أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد دلا - احذروا من 5 حزيران جديد















المزيد.....

احذروا من 5 حزيران جديد


عماد دلا

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احذروا من 5 حزيران جديد
في صباح يوم الاثنين الخامس من حزيران عام 1967 , قام سلاح الجو الإسرائيلي بغارات مكثفة على المطارات والقواعد الجوية المصرية معلنا بذلك الحرب , وخلال ستة أيام أستطاع الجيش الإسرائيلي إلحاق هزيمة نكراء بالجيوش العربية على كل الجبهات , ولم يُفد كل ذاك الصخب الشعاراتي الناصري والبعثي في منع تقدم جيوش العدو التي احتلت في ستة أيام أكثر من ثلاثة أضعاف المساحة التي كانت إسرائيل قائمة عليها قبل الحرب , أي بسرعة تقدم وانتشار تتجاوز السرعة الممكنة في رحلات الصيد .
و رغم حجم الهزيمة الكارثي وفداحتها وعارها , بقيت أنظمة الهزيمة قائمة , لا بل أن البعض حمد الله على هذا النصر الذي حققه العرب حيث فشلت إسرائيل في إسقاط !! هذه الأنظمة التقدمية .... ولم يبقى للعرب - وليس لهم – غير هذه اللغة العربية الثرية والغنية بالمفردات والمترادفات التي تصنع في البلاغة العجائب , فأصبحت هزيمة حزيران " نكسة " وهزيمة عام 1948 " نكبة " , وبالتأكيد نفهم سبب ابتعاد منظروا أنظمة الهزائم ولغويوها عن مصطلح " كبوة " رغم جاذبيته اللغوية وقدرته التزويرية .... ربما لأن الكبوة مرتبطة بأذهان الجماهير بالفارس ...... ومن أين لنا أن نأتي بفارس ؟ .
بعد الهزيمة انشغلت إسرائيل ببناء الدولة وتقوية مؤسساتها ,والأرقام الإحصائية والأبحاث والدراسات تفيد كم نجحت إسرائيل بذلك , ولعدم أطالة المقال وحشوه ,لن أذكر أرقاما وتصنيفات , لكن يمكن لأي مهتم العودة إليها و رؤية النجاح المذهل الذي حققته , , بينما انشغلت الأنظمة المهزومة بتحطيم دولها الناشئة و مؤسساتها , وبالعودة للدراسات والأبحاث وللواقع نجد كما كان نجاح هذه الأنظمة مذهلا في ذلك .
لن أتحدث بالتاريخ كثيرا , فالكل يعرفه , ولن أتحدث عما حدث في كل جبهة , فقد اختلفت المسارات وأصبح لكل نظام من أنظمة الهزيمة توجهه وأداؤه ودوره , لكنني سأتحدث عن سوريا فقط , لكوني سوري ولكون الشعب السوري هو المعني بالتحذير وهو المهدد بهزيمة حزيرانية جديدة .
الكل يعرف أن النظام السوري الحالي هو امتداد لنظام الهزيمة الحزيرانية ,وهو امتداد كلي لا جزئي , امتداد بنيوي وشكلي وشامل سياسيا وفكريا وأيديولوجيا وعسكريا وعائليا وحتى شخصيا ,فوالد الرئيس الحالي هو من أعلن في صباح العاشر من حزيران البلاغ العسكري الشهير رقم 66 , فماذا فعل النظام على امتداد هذه الفترة التي تقارب خمسة عقود ؟
المسار الأول كان تحطيم الدولة الناشئة ومؤسساتها - كما اشرنا سابقا – بحيث تحولت مؤسسات الدولة بحكم هذا التخريب المستمر الممنهج إلى شكل من أشكال التنظيمات والإدارات الملحقة بالنظام العسكري الأمني المسيطر الذي تحول أخيرا ليصبح شكل من أشكال المافيا والعصابات المنظمة متعددة الأذرع
المسار الثاني كان تحطيم المجتمع من خلال العبث بمنظومته القيمية والأخلاقية وتخريبها, وتحطيم البنى الاجتماعية وتشكيلاتها وصولا لتدمير المكون الأساسي للتشكيل الاجتماعي " الفرد "
هذا ما حصل وأنجز بالفعل على أرض الواقع , أما على الجانب الإعلامي والشعاراتي فالموضوع مختلف , وبالرغم من تناقضه مع معطيات الواقع وحقائقه , إلا أنه أيضا سلك خطا بيانيا هابطا , ولهذا الخط البياني الشعاراتي الهابط دوره وأسبابه (( حيث يصعب طلب التطبيع من شعب مناضل مقتنع بضرورة التحرير وحتمية النصر ... لا بد من التدرج بالخطاب قبل هكذا طلب , ولا بد من تحضير نفسي لهذا الشعب ليتقبل الفكرة , وإلا فالتمرد والثورة أقل ما يمكن أن يحصل )) .... في البداية كان المطروح - ونحن نتكلم عن الشعارات الآن – تحرير كامل فلسطين المحتلة من النهر إلى البحر ولن يكون الصهاينة أكثر من وسيلة لدعم الاقتصاد القومي باعتبارهم مادة علفية جيدة للثروة السمكية بالمنطقة , بعدها أصبح الشعار تحرير الأراضي المحتلة في هزيمة حزيران ومحاصرة إسرائيل ببقعة ضيقة لا تتعدً الحدود التي حددها قرار التقسيم الأممي رقم 242 , بعدها هبطت الشعارات من مستوى التحرير إلى مستوى أدنى لكن بصيغة رنانة " الصمود والتصدي " وما رافق هذا الشعار من شعارات أخرى ربما فرضتها ضرورات مالية كشعار " التضامن العربي " – من يملك المال عليه أن يدفع فنحن نحارب عنكم جميعا - ,,,,,,,,,, ومن الصمود والتصدي إلى الصمود بلا تصدي وصولا إلى الممانعة بلا خجل ,,,,,,,,,,, مع الاحتفاظ بشعار قديم جديد " التمسك بالثوابت الوطنية " , فالاحتفاظ بهذا الشعار القديم لا يتناقض مع تحديث الشعارات ومنحاها البياني الهابط لكونه مبهما معانيا متحول رياضيا , فلا أحد يعرف هذه الثوابت غير صاحب الوطن وسيده , أنا كمواطن لا أعرف ما هو هذا الثابت شكلا المتحول موضوعا .... هل الثابت تحرير فلسطين ؟ هل هو تحرير الجولان ؟ هل هو مزارع شبعا ؟هل هو حصتنا من مياه الجولان ؟ هل هو حصة رامي مخلوف بالاستثمارات السياحية في المنتزه الاسدائيلي المخطط لإنشائه في الجولان ؟ ,,,,,,,,,, لا أحد يعرف , لا أحد يعرف غير أولئك الراسخون بالوطنية
شعار آخر من الشعارات العابرة للازمنه والأجيال " التوازن الاستراتيجي " , هذا الشعار الذي صادر حتى حقنا بالزمن , حقنا بالمستقبل , حقا بالحلم وحقنا بالحياة ,,,, فبموجب هذا التوازن الإستراتيجي الملعون كان علينا الصمت والانتظار , أي دعوة للحياة للحرية للكرامة للعيش للعمل للتنمية للرفاه للتطوير للبحث للعلم للعدالة ,,,,,,, أي شيء من هذا هو خيانة عظمى للوطن و وهن لنفسية الأمة وتقديم لرجس الحياة على مقدس التحرير
طيب وبعدين , متى سيتحقق هذا التوازن الاستراتيجي مع العدو , إذا كان هذا العدو يتقدم بقفزات مذهلة بكافة المجالات بدء بصحن الحمَص وانتهاء بالقبة الصاروخية , وأنتم تتراجعون بقفزات مرعبة وبكافة المجالات بدء بزراعة الحمَص وانتهاء بقبة كان اسمها قبة البرلمان
يبدو أن التوازن قد تحقق اليوم , من حيث أن الأفكار العبقرية قد تتجاوز – أحيانا - في قيمتها وتأثيرها , قيمة وانجازات عقود من العمل المؤسساتي التراكمي التقليدي ,,,, فكرة عبقرية خارقة أبدعتها عقول عسكرية مذهلة أخلّت بميزان التوازن الإستراتيجي لصالحنا , وجعلت حتى رماد عظام نابليون بونابرت بقبره تنكمش غيرتا وحسدا ,,,, إنها فكرة الزحف
ولكن قبل هذا الزحف العظيم دعونا يا أسياد أبواقكم وصانعو شعاراتكم , نسألكم ؟ ,,,, عن ؟ مليارات الدولارات التي دفعناها من دمنا وعرقنا في صفقات الخردة العسكرية التي قبضتم عمولتها نقدا ومواقفا سياسية
عن 85 % من الاقتصاد الوطني المصادر والمنهوب بحجة التحرير , عن هدر أبسط حقوقنا كبشر بحجة التحضير للمعركة , عن تبديد 13 % من الطاقة البشرية تحت عنوان الخدمة الإلزامية , عن المعسكرات والتدريب والشبيبة والطلائع , عن الطوارئ وخطابات الحرب وشعارات التحرير , عن عقود من شد الأحزمة حتى لم يبقى لنا من شدة الشد بطون , ولا من ثقل حِملنا ظهور ,,,,,, عن هذا الخطأ الإستراتيجي الفادح الذي جعلكم تشترون بأموالنا السلاح , بدل أن تقيموا أعراسا جماعية وتزوجوا كل بالغ في الوطن وكل من استطاع للنكاح سبيلا , كان عليكم أن تشجعوا تعدد الزوجات وكافة وسائل وسبل إنتاج البشر طبيعيا وصناعيا , طالما إن إستراتيجية التحرير قائمة على مقارعة أحدث آلة عسكرية بالعالم بأجساد المواطنين العارية وبأرواحهم البريئة
عليكم الإجابة عن خمسة عقود منهوبة من تاريخنا وأرضنا وحياتنا واقتصادنا وأعمارنا وأجيالنا
وعلى السوريون بمن فيهم أبناء الجولان المحتل , والفلسطينيون المقيمون في سوريا حيث احتضنكم الشعب السوري منذ عقود وكان لكم ما له وعليكم ما عليه , في حين كان النظام يتاجر بقضيتكم ويقبض ثمن أقامتكم , على الجميع الاستماع لصوت العقل الذي يقول :
إن الدعوة للزحف في الخامس من حزيران هي دعوة لمجزرة جديدة بغض النظر عن من سينفذها , فكل ما ذكرناه سابقا وغيره الكثير الكثير مما يثبت أن هذه الدعوة ليس الغاية منها تحرير الأراضي المحتلة ولا حتى الضغط على إسرائيل بقدر ما هي محاولة من النظام لإجهاض ثورة الحرية والكرامة
إن هذه الدعوة وهذا التحشيد لا ينم عن حد أدنى من المسؤولية , بل إن الأمر يتجاوز موضوع المسؤولية التي تستوجب حماية المواطنين واللاجئين وضمان سلامتهم , فهذا الأمر يعبر عن عقل إجرامي وبنية نفسية مريضة و وضاعة أخلاقية تدفع بأبناء الوطن العامرة قلوبهم بحب الوطن وقيم التضحية والفداء إلى التهلكة
فعدا عن مخاطر الحواجز وحقول الألغام التي ستمزق أجساد المواطنين وتزهق أرواحهم البريئة , فمن المتوقع أن ترد قوات الاحتلال الإسرائيلي على هذا الزحف الأعزل بمجزرة ربما تقود لمناوشات مخططة ومرسومة ومتفق عليها بين قوات الاحتلال والنظام السوري , أي معركة محدودة ومحددة ببعدها العسكري والجغرافي ومفتوحة وشاملة ببعدها الزمني والإعلامي الإقليمي والدولي , و بهكذا مسرحية حربية على جبهة خارجية يظن النظام أنه سيجهض ثورة الحرية والكرامة من خلال استغلال حالة الحرب المعلنة لقمع الثورة وارتكاب مزيدا من العنف والجرائم بحق الشعب المسالم المطالب بالحرية والكرامة ,,,,,,, فحذروا من المشاركة في هزيمة حزيرانية جديدة



#عماد_دلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدونيس_دعنا نتقاسم النصوص
- الأحجية العددية في الثورة السورية
- الدساتير العربية والمادة المفقودة


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد دلا - احذروا من 5 حزيران جديد