أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - يوسف فواز الهيتي - موظفون ومواطنون















المزيد.....

موظفون ومواطنون


يوسف فواز الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 12:24
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


كان بودي الدخول في فلسفة الوظيفة العامة ولكن خوفي من ان يطول الموضوع دفعني ان ابدأ بمفهوم الموظف من خلال قانون الخدمة المدنية رقم 24 لسنة 1960 المعدل الذي يعرف الموظف ، بأنه كل شخص عهدت اليه وظيفة دائمة داخلة في الملاك الخاص بالموظفين ، اي ان هذه الصفة تنسحب على كل العاملين في الدولة من وظيفة رئيس الجمهورية الى اصغر موظف في الدولة
وتعرف المادة 3 من قانون انضباط موظفي الدولة الوظيفة العامة ، بأنها تكليف وطني وخدمة اجتماعية ، يستهدف القائم بها المصلحة العامة وخدمة المواطنين في ضوء القواعد القانوية النافذة ، ويلتزم بموجب المادة 4 بأداء اعمال وظيفته بامانة وشعور بالمسؤلية واحترام المواطنين وتسهيل انجاز معاملاتهم والمحافظة على اموال الدولة التي في حوزته او تحت تصرفه واستخدامها بصورة رشيدة ، فضلا عن المحافظة على كرامة الوظيفة العامة والابتعاد عن كل ما من شأنه المساس بالاحترام اللازم لها سواء كان ذلك اثناء ادائه وظيفته ام خارج اوقات الدوام الرسمي والامتناع عن استغلال الوظيفة لتحقيق منفعة او ربح شخصي له ولغيره .
نفهم من هذا كله ان الخدمة الأجتماعية هي محور عمل الموظف التي تحقق المصلحة العامة وخدمة المواطنين ، نستطيع ان نقول بهذا الصدد بأن الموظف هو من يقدم الخدمة لمن يحتاجها وهو المواطن وكل هذا يضعنا امام تساؤلات كثيرة اهمها ، هل لدى الموظف العراقي ثقافة وظيفية تؤهله معرفة فلسفة الوظيفة التي مؤداها خدمة المواطن ؟ اعتقد ان من يقول هذا فأنه يبتعد عن الحقيقة وخاصة الموظفين الذين عينوا بعد عام 1975 ، عام خطة التنمية الانفجارية وازدياد الطلب على التوظيف بشكل كبير وتعيين موظفين غير مؤهلين وخاصة بعد ان شملت التعيينات موظفي العمالة الاجنبية ومنها العمالة المصرية وكذلك بعد صدور قرار مجلس قيادة الثورة المشهور المرقم 1180 في 6/11/ 1976 ، القااضي بتعديل درجات المستخدمين والاجراء والعمال الى موظفين ، فضلا عن تعيين موظفين نتيجة زحمة التوظيف آنذاك وبدون استخدام طرق اختيار الموظفين التي يتم من خلالها تفضيل اصلح المتقدمين للوظيفة والتي اهمها طرق الانتخاب والمسابقة والاعداد الفني المعروفة في ادبيات الادارة .
هذا قبل 2003 واما بعد هذا التاريخ فالمصيبة اعظم واكبر واخذت مديات لاتصدق في تعيين من ليس لهم علاقة بالوظيفة ابدا وخاصة الموظفين الكبار من درجة معاون مدير عام فما فوق والذين يفترض بهم ان يكونوا متدرجين في الوظيفة وفاهمين لفلسفتها واضعي سياسات ومخططين واستشاريين ، اي انهم عصب الوظيفة في الدولة الجديدة ، فأعتبرت الوظيفة بعد التاريخ اعلاه مغنمة تؤهل الموظف للتسلط على رقاب المواطنين وليس لخدمتهم .
ان الفساد السياسي وما تبعه من محاصصات سياسية ادى الى تقويض فلسفة الوظيفة وقيمها من خلال تغليب الايدولوجية على التقنية وتغليب الولاء السياسي على الكفاءة التي يجب ان يتحلى بها الموظف ، لقد ادى هذا كله الى الابتعاد عن كل ما من شأنه توظيف موظفين اكفاء كما ان هذه المفاهيم قد خربت اهم مبادئ التوظيف التي تعتمد مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين لتولي الوظائف العامة وقد انتجت هذه السياسة فسادات اخرى كالفساد الاداري والمالي وانتجت على الاغلب الاعم موظفين لايعرفون معنى الخدمة العامة والتكليف الوطني ولايستهدفون في عملهم المصلحة العامة والشعور بالمسؤلية و المحافظة على كرامة الوظيفة العامة والابتعاد عن كل من شأنه المساس بالاحترام اللازم لها سواء اكان ذلك اثناء اداء الظيفته ام خارج اوقاتها والامتناع عن استغلال الوظيفة لتحقيق منفعة او ربح شخصي له ولغيره .
ان انحراف الموظف العراقي عن هدف تقديم الخدمة العامة صوب هدف تحقيق المنافع الشخصية قد اضر كثيرا بسمعة الدولة العراقية وسمعة الموظف العراقي وخلق علاقة سيئة من الصعب اصلاحها بينه وبين المواطن العراقي على المدى المنظور على الاقل ، فضلا عن الخسائر المادية الكبيرة التي تحملتها الخزينة العراقية طيلة السنوات الماضية والسنوات الكثيرة اللاحقة لحين اصلاح الامر .
لقد اصبح المواطن خادما واسيرا للموظف بدل ان يكون العكس واصبح تحقيق المنافع الشخصية من اولويات ما يسعى اليه الموظف وأن تقارير المفتشيين العموميين وهيئة النزاهة وغيرها من المؤسسات العراقية والفضائح المالية التي تتكلم عنها القنوات الفضائية ، فضلا عن تقارير المؤسسات الدولية الاخرى كالشفافية العالمية وغيرها من الدلائل الواضحة على فساد الموظف العراقي وهذا على الرغم من زيادة مدخولاته بشكل كبير بعد هذا التاريخ وبما يفترض ان يحصنه ضد اي فساد وظيفي .
لقد حاولت الدولة العراقية بعد ان ازكمت الانوف بالروائح الكريهة التي احاطت باغلب الموظفيين العراقين نتيجة الفساد الوظيفي ان تضع التعليمات اللازمة للحد من تلك الروائح او تخفيفها وخاصة بعد سنة 2005 من خلال ما اصدرته مفوضية النزاهة العامة من قواعد اسمتها حينها بقواعد السلوك الخاصة بموظفي الدولة والقطاع العام ومنتسبي القطاع المختلط والتي من المفروض ان تطبق سنة 2006 والتي احتوت على 21 مادة على شكل استمارة يوقع عليها من يعين بعد التاريخ المذكور اضافة الى المعينين سابقا .
ان فساد الموظف العراقي لم يقف عند حد تعاطي الرشوة والاستهتار بالمال العام وانما تعداه الى موضوعات اخرى اهمها الاستهتار بوقت الوظيفة وضياعه باي طريقة من الطرق وكذلك الاستهتار بقيمة القانون اوالقاعدة او التعليمات التي تنظم العلاقة بينه وبين المواطن ، فضلا عن الاستهتار بالقوانين والتعليمات والأنظمة التي يجب ان يستوعبها الموظف لتمشية امور الوظيفة نفسها.
بالرغم من ان العلاقة بين الموظف والمواطن يجب ان تسير قانونا كما يقول المثل الشعبي العراقي { دهن ودبس } لكنها كما تشير كل المعلومات الى انها علاقة اقل ما يقال عنها انها سيئة جدا وتحتاج الى معالجة مما يستدعي ان تتولى الحكومة العراقية القيام بحملة وطنية كبرى يخطط لها جيدا وتنفذ جيدا من اجل اصلاح العلاقة بين الطرفين حفاظا على كرامة العراق والموظف العراقي والمواطن العراقي بشكل خاص الذي اثقلته سنوات الحصار والحروب وتعسف الموظفين فضلا عن ايقاف نزيف الثروة الوطنية التي اهدرها الموظف العراقي في السنوات الماضية .



#يوسف_فواز_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احببتها فأسميتها
- معاونون ومستشارون
- خبر ... نتمنى ان لا يكون كذبة نيسان
- الحكومة المركزية والحكومات المحلية وما بينهما


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - يوسف فواز الهيتي - موظفون ومواطنون