أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / نظرة ترقيعية لأزمة بنيوية














المزيد.....

تأملات / نظرة ترقيعية لأزمة بنيوية


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأملات
نظرة ترقيعية
لأزمة بنيوية
لم يعد بوسع أحد من السياسيين المتنفذين أن يوهمنا بأن البلاد تسير في الطريق "الديمقراطي المزدهر"، وأن كل شيء سيكون، رغم الصعاب "المؤقتة"، على ما يرام. فحقائق الواقع القاسية والمريرة تكشف، يوماً إثر آخر، عن أن هذه الصعاب ليست مؤقتة مادامت جذور أسبابها ممتدة عميقاً، ومادامت سياسات المتنفذين عاجزة عن اقتلاع هذه الجذور.
ففي الصراع الذي يتعاظم احتداماً حول وجهة التطور تنعكس الأزمة الاجتماعية العميقة في البلاد متجلية في معضلات يعاني منها الملايين. والكارثة العظمى في هذه المعضلات هي نظام المحاصصة الطائفية والاثنية الذي يشكل عقبة كأداء أمام مسعى إخراج البلاد من الأزمة، بل ويعمق هذه الأزمة باستمرار في نظام حكم عاجز عن حل معضلات تدهور الأمن وغياب الخدمات وتفشي الفساد والبطالة وانتهاك حقوق الانسان وازدراء إرادة الناخبين وسوى ذلك من ظواهر مقيتة في دولة تغيب عنها المؤسسات والعدالة، ويزيد من شللها سلوك القوى السياسية المتنفذة التي تتصارع على الامتيازات دون اعتبار للمحن التي تطحن الناس برحاها.
وعن هذه الحكومة المشلولة تغيب الخطط الستراتيجية وتسود النظرة الترقيعية والحلول المؤقتة الهادفة الى شراء سكوت الناس وتهيئة أفضل المناخات لمواصلة النهب. وتلجأ القوى المتنفذة في الحكم، من بين وسائل أخرى، الى التضليل الاعلامي وطمس الحقائق وتشويها والمتاجرة بانجازات وهمية في خطابات إنشائية وتصريحات مثيرة للسخرية، وسوى ذلك مما يدخل في باب غسيل الأدمغة وإشاعة روح الخنوع بين الناس بقصد الاستمرار على حال يؤمن لأهل السلطة نفوذهم.
وفي ظل عوامل الاستعصاء هذه نشهد المزيد من تجليات تعمق الأزمة. فحكومة "الشراكة الوطنية"، الممثلة لكتل متنفذة متصارعة على المغانم، عاجزة عن استكمال تشكيلها حتى وفق منهجية "التوافق"، ومتنفذوها أسرى لأجواء التوتر والارتياب والاتهامات المتبادلة. ومن الطبيعي أن يسهم هذا الواقع في مزيد من فقدان الناس الثقة بهؤلاء الحكام المتصارعين لأنهم عاجزون عن التوافق على ما وعدوا الناخبين به.
أما ما يشهده الوضع الأمني من تدهور، خلال الأسابيع الأخيرة خصوصاً، فيبرهن من جديد، وفي ظل معركة القوى السياسية المتنفذة الطاحنة على الوزارات الأمنية، على أن المتنفذين يتجاهلون حقائق الواقع ويتعسر عليهم، بالتالي، معالجة معضلة الأمن الخطيرة، بينما يقررون، لوحدهم كعادتهم، وقتاً إضافياً لبقاء قوات "التحرير"، باعتبارها حامية الحمى !
وفي غضون ذلك تتواصل انتهاكات حقوق الانسان وتطويق هامش "الديمقراطية" وممارسة صيغ جديدة من العسف السافر ضد المحتجين بصورة سلمية والرافعين لشعارات عادلة تدعو الى إصلاح النظام. ولا ريب أن اعتقال شباب وطلاب مشاركين في التظاهرات السلمية في ساحة التحرير ببغداد يوم الجمعة الماضي والاعتداء الوحشي عليهم هو تجسيد حي لخشية الحكام المتنفذين من الرأي الآخر المختلف. وهذا، في الجوهر، انعكاس لنمط تفكيرهم الذي يصعب عليه أن يتقبل السعي الحقيقي الى الديمقراطية الحقيقية.
وبينما يستمر مسلسل الفساد مستشرياً على مختلف المستويات، ويعجز المتنفذون، وبينهم منتفعون كبار من هذا الاستشراء، عن معالجته بصورة جذرية، تشيع منهجية "التسييس" على مختلف الصعد. ولعلنا نجد في الوضع الكارثي الذي يعيشه البرلمان مثالاً ساطعاً على هذا التسييس، حيث يغيب الدور التشريعي والرقابي وتتفاقم التوترات بين الكتل المتنفذة داخله ليجد نفسه أسيراً لمنهجية التوافق بين هذه الكتل، وهو توافق أدى، من بين عواقب وخيمة أخرى، الى إعاقة المجلس عن أداء واجبه في تجسيد إرادة من انتخبوه والسعي الى تحقيق المطامح العادلة لمن منحوه ثقتهم.
ولا ريب أن حل أزمة البلاد لابد أن يكون حلاً سلمياً يستند الى معايير الديمقراطية والدستور لا الى معايير الصراع الذي يهدد باحتمال اتخاذه أشكالاً عنفية يمكن أن تغرق البلاد في سيل جديد من الدماء والمحن وتعصف بالعملية السياسية ومستقبل العراق.
ومن المؤكد أن مثل هذا الحل غير ممكن بدون توفر المناخ الملائم له والظرف الناضج الذي يفرضه، وهو ما يضع الجميع، وبشكل خاص السياسيين المتنفذين في الحكم، أمام مسؤوليتهم في التخلي عن نهجهم المنغلق ومسلكهم العائق ونمط تفكيرهم الضيق، ناهيكم عن منهجية المحاصصات الطائفية والاثنية التي مازالوا ضحايا إغرائها، ولهاثهم، وسط هذا الاغراء، للحفاظ على امتيازاتهم على حساب بؤس الملايين.
* * *
بينما تتعاظم معاناة الناس جراء المعضلات المستعصية ستنتهي مهلة الأيام المائة كما توقع كل ذي بصر وبصيرة الى فضح جديد للعقل القاصر العاجز عن فهم وإدارة وحل أزمة المجتمع.
وما لم يتخلى المتنفذون عن أوهامهم المرتبطة بنمط تفكير رغائبي ضيق لا يمكن الثقة بأن الخطوة الأولى باتجاه ضرورة التغيير ستحدث لتعقبها خطوات أخرى.
يتوهم من يظن أن أزمة البلاد مرتبطة بأفراد متصارعين على أهمية تأثير الفرد ودوره في التاريخ. إنها أزمة اجتماعية عميقة وشاملة، أزمة بنيوية، وبدون الوعي بهذه الحقيقة ومعرفة جوانبها وتعقيداتها لا يمكن الشروع بحل الأزمة. أما النظرة الترقيعية التي توهم بحل الأزمة أو التوجه الى حلها فلم تعد قادرة على إيهام ملايين المكتوين بنيران المآسي والاستهانة بذكائهم وإرادتهم.



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات / قصة الأيام !
- تأملات / أإلى حتفها تسير هذه البلاد !؟
- تأملات / أميون في بلاد الأبجدية الأولى !
- تأملات / من الفردوس الى التحرير .. الخنوع سجية غيركم !
- تأملات / للاحتجاج ربيعه .. وللمحتجين مشاعلهم !
- تأملات / أديمقراطية وسط انتهاك حقوق الانسان !؟
- تأملات / صوب المرتجى بأناشيد سلم وحرية !
- تأملات / -غيبوبة- مساءلة .. وفساد وترقيع !
- تأملات / الشعب يريد إصلاح النظام !
- تأملات/ يامن يعلّمنَنا السير الى الضفاف !
- رضا الظاهر في حوار مفتوح حول: موقع الحزب الشيوعي العراقي في ...
- تأملات: غضب عادل أضاء نصب الحرية !
- عودي الى ينابيعك يا بلاد الأحزان !
- تأملات: لن نصمت .. وبغداد ليست قندهار !
- في بلاغات النساء (2)
- تأملات - شراكة الفحول !
- أمقدمة لاستبداد جديد !؟
- ... ولنا مقام الاحتجاج والأمل !
- تأملات - شبح طلفاح يجول في بغداد !
- تأملات - ليست معركة بين أصلعين على مشط !


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / نظرة ترقيعية لأزمة بنيوية