أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - جونسون روح،نيكسون جاء















المزيد.....

جونسون روح،نيكسون جاء


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1008 - 2004 / 11 / 5 - 11:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان الشاعر أحمد فؤاد نجم قد كتب محتجاً على قلق الإعلام العربي مطلع السبعينيات بخصوص نتائج الانتخابات الأمريكية، وهل سيذهب الديمقراطي جونسون ويأتي الجمهوري نيكسون أم لا: جونسون روح
نيكسون جاء
قولوا هأوأ
أو قولوا هاء
على صحافتنا الغير غراء
لكن عادة متابعة نتائج الانتخابات الأمريكية لم تتوقف لا عربياً ولا عالمياً. والمدهش أن تلك الانتخابات ما تزال تشكل محور اهتمام البشرية كلها. ربما في هذه اللحظة نجد أنفسنا في ذات الموقف الذي وقفه أحمد فؤاد نجم قبل أكثر من ثلاثين سنة. فاليوم علينا أن نقرر هل نحن مع بوش أم مع كيري. لكن الاختيار أسهل من الماضي: فالواقع أن جورج بوش قد فعل كل ما بوسعه ليزيل الحرج عن المواطن العربي في وطنه الأم والناخب العربي في أمريكا عندما ينحاز كل منهما سراً وعلانية لجون كيري. فقد شن حرباً لم تقنع أي أحد باستثناء صديقه الحميم ومواطنه من حيث الماضي لا الحاضر توني بلير. وأسفرت الحرب عن احتلال بلد عربي هام جداً، ويتمتع بأهمية سياسية معاصرة إضافة إلى كونه مركز الحضارة العربية الإسلامية لوقت طويل، ونعني بالطبع العراق. أما فيما يخص ما يتعارف عليها بقضية العرب المركزية ونعني فلسطين فقد كان موقف بوش على الأرجح الأسوأ في التاريخ الأمريكي كله. لكن علينا أن نكون يقظين تجاه مثل هذه الأحكام لأن كل رئيس أمريكي جديد هو أسو أمن سابقه بحكم عوامل صيروة السياسة والتاريخ في العالم كله والمنطقة العربية خصوصاً.
ويبدو أن اتجاه الصيرورة المشار إليها منذ قليل هو نحو مزيد من الإمبريالية ومزيد من نهب الشعوب عبر تعميق وصفات العولمة التي ذاقها الناس خصوصاً في بلادنا حتى تمكنوا من طعومها جيداً. ولذلك فإن المرشح الديمقراطي لا يستطيع إلا أن يصف الرئيس بوش بالمتهاون في أمن إسرائيل وفي محاربة وقتل الإرهابيين لأن هذا هو ما يربح قلوب الناخبين. لذلك فنحن للأسف لم نسمع من كيري إلا نفس الكلام الذي يقوله بوش موشى بطابع فاشستي أكثر صراحة، وهنا سوف يتضح أن هناك احتمالا لاتهام جورج بوش باليسارية. وهو فيما أذكر ما تمكن عراب القتل والمستوطنين أرئيل شارون من إنجازه بفضل ضربات تاريخية لا نظير لها. لقد غدا شارون الغني عن كل تعريف رجل سلام. وقد صرف له تلك الوصفة جورج بوش رسول الحروب بالذات. لكن سوف يتضح أن الرجلين ليسا بعيدين كل البعد عن صفة السلام. فقد يفوز كيري في الانتخابات القادمة وربما ينجح نتانياهو أو حتى ليبرمان في خلافة شارون وعندها قد يضطر أبناء الجنس البشري إلى الترحم على عهدي شارون وبوش بوصفهما عهدي سلام بامتياز.
لكن المقارنة بين بوش وكيري أو بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري لا تشبه أي شيء في الدنيا. ولعل ذكر إسرائيل في هذا المقام أن يتسبب في الكثير من الضرر للتحليل الذي نود تقديمه. فالواقع أن إسرائيل دأبت على أن تكون بلدا تعددياً بالفعل. ويكفي أن نذكر في هذا السياق الفروق بين أحزاب مثل ميرتس خصوصاً أيام شولاميت ألوني وبين حيروت أو كهانا حي. في أمريكا تستعصي الفروق بين الحزبين اللذين لا ثالث لهما على كبار المحللين والخبراء. ولعل موقف نعوم تشومسكي الطريف بالفعل يعبر عن الموقف خير تعبير:" الفرق الوحيد بين الديمقراطيين والجمهوريين هو أن الحزب الديمقراطي يقبل الشاذين جنسيا وأما الجمهوري فلا يقبلهم." ربما أن الرجل يبالغ قليلا ونرجح من جانبنا أنه بالإمكان البحث عن قبضة من الفروق من نفس عينة الفرق الذي يذكره تشومسكي لكن لا أكثر من ذلك.
من جانبنا نميل إلى تحليل النظام الأمريكي على طريقة مفكري مدرسة فرانكفورت. وهو تحليل يؤكد أن المواطن قد تم تضبيطه وإخضاعه لآليات النظام الرأسمالي . وليس خافياً أن النظام هو نظام النخبة المتنفذة. ولم يعد أحد يجهل أن الرئيس الأمريكي والحزب الذي يحكم مجرد أدوات لمصالح الرأسمال العملاق. ولانتخابات مجرد طريقة لتسوية مواقع قوى وثقل الرأسمال في لحظة معينة. وهنا لا مجال لإنكار دخول الحظ في العملية الانتخابية لكن يجب أن لا يتوهم المرء أن تغير الإدارة من حزب إلى حزب يغير أي شيء في المستوى الجوهري. ربما أن رئيس ديمقراطي كان سيؤجل الحرب على العراق أو ينفذها بطريقة أقل تركيزاً على مصالح صانعي الأسلحة. لكنه بالطبع لن يقف مطلقاً حجر عثرة في طريق تحقيق مصالح أي من الشركات العملاقة.
فيما يخص اللحظة الراهنة فإن وجود بوش على رأس الإدارة الأمريكية ليس كله شراً محضاً وعلينا أن لا نتطير أكثر مما يجب.فالواقع أن كيري كان مضطراً أن يظهر الكثير من الحزم ضد العرب والآسيويين وخصوصاً فيما يخص فلسطين والعراق وإيران وكوريا. وربما نالت سوريا الكثير من عنايته العدوانية. أما بوش فلم يعد له ما يخاف عليه انتخابياً. ومع ذلك نود أن نؤكد أن الولايات المتحدة ليست رهناً بإشارة هذا الرئيس أو ذاك وإنما باستراتيجية يرسمها خبراء يعملون في السياسة والاقتصاد والحروب ولا علاقة لها بترهات رؤساء قد يبلغ بهم الجهل أن لا يعرفوا الدول المجاورة للولايات المتحدة كما هي حالة الرئيس الذي يحتفل الآن بإعادة انتخابه.
لنتذكر أن الرئيس الأمريكي الجمهوري نيكسون ولنغفر له فضائحه هو الذي تمكن في نهاية المطاف من إخراج العالم وبلاده من ويلات الحرب في فيتنام صحيح أن الفضل في ذلك هو بالأساس للمقاومة الفيتنامية ولكن يجب أن لا ننسى أن الديمقراطيين قد فشلوا في التقدم نحو هدف إنهاء الحرب. اليوم ليس بغريب كل الغربة عن الأمس والمقاومة العراقية تبدي الكثير من الصبر والشجاعة وإن كانت أحياناً تخطئ الهدف وفي ظل ذلك الصمود العراقي يمكن لنا أن نتخيل أن يعاد سيناريو فيتنام ليس منة من بوش أو غيره وإنما اضطرار المهزوم الذي يريد أن ينجو بريشه.
إن اصطفافاً عالمياً في وجه مشروع الأمركة الذي يحمل الاسم الحركي العولمة وتنسيق الجهود العربية في الحد الأدنى قد يؤدي إلى انكفاء الوحش الأمريكي المنفلت من كل الضوابط على نفسه.وأما إطلاق الأمنيات بسقوط بوش أو نجاح كيري فلا يفيد في شيء.ولنختم بالتذكير أن الأمريكان البسطاء أعادوا انتخاب الرجل الذي أصبح وشعبية واسعة بالضبط لأنه امتهن شعوب الأرض والمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة. يجب أن يحس الأمريكي العادي أولاً أن سياسة القوة والغطرسة لا تعود عليه بالربح أو على الأقل بالربح المطلق.ولعل السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو تصعيد المقاومة.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعب المواطن من غياب - أبوعمار-
- أسس الحرية في الذهنية الفلسطينية
- كيف تمت عملية التسجيل للانتخابات الفلسطينية؟
- ميتافيزيقا التفجيرات في طابا
- الحق في عدم التسجيل
- اختراعات وكالة الغوث الدولية
- قاطعوا التسجيل للانتخابات
- حول موضوعة الانتخابات
- إسرائيل لن تبقي ولن تذر
- الوطن يسع الجميع نحو حقوق إنسان بمشاركة القادة الدينيين
- عذاب الجسور تحية لشرطي المعابر على الرغم من المعاناة
- المرأة والعنصرية
- الماء أولاً، الحريات الغربية أخيرا
- يقتلون ويبتسمون
- إرهاب الاحتلال وإهاب المقاومة ومجموعة ال55
- ما جرى في أبي غريب ليس بغريب
- ماذا بعد الرنتيسي؟
- حقوق المرأة كل لا يتجزأ
- أولاد آرنا
- المرأة إنسان في المطلق لا في النسبي


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - جونسون روح،نيكسون جاء