أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - تحديات السلم الاجتماعي














المزيد.....

تحديات السلم الاجتماعي


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3383 - 2011 / 6 / 1 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الحدث اليومي في العراق امنيا كان او سياسيا يبعث المزيد من التشاؤم في اوساط الناس ، بدأ المواطن يشكو من صعوبة العيش في بلده ويتمنى الهروب الى اي مكان ، ومع غياب القيادات القادرة على خوض معركة الاصلاح الجذري يغيب ايضا البحث العلمي القادر على تشخيص مشكلة البلد ووضع النقاط على الحروف ، واذا توفر باحثون من هذا النوع فالخوف من العواقب تجعلهم صامتين ، اصل مشكلة هذا البلد تكمن في التسوية الخاطئة لصراع القوى المتنازعة ، واي تراض بينها يعتبر تراضيا هشا ويمكن ان ينهار في اي لحظة الا اذا استند الى قواعد شرعية وقضائية ذات طابع مهني جذري ، وهذا ماتكشفه علاقات التوجس وسوء الظن بين مختلف القوى السياسية وسرعة انهيار التحالفات والصداقات والاتفاقيات بينها ، ثم التخندق السريع والاستعداد للقتال في مواجهة اي خلاف ، انها تسوية شكلية وسطحية لعداوات دموية عميقة وصعبة وقد تدخلت قوى دولية لجعل الاطراف المتناقضة تتصالح بطريقة فيها الكثير من الاستخفاف وعدم المبالاة ، رفعوا شعار نسيان الماضي بلا مبرر ولا اي عوامل مساعدة على النسيان وحذف الذكريات البشعة ، تعمدوا اصدار أمر للضحية كي ينسى قاتليه ويصافحهم ، وامر للقاتل كي ينسى انه قاتل ومطلوب وملاحق ، نزولا عند الأوامر ربما حاول كل ضحية ان ينسى مظلوميته و حاول كل قاتل ان ينسى جريمته ، ما هي المكافئة التي تجعل تغييرا في الوعي من هذا النوع يحصل لدى الجلاد وضحيته ؟ لا توجد اي مكافئة ، و ملفات اللاوعي تعمل باستمرار ولا يمكن لمقتول ان ينسى قاتله ولا يمكن لقاتل ان ينسى عقدة الذنب والشعور بالخوف والقلق الذي يلاحقه ، اذا كان ممكنا صناعة أمة جديدة مكونة من قاتل تائب ومقتول متسامح فالانبياء احق بذلك في اممهم ، لكن اي نبي لم يفعل ذلك ، المصالحة الاعلامية الدعائية اي بلد ماهي الا كذبة ساذجة ، المجتمع الذي تغلي في اعماقه مشاعر الثار في اي بلد يعد فاقدا لمقومات التعايش السلمي ، صحيح ان المؤتمرات والملتقيات تضج بالمزيد من الخطابات الرنانة حول التعايش ، لكنها مجرد اغطية على نار تضطرم تحت الرماد يمكن ان تتحول الى حريق في كل لحظة ، الشعارات الدعائية تجد سوقا لها في التجارة والسياحة والفن ولكن من الخطر استخدامها لحسم العداوات بين البشر خاصة اذا كانت تنطوي على تاريخ من اراقة الدماء وهتك الاعراض وسلب الاموال ، يجب احالة المجرم الى القضاء ومن شايعه وبايعه وموله واحتضنه ، المجرم في اعماق نفسه يكابد القلق والخوف وفقدان الامان الذي يزيده انكفاء وسوداوية وعدوانية ، لذا وجد القصاص (ولكم في القصاص حياة يا اؤلي الالباب) ووجدت الاحكام الجنائية التي تنظف المجتمع من المجرمين . المجتمع المسالم لا يسمح لاصحاب السوابق بالعيش في اوساطه لانهم عنصر تعكير للسلم الاجتماعي المدني ، ولكن ما بالك بالبلد الذي يكافئ القتلة ويضعهم في مواقع السلطة ؟ هذا النوع من الاندماج الفاشل يقف عائقا امام مشروع بناء دولة حديثة ، ويؤسس لانقلاب تآمري انتقامي يتحين الفرص .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البراءة فوق الكفاءة والنزاهة
- 3 ملفات في دائرة التكهنات
- ثورات العرب وازمة الفكر
- محفوظات وطنية حول المذبحة
- طريقة ثانية لتقسيم الوطن
- بين الشفافية ونشر الغسيل
- دولتنا ... بداية كأنها نهاية !
- ملفات الخلاف الى اين ؟
- اباطرة السجون
- ملف لا يعجب الخطباء
- خبر واحد والف سؤال
- ابواق الفتنة وملف الانسحاب
- معركة بلا خنادق
- اتجاهات بوصلة التغيير
- الانسحاب الامريكي والقوة الذكية
- بين الكاتم والكتمان
- ضحايا القراءة الخاطئة
- وطن المصطلحات
- يحزنون لفرحنا
- الشهيد الصدر يرحل مرتين


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - تحديات السلم الاجتماعي