أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - وطن لشعبين - يعقوب ابراهامي يرد على عماد عامل















المزيد.....

وطن لشعبين - يعقوب ابراهامي يرد على عماد عامل


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 16:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


ثلاث مرات قرأت مقال السيد عماد عامل: "الطريق المسدود ليعقوب ابراهامي الى سلامة كيلة" (الحوار المتمدن - 2011 / 5 / 29)، من أوله الى آخره، محاولاً الكشف عن طلاسمه. مقال عويص. يعقوب ابراهامي وسلامة كيلة: عصفوران بحجر واحد.
صديق لي (لا أبوح باسمه لأنه لم يخولني بذلك) قال لي انه فر هارباً لا يلوي على شيء بعد ان قرأ ثلث المقال فقط. هذا إنجاز كبير بحد ذاته وقد كان كافياً لأن ينهكه. انا، بخلاف صديقي الهارب، لا استطيع ان أفر من مقال يحمل اسمي في عنوانه، مقروناً باسم "مفكر ماركسي" يشار إليه بالبنان. وهكذا وجدب نفسي أشرب الكأس حتى نهايتها، لا مرة واحدة بل ثلاث مرات، والآن هي الجولة الرابعة.

انا في الواقع احب أسلوب الكتابة الذي يستخدمه عماد عامل في مقاله (وأنا ايضاً أحاول أحياناً استخدام هذا الأسلوب): جمل وافكار يقاطع بعضها بعضاً وترغم القارئ على التركيز والأنتباه. هذا اسلوب ناجح بشرطين: الأول ان يكون للكاتب ما يقوله. والثاني ان لا يبالغ في انهاك القارئ. وعماد عامل فشل في كلا الأختبارين: بالغ الى حد الملل من جهة، ولا أحد يدري إذا كان لديه حقاً ما يقوله من جهة أخرى.

أقرأوا على سبيل المثال الفقرة التالية وقولوا لي إذا كنت انا هو الأنسان الوحيد الذي لم يفهم منها شيئاً:
" كثرت النداأت لليسار، وياسار اليسار، ويسارات من اليسار، الى العجل المقدس، بتغيير المنتلقات والنظريات، التطبيقات وكل ما بين دفتي الواقع والفكر. توجسا له، رجعيا كان، يغدو تقدميا".

(الأخطاء الأملائية، إن كانت هناك أخطاء إملائية، هي في النص الأصلي. أقول بصراحة انني لم افهم كيف غدا الرجعي تقدمياً أو ربما التقدمي رجعياً. هل من مترجم؟ ومن اين برز هذا " العجل المقدس"؟ وما هي هذه "المنتلقات والنظريات" التي تختفي " بين دفتي الواقع والفكر"؟ مرة كتبت ان الفيلسوف الألماني هيغل هو اصعب من قرأت في حياتي. كان هذا قبل ان أسمع عن عماد عامل.)

أو الفقرة التالية:
" السيد يعقوب، عن حق، يجيد التعبير عن التماثل، ويتعامل مع الماركسيين كما يتعامل مع المتدين بدين سماوي، له عقائده..فكلما ناقش سلامة كيلة، حسقيل قوجمان...، لا يتوانى في رد الكلام الى الاصول، حتى ترتد فيه صرخة نقد، فيتاهل بهذا العود (( ربما العود محمودا ع.ع. )) النقد، ان شئت الدقة، العقد. فيعقوب ينطلق في نقاشه، من العقد الذي به، وبدون علم محاوره، في المعبد الاول، زوج من خلاله كل محاوَر، متكلم بالكلمة البدعية: الماركسية، بكل من ماركس، انجلز،لينين، وستالين."

(ما يغضبني في الفقرة السابقة هو انني لا اعرف إذا كان السيد عماد عامل يذمني أم يمدحني. هل هناك من القراء من يستطيع ان يجيبني على هذا السؤال؟).

وقبل ان يتهمني أمير الغندور بأنني أتعمد الإنشغال بالكلمات بهدف رفض المعنى (" حالة إبراهامي هذه" - يقول الطبيب النفسي أمير الغندور في تقريره عن ال-Case التي يعاني منها يعقوب ابراهامي - "هي نموذج مصغر للذهنية الإسرائيلية ككل")، بودي ان أقدم الى عماد عامل نصيحة: فبل ان تضغط على "حفظ - ارسل" راجع ما كتبته مرة ثانية و ثالثة. احذف تعابير لا معنى لها (مثل: "واقعنا الاجتماعي الامبريالي". ما هذا؟) او جملاً لا تفهمها انت بنفسك ناهيك عن قراء أقل حكمة منك (مثل: " السيد يعقوب قادر على تسويق الحكمة في دكانته، في الدور الذي اناط به تبشيره، لكل سلعة حكمة، منها الاستذعار، ووهده القادر عليها، فهو السيد لدكانته هذه، والدكانة دكانته..دكانة الحكمة على وزن بيت الحكمة." وشكراً على ثنائك على قدرتي على تسويق الحكمة. وماذا يمكن لكاتب ان يتمنى أكثر من ذلك؟). بعد ذلك فتش وصحح الأخطاء اللغوية (والفكرية). على هذا سيشكرك القراء (أو على الأقل من سيبقى منهم على قيد الحياة بعد ان يفرغ من قراءة المقال) والحكيم تكفيه الأشارة.

ومع هذا سنحاول ان نناقش الكاتب عماد عامل حول بعض ما استطعنا ان نستخلص من مقاله. نعتذر سلفاً إذا كنا قد أسأنا فهمه.

"وطن لشعبين!"؟ - يسأل عماد عامل ويكتفي، لحسن الحظ، بعلامة تعجب واحدة - "اذا كان وطنا، فلماذا هو لشعبين؟!"
سؤال وجيه. والجواب طبعاً هو في غاية البساطة: وطن لشعبين لأنه وطن لشعبين.
هذا الجواب، إذا كنت قد فهمت جيداً، لا يقبله عماد عامل.
"الا يجذر (=يجدر) بالوطن ان يوجد فيه شعب واحد، فلماذا تتعدد شعوبه ؟!" - عماد عامل يضع الآن على رأسه قبعة الفيلسوف الذي يريد ان يعرف أسرار الله في خلقه: لماذا "خلقناكم شعوباً وقبائل"؟.
سؤال محرج. لماذا تتعدد شعوب الوطن الواحد؟ كيف لي ان اعرف. هذا السؤال يجب ان يوجه الى المؤرخين لا لي.
والمؤرخون يقولون: ان قطعة الأرض الممتدة من البحر الأبيض المتوسط الى نهر الأردن، التي تدعى "إيريتس يسرائيل" (اي: أرض اسرائيل) في اللغة العبرية، و"فلسطين" في اللغة العربية، قد تحولت في مجرى التاريخ، عبر مئات القرون، الى وطن لشعبين لكل منهما جذور تاريخية حقيقية ومصالح أقتصادية مشروعة تربطه بها، ومشاعر ثقافية وعاطفية ودينية تشده اليها.
هذا، عزيزي عماد عامل، هو الواقع على الأرض، لا ما هو "الأجدر". والسؤال هو: في هذه الحالة ماذا علينا ان نفعل؟
يستطيع طبعاً كل طرف ان ينكر وجود (أو حقوق) الطرف الآخر: هذا يقول: "كلها لي"، وذاك يقول: "كلها لي". هذا معناه ان كلا الطرفين سيقضيان حياتهما في صراع دائم حتى الموت. وكلا الجانبين، كما قد تعلم، لا يخلوان من مجانين مستعدين ان يموتوا في سبيل الله أو في سبيل أشياء لا تستحق الموت من أجلها. ("الأرض الموعودة" - يقول المشعوذ اليهودي ثم يذهب ليخرق أهم وصية من وصايا الرب العشرة: "لا تقتل!". "وقف إسلامي" - يقول الدجال العربي ثم يذهب ليصلي على روح بن لادن ويرسل "الشهداء" لكي يفجروا انفسهم في الحرب ضد "الكفار".).

الحل الثاني هو ان يتقاسم الطرفان قطعة الأرض هذه بينهما. لا كل "فلسطين" للعرب فقط ولا كل "إيريتس يسرائيل" لليهود فقط، بل فلسطين-إيريتس يسرائيل لليهود وللعرب على حد سواء، دولتان لشعبين: دولة يهودية للشعب اليهودي ودولة عربية للشعب العربي الفلسطيني.

هذا هو الأساس الذي استند إليه قرار التقسيم الذي اصدرته الأمم المتحدة عام 1947 والذي ايدته القوى التقدمية والشيوعية، ودعمته دول العالم الأشتراكي (هل تسمع هذا، السيد عماد عامل؟ أقول ثانية: دول العالم الأشتراكي) وحركات التحرر الوطني في العالم كله، بما في ذلك الأحزاب الشيوعية العربية.
قرار التقسيم استند الى المبدأ اليمقراطي حول حق الشعوب، صغيرها وكبيرها، في تقرير مصيرها بنفسها وإقامة دولتها المستقلة.

يمكن الصاق مختلف التهم (الحقيقية والخيالية) بالقيادة الصهيونية في السنوات التي سبقت قيام دولة اسرائيل. لكن الحقيقة التاريخية هي ان الشعب اليهودي استطاع أن يقرر مصيره وأن يقيم دولته المستقلة لأن قيادته، في تلك الفترة التاريخية الحاسمة، كانت لها الحكمة الكافية لأن تفهم إن حق الشعب اليهودي في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة يجب أن لا يتعارض مع حق الشعب الثاني (الشعب العربي) في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. القيادة الصهيونية المسؤولة آنذاك وافقت على قرار التقسيم، نبذت شعار "كل فلسطين" واكتفت ب"جزء" من فلسطين. (هذا لا يعني إن القيادة اليهودية لم تستغل إلى أقصى حد أخطاء القيادة العربية، ولكن هذا موضوع آخر).

الشعب العربي الفلسطيني لم يستطع أن يمارس حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة لأن قيادته، في تلك الفترة التاريخية الحاسمة، فهمت حق تقرير المصير على أنه يعني حق الشعب العربي الفلسطيني في الاستيلاء على كل فلسطين، ولم تكتف ب"جزء" من فلسطين، أي إنها أنكرت حق الشعب الثاني (الشعب اليهودي) في "جزء" من الوطن المشترك وفي حقه بتقرير مصيره بالشكل الذي يريده.
الدول العربية والزعامة العربية الفلسطينية رفضت قرار التقسيم واعلنت الحرب لأحباطه ولمنع إقامة دولة اسرائيل. هذه هي الحقائق التاريخية الأساسية التي أوجدت "النكبة" وخلقت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

لولا ان الزعامة العربية الفلسطينية، في السنوات الحاسمة 1947-1948، رفضت قرار التقسيم، ولولا ان الدول العربية أرسلت جيوشها ل"إنقاذ فلسطين"، لقامت الدولة الفلسطينية عام 1948، لما وقعت "النكبة" ولما نشأت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. (هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال تبرئة القيادة الصهيونية من مسؤوليتها ولا يعني ايضاً انه لما نشأت مشاكل أخرى).
لا إقامة دولة اسرائيل هي التي أوجدت "النكبة" بل الحرب لمنع إقامة دولة اسرائيل هي التي خلقت الشروط التي أوجدت "النكبة" وشردت الشعب العربي الفلسطيني". كل من احيا ذكرى "النكبة" في الأسابيع الأخيرة ولم يذكر هذه الحقيقة يشوه التاريخ، يخدع شعبه وينطبق عليه قول تاليران على ملوك البوربون: "لم ينسوا شيئاً ولم يتعلموا شيئاً".

في ايام مضت كان الشيوعيون العرب يعرفون من أنزل "النكبة" بالشعب العربي الفلسطيني ومن شرده :
"إن الحرب الفلسطينية، التي كانت نكبة هائلة على عرب فلسطين، أدت الى خرابهم، وتشريد مئات الألوف منهم، وانتزاع اقسام جديدة من اراضيهم، كانت ايضاً نكبة عامة على الشعوب العربية عسكرياً ودولياً واقتصاديا ووطنياً." (بيان الى الشعوب العربية من الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي السوري والحزب الشيوعي اللبناني وعصبة التحرر الوطني في فلسطين - اكتوبر/ تشرين الأول 1948).

ومن المفيد أيضاً ان نتذكر كيف نظر الشيوعيون العرب الى اسرائيل في السنوات الأولى لقيامها قبل ان يكتشفوا انها مجرد "كيان صهيوني".
فيما يلي ترجمة حرفية لفقرة من خطاب القاه النائب الشيوعي العربي توفيق طوبي اثناء النقاش الذي دار عام 1950 في الكنيست (البرلمان) الأسرائيلي بشأن قانون الخدمة العسكرية. محمد نفاع، إقرأ هذا جيداً. إقرأ كيف طالب النائب الشيوعي العربي بتجنيد الشباب العرب في جيش الدفاع الأسرائيلي:
". . . مراراً عديدة أشرنا الى أن أمن الدولة يتعلق الى درجة كبيرة بسياسة الصداقة مع الشعوب العربية، سياسة إقامة علاقات مع الشعب العربي الأرض اسرائيلي (هذه ليست غلطة في الترجمة - ي. أ.) ومع الشعوب العربية المجاورة، سياسة ترتكز على الأحترام المتبادل للحقوق. ان سياسة هدفها الصداقة مع الشعوب العربية تحتم اتخاذ توجه خاص نحو الأقلية العربية في اسرائيل، توجه يكون اساسه المساواة في الحقوق والواجبات. . . أنا أسأل: لماذا تستثني الحكومة الأسرائيلية المواطنين العرب في سن التجنيد من التجنيد العسكري العام، على الرغم من ان عدداً كبيراً منهم عبروا عن استعدادهم للقيام بواجباتهم كمواطنين يطالبون بالتمتع بكل الحقوق؟".

كل هذا كان، كما قلنا، قبل ان يكتشف عماد عادل وسلامة كيلة (ومحمد نفاع ومن على شاكلته) ان اسرائيل هي رأس حربة للأمبريالية العالمية ضد حركة التحرر الوطني العربية.

يغضب علي عماد عامل لأنني أقارن كتابات "المفكر الماركسي" سلامة كيلة بشعارات "محتل لبنان" أحمدي نجاد.

احكموا بأنفسكم:
سلامة كيلة: "الدولة الصهيونية قائمة، لكن ذلك لا يعطيها لا الشرعية ولا الحق، لأنها قامت كجزء من السيطرة الإمبريالية على الوطن العربي، وبالتالي فهي أداة إمبريالية تقوم بدور الهراوة لمنع التطور والتقدم."

أحمدي نجاد: " ليعلم العالم كله ان الصهاينة الى زوال"

ما الذي أغضب كاتبنا المحترم؟ أحقاً لا يرى عماد عامل التماثل بين ما يقوله "المفكر الماركسي" وما يقوله "محتل لبنان"؟ وما هو مصير الدولة التي ليس لها "لا الشرعية ولا الحق"، والتي " تقوم بدور الهراوة لمنع التطور والتقدم"، إن لم يكن الى زوال؟ وكيف يمكننا ان نعرف من سرق أفكار من؟ هل سلامة كيلة هو الذي أوحى لأحمدي نجاد بنظرية "الزوال"، أم ان أحمدي نجاد هو الذي ألهم سلامة كيلة بنظرية "الهراوة" التي تمنع التقدم والتطور؟ (حتى الآن "الهراوات" الوحيدة التي نراها هي الهراوات التي ينزلها "بشار وبس" على رؤوس ابناء شعبه).

قد اغفر لعماد عامل كل هفواته وعثراته لكنني لن أغفر له أنه يقرن اسمي باسم واحد من أمهر المحتالين والمراوغين والمخادعين والكذابين الذين عرفتهم اسرائيل. لماذا تفعل لي ذلك يا أخي؟
(لمعرفتك فقط: أنا أغلق جهاز التلفيزيون، أو أعبر لقناة أخرى، كلما ظهر بنيامين نتنياهو على الشاشة. الخطاب المخزي الأخير الذي ألقاه أمام الكونغرس الأمريكي لم أشاهده (وأسمعه) في التلفيزيون بل قرأته في الصحف).

وهكذا يفتري علي عماد عامل:
" وحال لسان يعقوب في اثره رئيس الوزراء الاسرائيلي، يقول ان الانتفاضات الراهنة ستؤدي الى صعود الاسلام للحكم، وبالتالي الفوندامنتالزم. فيعقوب يقول لنا، بكلام جميل، علينا ان نسحب يدنا من القضية الفلسطينية".

أين ومتي قلت: "علينا ان نسحب يدنا من القضية الفلسطينية"؟
قلت ان "القضية الفلسطينية" (وللقويسين هنا، عزيزي عماد، مغزى خاص) مثلها مثل "الوطنية" قد اصبحت "الملجأ الأخير للأنذال". لماذا تغضب؟ هل نحن هنا أمام مثل القبعة التي تشتعل على رأس السارق؟
قلت أيضاً ان "القضية الفلسطينية" (انتبه الى "القويسين"، عزيزي عماد) قد أصبحت تجارة رابحة في أيدي الطغاة والمشعوذين والمفلسين. أليس هذا صحيحاً؟
أليك بعض الأمثلة:
في أيدي الطغاة: ألم تسمع ان المتظاهرين السوريين في ذكرى "النكبة" رفعوا صور "بشار وبس"؟ ألا تعرف ان زعماء "البعث" السوري الفاشي تفرغوا لبضعة ساعات من قتل أبناء شعبهم لكي ينددوا ب"المذابح" التي ينفذها "الكيان الصهيوني"؟
في أيدي المشعوذين: استمع الى خطابات القرضاوي والشيخ رائد صلاح والى "بالروح والدم نفديك يا أقصى!".
وفي أيدي المفلسين: أقرأ ما يكتبه محمد نفاع، خالد حدادة، آل بكداش وباقي الزمرة.

أين ومتى قلت أو كتبت: "ان الانتفاضات الراهنة ستؤدي الى صعود الاسلام للحكم"؟
اعجابي ب"الثورات العربية" لا يعرف الحدود. وقد وجد له ذلك تعبيراً في كل ما كتبته.
ولكنني عاصرت "التجربة الأيرانية" ولا استطيع ان اتجاهل أشارات تدل على محاولات لحرف "الربيع العربي" عن مساره. "الثورات العربية هي صحوة اسلامية" - قال (تمنى) المرشد الأعلى للجمهورية الأيرانية الأسلامية وهذا لا يبعث على الأطمئنان.
"فلسطين عربية رغم انف الصهيونية" - صاح متظاهرون في "ميدان التحرير" في القاهرة. هذا يذكرني بايام حالكة. هذه رجعة ستين عاماً الى الوراء. هذه هي ثورة ردة مضادة. لا من أجل "فلسطين عربية" قامت "الثورات العربية" بل من أجل إقامة مجتمعات مدنية ديمقراجية حرة. وانا لا زلت أؤمن بالقوى المتقدمة الحية في المجتمع المصري بوجه خاص.
وانا طبعاً لا ارقص طرباً عندما أرى أن "الشعب يريد الزحف على فلسطين" ( يوم الجمعة 13/5/2011 في ميدان التحرير في القاهرة). لحسن الحظ اكتفى "الشعب" في نهاية الأمر بأحراق العلم الأسرائيلي، مع كل المراسيم التي ترافق عادة هذا الطقس الوثني العجيب: داسوا بالأقدام رموزاً "صهيونية" و"شنقوا" دمية تحمل على صدرها "نجمة داوود السداسية". ماذا اراد هؤلاء الذين اقدموا على هذا العمل البربري ان يوحوا بذلك للعالم المتحضر؟.
اما "الزحف على فلسطين" فقد اقتصر على "الزحف" على السفارة الأسرائيلية في القاهرة. غني عن البيان ان هذا "الزحف" لم يحل مشكلة واحدة من مشاكل الشعب المصري الحقيقية التي جاءت الثور المصرية لتحلها.

هل الثورة تهرب الى أمام؟ هل نحن امام خطر تدهور "الربيع المصري" الى "خريف مصري"؟ هل التركيز على الأنتقام الشخصي من مبارك وأفراد عائلته هو احد مظاهر هذا التهرب من مواجهة مشاكل مصر الحقيقية؟ حذاري! حذاري!.

يجب ان اكف عن الكتابة الآن لأنني أريد ان استعد للسفر (مع الزوجة طبعاً) الى تل ابيب للمشاركة في مظاهرة تجري مساء هذا اليوم تحت شعار: "الأعتراف بدولة فلسطينية بحدود عام 67 هو مصلحة مصيرية لأسرائيل".
في النداء الذي اصدرته اللجنة المنظمة للمظاهرة جاء ما يلي:
"إزاء حكومة تقودنا الى كارثة وطنية علينا ان نرفع صوت اسرائيل الحقيقية، وأن نعلن استقلاننا من الأحتلال.
ليست هذه اياماً اعتيادية. أن مصير اسرائيل في كفة الميزان. وكل من يبقي في بيته مثله مثل من يساند سياسة تعرض اسرائيل للخطر".

سأكف حالاً عن الكتابة لأن الأشتراك في مظاهرة من اجل السلام الأسرائيلي-العربي هو أفضل من الكتابة عنه.



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الذي يحارب بمدافع القرن ال-19
- أنا، أميل حبيبي وجورج حزبون
- خرافة الأشتراكية العلمية
- فهد والقضية الفلسطينية : ملاحظات نقدية
- فيتوريو بعد جوليانو
- يوم انحرفت الثورة المصرية عن مسارها
- وردتان على قبره
- من قتل جوليانو مير؟
- الصهيونية ليست ما تظنون
- نمريات
- الشاعر الذي يتكلم لغة قديمة
- ملاحظات ليبية
- المقياس الأساسي لدى محمد نفاع
- شعب اسرائيل صديق لشعب مصر
- نريد يساراً جريئاً لا يساراً خائفاً
- تحية لشعب تونس
- اليسار الصهيوني يوك!
- من اجل مصالحة تاريخية كبرى
- أحماقة أم نفاق سياسي؟
- البارع، المطور والذي لا يعتذر


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - وطن لشعبين - يعقوب ابراهامي يرد على عماد عامل