أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - رهن العرب في البنك الدولي














المزيد.....

رهن العرب في البنك الدولي


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 09:50
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


من يُتابع حكايا وأقاصيص العرب فإنه يُصاب بالإحباط والمرارة عندما يسمع حجم ثروات رؤساء العرب، ويقارنها بحجم ضائقة الشعوب العربية وفقرها.
ومن يُتابع أخبار موظفي الحكومات العربية الفقيرة من ذوي الرتب العالية، فإنه أيضا يكتئب، وهو يُتابع أخبار وزراء العرب وكبار موظفيهم، وهم يتنقلون بالطائرات من بلد إلى بلد بدعوى المشاريع وخدمة الوطن، ويرفضون أن يسافروا في الدرجات السياحية في الطائرات، ولا يستقلون الطائرات إلا بعد أن يتأكدوا من الحجز في الدرجة الأولى دائما، وهم عندما يَحُلُّون ضيوفا لا يُقصِّرون، فينزلون في الفنادق الفخمة، وهم يقيسون مناصبهم، بحجم المبالغ التي أنفقوها في رحلاتهم، فكلما ارتفعت تكاليف سفرهم، ازدادت قناعتهم بعلو مرتبتهم، ورفعة وسمو قدرهم، حتى ولو كان ذلك إنهاكا لاقتصاد الوطن، وخيانة للثقة التي مُنحت لهم!
قرأت خبرا منذ فترة يقول:
ألغى البيت الأبيض احتفالاتٍ كثيرة، وأقام احتفالات صغيرة بعيد الفصح وغيرها من المناسبات، فقام بتقليص عدد الحاضرين، وبترشيد الطعام في هذه المناسبات، توفيرا للنفقات!
سأظلُّ أحلم بأن أقرأ خبرا مماثلا عن أمة العرب، وسأظل أحلم بأن أسمع رئيسا أو مسؤولا عربيا، لم يقم باستغلال منصبه في جني المكاسب والمغانم، ليس له فقط، بل لكل أفراد أسرته أو المقربين منه، فقد أطلعني أحدهم على ملف ابن أحد المسؤولين البارزين في فلسطين منذ سنوات، والذي ابتعثته فلسطين للدراسة في الخارج ففشل، ثم أطلعني على تفاصيل مصروفات الابن الباهظة جدا، بما في ذلك تكاليف تذاكر سفر زياراته المتعددة للوطن، مع احتفاظ هذا الابن بوظيفة حكومية ظلَّ يتقاضى مرتبا شهريا، وهو غائبٌ عن العمل!
ومن طرائف أمة العرب الغنية حكوميا، والمفلسة شعبيا، أن قامت الدول الثمانية الغنية في العالم يوم 27/5/2011 في اجتماعها الدوري برصد مبلغ عشرين مليار دولار كمساعدة عاجلة للدول العربية( الفقيرة) !! والتي ثارت على أنظمتها الدكتاتورية المستبدة القمعية!!
وقال المحسن الكبير رئيس البعثة الأوروبية خوسيه مانويل باراسو:
" دعونا ندعم الربيع العربي، فأنا متأكد بأنهم سينجحون"
أما السؤال الذي لم يفلح كثيرون في الإجابة عنه حتى اليوم وهو
ما السر في فقر أمة العرب، على الرغم من ثراء بلاد العرب؟
سيظل هذا السؤال مطروحا زمنا طويلا، لأن إجابته سهلةٌ جدا نظريا!!
فالعرب لم يحسنوا استغلال مواردهم البشرية، ولم يحسنوا وضع الخطط المستقبلية الملائمة لأوطانهم، لأنهم ما يزالون يعيشون في ماضيهم، ولم ينتقلوا من الماضي إلى الحاضر، تمهيدا للمستقبل!
كما أن الدول والحكومات والممالك العربية ما تزال في معظمها مستحثات أثرية، تُحاكي صورة مضارب شيوخ القبائل، أو صورة بلاط سلاطين الزمان، وقصور الأباطرة، ممن كانوا يرون في شعوبهم خدماَ فقط !
ظللنا نحلم زمنا بقصور أندلس عبد الرحمن الداخل، وبسفن طارق بن زياد المحروقة، وبمطر سحابة هارون الرشيد في أية بقعة من بقاع ملكه الشاسع، وبفرس عنترة القوي الأدهم المستعصي على الهزيمة، وبكرم السيد بن السيد السخي الكريم المضياف حاتم الطائي، الذي ذبح فرسه في المجاعة لإطعام الضيوف الضالين في الصحراء!!
وبما أننا ورثنا هذه الصفات، فلا عجب حين نشيد قصور ملوكنا ورؤسائنا وحكامنا، على نمط قصر الحمراء، كوشمٍ أزلي، وأن نشتري العقارات في قلب نيويورك ولندن، رمزا لغرز رماحنا في بلاد الأعداء!!
ولا عجب حين نُقيم الموائد في المناسبات، أن تكون قدور طعامنا بسعة حمامات الجاكوزي، وأن يكون فائض طعامنا في مناسبة واحدة كافيا لإطعام مئات الجوعى والمحرومين!
وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف التراثية العربية الأصيلة، ومن باب الوفاء لأجدادنا القدماء؛ فلا مانع من أن نقف على أبواب العالمين مستجدين المنح والهبات والقروض!!
ولعلَّ القروض هي أروع ابتكارات عصر العولمة، فيمكن لرئيس دولة واحد أن يقوم برهن شعبه ووطنه كله، بأرضه ورجاله ونسائه، كعقار وأملاك غائبين، من أجل الحصول على موازنة تُمكنه من الإنفاق ببذخ على أسرته وعائلته وملذاته الشخصية! ، لأن الخسارة في النهاية لن تطاله هو، فالخسارةُ والرهن والحجز والاحتلال المالي الذي هو أسوأ من الاحتلال العسكري في عالم اليوم ،فسوف يقع على الوطن المسكين فقط!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسيون راقصون
- الإدانة في وثائقهم السرية
- العرب أعداء الأرشفة
- هل تستعد إسرائيل لحربٍ جديدة؟
- كاميرا ابن الرومي
- حكيم أم سطحي؟
- هل أنت يساري؟
- عميد شعر السخرية
- هجوم بسلاح المربوط النووي
- من مناجم الأشعار
- الانتفاضة العربية
- أدب مضغوط
- من القبائل إلى الغروبات
- صرخة بعث لفاروق جويدة
- غسيل العار
- الفئران وصاروخ القبة الحديدية
- من دُرر المُبدعات
- من قتل الملك داود
- اغتيالات تكنلوجية
- من يوميات مكتوم


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - رهن العرب في البنك الدولي