أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - اللا معقول في تصفيق الكونغرس ....ومبايعة نصر الله















المزيد.....

اللا معقول في تصفيق الكونغرس ....ومبايعة نصر الله


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهند عبدصَفَّقَ الكونغرس الاميركي واقفاً وجالساً 26 مرة أثناء إلقاء نتنياهو خطابه "التاريخي". وكان مجلس الشعب السوري قد صفق جالساً 10 مرات إضافة للتصفيق واقفاً اثناء دخول وخروج الرئيس بشار الاسد لقاعة مجلس الشعب. ثمة ما هو مشترك بين المجلسين الموقرين هو حماسة وإعجاب أعضاء المجلسين "الموقرين" المفرطة بالخطيبين. الكونغرس توحد على حب نتنياهو ومجلس الشعب متوحد منذ البدء على حب الرئيس بشار. وإذا كان مجلس الشعب هو مجلس لحزب البعث الواحد والوحيد في الحكم، فإن الكونغرس سجل تماهي الحزبين الديمقراطي والجمهوري في حزب واحد ومجلس واحد وموقف واحد هو التأييد الأعمى والمفتوح لنتنياهو. يُسجل للكونغرس تفوق في عدد مرات التصفيق وقوفاً وجلوساً في حضرة "الزعيم" نتنياهو، لكن اعضاء مجلس الشعب السوري سجلوا تميزاً في الهتاف وبخاصة هتاف عضو المجلس الذي قاطع الرئيس وهتف: "انت يا سيادة الرئيس لست زعيماً لسورية وللأمة العربية وحسب بل تستحق ان تكون زعيماً للعالم". هنا تفوق مجلس "الشعب" السوري على نظيره الكونغرس الاميركي الذي افتقد جميع الاعضاء فيه لحس المبادرة كالإعلان مثلاً عن نتنياهو مرشحاً للحزبين الديمقراطي والجمهوري والانتقال الفعلي الى حزب حاكم واحد؟
لم يدم طويلاً تفوق مجلس "الشعب" السوري على نظيره الكونغرس الاميركي، عندما قاطعت (راي أبيليا) المرأة الاميركية اليهودية خطاب نتنياهو بالصراخ: "كفى للاحتلال، أوقفوا جرائم الحرب بحق الفلسطينيين، ولم يمكنها رجال الأمن من إكمال كلامها، فقد اوسعوها ضرباً واقتادوها الى خارج القاعة" ودخلت المستشفى جراء الضرب. صحيح ان هذه المرأة الرائعة الشجاعة عكرت صفو أعضاء الكونغرس، ولكن سرعان ما حول نتنياهو هذه الحادثة الى نقطة لمصلحة الكونغرس، عندما قال: هذه الحادثة تؤكد وجود ديمقراطية، وان هذه الديمقراطية غير متوفرة إلا هنا وفي إسرائيل. وما كان من الكونغرس إلا الوقوف مصفقاً ومصفقاً أكثر.
تصفيق مجلس "الشعب" فوّض الرئيس بشار بوقف الإصلاح والحوار الموعودين وبإرسال الدبابات الى المدن والبلدات لإخضاع الشعب السوري بالحديد والنار ورفض أبسط حقوقه في الحرية والحياة الكريمة. وتصفيق الكونغرس فوّض نتنياهو بعقد اجتماع حكومته في مسجد قلعة داود داخل مدينة القدس المحتلة، وسمح لإيلي يشاي بافتتاح مستعمرة جديدة في راس العامود، وبإعلان حكومة نتنياهو عن إضافة آلاف الوحدات السكنية للمستعمرات المقامة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتخصيص موازنة جديدة لضم مدينة القدس.
انتصر الكونغرس لسياسة نتنياهو في تثبيت وإدامة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية، وانتصر للاءاته حول اللاجئين والقدس والحدود. لقد ايد الكونغرس صراحة غطرسة القوة الاسرائيلية ومنطق الإملاءات وفرض حل من طرف واحد، ايد الكونغرس سياسة نتنياهو وحكومته في تصفية العملية السياسية والقضية الفلسطينية في آن. غير ان اغرب وأخطر ما في موقف الكونغرس الاميركي هو إجازته لاستبدال القانون الدولي والاتفاقات والقرارات كمرجعية ناظمة لعلاقات الشعوب والدول في السلم والحرب وللصراع الفلسطيني الاسرائيلي، بإدعاءات دينية وايديولوجية إسرائيلية، وذلك من خلال التصديق على إدعاءات نتنياهو الزاعمة، بأن الاراضي الفلسطينية غير محتلة ولا ينطبق عليها القانون الدولي ولا قرارات الشرعية الدولية، وهي عوضاً عن ذلك ارض إسرائيل التي منحها الله لشعب الله المختار، وسيضطر نتنياهو لاقتطاع جزء كي تقام عليه بعض التجمعات الفلسطينية، ويعتبر ذلك تنازلاً مؤلماً. يحدث ذلك في الوقت الذي يستخدم فيه الكونغرس القوة العسكرية القصوى لإرغام دول عديدة على الالتزام بقرارات مجلس الامن.
والعجيب في موقف الكونغرس انه تعامل مع الثورات العربية وكأن شيئاً لم يحدث. استهتر واستخف المحتفلون "بملك إسرائيل" بالتحولات الكبيرة التي تصنعها الشعوب العربية والتي خصص لها الرئيس الاميركي معظم خطابه. بدا الكونغرس وكأنه غير معني بالتحول الديمقراطي فوجه إهانة بالغة للشعوب العربية التي تصنع حريتها في لحظة تاريخية حاسمة.
ما يهم هو أي سياسة يمكن اتباعها كرد على مواقف الكونغرس المهينة؟. سؤال كبير يحتاج الى وقفة جدية مع السياسة الاميركية في العالم العربي. بند يستحق ان يدرج على اجندة الشعب الفلسطيني وعلى اجندة الشعوب المنتفضة.

واللامعقول في مبايعة نصر الله
دعا نصر الله السوريين الى الحفاظ على نظامهم المقاوم الممانع، وأضاف، "الاسد مؤمن بالإصلاح وجاد ومصمم ومستعد للذهاب الى خطوات كبيرة جداً ولكن بالهدوء والتأني والمسؤولية". وكانت وسائل إعلام "حزب الله" قد التزمت رواية النظام في كل ما حدث ويحدث في سورية. موقف واضح واصطفاف صريح الى جانب النظام المستبد الديكتاتوري الذي اطلق العنان لأجهزة الأمن بسحق الاحتجاجات الشعبية السلمية. هل يمكن تبرير او تفهم موقف "حزب الله"؟ يمكن تفهم اي موقف ولكن عندما تسفك دماء المحتجين بهذه الوحشية، وعندما يزج بعشرة آلاف في السجون، وتستخدم الدبابات والاسلحة الثقيلة داخل المدن، وتستخدم عقوبات جماعية ضد عشرات الآلاف، في هذه الحالة لا يوجد ما يبرر الاصطفاف مع النظام القامع، ولا يوجد مبرر لعدم الاكتراث بمعاناة وآلام الشعب السوري الذي قدم الكثير لقوى الثورة والمقاومة. اصطفاف "حزب الله" ليس خطأ فنياً، ذلك ان جوهر المقاومة هو الحرية والكرامة، والمقاومة تعني الانحياز الصريح للشعوب المناضلة من اجل الحرية. الانحياز لقامع الحرية يفرغ المقاومة من مضمونها. موقف "حزب الله" فاجأ كثيرين ما عدا الذين اصطفوا مع النظام القامع لحرية الشعب السوري انسجاماً مع مصالح ضيقة وآنية او تأثراً بمفاهيم ديماغوجية يرفض اصحابها التحقق منها في عصر شبكات الاتصال وبنوك المعلومات. اسوأ ما في موقف "حزب الله" هو تبني رواية النظام الهشة والكاذبة حول وجود مؤامرة خارجية، والضرب بعرض الحائط طموح ورغبة وإرادة شعب مصمم على انتزاع حريته، شعب نراه يومياً ونسمع صوته وأنينه وكل هذا لا يهم "حزب الله". حزب يلتزم بشروط النظام التي تدعو الى خضوع الشعب مسبقاً كي يتسنى للنظام البدء بإصلاحات ....كبيرة. ما يهم "حزب الله" هو الحفاظ على تحالفه مع النظام بثمن إدارة الظهر للشعب السوري ومطالبه العادلة. وما كان يهم "حزب الله" المقاوم هو تعزيز نفوذه وسيطرته في لبنان بثمن بقاء المحاصصة الطائفية على حساب حرية الشعب اللبناني، وفي البدء لم يكن تفهم "حزب الله" لعدم لجوء النخبة الدينية حليفة ايران لمقاومة الاحتلال الاميركي في العراق بلا مغزى. شكراً للثورة السورية التي وضعت النقاط على الحروف واختصرت الوقت.



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فعاليات إحياء الذكرى63 للنكبة تحيي أملا جديدا
- هل تجاوزت حماس وفتح اختلالاتهما؟
- هل يملك النظام السوري حلا للأزمة؟
- جول خميس وفوتوريو اريغوني ....شجاعة ونبل
- اغتيال جوليانو خميس ...اغتيال لثقافة الحرية
- القذافي هو المسؤول عن استدعاء التدخل الخارجي
- ثقافة ثورية إنسانية ...وثقافة فاسدة
- اربعة مشاهد دراماتيكية مخزية
- الثورة المصرية والتغيير الفلسطيني المأمول
- ظاهرة دحلان...... الى اين؟
- التفكير الآمن أولا !!!
- التفكير الآمن ......!!!
- استقلال المرجعية الثقافية..... ام تبعيتها!!
- القرضاوي عالم دين ام رجل سياسة؟
- مكانة الدولة في الفكر السياسي الفلسطيني
- قمة بدون قاعدة....!
- الحريم.. صراع العقل والجسد
- انفصالنا عن الرموز
- جورج حبش.. حي في ذاكرتنا
- غزة الأبية.. تستحق محاسبة الذات


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - اللا معقول في تصفيق الكونغرس ....ومبايعة نصر الله