أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - بدائل مرعبة














المزيد.....

بدائل مرعبة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العملية السياسية في العراق مريضة وهناك خطوات ومواقف تدعو احيانا للظن بأنها في مرحلة احتضار، وحتى المواطن العادي يمكنه بسهولة تشخيص الطرق المغلقة التي تدور بينها القوى السياسية باحثة عن مخرج او في ادعائها البحث عن مخرج، وهذا المواطن يصاب بالاحباط والقلق كلما تخيل المسارات التي يمكن ان تنتهي اليها البلاد وهو محق في قلقه، وتخطئ القوى السياسية ان هي واصلت لا مبالاتها بهذا القلق الذي يمكن ان يدفع الناس الى اتخاذ قرارات وتبني مواقف خطيرة في الاقتصاد والامن واسلوب العيش والعلاقة بالدولة.
لا نكاد نجد بديلا واحدا مما تطرحه الاحتمالات والتوقعات قد يؤدي الى الشعور بالطمأنينة، فالاستمرار بالحلول الترقيعية يعني ان اوضاع البلاد ستبقى على حالها من الهشاشة والجمود والترهل وفوضى الادارة وتسيب المؤسسات وادامة الاحتقانات وتصعيد التوتر، الاستمرار بالحلول الترقيعية يعني مزيدا من اهدار المال والوقت والجهد وابتكار منافذ الفساد والجريمة.
البدائل التي يمكن ان تفرض نفسها على الاوضاع في الاحتقانات الراهنة، كلها بدائل مرعبة، ففي ملف مصير القوات الامريكية قد يعني الانسحاب اهتزازا امنيا في الداخل وعلى الحدود، ويعني اختلالا في مناطق ساخنة واخرى بحاجة الى توازن خارجي كما هو الحال في المناطق المتنازع عليها، ولكن البقاء يعني ايضا انقساما سياسيا اولا قد يؤدي الى اسقاط الحكومة وتاليا قد يؤدي الى مزيد من العنف سواء الموجه الى القوات الامريكية او الى القوات والمؤسسات العراقية.
وفي مستقبل الحكومة الراهنة، يبدو ان استمرارها بهذه الصيغة كارثة بسبب ترهلها اولا وحالة الانقسام السياسي ثانيا والاهم بسبب عدم اكتمال تشكيلتها حتى الان ثالثا والاكثر اهمية ان اتفاقات اربيل، التي كانت القاعدة التي شيدت عليها الحكومة، لم يستكمل تنفيذها حتى اليوم، وهي تتضمن بنودا تحتاج الى كثير من الوقت والجهد وتحتاج توافقا واتفاقا اكبر وهو ما يكاد ينعدم هذه الايام، في المقابل فأن سقوط الحكومة الحالية والدعوة لتشكيل حكومة او الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة لن يكون حلا سهلا او قريب المنال.
الاكثر رعبا في الازمة الراهنة هو عدم قدرة اي من القوى السياسية على طرح حلول حقيقية ممكنة، فالجميع منشغل بالتصعيد عبر الاعلام وبالتعنت في غرف المفاوضات، بل إن الساسة يعملون بجد على تقويض اي امل بما كانوا وحتى وقت قريب يدافعون عنه من اتفاقات اعتبروها أنفسهم حلولا مؤكدة للأزمة السياسية.
هل القول اننا في العراق تجاوزنا مرحلة الازمة ودخلنا مرحلة المأزق هو التوصيف الادق للظرف الراهن؟، خاصة عندما نتبنى موقف المواطن وهو يدقق في مصيره الشخصي ومصير بلاده، بين خيارات كل منها اشد مرارة من الاخر واكثر كلفة، فبعدما كان هذا العراقي ينتظر سقوط الطاغية للخروج من يأسه اتجه نظره بعد ذلك الى صندوق الاقتراع كبوابة تقود الى التغيير والخلاص مما هو سيء ومحبط، لكن هاهو المسكين يصدم بواقع ينسف توقعاته، حيث صار هذا الصندوق مجرد مرحلة من مراحل الازمة نفسها، وصورة اخرى للمشكلة وطريقة لتمديد عمر الازمة وزيادة تعقيدها.
سابقا كان هناك أمل وطني فيمن يعيش ويعارض خارج اطار سلطة الطغيان بعيدا عن التورط في كوارثها، اما اليوم فالطيف السياسي العراقي بأجمعه شارك في صياغة مشهد الفشل هذا، ومن يجلس خارج السلطة اما انه بلا حل يحمل املا بالخروج من الازمة الى منفرج او انه ملوث بالدم ومشاريع الاقصاء والهدم والقتل، وتسيطر عليه رؤية تدميرية وروح انتقامية لا أمل في الخلاص منها، وحتى في حال انقضاضه على السلطة بأشد السيناريوهات رعبا فأنه لن يتمكن من حكم البلاد والمحافظة على وحدتها وسلامها الداخلي هذا ان لم يجرها الى حرب اهلية واسعة بلا افق ولا نتيجة قريبة.
ينظر الجالسون في مقاعد السلطة الى الازمة في العراق ببرود من يريد ترك الامور الى نهاياتها ليحدد بعد ذلك موقفه منها، وهناك بينهم من لا يبالي بمصير هذه العملية السياسية المتثاقلة لإعتقاده انه لن يخسر شيئا، وهناك أيضا من إطمأن الى انه غير قادر على عمل شيء ولا قادر على ابتكار حل او حتى المساعدة على ابتكار حل لأنه مازال مصدوما بحظه السعيد الذي مكنه من اعتلاء صهوة السلطة.
كان هناك متشائمون كثر بالمآلات التي ستنتهي اليها الحكومة الحالية لكنهم لم يكونوا سوداويين بالدرجة الكافية ليخمنوا عدم القدرة على استكمال تشكيل الحكومة نفسها رغم مرور عدة اشهر وعدم قدرة الحكومة على مدار أشهر من تقديم برنامجها السياسي الى البرلمان حتى لو كان هذا البرنامج حبرا على ورق يراد منه اسقاط فرض دستوري لا أكثر.
كان هناك متشائمون كثر بمصير العملية السياسية لكن احدا منهم لم يكن بالسوداوية الكافية ليرى اختناق هذه العملية بهذه السرعة وبهذه السهولة وعلى أيدي مهندسيها ورعاتها والمدافعين عنها وسط لا مبالاة الكثيرين ممن روجوا لها حتى في الادارة الامريكية.
كان هناك متشائمون كثر بنتائج العملية السياسية، لكن احدا منهم لم يكن بالسوداوية الكافية ليتصور هذا الترهل الكبير في المؤسسات والوظائف العليا ومقدار الهدر والفساد والفشل الموجود في هذه العملية.
المواطن الذي دفع ثمن قيام العملية السياسية واستمرارها هو نفسه اليوم يدفع ثمن جمودها وهو سيدفع ثمن انهيارها اذا ما حدث، وكما دفع ثمن تشكيل هذه الحكومة وما سبقها من انتخابات فهو نفسه سيدفع ثمن اعادة الانتخابات واعادة تشكيل الحكومة وهو يدفع ثمن الرعب اليومي الذي يسهر الساسة على تربيته في حجورهم وتغذيته بأقوالهم وافعالهم التدميرية، ومن يتهمنا باليأس عليه ان يطلق ولو بالونا كاذبا من الامل.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوبات المصالحة
- النظريات ممنوعة
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية
- ظاهرة التشرذم
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات
- تقاليد الفساد العراقية
- بيئة بن لادن
- قنابل صوتية
- كل هذه الخلافات
- نهاية الفساد
- لاتراجع ولا إعتراف
- سنة صعبة..شكرا ما قصرتوا
- المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين
- الارهاب يعمل
- شبه حكومة
- نساء وأقليات وبدلاء
- تسويات عراقية


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - بدائل مرعبة