أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الديماغوجية والمأزق الذاتي للبراغماتية الاميركية















المزيد.....



الديماغوجية والمأزق الذاتي للبراغماتية الاميركية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 18:49
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لا شك ان الخلفيات الاساسية للعلاقات والصراعات الاجتماعية، في المدى الوطني والعالمي على السواء، هي التي تفعل فعلها، في الحساب الاخير، في "توجيه" مسار تلك العلاقات والصراعات. وتحاول "الثقافة الاميركية!" السائدة ان توحي ان الافكار والانطباعات المسبقة هي التي تقرر مسيرة المجتمع البشري ومصائر البلدان والاوطان. ومن هنا تتأتى الاهمية الكبرى التي تعطيها الامبريالية الاميركية و"المدارس الفكرية والسياسية والاعلامية" التابعة لها، لمسألة الدعاية وما يسمى "صناعة الرأي العام"، وهو ما يدخل تحت عنوان "البروباغندا" بكل اشكالها، التي تنفق عليها الدوائر الاميركية وحلفاؤها مئات مليارات الدولارات.
وتحاول كل جوقات البروباغندا الاميركية في العالم، ومنها طبعا "جوقة حسب الله الـ14 اذارية" اللبنانية، ان تضع هذه الفكرة في منزلة المسلمة التي لا جدال فيها. وبناء عليه تستميت جوقة البروباغندا المتأمركة اللبنانية لاجل تجريم المقاومة وتحميلها مسؤولية الصراع مع اسرائيل ونتائجه التدميرية بحيث يصبح الجاني مجنيا عليه، وبالعكس، ومن ثم تسخيف كل الحراك السياسي الوطني القائم على الالتفاف حول المقاومة، والادعاء حتى بأن "التحرير" يمكن ان يتم بالطرق "الدبلوماسية" فقط، وان المطلوب هو فقط "اقناع" اميركا، وهي تتكفل بالباقي.
ولكن الوقائع تثبت ان الافكار المسبقة، والبروباغندا، هي عامل ثانوي اكثر او اقل اهمية في تقرير مسار العلاقات والصراعات الاجتماعية والسياسية والعسكرية، وان العامل التقريري الحاسم في ذلك هو الابعاد المصلحية المرتبطة بحياة مختلف الجماعات والطبقات والاتنيات والقوميات، في النطاق الوطني والعالمي على السواء.
فقد مرت حتى يومنا هذا ألوف السنين من التاريخ المدرَك للبشرية. وشهدت هذه الاحقاب الطويلة "نزول" الرسالات السماوية، وظهور وانتشار الافكار التنويرية والمبادئ الاخلاقية والمدارس الفلسفية والعقائد الانسانية، والتنامي المتواصل لعامل الوعي والمناقبية في حياة الانسان. ومع ذلك، "للاسف!"، فإن العامل الروحي، بمعناه الانساني المجرد او "السماوي" المجسد او المطبق انسانيا كما يفهمه الدينيون الصادقون، لم يزل بعيدا عن ان يكون هو العامل المقرر، في حياة المجتمعات، بدون الحافز المادي ـ الوجودي، المتعلق بمعيشة الانسان وحياته. بحيث ان الوعي يمر بالميزان البسيط، الفردي والجماعي، لحساب الربح والخسارة، ماديا، والبقاء او عدم البقاء على قيد الحياة، والسلامة الشخصية، وجوديا. و"العالم الجديد!" (الاميركي) لم يكن سوى "امتداد" لـ"العالم القديم‍". و"نمط الحياة الاميركية" لم يفعل سوى "تطوير" هذا الواقع "المادي المبتذل".
وهذا ما ينطبق بشكل خاص على "عقدة فيتنام" الاميركية، التي لا يمكن فهمها بشكل صحيح، دون النظر اليها على ضوء البعد المباشر، المصلحي والسياسي "اليومي"، اذا صح التعبير، الذي تتحقق الخلفيات الاساسية عبره، في الظروف الاعتيادية، بشكل غير مباشر، كمرحلة ضرورية للتراكمات التي تسبق التحولات النوعية.
فمهما كان التحوّط الاميركي من "عقدة فيتنام" كبيرا، فإنه لا يكون، في الحساب الاخير، وفي أي مواجهة جادة، هو العامل الحاسم. والتجربة التاريخية القديمة والمعاصرة تثبت ان جميع الدول الاستعمارية والامبريالية هي مضطرة، في نهاية المطاف، للقتال بـ"مواطنيها"، حتى تستطيع ـ اذا استطاعت ـ ان تربح معاركها وحروبها، او ان لا تخسر مواقعها، "الخارجية"، وأن تحافظ في الوقت ذاته على السلطة "الداخلية" لطبقاتها السائدة.
ومهما كان التفوق الاقتصادي والعلمي والعسكري للدول الاستعمارية والامبريالية فهي، كقاعدة عامة، تنجر للهزيمة، في حروب التحرير، امام الشعوب المظلومة، الضعيفة والفقيرة، المعتدى عليها. والهزيمة هنا لا تعني، كقاعدة عامة ايضا، الهزيمة العسكرية بالمعنى التقليدي (العسكري النظامي) للكلمة. بل هي تتمحور اساسا حول مفهوم الهزيمة الستراتيجية ـ السياسية العليا، حينما يدرك شعب البلد الاستعماري والامبريالي مساوئ سياسة العدوان التي تنتهجها دولته، ويفرض ارادته بالتخلي عن هذه السياسة.
وهذا ما يجعل الدول الاستعمارية والامبريالية تعاني خشية دائمة على سياستها التوسعية في الخارج، من مواطنيها انفسهم، قبل غيرهم. لأن ميزان "الفوائد" و"الاضرار"، ومن ثم "مواقف" هؤلاء المواطنين، هو الذي يقرر، في الحساب الاخير، الاستمرار، أم عدم الاستمرار، بهذه السياسة العدوانية، ولا سيما الحروب.
ولذلك فإن هذه الدول تفعل كل ما بوسعها لـ"إقناع" "مواطنيها" بـ"حسنات" الاستعمار والامبريالية، عبر تأمين "الفوائد" و"المصالح" المباشرة لهم، وتقليل "خسائرهم".
ميزات وتناقض الديماغوجية الاميركية
ان النظام الاستعماري والامبريالي الاميركي، وانطلاقا من خصائص نشأته ذاتها، المرتبطة اولا بـ"جزيريته القارية" المتميزة، دخل خلال تاريخه "الحافل"، في حروب ومعارك كثيرة، سياسية واقتصادية وعسكرية، خارجية، كانت رابحة ـ كخط عام. وقد استمر هذا "الخط البياني الصاعد" للنظام الاميركي، في الوقت ذاته الذي سارت فيه الدول الاستعمارية والامبريالية الاخرى في "خط هابط". وقد انعكس ذلك على حياة "المواطن" الاميركي "النمطي"، واساسا الابيض الانغلو ـ ساكسوني ـ البروتستانتي واليهودي، بتحقيق اكبر ما يكون من المكاسب لـه، مقابل اقل ما يكون من الخسائر. وبفعل "المنطق التاريخي" افرز هذا "المسار الاميركي المتميز" ظاهرتين اميركيتين خاصتين، مترابطتين ـ متناقضتين، وهما:
الاولى: بالاستناد الى "الوقائع" البراغماتية، "الصحيحة" بـ"عائديتها" و"فوائدها" المادية النسبية للمجتمع الاميركي، توفرت للادارات الاميركية لفترة طويلة، امكانية "استثنائية" لتضليل "المواطن النمطي" الاميركي حول "تفوق" السياسة الخارجية خاصة، ومن ثم الداخلية، لدولته. وقد ساعدها على ذلك بوجه خاص العملية المعقدة لـ"وراثة" الامبراطوريات الاستعمارية السابقة، التي مثلت احدى القنوات "التاريخية" لهذا "التفوق".
فالولايات المتحدة الاميركية ولدت، كدولة مستقلة، عبر عملية "تحررية" تمثلت في "حرب الاستقلال". ولكن في المحصلة التاريخية لمسار الدولة الجديدة، وبفعل عيوبها الولادية الاغتصابية ـ الاسترقاقية (ضد "الهنود الحمر" والزنوج)، فهي لم تكن مؤهلة للتحول الى دولة متحررة وتحررية فعلا، تسهم بمثالها المبكر في القضاء على وجود النظام الاستعماري والامبريالي. وكل ما فعلته هو أنها "وقفت في منتصف الطريق"، وقامت بـ"تجديد" هذا النظام: فتحت شعارات الاستقلال والحرية، وبقوة الدفع التي اعطتها، فإن النظام الاستعماري والامبريالي "الجديد"، الذي مثلته اميركا الجديدة بشكل نموذجي، ولد "من رحم" النظام الاستعماري والامبريالي "القديم"، الذي مثلته بريطانيا ـ العجوز بشكل نموذجي.
وقد تمت عملية "الوراثة"، أي التوسع العالمي للنظام الاستعماري والامبريالي الاميركي "الجديد"، على حساب النظام الاستعماري والامبريالي "القديم"، تحت وبزخم الشعارات ذاتها. وهكذا أتيحت "تاريخيا" للادارات الاستعمارية والامبريالية الاميركية المتعاقبة، امكانيات "استثنائية"، من جهة، لخداع الشعوب ضحايا الاستعمار التقليدي، ومن جهة ثانية، لـ"إقناع" "المواطن النمطي" الاميركي، بأن سياستها الاستعمارية والامبريالية الفعلية، التي تبدو ظاهريا انها "تسير بعكس التيار"، انما تقوم "على الضد"، أي على "معارضة الاستعمار" و"الدفاع عن الحريات وحقوق الشعوب"، وأنها سياسة "مؤيَّـدة" و"مطلوبة" من قبل الشعوب الاخرى.
وهكذا اصبحت الديماغوجية والكذب العام وسياسة المعايير المزدوجة هي السائدة في طريقة تقديم السياسة الخارجية الاميركية، لـ"المواطن النمطي" الاميركي. واصبح هذا "المواطن" مخدَّرا، او "منوّما مغناطيسيا"، و"مقتنعا سلفا" بـ"صحة" السياسة الخارجية لدولته، و"محصـّنا" تجاه "المؤثرات الخارجية" غير المرغوبة! وبالتالي اصبح لـه "عالمه الاميركي الخاص"، "المختلف"، المتجاهل الى حد كبير، والجاهل الى حد اكبر، لبقية العالم. وأصبح ينظر لعالم "الغير" بعين "اميركية" خاصة، "مكسورة" الرؤية الواقعية و"مفلترة" عبر مكاسبه ومصالحه المباشرة.
وفي هذا "الاقتناع" المسبق المضلــَّل نوع من "التطمين" المؤقت غير المضمون لـ"عقدة الخوف" لدى الطغمة الانكلو ـ ساكسونية ـ الصهيونية، ونوع من "التعويض الوهمي" المؤقت غير المضمون لـ"عقدة الشعور بالذنب" في الوسط الشعبي الاميركي "الابيض"، و"نزعة الانتفاض" في الوسط الشعبي الاميركي "الاسود والملون".
الثانية: ان"ميزة" هذه "العائدية" الاستثنائية للسياسة الخارجية الاميركية، وضعت "المواطن النمطي" الاميركي، في مرتبة استيهام مصطنعة، بوصفه "المحرر"، "المنقذ"، "السوبرمان"، "المتفوق" على اي مواطن آخر في العالم، الاستعماري والامبريالي، المستعمَـر والتابع، على السواء. ولكن من خلال "منطقها الداخلي" بالذات، فإن هذه "الميزة" جعلت هذا "المواطن النمطي" ذاته، "المأخوذ" بها، اكثر تطلبا، ماديا ومعنويا، واكثر حساسية، حيال السياسة الخارجية لدولته.
فمن جهة، اصبح اقل استعدادا، من "المواطن النمطي" لأي بلد استعماري وامبريالي آخر، لتحمل الخسائر المادية والبشرية، وكذلك الخسائر المعنوية، من حيث "السمعة" و"الاحترام"، المرتبطين بالراحة المادية والنفسانية الشخصية، كما بتأمين تفوق العلاقات والمصالح في الخارج.
ومن جهة ثانية، اصبح "المواطن النمطي" الاميركي، اكثر استعدادا، مسبقا، لرفض ومعارضة اي سياسة خارجية "خاطئة"، بمعنى "مكلفة"، أي ذات عائدية "ضعيفة"، او بدون عائدية، او خاسرة، خصوصا اذا كان فيها ملامح ممارسات استعمارية ولاانسانية فاضحة، يدفع هو بالنتيجة "ثمنها" المادي والمعنوي، "خارجيا"، وتساعد على "نكء الجراح" وتحريك الخلفات العنصرية لـ"عقدة فيتنام"، "داخليا".
وهكذا اصبحت الادارة الاميركية نفسها رهينة ديماغوجيتها وإعلامها الكاذب الخاصين، فيما يتعلق بالخارج. وهذا ما دفعها الى اقامة سد عالٍ من التمويه التضليلي بين سياستها الداخلية، وسياستها الخارجية. وهذه "ميزة" خاصة اضافية للنظام الامبريالي الاميركي.
فالعلاقة بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية لكل دولة استعمارية وامبريالية اخرى، كانت دائما تبدو اكثر مباشرة. اذ انه من الضروري لكل دولة استعمارية وامبريالية العمل لتعبئة "جمهورها الوطني" تعبئة مباشرة وصريحة حول سياستها التوسعية الخارجية، تحت شعارات "الصليبية" او "المدى الحيوي" او "التمدين" او "التحديث" او شتى الادعاءات الاقليمية "التاريخية" و"الدينية" و"القومية" و"الوطنية" و"الاجتماعية" الخ، بحيث كانت السياسة الخارجية تبدو بالعين المجردة على حقيقتها كاستمرار للسياسة الداخلية. وهذا هو الاساس "الاجتماعي ـ السياسي ـ القومي" لولادة التيارات الشوفينية والفاشية والنازية في اي بلد استعماري تقليدي.
الانفصام الاميركي
اما في الحالة الاميركية، فهناك اختلاف "نوعي"، اذا صح التعبير. حيث ان العلاقة بين السياستين الداخلية والخارجية، تبدو ظاهريا لا كتحقـّق مترابط ومتكامل، داخلي وخارجي، لمسار سياسي واحد، بل ـ ومن خلال "الرؤية المكسورة" للديماغوجية المركبـّة ـ وكأنها علاقة "غير مباشرة" و"غير عضوية" لمسارين سياسيين مختلفين. وبنتيجة ذلك فقد اصبحت السياسة الخارجية في نظر "المواطن الاميركي" تبدو كحالة "منقطعة"، "مستقلة"، "موازية" و"مضافة" الى السياسة الداخلية. وقد ادى هذا الوضع الملتبس الى نتيجتين متفارقتين:
اولا ـ إن السياسة الخارجية الاميركية اصبحت تتحكم بها طغمة كوسموبوليتية اولترا ـ امبريالية، "تتغرب" اكثر فأكثر عن "اميركيتها"، خصوصا بعد ان اصبحت "معززة" بالصهيونية الدولية التي لا تعني اميركا لها شيئا الا كـ"سوق" او "بورصة" الخ، على غرار ما كان "الهيكل" يعني للتجار والفريسيين اليهود، أي ـ كما في القاموس الميثولوجي المسيحي: "مغارة لصوص". ولا تشعر هذه الفئة بأي حاجة لـ"تنوير"، و"تعريف"، و"تعبئة" "المواطن النمطي الاميركي" حول سياستها الاستعمارية في الخارج. بل على العكس، هي توغل في تضليله وتمويه تلك السياسة، لتظل يدها طليقة تماما.
ثانيا ـ "بفضل" الديماغوجية الاميركية ذاتها، وبمقدار الإيغال فيها، وعلى الضد تماما من اهدافها المباشرة، فإن "المواطن النمطي الاميركي" اصبح أكثر فأكثر يفتقد عنصر "الوطنية" الشوفينية الاستعمارية، كما هو الحال بالنسبة للبلدان الاستعمارية والامبريالية التقليدية. ومع الاضطرار للقتال بواسطة "ابناء بلدها"، فإن اي دولة استعمارية وامبريالية لا تستطيع، بدون هذا العنصر، الاستمرار في السياسة العدوانية التوسعية، مهما كانت قدرتها على التمويه والتضليل، لأنها في النهاية ستنفضح. واميركا لا تستطيع ان تشذ عن هذه القاعدة. وفي عصر "ثورة المعلومات"، التي تكاد تجعل العالم "صفحة مفتوحة" امام الجميع، والتي تسهم فيها الديماغوجية الاميركية بدور مميز، بقصد استغلالها الى اقصى الحدود، فإن الطغمة الاولترا ـ امبريالية ـ الصهيونية تندفع "بمحض ارادتها" لأن تضع في يد "المواطن النمطي الاميركي" طرف الانشوطة التي تلف عنقها.
أميركا مستعمرة صهيونية
وقد ساعد على تكوين هذا الوضع الاميركي الاستثنائي "الجزيرية القارية" للدولة الاميركية. فعلى أساس هذه الخصوصية نشأت نظرية ما يسمى "العزلة الاميركية"، التي هي نظرية وهمية وكاذبة، في الحساب الاخير، الا انها "واقعية"، كغيرها كثير من الاكاذيب والاوهام الكبرى، التي تدخل في تركيب "الوعي" و"الاقتصاد" و"السياسة" و"الحرب" الخ. وبموجب هذه النظرية خـُدّر "المواطن النمطي الاميركي" بـ"وعي وطني" وهمي، يقوم على اساس خاطئ وكاذب ومغرض، يقول "إن اميركا ليست بحاجة الى العالم"، بل "إن العالم هو بحاجة الى اميركا".
وربما لا نخطئ اذا قلنا إن هذا "المبدأ" المزيف يعتبر الركن الاساسي في "مبرر وجود" و"تركيبة" السياسة الخارجية الاميركية، التي يمكن تشبيهها بـ"انعكاس مقلوب" لـنظرية "العزلة الاميركية". فكوسموبوليتية الطغمة العليا لأي دولة استعمارية وامبريالية اخرى، تبدو "بشكل طبيعي" كامتداد "خارجي" للشوفينية "الوطنية" الاستعمارية والامبريالية، وبالتالي كتعبير عن "حاجتها ’الوطنية’ الى العالم". واذا شئنا التشبيه، فهي تبدو كهرم دولي جالس، قائم على "قاعدة وطنية". أما كوسموبوليتية الطغمة الاستعمارية والامبريالية الاميركية فتبدو، داخليا، كمحور قائم بذاته، بدون "قاعدة شوفينية" تقليدية، وبشكل "معزول" عن الحاجة "الوطنية الاميركية". وتبدو، خارجيا، كهرم دولي واقف على رأسه، وقائم على "نقطة ارتكاز" اميركية، يمكن "نظريا" ـ وعلى قياس نظرية "العزلة الاميركية" ذاتها ـ ان تستغني عنه.
وقد بلغت الكوسموبوليتية الامبريالية الاميركية، "المقلوبة" رأسا على عقب، ذروتها، في الوضع المميز الذي تحتله الطغمة المالية الصهيونية العليا، في تركيبة النظام الامبريالي الاميركي، منذ ان نقلت مركز قيادتها الدولية من بريطانيا، الى اميركا، بعد الحرب العالمية الاولى. فهذه الطغمة تمتاز بثلاث صفات اساسية هي انها: "منغلقة"، "لاوطنية" و"غير مخلصة"، حتى في ارتباطها بالاجنحة الاخرى للاوليغارشية الامبريالية الاميركية. ومن ثم فهي "اميركية" في المظهر والهوية الدولوية، ولكنها "لااميركية" في الجوهر والانتماء الذاتي. وبكلمات اخرى، فهي "اميركية" بمقدار ما تستخدم الدولة والمجتمع الاميركيين، من جهة، وارتباطاتها الكوسموبوليتية غير الاميركية، من جهة اخرى، لتحقيق مصالحها واهدافها الخاصة، الفئوية الضيقة.
واذا اردنا ان نقارن بين استعمار اي بلد اخر، وبين الاستعمار الاميركي (بالمعنى العام، الامبريالي ـ التسلطي، لا التقليدي وحسب، لمفهوم الاستعمار)، فإن الاول يبدو ـ اذا صح التعبير ـ كـ"استعمار وطني"، اما الاستعمار الاميركي فيبدو كـ"استعمار استعماري" وحسب، "استعمار مجرد" و"عار ٍ"، اي مجرد من اي غطاء "وطني".
وحتى على المستوى "الانساني"، اذا صح التعبير، فإننا نجد، بصفة عامة، ان القادة الاستعماريين الاسرائيليين إياهم، وقبلهم الانكليز والفرنسيين والالمان الخ، كانوا ـ كقاعدة ـ "وطنيين!" و"اصحاب قضية وطنية!"، يقاتلون هم وأبناؤهم (بالمعنى الحرفي) لأجل "قضيتهم". اما القادة الاستعماريون الاميركيون، ومنهم رؤساء جمهورية، فهم ـ كقاعدة ـ يختبئون في الملاجئ، ويتهربون من الخدمة العسكرية، او "يخدمون" في المؤخرة البعيدة الخ. لأنه لا احد يمكن ان يضحي بنفسه وحتى ماديا في سبيل "الاستعمار لأجل الاستعمار".
وبذلك يبدو، من وراء كل اشكال "الوعي الوطني" المضلـّـل، حول "الاستقلال الاميركي" الوهمي، ان الشعب الاميركي، قبل غيره من الشعوب، هو محكوم ليس فقط من قبل الطغمة الامبريالية الكوسموبوليتية "الاميركية الوطنية"، بل هو، فوق ذلك، وقبل ذلك، مستعمـَر فعلا من قبل قوة امبريالية اجنبية، لأنه محكوم فعلا وبالاخص من قبل الجناح اليهودي ـ الصهيوني "الغريب"، الذي تعود لـه، حتى الآن، الكلمة الاولى في اطار الطغمة الاستعمارية والامبريالية الاميركية.
وبنتيجة هذا الوضع الالتباسي، فإن "المواطن الاميركي" هو "غير مهيأ" كفاية، و"معرض للصدمة"، اكثر من اي "مواطن" في أي بلد امبريالي آخر، في حال اكتشف ليس فقط حقيقة السياسة الخارجية لدولته، بل كذلك حقيقة التركيبة "اللاوطنية" للنظام الاستعماري والامبريالي في بلاده.
وهذا هو السبب الرئيسي في جعل الادارة الاميركية تخشى على "مواطنها" من تقديم التضحيات، لأنها تخشى من "صدمة التضحية"، التي تدفع "المواطن النمطي الاميركي" للتحرر من سلبيته حيال السياسة الخارجية لدولته، ولبدء التفكير بحقيقة هذه السياسة والمسؤولين عنها.
ابعد من اميركا!
وبصرف النظر عن أي تحليل سياسي ـ عملياتي لأحداث 11 ايلول 2001، التي "لا ندري!" لماذا تغلـّفها السلطات الاميركية بهذا القدر من الغموض، فإن السياسة الاميركية حتى، بل خاصة، وهي تتظاهر فرّيسيا امام شعبها بـ"الحياد والموضوعية" خارجيا، فإنها لا تستطيع ان تخدع الشعوب المعنية، ضحية هذا "الحياد" و"الموضوعية". وهي، بهذه السياسة ذات الوجهين، تخلق لشعبها موضوعيا، وفي كل مكان تتدخل فيه، "قوة كامنة معادية"، التي يأتي وقت لا يمكن فيه ضبطها، كما يمكن فيه لأي "طرف ثالث" او "عامل ذاتي" استخدامها. ونذكر هنا شهادة صحفي بلغاري، عايش الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، حيث شاهد بأم عينيه المجزرة التي ارتكبت ضد أبناء الشعب اللبناني واللاجئين الفلسطينيين، على يد الجيش النازي الاسرائيلي، وبالدعم الكامل من قبل اميركا، تحت شكل "الحياد" بين الضحية والمجرم، المسلح بالاسلحة الاميركية المتطورة والمحرمة دوليا. حيث يورد هذا الصحفي، على لسان أم لبنانية لثمانية اطفال، وهي تختبئ معهم في الملجأ دعاءها: "ادعو الله ان تقوم الطائرات والدبابات والبوارج الحربية بإلقاء القنابل على اميركا. فقط اذا ذبحوهم هم ايضا، فقط وقتها سيفهمون ما يجري لنا"(1). هذا ما نطقت به هذه الام اللبنانية الخائفة على اولادها من القنابل الاميركية، باليد الاسرائيلية، في وقت كان فيه الشيخ بن لادن و"الافغان العرب" يحاربون مع اميركا. فهل كانت هذه الأم "تتآمر" حينذاك على اميركا، و"تخطط" لارسال اولادها كاستشهاديين ليضربوا اميركا في 11 ايلول 2001؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إيفو غارفالوف، حرب أخرى ايضا، بالبلغارية، صوفيا، 2002، ص 42.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي المرحلة المعاصرة، فإن الطابع المعولم للرأسمالية الاحتكارية، وسلطتها الفعلية الدولية، لم يعد يسمح بـ"ترف" الفصل الصوري المصطنع بين السياستين الداخلية والخارجية لاميركا، كما لغيرها. ولم يعد يسمح، خاصة، بعدم الاهتمام الكافي من قبل الشعب الاميركي بالسياسة الخارجية لدولته، التي تجر عليه، وعلى جميع شعوب العالم، من الافعال وردود الافعال، ما قد يصل الى حد الكوارث الافظع من "الثلاثاء الاسود" الاميركي، الناتجة عن سياسة ليس هو، ولا اي من الشعوب الاخرى، مسؤولين عنها.
ولم يعد بالامكان بعد اليوم النظر، في اميركا، الى "عقدة فيتنام" كمسألة خارجية فقط، حيث ان مجزرة "الثلاثاء الاسود" (11 ايلول 2001) كشفتها تماما كعقدة داخلية مباشرة. ومن هذا المنطلق لا يجوز بعد اليوم ان يبقى الإعلام الاميركي يعكس قضايا العالم، بشكل غير موضوعي، من زاوية مصالح المسيطرين على هذا الاعلام، وخصوصا الصهاينة، لا من زاوية نظر الشعوب والجماعات المعنية، اصحاب تلك القضايا بالذات. كما لا يجوز ان تبقى الدمقراطية الاميركية قناعا للهيمنة الامبريالية، وأن تكون الانتخابات الاميركية، التي يتقرر فيها من هو "السيد الاول" للعالم، أشبه شيء بكرنفال للتسلية، تتراقص فيه صور المرشحين للرئاسة على صدور وسيقان الراقصات الفاتنات، في عالم ثلثا سكانه يعيشون تحت خـط الفقر، و20 بالمائة منهم يتضورون أو يموتون جوعا، "بفضل" السيادة الاميركية على هذا العالم.
وبقدر ما أن "الكارثة الوطنية" الاميركية يوم "الثلاثاء الاسود" هي كبيرة، فستكون كارثة اكبر منها امكانية طمس الاسباب الجوهرية التي قادت اليها، خصوصا عبر قرع طبول الحرب ضد الشعوب الفقيرة والمظلومة، كالشعب الافغاني، الذي سبق لـ"مجاهديه" ان آمنوا بـ"صداقة" اميركا، وحاربوا السوفيات بمساعدتها، فكان لـه المصير البائس الذي أخضع لـه سنين طويلة، والذي يستمر الى اليوم.
وبالرغم من ذلك، ومع انه لم يجر حتى اليوم اي تعريف قانوني وسياسي واضح لمدلول تعبير "الارهاب"، والتفريق بينه وبين الحالات المرتبطة بالمقاومة المشروعة ضد الاستعمار والاحتلال الاجنبي، يزداد اكثر فأكثر التوافق على الموقف الاخلاقي الذي يرفض التعرض للمدنيين الابرياء والمؤسسات المدنية، بالقتل والايذاء والضرر.
وبناء على هذا التوافق "العرفي" والقانوني، وأساسا السياسي ـ الاخلاقي، فإن الغالبية الساحقة من المنظمات والهيئات والدول، بمن فيها غير مؤيدة، ومعادية، للسياسة الامبريالية الاميركية، ابدت تعاطفها الصريح مع الشعب الاميركي حيال المأساة التي حلت به، بدون ان يعني ذلك حكما تأييد السياسة الاميركية في مواجهة ما تسميه هي "الارهاب"، او الانضمام للحلف الاميركي الجديد. وأيا كانت الحوافز، الصادقة او النفعية، لدى كل طرف او دولة على حدة، فلا بد من الاشارة الى ثلاث قناعات، أخلاقية ـ سياسية، للتعاطف مع الشعب الاميركي:
الاولى، عدم تحميل هذا الشعب، مسؤولية "خطايا" وارتكابات الطبقة السائدة في دولته. فالتحرر من الهيمنة الامبريالية الاميركية، لا يمكن ان يتم في مواجهة مع الشعب الاميركي، بل هو سيتم، على العكس تماما، بالتعاون مع هذا الشعب، ذي التقاليد الدمقراطية والنضالية والانسانية العريقة، وذي المصلحة الاساسية، في الحساب الاخير، بالتخلص من هذه الهيمنة. فهي التي تجعل منه، رغما عنه، وبوعي او بغير وعي، موضوع استغلال واداة مسخـّرة في يد الطغمة الاحتكارية، المتحكمة بمصائره ومصائر سائر الشعوب.
الثانية، ضرورة عدم تبرير "الارهاب المضاد" ضد المدنيين، على الطريقة اليهودية الشمشونية، الذي تلجأ اليه بعض الجماعات اليائسة، لان ذلك قد يعني الغرق – بقوة رد الفعل – في "المنطق الارهابي" للقوى المتسلطة ذاتها. انه لمن المفهوم ان لجوء بعض اطراف المقاومة الى بعض الاعمال اليائسة التي تصيب المدنيين في "الطرف المعادي" هو نتيجة للاحتلال والظلم الخ، وان ازالة النتيجة مرتبط بازالة السبب. ومن المفهوم ايضا ان هذا الاسلوب يخلق نسبيا ما يسمى "توازن الرعب"، و"يساعد" المعتدين على اعادة النظر في حساباتهم. ومع ذلك فإن "الارهاب المضاد" الذي يصيب المدنيين بشكل مقصود يساعد، في المحصلة النهائية، على تبرير المنطق العنصري الذي يقوم عليه الاستعمار والامبريالية، وإعطاء مزيد من "الحجج" والذرائع للقوى المستبدة في العالم، وعلى رأسها الامبريالية الاميركة والصهيونية، لتستير وجهها البشع، داخليا وخارجيا، لمواصلة ومفاقمة سياسة ارهاب الدولة، الرسمي والسري، تحت ستار "الرد على الارهاب" و"مكافحته".
والثالثة، التأكيد الضمني والمباشر أنه قد آن الاوان منذ زمن طويل للشعب الاميركي "أن يعرف". فلو كان الشعب الاميركي "يعرف" حقا السياسة الخارجية، خاصة، لدولته، لكان من المرجح ألا ّ تحل به، الان وفي المستقبل، مآسي اخرى مثثل مأساة 11 ايلول 2001. وقد آن الأوان للسياسيين والاعلاميين الاميركيين الانتهازيين والديماغوجيين، لان يخجلوا من الاستمرار في خداع شعبهم، وإخفاء الحقائق عنه، وتخديره بخرافة "الحلم الاميركي" ونمط الحياة الاميركي" و"الدمقراطية الاميركية"، وتعطيل تفكيره بالإعلام المضلـِّل المعلـّب، الذي يقدم اليه على طريقة وجبات الأكل السريع. فلم يعد مسألة ترف سياسي او جمل "دمقراطية" فارغة، القول بأنه "من حق" و"من واجب" الشعب الاميركي الاطلاع على الحقائق، في كل ما يخص التعامل الاميركي مع البلدان والشعوب الاخرى.
ولا بد اخيرا من التأكيد أن حل "عقدة فيتنام" الاميركية يكمن، في نهاية المطاف، في تحرر الشعب الاميركي نفسه، من الطغمة الامبريالية ـ الصهيونية التي تنيخ اولا على صدره، بصرف النظر عن الاقنعة "الملونة" التي قد تضعها هذه الطغمة على وجهها البشع، كقناع باراك اوباما وامثاله من المشعوذين السياسيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبح -الباشبوزوك العثماني- و-الفوضى البناءة- الاميركية يجول م ...
- اميركا دولة استعمار ذاتي (ATOCOLONIALISM)
- حركة التحرير العربية: سيرورة التحول وتحدي العالمية
- الوجه البشع لاميركا
- الازمة الاقتصادية العالمية والظلال القاتمة للحرب الباردة
- اليوضاسية
- -الدبلوماسية السرية- ...في العمل
- الكارثة اليابانية: أبعد من حدث بيئوي
- الصين الشعبية تحضر للرد بضربة عسكرية كاسحة للولايات المتحدة ...
- الحرب الباردة، في طبعة جديدة ... صينية
- التنين الصيني حينما يتحول الى يوان رخيص
- الافلاس الفضيحة لليبيرالية الغربية وأذنابها في البلاد العرب ...
- لبنان الوطني المقاوم في مواجهة مؤامرة التعريب والتدويل
- أميركا و-عقدة فيتنام-!
- ميلاد السيد المسيح: المنعطف التاريخي نحو تشكيل الامة العربية
- كوريا الشمالية: العقدة العصيّة في المنشار الاميركي
- إشكاليات المسألة الاميركية امام محكمة التاريخ
- اوروبا تتجه نحو التمرد
- الازمة الرأسمالية العامة لاميركا والزلزال -الافيوني الالكتر ...
- الامبريالية والشعب الاميركيان


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الديماغوجية والمأزق الذاتي للبراغماتية الاميركية