أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - إلى الأستاذ جواد البشيتي. ردٌّ على ردّ














المزيد.....

إلى الأستاذ جواد البشيتي. ردٌّ على ردّ


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 21:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عزيزي الأستاذ جواد البشيتي الموقر
أشكرك أبلغ الشكر على أن تكرّمت بالرد على اعتراضي وبعد:
فإني حين اطلعت على مقالتك النفيسة "كيف نفهم المفاهيم" وعلى ما سبقها من مقالاتك الفلسفية الرائجة بطابعها العلمي الفيزيائي الفلكي الميسّر للجميع، والتي لا تلقى مني إلا الثناء والتأييد، استوقفني في أكثر من مكان أنك ترى بعض السؤال يطرح بهذه الصيغة أو تلك فاسداً مكروهاً؛ لأنه في رأيك لا ينتج إلا جواباً أشأمَ تضيع معه الحقيقة أو تنحرف عن مسارها إلى الوهم والخرافة. وهذا الرأي في ملّتي تخطئه الإصابة في الحكم، وأجدر به أن ينصبّ على الجواب لا على السؤال من حيث إنه سؤال. فالسؤال من حيث إنه سؤال، لا يقبل الحكم عليه بالفساد؛ لأن الغرض منه هو طلب العلم بشيء، وطلب العلم من الإنشاء، والإنشاء هو ما ليس يحتمل الحكم بالتصديق أو التكذيب.
وليس هذا فحسب، بل هو مردود من وجوه أخر: فإنك حين تنعت السؤال أيّ سؤال بالفساد، فكأنك تنهى عنه، والنهي عن السؤال لون من ألوان القمع. وإنك عندما تحكم عليه بالفساد، فأنت في حقيقة الأمر تسبق إلى الحكم على النتيجة المتوخاة من السؤال، أو التي يمكن أن يتمخّض عنها السؤال؛ وبهذا يكون حكمك واقعاً على الجواب من حيث أردت أن يكون واقعاً على السؤال. فلو لم يكن جواب السؤال فاسداً لما كان السؤال فاسداً؛ فيبطل بهذا قولك بأنّ من الأسئلة ما هو فاسدٌ.
ولنأخذ مثال الطفل الذي يسألك: "كيف خَرَج هذا الإنسان الذي يَزِن 80 كيلوغراماً من رَحم أُمِّه؟" ولنسأل بعد ذلك: هل أخطأ الطفل إذ طرح السؤال بهذه الصيغة؟ أو هل يصح – بتعبير آخر - أن نحكم على سؤال الطفل بالفساد؟
الجواب - بالتأكيد - هو: لا؛ وذلك لأنّ الطفل يجهل الأمر، ويبحث عمّا يبدد جهله. ومن هنا فلا يصح أن يقال له إنه مخطئ في طرح سؤاله، أو إنّ سؤاله فاسد.
بيد أن الجواب على سؤاله هذا، لن يخلو من أن يكون إما صحيحاً أو فاسداً: فهو صحيح إمّا جاء على النسق التالي الذي يقضي به منطق السؤال: "إن الإنسان يخرج من الرحم وليداً لا يزن إلا بضع مئات من الغرامات، ثم ينمو بعد ذلك حتى يبلغ وزنه ثمانين كيلوغراماً".
وسيكون بلا شك فاسداً إذا ما جاء على المعنى التالي أو على ما يشاكله: " الرحم عند الولادة يتمدد حتى يتسع لخروج رجل بزنة ثمانين كيلوغراماً".
ومثل هذا يقال في السؤال عن المادة. فما هي المادة؟ ومن أين جاءت المادة؟
الجواب عن ماهية المادة، يمكن أن نستقيه من علماء الفيزياء والفلك ومن الفلاسفة أيضاً. وقد عبر عنها أرسطو من قديم الزمان تعبيراً حائراً، فقال ما معناه: إنها الجوهر الذي تتشكل منه الأشياء جميعها، والذي يمنح هذه الأشياء صورها المتميزة.
فالإنسان مثلاً يتكون من هذا الجوهر، وكذلك الصخرة، والحصان. ولكنْ، ما هو هذا الجوهر؟ وكيف يتاح لنا أن ندركه بعقولنا وحواسنا إذا لم يتمثل لنا في صورة من هذه الصور؟
ما هي المادة (العجينة) التي تؤلف صورَ الأشياء وتنحتها؟ ما هو الفيل؟ ما هو القمر؟ ما هو الماء؟ ما هو الهواء؟ ما هو...؟ من الذي يعطي لكل هذه الأشياء صورَها وأشكالها وصفاتها وطعومها وألوانها وخصائصها الاخرى؟.
إنها بلا شك المادة الأصلية الموجودة قبل الانفجار العظيم - إن صحَّت نظرية الانفجار -؛ التي لا بد من أن تكون جسماً لطيفاً ذا طاقة وحركة دائمة لا تسكن. فإن لم نستطع أن نتخيلها في هذه الصورة، فعلينا أن نعترف بوجود العدم، أو بوجود شيء لا وجود له على الإطلاق، وهذا من المُحال.
فأما "من أين جاءت المادة؟" فسؤال علمي مشروعٌ لا غنى للعقل عن طرحه، وأقرب جواب عنه إلى العقل، هو: إنَّ المادة أزلية قديمة موجودة أبداً. وقد استحال أن تكون مخلوقة؛ لأنها حينئذ لا بد لها من خالق، ولا بد لهذا الخالق من خالق، ولا بد لهذا من خالق آخر، وهكذا دواليك إلى ما لانهاية. واستحال الخلق أيضاً؛ لأن الخلق لا يأتي إلا من العدم. والعدم كما ذكرنا ليس بشيء؛ هو لفظ لا يدل على موجود. وما ليس له وجود لا يأتي منه موجود.
تبقى مشكلة الحياة، وهي من أعقد المشكلات التي تواجه العقل.
وربما بدا الجواب عن السؤال: "من أين جاءت الحياة؟" مستحيلاً، ومع ذلك فقد تمكن الإجابة عنه إجابة علمية، وأخرى فلسفية: فمن الناحية العلمية، فإنَّ الحياة نشأت عند التقاء مواد غير عضوية وامتزجت هذه المواد ببعضها على نحو خاص في ظروف طبيعية سمحت بنشوء مادة عضوية منها، ما لبثت أن تطورت وتنوعت حتى امتلأ بها كوكبنا الأزرق.
ومن الناحية الفلسفية، يمكن القول بأنَّ المادة لها وعيُها الخاص (قوانينها) التي لا تعجز عن خلق ما هو ممكنُ الخلق.
وهكذا نرى أنّ أيّ سؤال مهما كان ساذجاً ضعيفاً أو قوياً، له علينا حقُّ الجواب.
فإن أجبنا، فقد أصبنا وإلا فقد أخطأنا.
مع خالص المودة والتقدير














#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس الفلسفة الماركسية (6)
- بؤس الفلسفة الماركسية (5)
- بؤس الفلسفة الماركسية (4)
- بؤس الفلسفة الماركسية (3)
- بؤس الفلسفة الماركسية (2)
- بؤس الفلسفة الماركسية
- نقد نقد النظرية الماركسية
- إلهٌ جديد
- حنَّا هاشول يصرخ في الوادي
- حياتي في خطر. قصة قصيرة


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - إلى الأستاذ جواد البشيتي. ردٌّ على ردّ