أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - رشا زكى - مع الإمام د. محمد القطنانى فى حوار من القلب















المزيد.....


مع الإمام د. محمد القطنانى فى حوار من القلب


رشا زكى

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 23:14
المحور: مقابلات و حوارات
    


استمرت محاكمته أربعة أيام وسانده المسلمون وغيرهم.. الإمام محمد القطنانى : وضعوني في قفص الاتهام لأن بعض أقاربي شهداء

أعدًت وأجرت المقابلة : رشا زكى - سبتمبر 2008


ولد ضيفنا فى عام 1964 فى مدينة نابلس بالضفة الغربية بفلسطين ، فى أسرة عريقة متدينة مكونة من الأب والأم وثمانية من الأبناء . متزوج وله ستة أبناء .عندما تجلس إليه تجد نفسك أمام شخص مثقف ، واع ، طيب القلب ، بشوش ، مهموم بمشاكل الجاليتين العربية والإسلامية ، حتى أنه قد إستطاع بحكمته وإدارته الواعية للمركزالإسلامى أن يدمج الجاليتين معا حتى أننا نستطيع أن نقول أنه حقق ما يمكن تسميته " بالجالية العربية الإسلامية " .
إستطاع بشخصيه الودودة ولطفه الذى يشهد به الجميع أن يكسب محبة الناس ويلتفوا حوله مسلمين وغير مسلمين ، عرب وغيرعرب ، كباروصغارمعلنين تأييدهم له بشكل غير مسبوق .
حصل ضيفنا الكريم على درجة الليسانس فى القانون الإسلامى فى التشريع وعلم الفقه من الجامعة الأردنية عام 1985 .
وفى عام 1989 حصل على درجة الماجيستيرفى " الفقه الإسلامى " وكان عنوان الرسالة " أثر الإختلافات عبر الزمن على تغير الأحكام " . وفى عام 1996 حصل إمامنا على درجة الدكتوراه فى الفقه الإسلامى من الجامعة الأردنية وكان عنوان الرسالة " العدالة وتطبيقها فى الفقه الإسلامى " . عمل كإمام مسجد أبو قورة فى عمان ، وفى نفس الوقت كان أستاذا فى كلية اللغة العربية . وفى نفس العام قرر الرحيل مع أسرته إلى الولايات المتحدة . إنه د./ محمد القطنانى إمام المركز الإسلامى لمقاطعة باسييك .
وهو أيضا عضو اللجنة التنفيذية ورئيس اللجنتين الثقافية والتوعية منذ عام 1996 وحتى الآن . وعضو لجنة الفقه الإسلامى عن منطقة شمال أمريكا . كذلك هو أحد مؤسسى جمعيات الشريعة فى شمال أمريكا( SSANA) ورئيس اللجنة الثقافية .
له من الأبحاث والدراسات والكتب الكثير، نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر: فقه الأقليات وفقه الأسرة ومؤلفه الشهير " الحياة الزوجية السعيدة " . كما منح إمامنا لقب " سفير السلام " .



1) فضيلة الإمام ..بداية أقدم لك تهنئتى بمناسبة النصر الكبير الذى حققته فى قضية الترحيل ... وأبدأ بسؤالك.. كيف شعرت بعد النطق بالحكم لصالحك ؟
بسم الله الرحمن الرحيم .. أشكرك على هذه المقابلة. قطعا النطق بهذا الحكم نعمة من الله عز وجل علىً وعلى عائلتى وعلى الجالية ، فقد كنت أشعرأن هذه القضية هى قضية الجالية كسبا أوخسارة . فنتيجة القضية هى مكسب للجالية كلها . وفى هذه الحالة لا يسعنى إلا أن أتوجه إلى الله بالشكر، فكما قال الله عزوجل فى كتابه العزيز : ( وماالنصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ).

2) من الملاحظ إلتفاف أبناء الجاليتين العربية والإسلامية وكذلك أتباع الديانات الأخرى حولك فى
القضية ، وخاصة الباباوات والحاخامات ، كيف إستطعت تحقيق هذا التأييد الغيرمسبوق ؟
أحمد الله عزوجل على هذا التجمع والإلتفاف الرائع من قبل أبناء الجالية ورجال الدين ورجال السياسة . وهذا التجمع لم يأتى من فراغ ولم يأتى وليد الساعة وإنما جاء نتيجة مسيرة ورحلة طويلة مع الجالية ومع رجال الدين ومن العمل السياسى ، بفضل الله عزوجل أن هذا التجمع هو ليس جهد شخصى وإنما هوجهد الجالية جميعا وجهد المركزفى الرسالة التى إختطها وهى لابد من الإنفتاح على مجتمعنا وخدمة المجتمع والنهوض بالجالية ،ثم بعد ذلك الإنفتاح على الكنائس ورجال الدين ، لأنه لا يمكن أن يعيش الإنسان فى هذه البلاد بمعزل عن المجتمع الذى يعيش فيه ، فأنا ابن المجتمع والمركزابن المجتمع والجالية بنت المجتمع ، فلابد أن تعيش مع الناس بآمالها وآلامها وهمومها . السياسيون جزء لا يتجزأ من إتخاذ القرارفى هذه البلاد ، وقرارات السياسيون ستؤثرعلينا ،إذن لابد من الإنفتاح ، فبفضل الله عز وجل المسيرة والرحلة الطويلة التى إختطها المركز هى التى أثمرت هذه الثمرة من الإلتفاف والوحدة والإجتماع ، فنحمد الله على ذلك .

3) ما هى مجريات القضية ؟ وعلى ماذا إستند القاضى فى حكمه ؟
القضية بدأت قديما وليس حديثا . جئت إلى الولايات المتحدة عام 1996وسارت الأمور على ما يرام وحصلت على كارت العمل وذلك حتى 2001، ثم بعد ذلك ومنذ 2001 أخذ مكتب الهجرة فى تأجيل حصولى على البطاقة الخضراء " الجرين كارد " ، وبدأت أسال عن سبب ذلك ، وبعد عدة مقابلات جاءت النتيجة برفض منحى البطاقة الخضراء مع قرار الترحيل وكان ذلك فى 2006 .وكنا قد عينا محامية منذ عام 2005 ، وفى 2006وضحت الأسباب التى بنت عليها الحكومة القراربالترحيل ، وكان من أهم تلك الأسباب لذلك القرار هى مسألة عدم ذكرى لقضية الإعتقال عن الهجرة ، ثم تبين لهم فيما بعد أنها مسألة إختلاف مصطلحات ليست أكثر ، لأنهم هنا يظنون أن المحاكم العسكرية الإسرائيلية مثل المحاكم المدنية فى الولايات المتحدة . ثم هناك مسألة أخرى وهى أنه يوجد من أقاربى بعض الشهداء وهى من الأسباب التى وصفها القاضى فيما بعد أنها أسباب غير مقبولة ولاتنبنى على أساس إلا أن الحكومة كانت مصرة على الترحيل .
إلى أن بدات تعيين المحكمة وإستمرت أربعة أيام ، ولم يكن فى تاريخ المحاكم أن تستمر محكمة هجرة أربعة أيام ، ولم تكن قضية هجرة بالدرجة الأولى وإنما قضية سياسية ، قامت خلالها الجالية بإطلاق حملة " A4Q " وجزاهم الله خيرا فقد أبدعوا ، كما كان هناك تجمع من قبل الجالية خارج المبنى الفدرالى ، وفى نفس الوقت كانوا رجال الدين والسياسيين موجودين . وبعد أربعة أيام من المداولات وسماع أقوال الشهود جاء القاضى بقرار الإنصاف ..والحمد والشكر لله .

4) معروف أن عدد المسلمين أكبر من عدد اليهود ، ما سر ضعف تأثير المسلمين الأمريكيين على القرار السياسى والإدارة الأمريكية مقارنة بتأثير اليهود عليه ؟
أسباب كثيرة ..أهمها أن الجالية العربية الإسلامية فى الولايات المتحدة وجودها حديث . كانت هناك أعداد قليلة منهم قبل ثلاثة عقود وخلال الثلاثة عقود الماضية إختلف الوضع وصارت هناك هجرات أكثر وأعداد مهاجرين أكبر، فقبل ثلاثة عقود كان من يأتى من العرب يأتى طلبا للعلم وأكثرهم لم يستقر هنا فلم تكن وقتها نية للهجرة والإستيطان واردة .ثم بدأ العرب والمسلمين فى الإستيطان ومن ثم بدأت حركة بناء المساجد والمدارس وإنشاء المؤسسات والتى أنشئت فقط منذ عشرين عاما ، و عدد المساجد قبل ذلك كان قليل جدا ، ومسجدنا هذا عمره عشرين عاما فقط . فليس من الإنصاف لنا أن نقارن وجودنا الحديث بالنسبة لغيرنا بوجود من هم وجودهم أقدم بمئات السنوات ولهم تأثير قديم .
ثم بعد عشرين عاما من التواجد ونصل إلى هذه النتائج هى نعمة كبيرة من الله عزوجل ، ثم أننا بعد عشرين عاما قد إختصرنا إنجازات مئات السنين . فالجالية تتقدم وقد أصبحت جزألايتجزأ من نسيج هذا البلد وإذا نظرنا لمستقبل جاليتنا فإننا سنجد أنه إن شاء الله مستقبل مشرق . أن أبنائنا سيكونون أكثر تفاعلا منا .

5) تتسم أنظمة الغرب بالعلمانية ..ألا تعتقد أن العلمانية فى سلوكها ضد الأديان ؟
العلمانية لها أشكال كثيرة . وبالنسبة للمجتمع الأمريكى فإنه يحترم الأديان ويحترم الحريات الشخصية وحرية العقيدة . بل إن هذا المجتمع يقوم على الإيمان بالله ، وذلك يبدو واضحا فى العبارة المكتوبة على العملة مثلا وهى " In God we trust" ولكن هناك فصل بين الدين والسياسة وهذا يفسح المجال للدين أن يتحرك فى مجال الدين وللسياسة أن تتحرك فى مجال السياسة . ولا أريد أن أتكلم كمسلم يؤمن بأنه لا يجب الفصل بين الدين والسياسة . فانى كمسلم أعيش فى الغرب فإن هذا لا يتعارض مع عقيدتى ودينى . فالنظام هنا يؤمن بحرية ممارسة الطقوس بل يجعله حقا لك فى الدستوروالقانون وأعتقد أن هذا لصالح الوجود الإسلامى فى البلاد .

6) ما رأيك فى مصطلح " تجديد الخطاب الدينى " ؟
أنا أؤمن أنه لابد أن يكون هناك خطابا حكيما للمسلمين ، خاصة مسلمين هذا الزمان ، على ان يكون الخطاب واع ،عاقل ،مستنير ومتفقه ينطلق من فهم الشريعة ومن فهم الواقع . الجمع بين الفقهين فقه الواقع وفقه الشريعة هذا من ضرورات واقعنا وهو أصل من أصول الشريعة . وهذا الخطاب قديم وليس حديث . فالإمام ابن القيم رحمه الله يقول : أن الفقه ثلاثة أنواع : فقه النص وفقه الواقع وتنزيل أحدهما على الآخر . كما أن علينا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم وبأسلوب حكيم وهذا جزء من الشريعة . قال الله عزوجل فى كتابه العزيز : (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء....)أى تعالوا نجتمع على الأصول والمبادىء ، فهناك مبادىء تجتمع عليها الأديان مثل مصطلح : المحبة والإنسانية والتراحم والتواصل والتعارف ، وهى كلها مبادىء من مبادىء الإسلام

7) فضيلة الإمام...ألا ترى أن على علماء الدين نشر الوسطية والإعتدال بما تتطلبه متغيرات الحياة ، كما دعى ديننا الحنيف ؟
الحقيقة الوسطية والإعتدال هما ميزة وخاصية من خصائص الشريعة والدين وخاصيتان يجب ممارستهما فى واقع الحياة وجوبا وضرورة وليست المسألة التوائم مع المتغيرات ،بل هى جزء من الشريعة ،بل أن الشريعة تقوم على الوسطية والإعتدال فالرسول (ص) علمنا : إن لنفسك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لربك عليك حقا وإن لضيفك عليك حقا ، فاعطى كل ذى حق حقه .فلابد من إعطاء كل ذى حق حقه .

8) البرامج الفضائية الدينية ...هل أضافت إلى منابر المساجد أم إنتقصت منها ؟ يقول البعض أن البرامج الفضائية الدينية تفتقد الجو الروحى والتأثير المباشر الذى يحدثه المسجد...ما رأى إمامنا فى ذلك ؟
المسجد له طبيعة خاصة وله ضرورة خاصة ، لا يمكن أن تغنى عنها برامج التليفزيون أو الفضائيات ولا يمكن أن تغنى عنها شريط أو سى دى ، لأن التلقى المباشر والحضور المباشر هو الذى يؤثر وهو الذى ينطلق من واقع الناس ، فالإمام الذى يعيش وسط الناس ويعايش مشاكل الناس يؤثر في الناس أكثر بكثير من شيخ يعطى موعظة فى برنامج تليفزيونى ، خاصة ان الخطاب العام يؤثر فى العامة وبشكل وعظى أما الناس ففى حاجة إلى مساجد تعيش همومهم ومشاكلهم ، لا يمكن أن تقلل هذه البرامج من دور المسجد ، بل إنها تساعد فقط الناس على الإقبال على المساجد .
وأعتقد أنها أضافت بشكل مساعد وليس أساسى وفى نفس الوقت لابد من الحظر وتوجيه الناس من خطورة الفتاوى التى تنطلق من واقع غير واقعنا كجالية .
البرامج الفضائية الدينية تنقسم إلى نوعين : برامج دينية واعية مفيدة وبرامج تترك آثار سلبية فى نفوس المشاهدين .

9) فى رأيك كيف تستطيع الأسر العربية الحفاظ على أبنائها من الذوبان فى المجتمع الأمريكى الذى يختلف كلية كليا فى العادات عن عاداتنا الشرقية ؟ وكيف يمكننا الحفاظ على لغتنا العربية على ألسنة أبنائنا ؟
الحقيقة أن هذا السؤال جيد وهام جدا . فالحقيقة أن أبنائنا هم رأس مالنا وهم مستقبل هذه الجالية والإهتمام بهم فريضة شرعية وضرورة إجتماعية ودورنا كمراكز وكآباء أن نعطيهم الأولوية وأن نقدمهم على كل شىء فى حياتنا وعلى أنفسنا .
الحمد لله بدات المراكز تأخذ دورها فى إنشاء دور القرآن والأنشطة الشبابية ولكن مازال العمل قليل بالنسبة لإحتياجات الجالية ، لأنه يندر من المساجد ما يأخذ دور الريادة فى هذه المسائل .
والحمد لله أن مركزنا أصبح مسجد شبابى ويوجد به أنشطة شبابية وهناك أخ معين "full time job "وكذلك مدرسة إسلامية ترعى الشباب واسرة ترعى أبنائها ، فى إعتقادى أن ذلك يكفى لإيجاد أبناء صالحين رائعين .
وقد رأينا بالفعل فى الجالية آباء مهتمين بأبنائهم ، إستطاعوا أن يربوا أطفالهم تربية صالحة .

10) يبدو لى أن المركز قد مربمرحلتين ، مرحلة ما قبل الإمام القطنانى ومرحلة الإمام القطنانى ؟ ما رأى شيخنا؟
أن المركز منذ ان أسس سمى بمركز وليس مسجد فقط ، ربما اكون انا ثمرة من ثمرات الأخوة السابقين الذين خططوا لهذا المركز .
الفضل لله عزوجل أولا ثم للإخوة السابقين الذين أسسوا المركزولهم الفضل فى إرساء قواعد العمل بالمركز. فاذا نجحنا نحن فالنجاح يرجع للإخوة السابقين أولا ولهم الأجر مثلنا .
11) ما هى مواصفات الداعية الناجح ؟ أو دعنى أقول " الإمام الناجح " ؟
الداعية أو الإمام الناجح هو الذى ينجح بجاليته وليس بنفسه والذى يعمل لجاليته وليس لنفسه ويفكرلجاليته أكثرما يفكرلنفسه.
هناك من يفكرفى مصلحته الشخصية وهناك من يفكر فى مصلحته الشخصية وهناك من يفكرفى مصلحة الجماعة ، فنجاح الإمام هو أيضا نجاح لمن حوله ، هو الذى يضع الخطط والبرامج وفى نفس الوقت يعلم ويربى ويعلم فقه العمل الجماعى ويعلم أن الإختلاف لابد ان يكون فى ود ، وأهم رسالة للإمام هى العمل على تجميع الناس .

12) ألا يرى شيخنا أن عدد المساجد كبير مقارنة بعدد المدارس الإسلامية ، مما يهدد لغتنا العربية بالإنقراض مع مرور السنين ؟ فالمدرسة الإسلامية تقوم بالدورين معا ، تعليم الدين الإسلامى بالإضافة للغة العربية !
حقيقة لا أتفق مع هذا ، ولكن أتفق فى جزء من هذا . الجزء الذى أتفق معه أنه لابد من الإهتمام بالمدارس . وأتمنى فى يوم من الأيام أن أرى غير المسلمين يقبلون على إرسال أبنائهم إلى المدارس الإسلامية . وهذا ليس صعب التحقيق ، فعندما يجدون مستوى التعليم والثقافة والأخلاق والقيم سوف يتحمسون لإرسال أبنائهم إلى مدارسنا الإسلامية . وهى خطة مستقبلية سوف تتحقق إن شاء الله .
بالنسبة للمسجد فهو فى الأصل مدرسة . والمسجد فيه مدرسة نهاية الأسبوع "weekend school "، ففى يوم واحد أو يومين تقوم به هذه المدرسة بتدريس 500 طالب بما تقوم به أى مدرسة إسلامية مستقلة . كذلك ال " summer school " والمخيمات الصيفية والرحلات ، فالمساجد إذا قامت بهذا الدور ربما تسبق المدارس وهذا ما يحدث فى مركزنا .

13) ولكن هل يمكن لمدرسة نهاية الأسبوع والتى تعمل يومان أو يوم واحد فقط وساعات محدودة أن تقدم للطلاب نفس كم التعليم الذى تقدمه المدرسة التقليدية على مدار خمسة أيام فى الأسبوع ؟
المدرسة الإسلامية مكلفة وكثير من الآباء لا يستطيعون توفيرمصاريف تلك المدارس . إذن لابد من توفير بدائل لهذه المدارس كالمساجد التى تقوم بتعليم اللغة العربية والدين الإسلامى ، وكثير من طلاب مدارس نهاية الأسبوع - إذا ظلوا متابعين – فإنهم يكونوا على مستوى طلاب المدارس الإسلامية .

14) والآن إسمح لى أن أرجع بك إثنى عشر عاما للوراء وبالتحديد لبداية توليك منصب إمام المركز الإسلامى ...ما هى الصعوبات التى واجهتك فى بداية عملك ؟
جئت إلى واقع جديد غير معروف إلى ، فكان لابد من التعرف على الواقع والتعرف على الناس والتعرف على المشكلات فى الجالية ومعرفة نفسيات أبناء الجالية . أى العمل على دراسة الواقع والنظام السياسى والإجتماعى والتعرف على قيادات الجالية .

15) هل يمكن القول أن المركز مر بمرحلتين : مرحلة ما قبل الإمام القطنانى ومرحلة الإمام القطنانى ؟
المركز منذ أن أسس سمى بمركز وليس مسجد فقط ، ربما أكون أنا ثمرة من ثمرات الأخوة الذين خططوا لهذا المركز ، أقصد الأخوة السابقين علىً .
الفضل لله عز وجل أولا ثم للاخوة السابقين فى إدارة المركز الذين أسسوا وأرسوا قواعد العمل فى المركز . فالنجاح للأخوة السابقين أولا ثم نحن ، فلهم الأجر مثلنا إن شاء الله .

16) أرى من وجهة نظرى أنه لا يوجد ما يسمى " بالجالية العربية " وإنما توجد " جاليات عربية " تضم أبناء كل دولة عربية على حدى ...هل تتفق معى فى ذلك المصطلح ؟
الذى ميز مركزنا هو أنه جعل الجاليات العربية جالية واحدة ، فقد أصبح المركزيضم الأخوة العرب من مختلف البلدان . وقد كان يسمى فى الماضى " مسجد الفلسطينيين " وأصبح الآن لا يضم فقط العرب من كل البلدان ولكن أيضا المسلمين من الجاليات الأخرى ، فأصبح مثلا الباكستانيون لهم تواجد فعال فى المركز ، حتى انك تستطيع ان تسمى المركز " بمسجد أو مركزالجالية الإسلامية " .فقد صهرنا كل الإختلافات فى بوتقة الإسلام .

17) لابد وان واجه المركز الإسلامى بعض المشكلات بعد أحداث 11 سبتمبر ..كيف استطعتم مواجهة تلك المشكلات ؟
كانت هناك تحديات للمسجد قبل الأحداث ، فقبل الأحداث ونحن نؤمن بأهمية الانفتاح وعدم العزلة ووجوب العمل السياسى وكان هذا كله قبل أحداث 11 سبتمبر ، ولما جاءت الأحداث زاد النشاط وقوينا العلاقات مع الآخر . فبعد الأحداث شعر المسلمون بالخوف والإضطهاد وأصيبوا بالإضطراب وكان دور المركزفى إعادة ثقة الجالية بنفسها وتوثيق العلاقة بين الجالية والمجتمع الأمريكى .

18) ما دور المسلمين فى أمريكا فى توضيح الصورة الحقيقية للإسلام ؟
المسلمون فى امريكا عليهم واجبات كبيرة جدا وأهمها على الإطلاق أن يعطوا صورة عملية صحيحة عن الإسلام ، وهى أن يكون المسلم ناجحا فى كل المجالات ليعطوا صورة طيبة عن المسلمين .
يجب على المسلمين حمل الإسلام كسلوك وكأخلاق وكقيم إنسانية وأخلاقية عليا تؤمن بالحب والإحترام والتعايش مع الآخرين ، مما يزيد التواصل والروابط الإنسانية وذلك بدوره سيؤثر إيجابا على العلاقات مع الآخر .

19) من المعروف أن أبناء الجالية العربية غير مقبلين على العملية الإنتخابية ..هل للمركز دور فى توعية أبناء الجالية بأهمية المشاركة السياسية ؟
بعد حوالى عام من مجيئى إلى الولايات المتحدة إجتمعت بأخوة من العاملين فى الحقل السياسى والحقوق والحريات العامة وأقمنا ندوة فى المركز تتحدث عن وجوب المشاركة السياسية لأبناء الجالية , ثم قمت بعمل بحث ووزعته وقدمته فى مؤتمر علماء الشريعة ، فقد كان المركز له دور الريادة فى هذه التوعية مع بعض الأئمة والقادة فى الولايات المتحدة .
وكذلك أقمنا مؤتمر فقهى كبير عام 2000 وكان جزء منه التوعية بأهمية المشاركة السياسية لأبناء الجالية .
كما قمنا بتأسيس " رابطة علماء الشريعة الإسلامية " فى الولايات المتحدة وكندا ، وكذلك تأسيس " American Muslim Union " التى قمنا فيها عمليا بالتواصل مع القادة السياسيين .
الآن أستطيع أن اقول أنه اصبح هناك وجود وحضور ووعى كبير لدى أبناء الجالية بأهمية الصوت العربى .

20) أعرف أنك تحمل أفكارا ومشروعات للنهوض بالجالية العربية ، منها ما استطعتم تنفيذها ..ما هى تلك المشروعات التى لازلت نحلم بتحقيقها ؟
هناك بالفعل مشروع قائم مكون من أكثر من 100 صفحة بعنوان " Community Development project " أى مشروع تنمية الجالية . وهذا المشروع يهتم ويعنى بالجانب الإجتماعى والإقتصادى والسياسى وكافة إحتياجات الجالية . وآمل فى القريب العاجل إن شاء الله أن يتحقق بعض منه على أن يتحقق كليا خلال عشر سنوات .
فى ذلك المشروع أجزاء نفذت بالفعل وفيه أجزاء تحتاج إلى تطويروإستحداث .

21) بعيدا عن محمد القطنانى الإمام...أريد ان أقترب قليلا من محمد القطنانى الإنسان...فهل تسمح لى بذلك ؟
بكل لطف وذوق وإبتسامة أجابنى : بكل سرور .


بعيدا عن العمل ...كيف تقضى وقتك ؟
أنا أحب الأسرة وأحب أن امضى أكبر وقت معهم و أمضى أى وقت لست فى عمل للمركز أو للجالية معهم ، أشاركهم الطعام والشراب والجلوس وأشاركهم الأفكار .

22) نود أن نتعرف على أسرة الإمام .... وكيف يتعامل الأب محمد القطنانى مع أبنائه ؟
أسرتى مكونة من زوجتى وستة من الأبناء . زوجتى ربة منزل بالدرجة الأولى وهى أيضا معلمة متطوعة فى المدارس الإسلامية وتقوم بتدريس التربية الإسلامية وهى أيضا عضو فى اللجنة النسائية بالمركز .
أما أبنائى فهم : أحمد ويدرس فى السنة الأولى فى " NJIT " ، إسراء طالبة فى الصف الثانى عشر ، عمر يدرس فى الصف التاسع ، أنس طالب فى الصف السادس وأخيرا أسامة وآلاء وهما توأمان وهما يدرسان فى الصف الرابع الإبتدائى .
أما عن معاملتى لأبنائى ..فأنا أتعامل معهم كصديق يعيش معهم ويعيشون معه .

23) ما هى الهوايات التى يمارسها الإمام ؟
القراءة .

24) أحب أصناف الطعام إليك ؟
و هنا سألت الإمام عما إذا كان يحب المنسف ، فأجابنى : لا . فأنا أميل إلى الخضروات بشكل عام وخصوصا الفاصوليا الخضراء .

25) كلمة أخيرة تحب توجيها إلى أبناء الجالية العربية ؟
نصيحتى لنفسى ولأبناء جاليتى أن نهتم بأبنائنا فهم رأس مالنا الحقيقى ، وعلينا أن نهتم بهم أكثر من الإهتمام بجمع المال ..لانه لا فائدة من المال إذا فسد الأبناء ...تلك هى نصيحتى الأولى ، أما الثانية : فهى أهمية الوحدة والجماعة ، فيد الله على الجماعة ، ويقول الله تعالى : ( وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) . فالجماعة رحمة والفرقة عذاب .
ونصيحتى الثالثة : هى أن تهتم الجالية بالمفيد النافع لها وأن تعرض عن الغيبة واللغو والنميمة ، وان نعمل على بناء الجالية على إصلاح ذات البين والتعاون وتنسيق الجهود .
وفى النهاية أشكرك وأشكر الجالية شكرا عظيما على وقوفها وقفة رجولة وأخوة غير مسبوقة . أسأل الله عزوجل أن يحفظها وأن يسدد خطاها ....آمين



#رشا_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إغلاق بعض القنوات على نايل سات .. قرار صائب فى توقيت خاطىء
- المسالك السليمة لعلاج داء النميمة
- مطلوب عروسة لأسبوع واحد
- مصر وصحوة التغيير
- يا سيادة وزير المالية المصرى : وائل الإبراشي من شرفاء مصر ، ...
- قافلة الحرية : بين موقف عربى متخاذل وصحوة إسلامية تركية
- خدعوك فقالوا : ( لدينا لحوم حلال )
- فصول من حياة د. مصطفى محمود أحد رموز التنوير فى العصر الحديث
- المحكمة الجنائية الدولية...وتطبيق إنتقائى للقانون
- سهرة مع أهل الدنيا
- هو صحيح الهوى غلاب ؟!
- وعندك واحد شيشه وصلحه !!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - رشا زكى - مع الإمام د. محمد القطنانى فى حوار من القلب