أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - بين الملكية البرلمانية والملكية الدستورية المطلوب راس النظام















المزيد.....

بين الملكية البرلمانية والملكية الدستورية المطلوب راس النظام


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 23:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اغرب الطرائف التي تزعج أ سماعنا خلط المفاهيم وتبعثر الأوراق والفهم ، عند استعمال مصطلحات سياسية لا تناسب واقع الحال الذي ينطق بما يخالف مثل هذه الأفكار والتصورات التي تعبر عن نفسها باسم ( النخبة المهتمة ) تارة وباسم ( الاشتغال بالسياسة وليس في الحقل السياسي ) تارة أخرى ، والمصيبة الطامة الكبرى عندما نجد مستعملي هذه القواميس ينسبون أنفسهم الى أساتذة الجامعة او المشتغلين بالسياسة مع توقيع كتاباتهم دائما باسم ( باحث في الشؤون السياسية او باحث في القانون الدستوري والأنظمة السياسية ). وطبعا ان من هذه الغرائب حين يطالب البعض بالملكية الدستورية مرة ، وفي مرة أخرى يطالب بالملكية البرلمانية . ان السؤال الذي يجب ان نطرحه هنا هو : هل الملكية في المغرب ليس بها دستور حتى يطالب البعض بالملكية الدستورية ، رغم ان المغرب ومنذ استقلاله عرف خمس دساتير صوتت عليها الأمة ، وكان آ خرها التعديل الدستوري لسنة 1996 والذي صوت عليه الجميع بالإيجاب باستثناء جماعة العدل والإحسان ، حزب النهج الديمقراطي وحزب الطليعة الذين قاطعوا الاستفتاء على الدستور . فهل المغرب مثل المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج لا يوجد به دستور؟ ثم هل المغرب مثل بريطانيا التي تأخذ بدستور عرفي يعتمد التاريخ والأصول والأعراف ؟
اما بالنسبة لأصحاب الملكية البرلمانية الذين لا يترددون في استعمال هذه العبارة الطنانة رغم أنها لا تفي المقصود . فالسؤال هل المغرب ليس بدولة برلمانية مثل العديد من الملكيات في الخليج ، وهو الذي يتوفر الآن على برلمان يتكون من غرفتين : غرفة المستشارين وغرفة النواب ؟
ان اكبر خطأ ترتكبه ( النخبة المتمدرسة ) هو حين تستعمل العبارات في غير محلها رغم وزنها السياسي الذي يوحي على مدارس عريقة في دراسة العلوم السياسية بالولايات المتحدة الأمريكية وبأوربة . إن ما يختلط على هؤلاء هو حين يمزجون الملكية البرلمانية ، والمغرب واحد منها ، والملكية الدستورية ، والمغرب واحد منها كذلك ، بالملكية الشكلية الموجودة في العديد من البلاد الأوربية ، وهي ملكيات تختلف عن الملكية المغربية بسبب الخصوصية التي من أهمها الدين الإسلامي للدولة ، الذي يضفي على الملك قوة تجعله يتصرف طبقا للأمير الحاكم وليس طبقا للملك المحكوم . لذا ان نحن رجعنا الى الشعارات التي ترفعها ما يسمى ب ( حركة 20 فبراير ) والتنسيقيات المرتبطة بها ،سنجد ان الهدف المتوخى من مطلب الملكية البرلمانية ومطلب الملكية الدستورية ، ليس هو الإصلاح كما يردد هؤلاء زورا وبهتانا ، بل إنهم يطمحون الى أشياء تضرب في الصميم والعمق رأس النظام أكثر من النظام في مرحلة أولى ، وفي مرحلة ثانية لا تستبعد ان تضرب تلك المحاولات الدولة نفسها بتحويلها من ملكية رئاسية مثل النظام السياسي الرئاسي الأمريكي الذي لا يشككون في (ديمقراطيته ) رغم انه لا يوجد بالولايات المتحدة الأمريكية وزراء ولا رئيسا للوزراء ،بل يوجد فقط كتاب دولة يخضعون للسلطة الرئاسية للرئيس ،الى جمهورية اسلاموية عدلية وسلفية او جمهورية ماركسية تتحكم فيها أحزاب اليسار الراديكالي واليسار الجذري. لذا فان لب مطلب الملكية البرلمانية في نظر هؤلاء لا يستبعد إبعاد العاهل محمد السادس الذي يحافظ على الخصوصية والثرات الى جانب العصرنة والتفتح ، وتعويضه بان عمه الأمير هشام الذي ساند منذ البداية حركة ( 20 فبراير ) في مطالبها التعجيزية ، وحيث ان الأمير مستعد للقطع مع التاريخ والأصول ، من اجل الانخراط في ( الحداثة ) التي ليس لها من معنى غير التغريب والارتباط الأعمى بقشور الغرب الذي يكرهنا ولا يعيرنا أدنى اهتمام ، اللهم عند البحث عن مصالحه التي تعارض مصالح شعوب المحيط . من هنا سنجد ان جوقة ( 20 فبراير ) والتنسيقيات المدعمة لها ، خاصة جماعة العدل والإحسان ، التي تخلت تكتيكيا عن مطلبي الجمهورية والخلافة الإسلامية ، وركزت على مطلب الدولة المدنية ، وكأن المغرب دولة عسكرية ، لا تتردد في التحرك ضمن دائرة الأمير من خلال رفضها للملكية الوراثية ، وقبولها بالملكية الدائرية والشكلية، ورغم ان هذا الاتجاه يشكل انقلابا على الملك وعلى الموروث الإيديولوجي السائد منذ أكثر من 400 سنة . انها موجة يشارك فيها أكثر من جهة وطرف ،وان كانت الأدوار تختلف بحجم أصحابها ، وهنا لا بد من الإشارة الى ان مطالب النهج الديمقراطي وبخلاف اليسار المتطرف رغم ان مطالبهما ليس لها سقف ، تعمل تكتيكيا ضمن هذه الدائرة التي تجمع هذه الحزب مع جماعة العدل والإحسان ، إضافة الى إعلاميين ( مجموعة الجريدة الالكترونية بالعربية والفرنسية (لكم ) ) ، إضافة الى الصحافي الماركسي علي لمرابط مدير جريدة ( دومان الالكترونية ) ومجموعة بو 20 ، كل هؤلاء يرقصون على نفس الحبل . وللتدليل يكفي الرجوع الى ما كتبه احد أتباع الأمير هشام في موقعه وبالمناسبة هو ( القبطان النقيب مصطفى أديب ) في " أسئلة للملك " . يقول هذا الضابط السابق مخاطبا الملك وبدون حياء " .. هل ستقبل ، إذا ما الشعب طلب منك ذلك ، التنازل عن العرش لصالح عضو آخر من أسرتك ؟ واذا الشعب أراد الجمهورية بالمغرب ، هل ستقبل اختيار الشعب او ستواجه ذلك بإراقة الدم ؟ رجاء لا تقل ان الشعب لن يطلب ذلك أبدا ، او ان الدستور لن يسمح به " . ان المقصود هنا بالشخص الذي يتعين على الملك تسليمه الملك ، وهو من عائلته هو الأمير مولاي هشام الذي يطالب بالملكية الدائرية التي باركتها مؤخرا وتحت إشراف الأمير جماعة العدل والإحسان تكتيكا وليس إستراتيجية ، حيث حلم الجماعة هو الجمهورية الإسلامية على الطريقة الإيرانية . اما مسائلة الضابط للملك عن قبول طلب الشعب بالنظام الجمهوري ، فهو دليل على التنسيق مع القوى الجمهورية إسلامية كانت ام ماركسية . فالمخطط ومن خلال هذه الأسئلة أضحى مكشوفا وواضحا . انه الصراع بين الملك العاهل محمد السادس الذي يزاوج بين الأصالة والمعاصرة وبين ابن عمه هشام الذي يريد تسليم الدولة على طبق من ذهب إلى ألد أعدائها من فاشيين وتوتاليتاريين . بل ابعد من هذا فان الضابط السابق مصطفى أديب لم يتردد في توجيه نداء الى الجيش يدعوه فيه الى العصيان والانضمام الى جانب حركة ( 20 فبراير ) والتنسيقيات المرتبطة بها . " الى رفاقي في الجيش " يقول الضابط السابق :
-- نحن جزء من الشعب المغربي المجيد ، ونستطيع ان نبرهن على ذلك في أي وقت كان .
رفاقي الأعزاء في القوات المسلحة ( لم يقل الملكية مما يعني دعوة الى الانقلاب والعصيان) المغربية . ان الملك الذي يحترم نفسه سواء في المغرب او في مكان آ خر هو الملك الذي يحترم شعبه أولا . ان ملكا يترك ضباطه وضباط الصف والجنود عرضة للفساد ، وتصدر باسمه أحكام مفرطة وتعسفية من طرف محكمة استثنائية ، وهو علاوة على ذلك قد جعل من هذا الجيش ركيزة نظامه وحكمه المطلق ... هو ملك لا يستحق أي احترام .
إني أنشادكم اليوم ، إذا ما اندلعت انتفاضة في المغرب ، وأمركم الملك او احد جنرالاته ان تفتحوا النار على المواطنين ( 20 فبراير ) ، لا تفعلوا أناشدكم ألا تطيعوا الأوامر المخالفة لقيمنا ..." . إذا تمعنا في هذه الخرجات مع ما اعتبرته جماعة العدل والإحسان بخصوص ( 20 فبراير ) " من انها مرحلة تاريخية لا تتكرر كثيرا .." ، تبين ان الغرض من الملكية البرلمانية او الدستورية رغم علة هاذين المصطلحين في الحالة المغربية ، ليس الإصلاح بل المطالبة في مرحلة أولى برأس النظام وفي مرحلة ثانية وعندما تنضج الظروف ويتم تعريض القاعدة ستكون المطالبة بالنظام . وهنا يستوي أصحاب الأمير هشام أكثرية ( 20 فبراير ) وبعض الصحفيين ، مع الجمهوريين من سلفيين عدليين او ماركسيين شموليين . ان الهدف المتوخى النظام وليس غير النظام ، اما الديمقراطية فهي مجرد افتراء لتدويخ الناس والخارج .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة العدل والاحسان بين الانقلاب والثورة
- الفرق بين الهبات (بتشديد الباء) او الانتفاضات وبين الثورة
- كيف سيكون اللقاء التشاوري لحراك 20 فبراير؟
- قرار انضمام المغرب الى مجلس التعاون الخليجي
- شعبوي شعبي وشعوبي
- سوق عكاظ
- الديمقراطية العربية
- اسامة بن لادن مشروع شهيد
- خريف ثلاث اوراق مغربية
- بدعة المجلس التأسيس لإعداد الدستور
- تنفيذ الاحكام القضائية ( المادة الادارية )
- مغالطة التاريخ ( الحركة الوطنية )
- ملك يسود ولا ( يحكم )
- ازمة الفكر العربي ( المعاصر )
- هل يمكن الحديث عن مشروع ايديولوجي عربي ؟
- رواد عين العقل العربي بين التنظير الإيديولوجي والعمل السياسي
- هل تدق طبول الحرب في الصحراء ؟
- حركة 3مارس1973 خنيفرة مولاي بوعزة
- الطائفية في لبنان
- دول الحق والقانون


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - بين الملكية البرلمانية والملكية الدستورية المطلوب راس النظام