أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - جماعة العدل والاحسان بين الانقلاب والثورة















المزيد.....



جماعة العدل والاحسان بين الانقلاب والثورة


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثل أخواتها في الشرق العربي تطرح الحركة الإسلامية المغربية سؤالا محرجا عنوانه من أين يبدأ التغيير ؟ هل بانقلاب من فوق ام بثورة من تحت . وبالرجوع الى مختلف التنظيمات التي نشطت في الحقل السياسي المغربي منذ السبعينات بالضبط ، والى الآن ،سنجد ان نفس الأسئلة لا تزال وبنفس الحدة تطرح ، وان كانت حدة الطرح تختلف من تنظيم الى آخر حسب الظرف والمعطيات ودرجة تغلغل العمل الإسلامي في المجتمع ، ومن هنا فإذا كان الاختلاف بين مختلف المكونات الإسلامية في ميكانيزمات وأدوات العمل والمرحلة للوصل الى المشروع ، فان ما يجمع هذه الحركات هو الرغبة والعزيمة والإرادة في الوصول الى الحكم للتأسيس للدولة الثيوقراطية . من هنا نفهم القوة التي نزل بها التيار الإسلامي في تحرك ما يسمى ب ( 20 فبراير ) سواء حزب العدالة والتنمية الذي عارض في البداية الحركة ، وليعود من خلال ابرز أطره الى تأييدها بالمشاركة في المسيرات التي تنظم خارج إرادة القانون ، او جماعة العدل والإحسان التي استحوذت على خرجات الحركة مرددة شعارات جد متطرفة من قبيل " الشعب يريد إسقاط الحكم الجبري " ، هذا دون نسيان بروز التيار السلفي المتزمت الذي خرج لأول مرة من الحفر المظلمة الى الشارع مشاركا وبقوة في المسيرات غير المرخص لها ، والهادف الى إقامة دولة قروسطوية فاشية غارقة حتى النخاع في الرجعية .
واذا كانت جميع الحركات الإسلامية المغربية تطرح سؤال كيفية التأسيس للدولة الإسلامية ،فان الاختلاف هو في كيفية الوصول الى هذه الدولة الموعودة . أي هل يجب أسلمة المجتمع من تحت وبعده أسلمة النظام ، ام يجب البدء في أسلمة النظام ( الاستيلاء على الحكم ) ومنه أسلمة الشعب ، بمعنى يجب ان يكون التغيير من خلال المشاركة السياسية في مؤسسات الدولة ، والانخراط فيها بالمشاركة في الانتخابات والبرلمانات و الحكومات و حتى ولو لم تكن تتوفر فيها الخصائص الإسلامية ، ومثاله النبي يوسف الذي قبل ان يكون وزيرا لملك مصر رغم ان تشريعات ملك مصر تتنافى وتناقض تشريعات بني إسرائيل ( حزب العدالة والتنمية ) ،ام ان التغيير يجب ان يقوم بالانقلاب من فوق لأسلمة الحكم ومنه اسلمة المجتمع ( منظمات الجهاد ، السلفية الجهادية ، وجماعات التكفير ) أي أصحاب الفكر والمشروع المتطرف . ام ان التغيير يجب ان يكون بالتوافق بين الأسلوبين، ألانتظاري والهجومي معا ( العدل والإحسان) .
تجمع معظم التحليلات السياسية والاجتماعية المغربية ان الحركة الإسلامية في المغرب تنهج ثلاث اتجاهات رئيسية في دعايتها وعملها التحريضي السياسي والجهادي . ويمكن ان نجمل هذه الاتجاهات كما يلي :
ا – الاتجاه ألانتظاري ألترقبي والمهادن تكتيكيا ( حزب العدالة والتنمية ، حزب الأمة وحزب البديل الحضاري ) .
ب – الاتجاه الثوري الهجومي التصادمي والتحضيري في آن ( جماعة العدل والإحسان ) .
ج – الاتجاه الهجومي التصادمي ( منظمات الجهاد ، الشبيبة الإسلامية ، المنظمات السلفية والتكفيرية ) .
اذا كان حزب العدالة والتنمية وحزب الأمة وحزب البديل الحضاري تأخذ بالاتجاه الأول ، واذا كانت جماعة العدل والإحسان تاخذ بالاتجاه الثاني ( الترقب والانتظار وفي نفس الوقت الاستعداد للهجوم الذي بدؤوه مع 20 فبراير، فان بعض المنظمات التي تتحرك خاصة بالخارج ( الجماعة المغربية المقاتلة ، المغاربة المجندون ضمن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، إضافة الى تيارات جهادية وسلفية جد متزمتة ) تأخذ بالاتجاه الثالث المبني على العنف المسلح .
وإذا كان الاتجاه الثالث رغم راديكاليته الثورية العنيفة واضح ، ويمكن التعايش معه باستعمال طرق مختلفة لاجثتاته ، و بحسب محدودية أعضاءه ، كما ان مثل هذه الحالات تبقى عادية في مجتمع الذي يتحرك وليس ساكنا ،، فان الخطر الأكبر يكمن في الاتجاه الأول والثاني بسبب المشروع الإيديولوجي الذي يعملان من اجله ، الدولة الإسلامية رغم اختلاف ميكانيزمات الوصول الى هذه الدولة . إنهما يعتمدان الحذر واخذ الحيطة وترقب ما ستسفر عنه التحولات المرتقبة ، او لما يطرأ في آخر لحظة كمفاجئة ، حيث ان التحرك والحركة ستكونان وفقا لما يمليه الوضع العام والخاص ، وتمليه مواقف مختلف القوات الرئيسية والأساسية التي تملك الرقم الصعب في عملية حسم الثورة المرتقبة لصالح الحركة الإسلامية ( نموذج إيران ) والتحرك الآن وبكل قوة داخل حركة ( 20 فبراير ) . ومن خلال التفاعل بين أنصار ( حزب العدالة والتنمية المؤيدين للتغيير ( ؟ ) ) و أنصار ( جماعة العدل والإحسان ) باروبة ، مع ما يروج من طرف أنصار التنظيمين في الداخل ، فان هؤلاء يعولون على ما يسمونه بالتناقض الجوهري الحاصل داخل هذه القوات التغييرية بين القمة المغتربة والتي تحولت الى رجال أعمال ، وبين القاعدة العريضة لهذه القوات التي يعتبرونها ذات مرجعية وأصول شعبية جماهيرية وإسلامية ستجعلها تنحاز الى جانب الشعب والثوار . ويسترشد أصحاب هذه الخطة من جماعة العدل والإحسان بالنموذج الإيراني في الثورة ضد الشاه ، ويعتبرونها خيارا حتميا أي لا مفر منه . وان ما يزيد حسب نظر هذا الاتجاه في صحة هذه الأطروحة ، الظرف الاجتماعي والاقتصادي الذي يمر به المغرب ، مما يجعل جميع القوى التي لها إرادة في التغيير الجذري تكون مؤهلة للعب دور التجاوز الراديكالي للمؤسسات والنظام . وتجمع هذه الأطروحة الاسلاموية ، على ان المغرب يتوفر على جيش كبير وضخم من البطالين والعاطلين والساخطين والمتذمرين والمهمشين ، الذين ليس لهم ما يفقدونه في سبيل تغيير أوضاعهم ، سوى البدء في إشعال لهيب الثورة التي سيتلقفها أصحاب هذه الأطروحة ، ويحولونها نحو إقامة الدولة الثيوقراطية المستبدة . وفي لغة السياسة يطلق على هؤلاء بمليشيات الأحياء الشعبية غير المنظمة وغير المؤطرة ، أي لا تنتمي الى الأحزاب ولا الى النقابات . والواقع وكما يتخيلون ان سيادة الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار،وخوف المواطنين على أرواحهم وممتلكاتهم ، يعطيهم سندا أساسيا لمشروع ثورتهم المنتظرة ، حيث سيجد فيه الناس الملاذ الأخير من كل شر قد يتهددهم حيث عجزت الدولة في حمايتهم منه . ( المراهنة في البداية على إظهار الدولة بمظهر الرجل المريض الضعيف الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، ومن هنا تأتي المشاركة المكثفة لجماعة العدل والإحسان في مسيرات 20 فبراير غير المرخص لها ).
اذا كانت المنظمات التي تأخذ بالاتجاه التحضيري البطيء والثوري الهجومي في آن ( العدل والإحسان ) ، والمنظمات التي تنتمي الى الاتجاه ألانتظاري التواكلي الذي يعتمد المراحل في النضال ( حزب العدالة والتنمية ، حزب الأمة وحزب البديل الحضاري) ، معدودة ومحصورة ، فإنها تختلف بينها فيما يتعلق بالإستراتيجية والتكتيك ونوعية العلاقة بينهما . فبالنسبة للفريق الأول ، فانه يعتمد التحرك ضمن مؤسسات الدولة حيث المشاركة في الانتخابات ، الترشح للبرلمانات ،شغل بعض الوظائف الإدارية العمومية ،حضور أشغال مع الوزارات المعنية خاصة مع وزارة الداخلية ، التنسيق والتحالف مع مكونات سياسية من غير الصف الإسلامي . إنهم يستغلون الهامش الديمقراطي لتجاوز هذا الهامش عندما تنضج الظروف ويصبح التجاوز ممكنا لصالح الدولة الإسلامية . ان ما يميز هؤلاء استبعاد ممارسة العنف في العمل السياسي ، ومن ثم فهم يعتبرون المنظمات ذات الاتجاه الهجومي والتصادمي مع السلطة ( منظمات الجهاد المختلفة ) ، والاتجاه التصادمي والمهادن والترقبي في آن ( جماعة العدل والإحسان ) عرقلة في وجه العمل الإسلامي الذي يتغلغل في وسط المجتمع دون إزعاج السلطة او الدخول معها في معارك جانبية قد تعطل العمل الإسلامي الجاد ، وقد تجهضه لصالح ترتيبات تخدم في الأصل اعداء الدعوة والعمل الصبور الجاد الذي لا يرتهن الى فترة زمنية محددة ،بل يراهن على الأمد البعيد للوصول الى المشروع الإسلامي المنتظر .
اما جماعة العدل والإحسان الراديكالية ، فتأخذ مثل الاتجاه الأول بالاتجاه ألترقبي غير التصادمي مع السلطة ( قبل 20 فبراير ) حيث يراقب جند الله الوضع عن كثب . وتأخذ بالاتجاه الهجومي التصادمي الثوري ( بعد 20 فبراير ) ، ويتضح هذا في اقتحامها لمعاقل ( الكفر والإلحاد )وتطهيرها من الكفار والملحدين وأسلمتها ( الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ) ( الجامعات والمدارس وهيئة المحامين والمهندسين والأطباء والصيادلة والممرضين ...) . ان خطة الجماعة تتلخص في توسيع وتعريض القاعدة للاستعداد ليوم القومة الثورة التي يخوضونها الآن داخل تنسيقيات حركة 20 فبراير . ان دعوتها الى الإضراب والتظاهر ، وانتهاء بتنظيم الاعتصام العام ثم يليه العصيان المدني لتعطيل عجلة الدولة ، الهدف منه التأسيس لدولة الخلافة ( عبدا لسلام ياسين) او الجمهورية الإسلامية ( نادية ياسين مع أكثرية قواعد الجماعة ) ،أي الدولة الإسلامية كما يسمونها " قدر المغرب المحتوم " .
لقد طرحت الجماعات الإسلامية ( المعتدلة ) والراديكالية والمتطرفة سؤالا رئيسيا حظي بالنقاش المستفيض ، ويتعلق بكيفية وطرق التغيير . أي هل التغيير يتم سلميا ام يتم عن طريق العنف الثوري ام يتم عن طريق العنف المسلح الذي يعني الانقلاب من فوق ؟ وبمعنى آخر هل ينبغي العمل في اتجاه الثورة الإسلامية الجماهيرية العارمة التي اندلعت الآن مع حركة 20 فبراير ، ام ان الأمر يقتضي تكتيكا آخرا ، هو قلب الحكم بالقوة ومنه يقع تغيير المجتمع بقوة القمع ؟ هل يقع التغيير الجذري من تحت ( ثورة ) ام من فوق ( انقلاب )؟ .
اذا كانت جماعات الجهاد المختلفة ( عبدالعزيز النعماني) ، الجماعة المغربية المقاتلة ، الشبيبة الاسلامية ( ع مطيع ) وغيرهم من جماعات السلفية المتزمتة التي تكفر المجتمع وتدعو الى تجنبه ، بسبب عدم ثقتها فيه ،أي في الشعب والجماهير نظرا لاستعدادهم للخيانة والارتداد والتعامل مع أجهزة الدولة ، ثم اللامبالاة في نهاية المطاف ، ولهم تجربة ومثال مع الجماهير التي خانت علي بن ابي طالب والحسين في صراعهما مع الأمويين الذين غيروا وجه الخلافة نحو الدولة التي أسسها معاوية ، ومن ثم يعملون وبقوة السلاح ، وبواسطة محاولات يائسة على تغيير المجتمع من فوق ، ويستندون في هذا بمقولة تنسب لعثمان بن عفان " ان الله يعز بالسلطان ما لا يعز بالقرآن " ،،، فان جماعة العدل والإحسان ، ومن خلال مرشدها الشيخ ع ياسين لا ترى ان الحل يكمن في انقلاب عسكري مسلح يفرض من أعلى لتطبيق حكم الله باسلمة المجتمع ، ولكنه يرى ان الحل الأمثل يكمن " في تنشئة بطيئة صابرة ( لم تعد بطيئة ولا صابرة مع حركة 20 فبراير) لأجيال الخير حتى يأتي التحول من الجذور " ( هذه الجذور في حرك 20 فبراير الآن ) ، أي من وسط الشعب ، وهذا ما يعرف في القاموس السياسي الحديث ( الثورة الإسلامية الراديكالية ) خاصة الإيرانية التي يعتبرها ع ياسين ثورة إسلامية مباركة وانتصارا تاريخيا عظيما ودرسا موجها الى المسلمين . وهنا يمكن ان نفهم لماذا رفضت جميع الحركات الاسلاموية المغربية دعوته الى التجميع والتوحيد في حركة إسلامية واحدة ، كما نفهم سر رفض الأحزاب اليسارية الراديكالية والمتطرفة الدخول معه في حوار لخلق جبهة تاريخية لمواجهة النظام ، لان نهاية هذه الجبهة سيكون بسيطرة العدل والإحسان وخنق باقي التيارات الأخرى المعارضة لأرضيتها الإيديولوجية . والسؤال ماذا يجمع كل هذه المكونات (أشباه العلمانيين ) مع الاتجاهات الاسلاموية في حركة 20 فبراير ؟ اللهم انتظار ان تبدأ الحرب العالمية الثالثة بينهم ، حين سيقضون على النظام .لان أول اختلاف رئيسي هو حول دستور شكل الدولة . هل سيكون علمانيا ام إسلاميا ؟ الدولة هل ستكون علمانية ام إسلامية ؟
اذا كانت هذه هي أرضية الشيخ ياسين بخصوص إيران الإسلامية ، فانه رغم ذلك وبطريقة ذكية مكيافيلية لا يعتمد الأسلوب الإيراني كخط وحيد في عملية التغيير .. ان الشيخ ع ياسين يركز في عمله على الخصوصية والظرفية والمحيط . في تحليل الشيخ ان ما يصلح للتطبيق في الحالة الإيرانية قد لا يصلح للتطبيق في الحالة السودانية او المصرية او التونسية او المغربية .. لأنه في السياسة ليست هناك طريقة وحيدة في العمل ، ولكن يمكن استغلال جميع الطرق لبلوغ الهدف الذي يبقى نظام الدولة الإسلامية ، أي استغلال طريقة الديمقراطية والعمل بالقانون اذا كانا يساعدان على بلوغ الهدف . ان الديمقراطية واحترام القانون في نظر الشيخ تبقى مجرد وسيلة لا غاية . وهذا ما أكده الأستاذ زكريا بوغرارة حين قال " حرص عبدا لسلام ياسين في البدء على الشرعية القانونية ، وهو أمر تنبه له في السنوات الأخيرة ولم يعد يلوح به الا كورقة ضغط " . ونستفيد نحن من هذا ان الشيخ وجماعته لا يستعملان الشرعية القانونية إلا كتكتيك فقط . أما هو في قرارة نفسه فلا علاقة له بدولة القانون ، ولا علاقة له بدولة الحرية والديمقراطية ، ولا بالشرعية القانونية ، فهو كديكتاتور اسلاموي يؤسس لنظام قروسطوي فاشي ، لا يختلف في شيء عن منظمات الجهاد التي تؤمن بالعنف الثوري وبالعنف المسلح لبلوغ الهدف ولو بحد السيف ، وهذا ما هو ملاحظ في الشعارات التي ترفعها الجماعة في مسيرات وتجمعات ( 20 فبراير ) أي الدعوة الى إراقة الدماء كما قال احدهم مؤخرا . يقول الشيخ ع ياسين في هذا الباب " هناك بلدان يحق فيها التنظيم المسلح والمواجهة المسلحة لتدمير دولة الكفر والفساد " وهناك بلدان أخرى يرى فيها " الكفر والفساد بمقادير أخرى ، ولكن رغم احترام الديمقراطية ،فهذه جهادها ان كان ذكيا يستعمل سلاح العدو .." وهذا يعني استغلال هامش الديمقراطية الموجودة للوصول الى نظام تنعدم فيه الديمقراطية لتحل محلها دكتاتورية الفقيه المكبوت او أهل الحل والعقد المتزمت. أي التأسيس لدولة فاشية غارقة في الرجعية .
لقد اعتمدت جماعة العدل والإحسان من خلال الشيخ ياسين ، ومنذ السبعينات والى اليوم ، خطة ذكية لبلوغ الهدف . ان الشيخ وان كان لا يركز على نموذج معين في تحركه ، فان جميع النماذج تبقى صالحة عنده وبما فيها نموذج التغيير من فوق الانقلاب المسلح ، ونموذج التغيير من تحت " الثورة الشعبية الجماهيرية " ، ونموذج العلنية والظهور وتقمص الاعتدال لذر الرماد في الأعين . فكل النماذج يجب استغلالها ما دامت تسهل خدمة مشروع الدولة الإسلامية "قدر المغرب المحتوم ". يقول الشيخ ع ياسين في هذا الصدد " ولكلا النظرتين اعتبار ، اذ ترقب الأفق البعيد ضرورة ، واقتحام معاقل الكفر واجب ، والجمع بين المذهبين أي( الانقلاب والثورة) إنما يقدره أهل الزمان والمكان .. إنما يرجع هذا الانتظام او تلك المناجزة من هو داخل المعركة يوازن ويحكم .." ان ع ياسين بهذا الطرح يجمع بين الاتجاه ألانتظاري والجذري وبين الاتجاه الهجومي الجهادي والتصادمي .
لقد كتب الشيخ ياسين في كتاب ( حوار مع الفضلاء الديمقراطيين ) : " تطرح بين الإسلاميين وبحدة مسالة من أين يبدأ التغيير ؟ بانقلاب من أعلى يفرض بوازع السلطان ما يوجبه القرآن ام بتنشئة بطيئة صابرة لأجيال حتى يأتي التحول من الجذور ؟ ومن خلال تحليل إستراتيجية الشيخ والعناصر التكتيكية لبلوغ الهدف ، يتبين ان الرجل يعمل في جميع الاتجاهات التي تعتمدها الحركات الإسلامية ، ومن هنا فهو ركز في عمله على البرنامج التالي :
1 – تكوين جماعة منظمة وقوية
2 – التغلغل وسط الشعب وتعريض وتصليب قاعدة التنظيم والاستعداد ليوم القومة أي الثورة على النظام
3 – اسلمة القطاعات وتطهيرها من الكفار والزنادقة والملحدين ( أشباه العلمانيين )
4 – محاولة توحيد العناصر الجذرية في جميع منظمات الإسلام السياسي التي تبحث عن التغيير ، وذلك ضمن خطة مرحلية ومنهجية ومضبوطة حتى لا يتم إجهاض العمل الجهادي
5 – وضع إستراتيجية محكمة للسيطرة على الحكم وإقامة الدولة الثيوقراطية
ويرى ع ياسين ان الشعب المغربي مستعد مؤهل لتقبل المشروع الإسلامي لتغيير المنكر وإزالة الفتنة التي تشغله " .. المسلم بطبعه وفطرته معارض للباطل والمنكر . فحيثما كان هناك منكر او باطل فالمسلم يعارضه ،بل ويغيره طبقا للأوامر الإلهية والتعليمات النبوية " " ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فان لم يستطع فبلسانه ، فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان "
ويمكن ان نحصر أهم أضلع جماعة العدل والإحسان التي تعتبر أقوى تنظيم من الناحية العددية والتنظيمية ، حيث تلعب دورا أساسيا الى جانب اليسار الراديكالي ( حزب النهج الديمقراطي واليسار الاشتراكي الموحد ) والى جانب اليسار الجذري ( ماويون ، تروتسكيون وستالينيون ) والى جانب ( السلفية الجهادية ) في تنشيط حركة ( 20 فبراير ) التي سيطروا عليها ، حيث يقفون وراء جميع الشعارات المتطرفة التي تنادي بإسقاط النظام وتعويضه بنظام شمولي ماركسي او اسلاموي .
ا ــ المقاومة : يعني مصطلح المقاومة في مفهوم العدل والإحسان القومة أي الثورة بجميع أشكالها السياسية والإيديولوجية والتنظيمية في مرحلة معينة من القوة والتنظيم للإطاحة بالحكم الذي يوصفونه ب ( الجبري) أي بالمفهوم الحديث الذي يستعمله اليسار الراديكالي والجذري النظام ( الدكتاتوري) . وقد كتب الشيخ ع ياسين في هذا الصدد : " أما الآن والمنكر اصحب معروفا ، والباطل حقا في دامس ظلام الفتنة الجبري ، فالمنهاج لا بد ان ينبني على أساس موعد رسول الله الذي بشرنا بقيام الخلافة على منهاج النبوة بعض العض والجبر الفتنويين " ثم أضاف " لا بد من تحقيق العلم المسبق قبل الشروع في العمل على وضوح الرؤية وتكاملها يتوقف نجاح المشروع "
ب -- الطليعة الثورية : هؤلاء هم جند الله الذين يحثهم الشيخ على العمل وسط الشعب والمجتمع، لأنهم هم أساس ومحور تحقيق مرحلة المقاومة او القومة او الثورة في الأدبيات السياسية اليسارية . وان من واجبات جند الله الذي يكون طليعة ثورية ، الانغراس في أعماق الواقع ،وذلك لضبط وتحصيل المعلومات والأخبار والأرقام ، ثم معرفة ومواكبة تطورات الأحداث والعلاقات ، وهذا ما يسهل على التنظيم وعلى القيادة ان تخطط للمستقبل ، وبخطة علمية ، ثم وضع تكتيك وإستراتيجية التغيير المبنيين على الدراسات العملية والعلمية لتجنب فشل المشروع ، ومنه نكسة العمل الإسلامي . كتب الشيخ ع ياسين في هذا الصدد " ان معرفة موضوع التغيير وحجمه وكمه وكيفه وتطوره وقوى الصراع فيه ومن حوله ، مقدمة وباب ليدخل جند الله بإرادته الإيمانية على المستقبل من باب العلم " . ان ع ياسين ومن خلاله ( جماعة العدل والإحسان ) ، وبخلاف منظمات الجهاد والجماعات الإسلامية العنيفة التكفيرية التي كفرت المجتمع ودعت الى نبده والجهاد فيه ، لأنه خائن وغادر --- خيانة الجماهير للإمام علي بن ابي طالب وابنه الحسين في صراعهما مع الأمويين --- ، يدعو الى التغلغل فيه من اجل كسبه وترويضه ومن ثم استعماله في عملية التغيير الجذري لإقامة الجمهورية الإسلامية . كتب الشيخ ع ياسين في هذا الباب " المسلم بطبعه وفطرته معارض للباطل والمنكر . فحيثما كان هناك منكر او باطل فالمسلم يعارضه ، بل يغيره طبقا للأوامر الإلهية والتعليمات النبوية " . ورغم إعطاء ع ياسين أهمية لمسالة التغلغل وسط الشعب والجماهير ، فهو لا يثق فيها ثقة مطلقة ، ولكنه يعول على جند الله رأس الحربة الضاربة في الثورة . فهؤلاء هم الطلائع الثورية التي ستتحمل مشعل التغيير للتأسيس للدولة الإسلامية .
تتكون الطليعة الثورية ( المؤمنة ) ( جند الله ) داخل جماعة العدل والإحسان من صفوة القوم الثوريين المعارضين للحكم ( الجبري الجائر ) والذين سيبثون حماس الثورة في وجدان الشعب المفتون والمكلوم ، وهم أي جند الله لا يعرفون في ( جهادهم ) نضالهم الكلل والملل او التقاعس والتردد .
من نحن : جند الله
ولاؤنا: الله
غايتنا : وجه الله
حاكمنا : الله
قائدنا : رسول الله .
يلاحظ ان جند الله الطلائع الثورية يلعبون الى جانب اليسار الجذري واليسار الراديكالي دورا في تأجيج المسيرات والوقفات باسم حركة ( 20 فبراير ) ، حيث سقف مطالبهم غير محدود ابتداء من الدولة المدنية ، وكأن المغرب دولة عسكرية ، الى مطلب الجمهورية والدعوة لإسقاط النظام .
ج – الاستعداد للقتال : يعني مصطلح القتال عند ع ياسين الجهاد بمفهوميه النفسي والخلقي والعنف الثوري الذي يمارس الآن بالمدن المغربية ( القومة او الثورة ). وفي المرحلة الأخيرة من الثورة الانتقال الى استعمال العنف المسلح مثل ( الحالة الإيرانية التي تأثر بها الشيخ ع ياسين ) . وينبغي الإشارة الى ان كلمة ( الجهاد ) التي يشم منها الدعوة الى القتال وردت في جميع كتابات وكتب الشيخ ع ياسين ، وذلك لما يحمله هذا المعنى الثوري من قيمة دينية جعلت اغلب منظمات الإسلام السياسي تفتخر وتتباهى بأن يطلق عليهم اسم المجاهدين . فهو في نظرهم مثل الصلاة يشكل ركنا أساسيا من أركان الإسلام .
د – ترقب الحالة النفسية والسوسيولوجية للمجتمع المغربي الذي يعيش في الاضطراب والفوضى والبلبلة في الأفكار . ان هذه الحالة يطلق عليها الشيخ ع ياسين اسم " الفتنة " ، وهي تختلف عن سياسة التكفير التي تنهجها جماعات الجهاد وجماعات السلفية المتطرفة . لقد سبق للشيخ ان صرح " إننا لا نكفر أحدا ما لم ينطق بكفره " .
يتبين من خلال تحليل إستراتيجية العمل الإسلامي عند الشيخ ع ياسين ، انه يأخذ بجميع المناهج المطروحة ،فهو يوفق بين المنهاج ألانتظاري ولكن الايجابي ، وبين المنهاج الثوري الجماهيري ، وبين منهاج الجهاد المسلح في مراحل معينة من الثورة . انه دائم الانتقاد لدعاة الحل الوحيد والمنهاج الوحيد . وفي هذا الصدد يقول " من ينقض على السلطة دون ان تكون له قاعدة مجاهدة تبلغ حدا أدنى من الامتداد ، وقاعدة خلقية قوامها ثقة الشعب واستعداده ، إنما يغامر بتجربة مآلها الفشل والإجهاض .." .
يعتبر الشيخ ع ياسين هذه المحطات الأربع ضرورية للعمل الإسلامي ، اذ التربية السياسية والدينية تمكن من تكوين التنظيم الثوري ، وهذا يمكن من التغلغل وسط الشعب والجماهير ، واحتلال المواقع وتطهيرها من الكفار والفساق والملحدين ، ثم في المرحلة الأخيرة إشعال لهيب الثورة الإسلامية التي يسميها بالقومة لإقامة دولة الجمهورية الإسلامية . ان خطة جماعة العدل والإحسان ألآن الانغماس في مسيرات 20 فبراير بدءا باحتلال الشارع مرورا بالاعتصام العام للشعب ، وانتهاء بالزحف على القصر . لقد صرحت مؤخرا السيدة نادية ياسين نجلة الشيخ ، ان الجماعة ترفض الملكية الوراثية وهي مع الدولة المدنية . والسؤال ، هل هذا التغيير تكتيك ام إستراتيجية و لا اعتقد ذلك . إن رفض الجماعة للملكية الوراثية ، يعني ان الجماعة تكتيكا هي مع الملكية ، لكن الملكية الدائرية التي طالب بها في وقت سابق الأمير هشام الذي يساند حركة 20 فبراير التي تدعو الى ملكية شكلية تحت سلطته . ومن جهة ان القول بالدولة المدنية يبقى مطلبا فضفاضا بدليل ان الدولة في المغربية مدنية وليست عسكرية ، ومن ثم فان إستراتيجية العدل والإحسان لن تخرج عن مطلب الجمهورية الإسلامية . ويبقى التساؤل ماذا يجمع جماعة العدل والإحسان والسلفية الجهادية مع تنظيمات اليسار الراديكالي واليسار المتطرف وجمعية كيف كيف ؟ إنهم يختلفون على كل شيء لكنهم يجتمعون على هدف واحد هو إسقاط النظام . ولو كانت تحركاتهم بغرض الإصلاح ، لانتظروا جواب الشعب من خلال الاستفتاء على التعديلات التي ستشمل فصول الدستور . ان الكلمة الأخيرة هي لصناديق الاقتراع . والشعب حر في قبول او رفض التعديلات الدستورية ,فاذا وافق الشعب على مشروع التعديل الدستوري ،فان الدستور سيصبح دستور الشعب وليس دستور الملك الذي سيكون ملزما بالتقيد به . اما اذا رفض الشعب مشروع التعديل الدستوري ، فربما ان الشعب يريد الحفاظ على الدستور الحالي المعطل في العديد من فصوله .اما اذا رفض الشعب الدستور الحالي ورفض مشروع التعديل الذي ادخل على الدستور فهنا يجب اللجوء الى الشعب ليختار الدستور الذي يريد . اما رفضهم للجنة المكلفة بتعديل الدستور ، ومطالبتهم بالمجلس التأسيسي لوضع دستور ، فان السؤال : ممن سيتكون هذا المجلس ؟ هل من كيف كيف ، حزب النهج الديمقراطي ، اليسار الاشتراكي الموحد ، النهج الديمقراطي القاعدي ،رابطة العمل الشيوعي ، أي الماويون والتروتسكيون والستالينيون إضافة الى جماعة العدل والإحسان والسلفية الجهادية . .لخ . ان هذا الدستور سيكون دستورا ديكتاتوريا ،لأنه سيكون دستورهم وليس دستور الشعب المغيب الرئيسي في اللعبة ، ويتكلمون باسمه رغم انه لم يفوض لهم ذلك . وأمام هذا الخليط ألتعجيزي . هل ستكون الدولة إسلامية ام علمانية؟ هل سيقبل الإسلاميون بالعيش في دولة علمانية كما يريد اليساريون ، وهل سيقبل هؤلاء العيش في دولة إسلامية كما يروج الإسلاميون ؟ . ان نهاية النظام في المغرب ليس لها من تفسير غير نهاية المغرب وبلقنته الى دول طوائف لن تزيد المسرح غير التشرذم والحروب الأهلية . فهل سيقبل الجيش السكوت إزاء هذه المخططات الانقلابية التي تؤسس لسقوط الدولة ؟ وهل يقبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بجمهورية إسلامية متطرفة مثل إيران ؟ على الملك ان يتحرك قبل فوات الأوان . لان وضعه ، هو المستهدف من هذه المسرحية التي تطالب برأس النظام ، أي تطالب بالحكم وليس بالإصلاح .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين الهبات (بتشديد الباء) او الانتفاضات وبين الثورة
- كيف سيكون اللقاء التشاوري لحراك 20 فبراير؟
- قرار انضمام المغرب الى مجلس التعاون الخليجي
- شعبوي شعبي وشعوبي
- سوق عكاظ
- الديمقراطية العربية
- اسامة بن لادن مشروع شهيد
- خريف ثلاث اوراق مغربية
- بدعة المجلس التأسيس لإعداد الدستور
- تنفيذ الاحكام القضائية ( المادة الادارية )
- مغالطة التاريخ ( الحركة الوطنية )
- ملك يسود ولا ( يحكم )
- ازمة الفكر العربي ( المعاصر )
- هل يمكن الحديث عن مشروع ايديولوجي عربي ؟
- رواد عين العقل العربي بين التنظير الإيديولوجي والعمل السياسي
- هل تدق طبول الحرب في الصحراء ؟
- حركة 3مارس1973 خنيفرة مولاي بوعزة
- الطائفية في لبنان
- دول الحق والقانون
- من يحكم الله ام الشعب ؟


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - جماعة العدل والاحسان بين الانقلاب والثورة