أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعيد رمضان على - ديكتاتورية الديمقراطيين..!!!














المزيد.....

ديكتاتورية الديمقراطيين..!!!


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 19:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كثيرون يتكلمون عن الحرية والديمقراطية، والآراء التي تقال مرفوض نقدها.. ومرفوض عدم الموافقة عليها .. وهو ما يعنى تطبيقا فعليا للشعار الذي رفعه بوش عندما أعلن الحرب على الإرهاب :" من ليس معنا فهو ضدنا "
وطالما أن كل الطرق تؤدى إلى رأى أنا، وليس رأى غيري، فلماذا التعب والشقاء والتفكير ووجع الدماغ ؟ لتذهبوا جميعا للنوم، وأتركونى وحدي أفكر وأقرر وأتكلم، فأنا وحدي فقط الوطني والديمقراطي وصاحب الرأي الأوحد الذي لاينال ولا يمس ..!!
تلك هي الحرية الحقيقية والمدينة الفاضلة في عصرنا الحديث .. !!
أبلغنا حقا هذا الحد من السخف ؟
يقال أن ائتلاف شباب الثورة يسعى لتدمير مصر .. !!
ويقال عن الأخوان المسلمين نفس الكلام ..!!
يقال عن الأحزاب السياسية ما يقال عن الأخوان المسلمين ..!!
ويقال عن أصحاب المظاهرات الفئوية ما يقال عن الكل ..!!
ويقال عن المجلس العسكري ما يقال .. !!
في عهد النظام البائد كانت الأخلاق منبوذة ، والفضيلة تعنى السجن ، والغدر نبل والسرقة شرف .. والمعارضة خيانة.. والمعارضون منبوذون كالمصابين بالطاعون.. ولم يكن هناك أي أمل في الإصلاح ..
وبعد سقوط النظام -الذي عرفنا جميعا فساده قبل سقوطه- اكتشفنا ان معرفتنا بفساده كانت ضئيلة، بالقياس للصورة البشعة، التي تكشفت لنا تدريجيا وبشكل يومي عما كان موجودا ..
ويظهر أن ذلك النظام بعد سقوطه مازال ممسكا برقابنا.. فهانحن وبعبارات مليئة بالتهديد والوعيد ،والحماسة الفارغة، نبالغ في وصف معارضينا، حتى وصلت مبالغتنا لاتهام بالتخوين .. !!
ان الثورة اجتهاد مقدس، من أجل العدالة الاجتماعية وتحقيق الحرية .. ومن المدهش حقا أن تتوافق كل القوى المعارضة لبعضها، والمنبوذة من بعضها، تتوافق جميعا، وتمتزج في أيام لا يكرر التاريخ مثلها ، فأسقطوا النظام، كفاتحة لعصر ذهبي جديد، لإقامة العدالة الاجتماعية وترسيخ الحرية، وإقامة مجتمع ديمقراطي ..
ورغم أن الثورة المفترض أن تستمر حتى تحقق كل ما قامت من أجله.. أي الحرية والعدالة الاجتماعية ، ومجتمع ديمقراطي يرأسه حاكم عادل يحمى المساواة والعدالة .. وينقلها من صفات مطلوبة في وزراء الحكومة ورئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان، إلى صفات لصيقة في الدولة يصعب فصلها عنها - وتلك أهم أسس الدولة الحقيقية والفاضلة - إلا ان ذلك لم يحدث .. ولا تظهر أي علامات في الأفق لإمكانية حدوثه .
فالشعور بقيمة وأهمية الرأي الأخر المخالف ليس وازعا خلقيا .. والاعتراضات لم تعد تقبل .. ويظهر أننا نسير ناحية عدم التطور الأخلاقي المطلوب لتحقيق الديمقراطية..
المفترض ان الثورة – كالكوارث - تظهر أجمل ما في الإنسان، فهي تشعره بقيمة الآخرين .. وأهمية وجودهم بجواره .. لا أهمية وقتها لأفكارهم المختلفة ولا للونهم أو جنسيتهم أو ديانتهم .. أن الشعور بوجود الآخر حتى لو كان هذا الآخر مختلفا يشعرنا بقيمتنا ويبعد عنا الخوف والوحشة.. وهذا أعظم انجاز إنساني حققته الثورة في ميادين التحرير بكافة نواحي مصر، ابتداء من أول البحر حتى آخر الصحراء .. مرورا بضفتي النيل .. وهو ماسمح بالصمود والتصدي لجحافل الوحشية وتحقيق الانتصار ..
لكنه انتصار تحول لانتكاسه، لأننا لم نتمسك بما كان في أيدينا ونسمح بعملية تطويره .. اعتمدنا التخوين بدل المعارضة، والتسخيف بدلا من الإنصات، والكراهية بدلا من الإحساس بوجود آخرين، لهم تطلعاتهم وأمالهم وأحلامهم.. فأي طريق نسير فيه ؟
هل هي مصالح خاصة .. أم مصالح وطنية ؟
هل نحن مازلنا نعيش في عصر الفساد أم تجاوزناه ؟
هل نعبد أشياء ليست لها صفات خلقية، كالمال والسلطة والظهور الإعلامي الفارغ والجري وراء المناصب ؟
صحيح التنافس مطلوب، فهو أساس تطور المدنية ، لكن مالم يقم على أساس خلقي ، يتحول التنافس إلى هاجس مدمر .. وأول التدمير نفوسنا وذواتنا نحن ..
أن الأساس الخلقي النابع من قوة الضمير، هو الذي ينقلنا تدريجيا إلى مكانة أمة عظيمة ليس في مجال التدمير كدول الاستعمار، بل مجال البناء.
أن مجال الأخلاق والضمير، ليس تلك المعبودات الذهبية التي لا تملك أي أخلاق.. بل الحياة البشرية .. نحن والناس الآخرون .



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استيراد البطيخ و نماذج الحكم..!!
- الإعلام، منظومة تزييف أم حقائق ؟
- مطالب الثورة، وحركة التغيير
- مدافن النساء
- منال الشريف، وسياسة التزييف
- الثورة، وأبعاد المواجهة
- مجلس رئاسي على طريقة ملوك الطوائف
- المجلس الرئاسي، حل ديكتاتوري لمشكلة الديمقراطية
- أقتل بقرار، وأبتسم بقرار ..!
- أرنب سحرته أفعى ..!!
- هيكل، ومحاكمة مبارك سياسيا ..!!
- الديكتاتورية المنتظرة ..!!!
- على شكل بشرى..!!
- النكبة، والنكبة ..!!
- الصفعة والسلام..!!
- المحرقة.. المحرقة
- الحمار أكل الأسد ..!!
- الصراصير
- مخرجين صهاينة وممثلين عرب
- باكستان .. ومقتل بن لادن وموقف محير ؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعيد رمضان على - ديكتاتورية الديمقراطيين..!!!