه بقتل الأبرياء واستباحة الحرمات وفعل كل كبيرة ومعصية تحت خرقة سموها لواء الإسلام، والإسلام منهم براء.
بعد إن توسعت الأعمال الإرهابية لتتحكم بالفلوجة والرمادي بالكامل والكثير من مدن تكريت وبعقوبة، توسعت لتشمل جنوب بغداد في مدن اللطيفية والمحمودية والحصوة وتم لهم السيطرة على معظم الطرق المؤدية إلى بغداد من ناحية الجنوب، وتوسعت أيضا باتجاه الموصل ولكن مازالت المدينة عصية عليهم لحد الآن، ولكن لا أعتقد أنها ستبقى كذلك لو إنها تركت لوحدها تقارع الشر بكل أنواعه الذي دخل عليهم تحت رايات فلول صدام ولحى الشر.
بدعم من دول الخبث وتصدير الجريمة والإرهاب في الجوار لتحالف ما أسمته أحدى الصحف بثالوث الموت الذي يضم فلول حرس الجمهوري وقوات الأمن الصدامي الخاص ومخابراته أولا، وأتباع الزرقاوي من المتشددين الإسلاميين ثانيا، والسلفيين بزعامة عبد الله الجنابي ثالثا، أغرقت الموصل بدماء أبنائها الأبرياء، ويعيش اليوم أهلها رعبا حقيقيا بعد إن تصاعدت أعمال الاغتيال وتفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وحرق الكنائس وإجبار المسيحيين على ترك مدينتهم التاريخية واستهداف رجال العلم والأكاديمين. وهي اليوم على وشك السقوط بأيديهم الآثمة وفرض سيطرتهم وقوانينهم المرعبة على السكان من كل الأطياف والأعراق.
إذا كانت الحكومة قد تلقت مناشدات تستعجل التدخل لاستعادة السيطرة على الفلوجة، المدينة التي أصبح سكانها رهائن بيد ثالوث الموت الإرهابي، وإذا كانت معركة الفلوجة كونها ستكون حاسمة، وإنها ستبعث برسالة قوية إلى المتمردين في المدن الأخرى الذين لا يتمتعون أصلا بأي دعم أو تعاطف من سكانها الذي أتعبهم القتال ويتطلعون إلى نجاح الحكومة في إنهاء الأوضاع الاستثنائية مثلما تم في النجف وسامراء واتفاق السلام مع مقتدى الصدر في مدينة الثورة، وإذا كان هذا وذاك صحيحا بالنسبة لتلك المدن فإنه سوف لن يكون كذلك بالنسبة للموصل، فإن الاستعجال في إنقاذ الموصل أمر أكثر أهمية وله الأسبقية حتى على الفلوجة والمدن المحتلة من قبل هؤلاء الإرهابيين، حيث يجب السيطرة على هذه المدينة أولا وإنقاذ أهلها من هذه القوى الآثمة المجرمة التي تمرغت بكل أنواع الجريمة لأسباب تتعلق بالمدينة نفسها، حيث أن المدينة كبيرة جدا ومترامية الأطراف وفيها جانبها القديم التاريخي الذي لا يعوض والذي هو بذات الوقت سيكون بسكانه رهينة بيد هذه الجماعات المارقة التي لا تعرف سوى الرذيلة بكل أنواعها والغدر لتحقيق أهدافها. وهذا يعني أنه في حال انتصار الحومة وحسمها للوضع في الفلوجة، فأن الموصل ستكون الملاذ الآمن لهذه العصابات بعد هروبها من هناك. والوضع الحالي الذي تعيشه المدينة بتقديري هو ما هيأه هؤلاء البغاة ليقفوا على أرض صلبة في حال هروبهم من هناك بأي شكل من الأشكال. وهكذا نرى أن خصوصية الوضع في الموصل في هذا المجال تأتي من هنا، حيث لو هرب الإرهابي من الفلوجة أو الرمادي فإنه سوف لن يعود لبلاده وليس إلى النجف ولا إلى بغداد أو أية مدينة أخرى، فإنه بالتأكيد سوف يذهب إلى الموصل، لأنه قد هيأ الأرض هناك لأستقبل القتلة الهاربين. من هنا تأتي أهمية إنقاذ المدينة فورا وليس التريث لحين الحسم في المدن الأخرى، حيث طبول الحرب على الإرهابيين تعالت أصواتها مما يجعل أهل الموصل متوجسين خيفة مما سيأتي بعد ذلك، فجميعهم لديه إحساس بأنهم سيكون الضحية القادمة، حيث الوضع الذي هم فيه الآن يمكن أن يعتبر جنة سلام وأمان مقارنة بالقادم على أيد هؤلاء الأوباش.
وهكذا يبدو واضحا جدا إنهم يعدون الموصل هذه الأيام تحسبا لهزيمة هناك، فقد تمترسوا الآن في مناطق المدينة الغربية بالكامل منها حي قد سماه أهل المدينة ""بحي الموت"" ضامنين لهم امتداد طويلا من الأراضي الوعرة تمتد من بداية جبل سنجار، أي من تلعفر، وحتى الحدود السورية من خلال هذا الجبل الذي يفتقر لأي طريق يشقه من أي نوع كان، وهكذا ربطوا أنفسهم بالبلد الأم الداعم والراعي والغير آبه لأحد، حتى مستقبل شعبه الذي سأم العيش بظل هذه القيادة التي تصدر الجريمة وتوزعها على كل من جاورها.
بعد أن تمترس هؤلاء الأوغاد في أكثر من مكان آخر في المدينة مستعملين ذات الأساليب الترهيبية والقتل لمجرد الشك، فأشاعوا روحا من الذعر بين السكان لم تكن مسبوقة من قبل، حتى في زمن طاغيتهم الأغبر صدام. أهالي الموصل الآن لا تستطيع الكلام أو الدفاع عن المدينة، والسكان شبه رهائن بأيد الإرهابيين، فإلى متى الانتظار؟ فلو كان وضع المدن العصية الأخرى سهلا على الحكومة، فسوف لن يكون كذلك بعد أن تدخل فلولهم الهاربة من هناك، وستكون حقا كارثة إنسانية لا يمكن استيعاب أبعادها.
يتضح من التهديدات التي تطلقتها هيئة الخاطفين زعماء الارهاب في العراق ان هناك خطة طوارىء اعدتها هذه المجموعات في الفلوجة للمواجهة والدفاع المشترك وأن هناك تغيرا في التكتيك العسكري بحيث يتيح لهم التصدي للحصار العسكري الذي ستفرضه قوات المارينز على المدينة وذلك بـاستخدام اسلوب معارك الكر والفر وليس الاشتباكات المباشرة، إذا كان الأمر كذلك في الفلوجة ذات الأربعة طرق وبضعة أزقة، فكيف سيكون الأمر في الموصل؟
يقول أحد المحللين العسكريين الغربيين ""ان القوات الامريكية تدرك انها تواجه عدواً شديد المراس والتصميم يستخدم اساليب بدائية ولكنها فعالة"" ويذهب أبعد فيقول ""ولهذا فان السيطرة على الفلوجة تمثل هدفاً استراتيجياً للحكومة الساعية لبسط سيطرتها على كل العراق قبل الانتخابات المرتقبة، الا ان المسألة الاساسية كما يراها تتمثل بضمان مواصلة هذه السيطرة لاحقاً والحفاظ على الاستقرار والامن باعتباره شرطاً ضرورياً لكسب السكان العاديين ودمجهم في العملية السياسية. وهذا هو الصواب بعينه، فالمحافظة على الأمن بعد هذه العمليات لا يعني ترك الموصل في ورطة ستتفاقم إلى الحد الذي سوف يخرج أمرها من يدي الحكومة وقوات المتعددة الجنسية فيما لو إنتقل الإرهابين إلى هناك، خصوصا وهم خبراء بالفرار، وإذا كان الحسم في الفلوجة سيحتاج شهرا أو يزيد، فإن الحسم في الموصل سوف يطول، بل سيكون المطب الذي لو سقطت به الحكومة فإنها سوف لن تخرج منه إلا والعراق غارق بالدماء.
كان وزير الداخلية العراقي يقول أنه ترك الارهابيين يهربون من مدينة سامراء بعد أن تم اجتياحها من قبل الحرس الوطني والقوات المتعددة الجنسية، وكان بتقديرنا أن الرقم الذي هرب يزيد على ألف مقاتل منزوع القلب والوجدان والرحمة، جميعهم هربوا وتمترسوا في الفلوجة ليفتحوا بعد ذلك جبهة جديدة جنوب بغداد لتحكم السيطرة على بغداد من جميع مداخله، فلو أعيدت هذه الغلطة في الفلوجة أو الرمادي فإنها ستكون كارثة بكل المقاييس، وكما أسلفنا فإن معظمهم، بل جميعهم سوف يذهبون للموصل مشروع الشهادة القادم في أرض الرافدين.
الموصل مازالت تقف على قدميها شامخة قوية العزيمة مؤمنة، فلا تدعوا زناة الأرض من التمكن منها وإذلالها.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلع تحليلهم --بوش--
- رسالة مفتوحة إلى رئيس أعضاء المفوضية العليا للانتخابات في ال ...
- سياسة تأهيل البعث الفاشلة هي السبب وراء تصاعد العنف في العرا ...
- هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟
- شهوة الموت للشيعة مازالت متأججة وتزداد سعيرا
- ميلودراما مضحكة حد الاختناق فالموت
- الأمن الاقتصادي العالمي مقابل أمن واستقرار العراق
- أيلول الدامي في العراق هروب نحو الجحيم
- المطلوب مسودة لقانون الاستثمار في صناعة النفط والغاز
- رد تأخر بعض الوقت على علاء اللامي
- القوائم المغلقة الأسلوب الأمثل للانتخابات في هذه المرحلة
- محاولة خنق هيئة إجتثاث البعث بكيس بلاستك
- كيف يمكن أن نفشل إستراتيجية البعث القذرة
- فضائية العربية عينها على الحصة التموينية للعراقي
- إستراتيجية البعث احلاف محرمة وزوابع بأسماء مختلفة
- هل نحن مشروع للذبح الجماعي من قبل البعث لم ينتهي بعد؟
- ماذا بعد النجف؟
- عائدات العراق من النفط تتضاعف كنتيجة لأعمال التخريب
- الأعور الدجال يستبيح العراق
- ثقافة الكذب من جديد، أغلب الظن تؤسس لنظام شمولي جديد


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - أنقذوا الموصل قبل أن تسقط بأيد الإرهابيين