أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - مِنْ الحياة اليومية














المزيد.....

مِنْ الحياة اليومية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 19:07
المحور: المجتمع المدني
    


- لم يكن يهتمُ كثيراً لأخبار الأعاصير والكوارث الطبيعية التي تضرب أماكن عديدة في العالم .. فهي بعيدة عنه كُل البُعد . كان أحياناً يتابع نشرات الأنباء ، ويُرّكِز فقط على الفقرات الرياضية وبعض الأخبار المَحلية ... كان يقول لأصدقائه حين يتحدثون عن المآسي التي حّلتْ بالكثير من المدن الأجنبية جراء الكوارث .. يقول بين الجد والهزل .. ان الله يُعاقبهم على قِلة إيمانهم !.
مّرتْ الأيام ، وسافر ابنه الى بلدٍ بعيد ، بعد حصوله على الإقامة .. للعمل والدراسة . فأصبحَ ينتبهُ أكثر لأنباء التسونامي والبراكين والعواصف .. ويُتابع وجهة هذه الكوارث ، ومدى قربها او بُعدها ، عن الولاية التي يُقيم فيها إبنه .. يبحث في الخرائط ، يقرأ التقارير الإخبارية ، يفتش في الأنترنيت عن التفاصيل .. ويحاول الإتصال بولدهِ بين يومٍ وآخر !. خلالَ أشهرٍ قليلة ، أصبحتْ الكوارث الطبيعية ولا سيما في الجزء من العالم الذي فيه ولده .. من ضمن إهتماماتهِ !.
- كان يسمع من هنا وهناك ، أن فلاناً اُصيبَ بالسرطان وحالته ميئوسٌ منها .. فيحاول لا أرادياً الإبتعاد عنه ، وهو يعرف بأن هذا المرض غير مُعدي !. أو يرى شخصاً قد تساقط شعره تماماً ، شعر الرأس والحواجب واللحية ، فيستغرب من منظره الغريب ، ويكتشف ان السبب في ذلك ، هو خضوع مريض السرطان للعلاج الكيميائي ... ويتعّجب من " هؤلاء " الناس ، وكيف اُصيبوا بهذا الداء الرهيب ، وماذا فعلوا وبماذا أخطأوا حتى تعّرضوا لهذه المصيبة ؟ كان يأسف لهم قليلاً لا أكثر ..
وفجأةً وعن طريق الصدفة .. كان يوماً يجري فحوصات متعلقة بخللٍ بسيط في أحشاءهِ .. إكتشفَ طبيبه ، من خلال التحاليل ، انه مُصابٌ بالسرطان ! . هكذا وبكُل بساطة ، أصبحَ واحداً من " هؤلاء " الذين كان يسمع بهم .. او يراهم من بعيد بين الحين والآخر !. من تلك اللحظة ، تبدلتْ نظرتهُ الى هذا المرض كُلياً ، فلقد أصبح جزءاً من حياته ... وصار يتعلم " التعاطف " مع المصابين الآخرين بشكلٍ أعمق .. وباتَ يدرك تماماً " أهمية " المُحيطين بهِ ومعنى وقوفهم معه خلال الأزمة .. وبعدها !.
................................................
كَمْ من التجارب يحتاج الانسان العادي ، لكي يتعلم ؟ كَمْ من المِحَن ينبغي ان تمُر به شخصياً ، حتى يكتسبَ قليلاً من الخبرة ؟ بل كَمْ من المعاناة عليه مواجهتها ، بحيث يصبح حساساً وشاعراً بمعاناة غيره ؟ كم من الكتب يجب ان يقرأ ويستوعب ، حتى يكون مؤهلاً لحمل صفة إنسان ؟ كَمْ من السنين يحتاج ، لكي يصل الى قناعةِ حقيقية ، بضرورة مُشاركة الآخرين همومهم ومشاكلهم ؟ الانسان العادي والعادي جداً ... هو الذي يحتاج الى الإصابة بمرضٍ عضال ، حتى يشعر قليلاً بمعاناة الآخرين .. ويجب ان يكون هو شخصياً أو أحد أفراد عائلته مُعرَضاً ، للخطر .. لكي يُبادر للمساهمة في درء ذلك الخطر !.
أعتقد انه كُلما ، إزدادتْ مدارك المرء ، وكُلما عَرَفَ أكثر ، كُلما إزداد تواضعاً وإكتسبَ حكمة .. فأنه ينخرط في " الحياة " ويكتشف ان كُل البشر مترابطون بشكلٍ او بآخر ، وان مشاكلهم متشابكة ... وانه ينبغي المُشاركة والتعاضد والتكافل .. وهذا ما يقوم به فعلاً الأنسان غير العادي .. الانسان الراقي .. حيث يعطي .. بدون ان ينتظر مكافأة أو مديحاً .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيستاني لم يستقبل السفير الإيراني
- صديقي الذي يتمنى أن يكون مصرياً
- - إستعراض -التيار الصدري
- السعودية والنَهي عن المعروف
- عند الحّلاق الخبرُ اليقين
- ما الفرق بيننا وبين النمسا وألمانيا ؟
- ضوءٌ على الانتخابات التركية العامة
- على هامش ميزانية أقليم كردستان
- جماهير الأقليم في إنتظار الحلول
- مُقارِنة بين الرؤساء
- صعوبة فهم السياسة .. نصرالله نموذجاً
- حاجتنا الى تَطّور حقيقي في الأقليم
- إتفاقية عراقية امريكية جديدة ، على الطريق
- الرئيس ونُواب الرئيس !
- وعود قادة العراق .. والمصداقية
- الحكومة .. وكيس التبغ !
- المصيبة الكبيرة ، تُنسينا المصائب الصغيرة
- بعض ما يجري في إيران
- المالكي / التيار الصدري .. التحالف القَلِق
- مخاضات الثورة المصرية : إمبابة وعُمر أفندي


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - مِنْ الحياة اليومية