أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طلعت رضوان - معبررفح وأمن مصرالقومى















المزيد.....

معبررفح وأمن مصرالقومى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 21:25
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أقروأعترف أنا طلعت رضوان ، أنّ حسنى مبارك هوأسوأ رئيس حكم مصر، وأنه كان رئيس فرع المافيا العالمية لنهب شعبنا المصرى ، مقابل حصوله على العمولات من صفقات السلاح وبيع الغازالمصرى لإسرائيل بأقل من السعرالعالمى وبيع القطاع العام بأقل من القيمة الدفترية والتفريط فى أرض مصرلصالح مستثمرين عرب ، والسماح للإسرائيليين بأنْ يتولوا تدميرالزراعة المصرية منذ عهد يوسف والى إلخ ولكن تبقى أفدح جرائمه وهى قتل شعبنا فى العبّارات والقطارات ، وبالقمح الأمريكى المسرطن ، وبالشرب من مياه المجارى إلخ أما جريمته الكبرى المباشرة ، فهى تعذيب وقتل الشرفاء فى أقسام الشرطة والسجون والمعتقلات ، وكان الفصل الختامى قتل ثوارطوبة / يناير2011.
تعمّدتُ تصديرهذا الاعتراف وأنا أدخل حقل الألغام العروبى / الناصرى / الإسلامى. إذْ تضع الفصائل المذكورة (ربما من منطلق عاطفى وربما لأغراض أخرى) مصلحة الحمساويين فى غزة فى المرتبة الأولى ، وأمن مصرالقومى فى المرتبة الثانية. ولم تكن مفاجأة لى أنْ يُرحب ويُهلل أصحاب هذه الفصائل بقرارفتح معبررفح بشكل دائم عدا أيام الجمع والإجازات الصادر يوم 23/5/2011. هذا الفرح (العاطفى) يترتب عليه تغييب العقل الحرالمتأمل لمجمل الغابة ، وليس لبعض الأشجارفى مدخلها. العقل الحريطرح الأسئلة التى تتجاهلها الثقافة السائدة المدمرة لمصلحة شعبنا المصرى : (1) بعد توقيع المصالحة بين حماس وعباس ، لماذا لم يُفكرأحد فى تنفيذ الاتفاقية الموقعة فى 29/8/94 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والتى تنص على وجود ستة معابرداخل حدود الوطن المحتل (أشهرها معبرإيريز) تُتيح للفلسطينيين التنقل بحرية لقضاء كل احتياجاتهم المعيشية، وكان إغلاق إسرائيل لهذه المعابربسبب تصرفات حماس التى أدّتْ إلى هجوم إسرائيل الوحشى على غزة أكثرمن مرة. وكان الرأى الغالب أنه بمجرد توقيع المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية (التى كانت ترفضه حماس فى كل مرة) سيتم فتح المعابرالستة داخل الوطن المحتل ، فلماذا يتم التجهيل المتعمد لهذه المعابرالستة ؟ (2) لماذا التركيزعلى معبررفح المصرى ؟ هل مصرهى (الحيطه المايله) مقابل الجبروت الإسرائيلى ؟ لماذا يخشى العروبيون من فتح هذا الملف ؟ هل يحكمهم الشعورالباطنى ، بأنهم لايملكون أية أداة من أدوات الضغط على إسرائيل ، بينما يملكون أداة خارقة ضد مصر: إتهامها بأنها (إنْ لم تفتح معبررفح) فهى عميلة لإسرائيل وضد الفلسطينيين وضد العروبة وضد الإسلام . وهكذا تدخل الغوغائية على العاطفة بسهولة طالما تم تنحية العقل الحر. وكان من بين المدفعية الغوغائية إتهام الرئيس المخلوع بأنه كان وراء عدم فتح معبررفح تنفيذًا لرغبة إسرائيل ، بل إنه هوالسبب فى عدم توقيع المصالحة الفلسطينية / الحمساوية ، رغم أنّ أصغرمحلل سياسى يعلم أنّ الحمساويين هم الذين عرقلوا المصالحة ، وفضلوا استمرارالرحلات المكوكية ، ليقضوا أوقاتهم الهانئة فى ضيافة مصرلعدة سنوات فى فنادقها. وكل هذا تم فى عهد الرئيس المخلوع الذى نعتوه بأنه يُنفذ المخطط الإسرائيلى (3) من يضمن أنّ فتح المعبربشكل دائم لن يُستخدم بما يؤثرعلى أمن مصرالقومى ؟ هل سيتوقف الحمساويون عن تهريب السلاح داخل غزة ، وهل إسرائيل ستتفرج على المشهد فى حزن اليائس أم أنها ستتصرف بما تراه يحقق أمنها القومى ؟ ألا يؤجج (تهريب السلاح إلى غزة) العلاقة الشائكة المتوترة بين مصروإسرائيل ؟ ألايؤثرهذا على طموح شعبنا فى وقف تصدير الغازلإسرائيل ، بل وحقنا فى التعويضات القانونية عن السعرالذى باع به مبارك الغازلها ؟
(4) من يضمن أنّ الفتح الدائم لمعبررفح سيترتب عليه تحقيق رغبة آلاف الفلسطينيين فى (التوطين) فى مصر، خصوصًا الغزاويين الذين (كفروا) بحكم حماس والذين عبّروا عن هذا فى المظاهرات العديدة أثناء ثورة يناير2011ورفعوا شعارات (نريد دولة فلسطينية حرة.. لادينية ولاسلطويه..لاحماس ولاعباس) أليس (التوطين) فى مصرهوالمزيد من (اللاجئين) الفلسطينيين الواقعين بين فكىْ جحيم الاحتلال الإسرائيلى وبين الزعامات الفلسطينية الموزعة بين النضال عبرالميكروفونات والنضال بصواريخ الحجارة الفشنك ؟
(5) لماذا يغيب عن الثقافة السائدة أنّ الفتح الدائم لمعبررفح يُحقق رغبة إسرائيل فى أنّ حل مشكلة الفلسطينيين تتمثل فى ترحيلهم إلى أجزاء من سيناء وأجزاء من الأردن ، وفى حوارمع صحيفة هاآرتس يوم 4/6/2006 قال (جيورا آيلاند) رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى أنه اقترح على شارون عام 2004ضرورة ضم 600كم إلى قطاع غزة من شمال سيناء واستخدام هذه المساحة لبناء مدينة يعيش فيها مليون فلسطينى)) ورصد د. محجوب عمرتصريحات السياسيين والعسكريين الإسرائيليين الذين يرون أنّ حل مشكلة الفلسطينيين لن تكون إلاّبترحيلهم وتوزيعهم على الدول العربية. ونقل عن مناحم بيجين وصيته ((بتدميرمخيمات اللاجئين ونقل أهاليها إلى سيناء)) (الترانسفير- دارالبيادرللنشرعام 90أكثرمن صفحة) وذكرد. مصطفى خليل الديوانى أنّ مجلس المستعمرين الإسرائيلى صرّح أنه يجب أنْ تمتد حدود قطاع غزة إلى ماوراء خط الحدود الراهن بين مصروإسرائيل مقطتعة جزءًا من سيناء بتوطين بعض الفلسطينيين)) (أهرام 4/2/2008) وإذا سأل أحد (وهذا حقه) ماعلاقة رغبة إسرائيل هذه بالفلسطينيين ؟ يكون الرد من خلال التوثيق الذى أثبت أنّ رغبة إسرائيل التقتْ مع رغبة بعض الفصائل الفلسطينية ، وأرشيفى به الكثيرمن هذه التصريحات ، منها (على سبيل المثال) ماذكره المؤرخ الفلسطينى أ. عبدالقادرياسين الذى اعتقلته المخابرات الفلسطينية عام 55إذْ قال لسكتريرالمخابرات ((إنّ الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية هدفها إنْ إحنا نُرغم على القبول بمشروع سيناء لتوطين اللاجئين)) فقال سكرتيرالمخابرات ((هذا المشروع لصالحكم. إنت بتنسى إنْ فيه ربع الفلسطينيين فى غزة مصابين بالسل. وكمان إنتم جعانين)) (القاهرة 6/11/2007).
إنّ العاطفة التى تستبعد أسئلة العقل الحرتتعامى عن الوقائع التى أكدت خطورة الحمساويين على أمن شعبنا المصرى ، فبعد العدوان الإسرائيلى على غزة فى ديسمبر2008قتل الحمساويون الرائد المصرى (ياسرفريح) يوم 28/12/ 2008وأنّ هذا القتل كان نتيجة هجوم مسلح شنّته عناصرمن حركة فتح على نقطة الحراسة داخل الأراضى المصرية. كما أنّ السؤال المسكوت عنه فى الثقافة السائدة هو: إذا كانت بعض الفصائل الإسلامية ترى أنّ حل مشكلة الفلسطينيين تتمثل فى إحتلال سيناء والأردن ، فكيف نأمن نحن المصريين على أنفسنا من هذه الفصائل لوأنّ حلمهم تحقق ؟ وقد سبق أثناء الصراع بين حماس وأتباع فتح أنّ الحمساويين كانوا يتخلصون من خصومهم الفتحاويين بإلقائهم من الأدوارالعليا ؟ وبرفع علم حماس بمنظوره الدينى ونزع علم فلسطين بمنظوره الوطنى ؟ وبالاعتداء على الجرحى الفلسطينيين فى المستشفيات وفى منع المرأة الفلسطينية من الاشتراك فى المظاهرات ضد إسرائيل لأنّ المرأة عورة بدءًا من شعرها إلى صوتها ؟ وكيف ننسى رفع العلم الحمساوى على بعض المنشآت المصرية ؟ وكيف نتجاهل الدعوى التى أقامها إسرائيليون ضد مصرطالبوا فيها بتعويضات قدرها 350مليون جنيه بسبب مافى حوزتهم من معلومات موثقة عن تواطؤمصرمع حركة حماس (وفق ماجاء فى عريضة الدعوى) وتسهيل أعمال التهريب الخاصة بالسلاح والمال مما ألحق الضرربإسرائيل وأسقط قتلى ومصابين من بين مقيمى الدعوى ؟
إننى أناشد المجلس العسكرى إعادة النظرفى قرارفتح معبررفح بشكل دائم ، وليكن كما كان تحت ضوابط للحالات الإنسانية ، مع ضرورة فتح المعابرداخل الوطن الفلسطينى المحتل بموجب الاتفاق المنوه عنه عاليه والموقع بين الفلسطينيين وإسرائيل. ومع مراعاة أنّ (العاطفة) هى قمة النبل الإنسانى فى إطارالعلاقات الشخصية ، ولكنها كارثة فى السياسة والأمن القومى . إنّ العقل الحر- وحده- هوالقادرعلى الفصل بين تعاطفنا نحن المصريين مع الشعب الفلسطينى وإيماننا بقضيته ، وأملنا فى تحريرأرضه وإقامة دولته المستقلة ، وبين توريط مصرفى حرب جديدة مع إسرائيل.
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الإنسان والعقوبات البدنية
- إنقاذ الأمة المصرية من حرب أهلية دينية
- الإفراج عن كاميليا أم الإفراج عن العقل المصرى
- الانتقال من الاستبداد السياسى إلى الطغيان باسم الدين
- الكتابة واحترام عقل القارىء
- هل إعدام القتلة والمُفسدين هو الحل ؟
- إرادة الشعوب جمرة نارتحت رماد الاستبداد
- هل الرئيس المخلوع وأسرته فوق القانون ؟
- المستشارطارق البشرى بين المؤرخ والداعية الإسلامى
- حمام - قصة قصيرة
- شتاء الحرية وسقوط أوراق التوت
- مبارة عصرية فى شد الحبل بين الحرية والاستبداد
- إقصاء المختلف يبدأ بالكلمة وينتهى بالقنبلة
- الدكتورجمال حمدان والبكباشى عبدالناصر
- الاعتدال والتطرف فى ميزان المرجعية الدينية
- جامعة الدول العربية بين أوهام القدرة ووقائع التاريخ
- تعليم ضد المواطنة أم أمية تحمى الوطن؟


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طلعت رضوان - معبررفح وأمن مصرالقومى