أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - حال الثقافة الفلسطينية بعد معركة بيروت














المزيد.....

حال الثقافة الفلسطينية بعد معركة بيروت


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


بعد أن وضعت الحرب أوزارها عام 1982 وانتصرت بيروت الصمود في معركتها على الغزاة المعتدين ، خرجت الى شاطئ البحر لتغسل قدميها وتسكب الماء على العجيزات العربية المترهلة لأنظمة الذل والعار والخنوع المتآمرة مع العدوان . وبعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان استطاعت الثقافة الفلسطينية النهوض رغم الضربات القوية ،التي وجهت للمؤسسات الثقافية وفقدان المثقفين والأدباء والكتاب الفلسطينيين لقاعدتهم الثقافية في بيروت ـ مركز الأبحاث الفلسطيني ، الذي تعرض لعملية تدمير خلال الحصار البربري والهمجي لبيروت.
ولا شك أن معركة بيروت أحدثت انعطافة نوعية جديدة في التاريخ الفلسطيني والنضال التحريري الفلسطيني والثقافة الوطنية الفلسطينية ، التي تعتبر الوعاء الرئيسي لصيانة الانتماء والاصرار على الاستقلال الوطني لشعب معذب مكافح ، محاصر ومقاوم.
وفي حقيقة الأمر أن شاعرنا الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش لم يغادر خلال حصار بيروت بيته في منطقة الحمراء ، ولم يغادر مكتبه الذي كان يصدر منه مجلة "الكرمل" التي كان يرأس تحريرها الا بعد تدمير البناية التي كان يقع فيها المكتب. ولم يكن محمود يحمل بندقية ولكن وجوده في بيروت وسط لهيب المعارك كان يساوي غابة من البنادق . ولم يكن يكتب الا نزراً ، ووصف ما كان يكتبه آنذاك بأنه مجرد كلام عن عواطف سطحية مباشرة وأن الأعمال الأدبية عن المرحلة لن تكون الا بعد مرحلة التقاط الأنفاس.
وترى الشاعرة والناقدة والباحثة والاستاذة الاكاديمية الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي ان الشعر الفلسطيني بعد الخروج من لبنان الى الجزائر تغيرت لهجته ورؤياه،وخيّم على القصيدة الفلسطينية صور الانزلاق والحصار والتهجير، وتلاشى الحلم اليوتوبي الذي كان يقود الفلسطينيين نحو يافا.
وبعد المعارك التي شهدتها بيروت عاد النشاط الثقافي من جديد واقيم الملتقى الشعري الثاني بمشاركة الشعراء والمبدعين الفلسطينيين واللبنانيين والعرب ، ونظمت العديد من الندوات السياسية والفكرية الهامة عن أزمة الثورة الفلسطينية_ جذورها وحلولها. كذلك صدرت العديد من النصوص والمؤلفات التي تتناول تجربة الحرب في لبنان ، ومن أشهرها وأبرزها رواية الكاتب الفلسطيني رشاد أبو شاور "آه يا بيروت" وكتاب احمد ابو مطر "بيروت 82" ، و"مذكرات طبيب في الحصار" لفايز رشيد و"مريم تأتي" للشاعر العراقي الأصل سعدي يوسف ، ورواية "نشيد الحياة" للقاص الفلسطيني يحيى يخلف وغيرها.
كما ان المؤسسات الثقافية نهضت من جديد ومنها مركز الأبحاث ، الذي وجد مقراً له بعد عناء طويل ومخاض صعب ، وواصل اصدار مجلته "شؤون فلسطينية" . فيما قدمت دائرة الاعلام والثقافة المزيد من الابداعات والأعمال الأدبية والفنية في مجال الموسيقى من خلال فرقة "العاشقين" الفلسطينية ، التي اشتهرت بأغانيها النارية والوطنية الثورية "اشهد يا عالم علينا وع بيروت اشهد بالحرب الشعبية" و"من سجن عكا طلعت جنازة محمد جمجوم وفؤاد حجازي" وسواها الكثير.
وبالاضافة الى ذلك واصل اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين نشاطه الثقافي وأعاد اصدار مجلة "الكرمل" الفصلية . وشارك أيضاً في اسبوع فلسطين الثقافي ، الذي انعقد في لندن عام 1983 وشكل تظاهرة ثقافية جسدت وحدة الثقافة الوطنية الفلسطينية. كما شارك في الندوة الدولية لدعم وحماية الثقافة الفلسطينية في أثينا بمشاركو عدد كبير من الكتاب والأدباء والمثقفين والفنانين الفلسطينيين والعرب والشخصيات العالمية من ضمنهم : سميح القاسم ومحمد علي طه وسالم جبران وسلمان ناطور ويحيى يخلف واسعد الاسعد ومحمد البطراوي وخليل السواحري وأحمد سويد ومحمد الفيتوري ومحمد عابد الجابري وغيرهم. وهذه الندوة كانت بمثابة تضاهرة ثقافية وفكرية لدعم الشعب الفلسطيني وحماية الثقافة الوطنية الفلسطينية ، التي تتعرض لاكبر هجمة شرسة منذ 6 عقود ونيف بهدف خنق ومصادرة وتدمير الوعي الثقافي الفلسطيني وطمس وتذوب الشخصية الوطنية الفلسطينية.
ولكن من جهة أخرى شهد الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين انشقاقاً مؤسفاً ومؤلماً بفعل الازمة التي شهدتها الساحة السياسية الفلسطينية بعد معارك بيروت البطولية ، ما ألحق ضرراً في الساحة الثقافية الفلسطينية وترك أثراً مدمراً على الساحة الثقافية لشعبنا الفلسطيني ، حتى جاءت البشرى من الجزائر عام 1987 باعادة اللحمة للاتحاد العام .
وغني عن القول ، أن عشرات الأسماء الأدبية والفكرية الفلسطينية أخذت موقعها في الخندق النضالي الأمامي ، خندق المواجهة والمقاومة، وساهمت في صنع الخلاص ، وقدمت ابداعاً وانتاجاً وطنياً مقاوماً وفنياً مجدداً وشجاعاً ، والأدب الفلسطيني كان وسيظل سفير الشعب الفلسطيني الى العالم الواسع والرحب ،والأبداع الفلسطيني الذي اخترق الحصار هو الوعاء الرئسيي لصيانة الهوية والوجود الفلسطيني والاصرار على الحق الفلسطيني المشروع .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يصبح احمد رفيق عوض وزيراً للثقافة..؟!
- الصحافة الأدبية الفلسطينية تحت الاحتلال .. هم البدايات!
- تراثيات أمير الشعر الشعبي الفلسطيني سعود الأسدي
- بيروت القصيدة والملحمة الخالدة..!
- أثر النكبة في الشعر الفلسطيني
- ما قاله الشعراء في رثاء القائد والمناضل الفلسطيني كريم خلف
- نصف قرن على صدور مجلة (الأفق الجديد)
- الارهاصات الأولى للثقافة الفلسطينية في الداخل
- أيها الغائب الجميل / الى روح الشاعر محمد حمزة غنايم
- أين الابداع الفلسطيني المقاتل..؟!
- الجوع .. والفقر.. وحكاية عصام العباسي
- أحداث امبابة والكارثة التي تهدد المجتمع المصري
- نقطة ضوء على دور النشر الفلسطينية في بدايات الاحتلال
- مظف النوّاب يعود الى عرينه..!!
- أهلا ب-أبو عرب- صوت الثورة وشاعرالحنين الفلسطيني
- الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمانة للمستقبل..!
- امرأتان ومهمتان وتحديان..!
- مفكر عربي آخر يغيب:خلدون النقيب، رجل المبادئ وصوت العقل ..!
- في العدد الجديد من مجلة (الإصلاح) الثقافية : ملف خاص عن شهيد ...
- نحتاج مجلة أدبية شاملة..!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - حال الثقافة الفلسطينية بعد معركة بيروت