أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحلاوي - الضربات الإستباقية الفاشلة بين بوش والمالكي















المزيد.....

الضربات الإستباقية الفاشلة بين بوش والمالكي


حميد الحلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صباح الجمعة الماضية ابتدأت كما يبدو الهجمة الإستباقية الفاشلة لقزم الإحتلال رئيس وزراء حكومة الزريبة الخضراء والمستوحاة من بنات أفكار سيده الأكثر فشلا ً جورج بوش الإبن , الذي أراد إستباق الأمور ساعة تعرض أمريكا لما سمي بأحداث الحادي عشر من أيلول , ذلك اليوم المشؤوم الذي أباح لبوش القيام بالضربات الإستباقية في جنوب السودان وأفغانستان , لكن ألطف ما حصل وعلى عهدة ( جورج تينيت ) إن بوش الإبن الأحمق عندما جرى نقله إلى موقعه الحصين فاجأ الجميع بقوله ( سنغزو العراق ) ليتلقى ردا ً ساخرا ً منهم .. ليس للعراق علاقة بالموضوع , هل يمكنك أن تعقل لسانك ولو قليلا ً ..
في الساعة التاسعة والنصف صباحا ً من يوم الجمعة 27 / 5 / 2011 جرى إعتقال الناشط الجماهيري الشاب ( مؤيد فيصل الطيب ) أثناء توجهه إلى ساحة التحرير ليمارس كالعادة وعبر حضوره الدائم هناك حقه الدستوري في التظاهر السلمي ضد نقص الخدمات وإنتشار سرطان الفساد الإداري والمالي والمطالبة من خلال هذا الإحتجاج السلمي بوضع الرجال المناسبين في الأماكن المناسبة وإلغاء بدعة ( المحاصصة الطائفية والعرقية ) التي أوجدت ذلك الفساد الهائل الذي منحنا شرف أن يكون العراق في ذيل قائمة منظمة الشفافية الدولية السنوية حول معدلات الفساد .. وحول السلم والأمن فإن العراق قد قفز خلال هذا العام مرتبة واحدة إذ جاء الصومال بعده في قائمة توفر السلم والأمن , بعد أن كان ولحد العام الماضي , ذيل القائمة أيضا ً من نصيب العراق الديمقراطي الجديد !!!!!!!!!!!!!!!!.
وفي أثناء إعتقاله و وضعه في سيارة إسعاف تابعة لقوات إستخبارات الداخلية المرتبطة مباشرة بمكتب السيد مختار الزريبة الخضراء , تمكن من إرسال رسالة نصية عبر هاتفه الخلوي على زملائه الذين جاؤوا إلى الساحة من بعده , ذهب زملائه الثلاثة الآخرون ليستفسروا من الفاشست عن سبب إعتقالهم لهذا الشاب الرائع .. فوجئوا بهجوم من أشخاص مدنيون كانوا يقفون قرب سيارة الإسعاف وعند محاولة التخلص من الهجوم عبر الإشتباك بالأيدي تدخلت قوات الجيش المرابطة في أطراف الساحة لصالح المهاجمين وشهروا أسلحتهم بوجه الشبان مهددين بإطلاق النار على رؤوسهم إن لم يمتثلوا لأوامر المدنيين والصعود رفقة زميلهم في سيارة الإسعاف , وهكذا أنتهى فصل المسرحية الأول ... عفوا الضربة الإستباقية الأولى , ليلتحق كل من ( علي عبد الخالق الجاف ) و ( أحمد علاء البغدادي ) و ( جهاد جليل ) بزميلهم .
وكما يبدو فإن المثل الشعبي القائل ( بين السمع والشوف أربع أصابع ) والذي أنطبق بحق على رواية ( الإستباقيين ) الكاذبة ... إذ إن عشرات المواطنين كانوا شهود عيان على الحادثة التي جرت بمنتهى الوحشية إذ إنهم سحبوا الشاب ( جهاد جليل ) وجروه على زفت الشارع بعد أن ابرحوه ضربا ً بأيديهم وأرجلهم وبأعقاب البنادق , نحو سيارة الإسعاف التي انطلقت بهم نحو الـ ( جهة مجهولة ) .
إن هذه الحادثة إذ تشكل سابقة خطيرة في التعامل مع المحتجين ضد جور وفساد الحكومة , فإنها تؤشر خرقا ً دستوريا فاضحا ً عندما زج ( المختار ) بوصفه القائد العام للقوات المسلحة , بقطعات الجيش نحو قمع المتظاهرين بينما إن واجبها الدستوري هو حماية حدود الوطن من الخروقات المسجلة بالمئات يوميا ً من قبل إحدى دول الجوار الإقليمي التي يتبع حزب ( مختار الزريبة ) نهجها الديني القائم على أساس ونظام الولي السفيه .
إن حزب المختار إذ يخطط لاحتكار السلطة وتركيزها بيد المختار نفسه , فهو إنما يكشف بذلك عن هويته الحقيقية في كونه حزبا إسلامويا ً فاشيا ً , يعتبر لدى البعض أسوأ من حزب لبعث المقبور , إن تفرد المختار بأتخاذ القرارات حتى دون الرجوع إلى ( مجلس الوزراء ) أمر خطير ومستهتر لا يؤشر إلا لظهور صدام جديد على الشاشة رغم كل ما يجري من حديث عن العملية السياسية الرائعة والتداول السلمي للسلطة والإيمان الزائف بالديمقراطية .
وإمعانا ً في هذا الإستهتار هاجمت قوات من الفرقة الحادية عشرة للجيش السيئة الصيت والتي تضم بين ظهرانيها لواء 54 الذي فضح آمره قبل أيام بوصفه ( مجرم حرب ) مطلوب أمام محكمة الجنايات الدولية في بروكسل .. لكونه أرتكب جرائم إبادة ضد الجنس البشري .. والمحمي من قبل المختار ( المتدين جدا ً ) رغم إفتضاح أمره كمتستر على أنشطة شبكات الدعارة في خمسة مناطق من بغداد وأكبرها في منطقة الصالحية حيث يقع مقره , هاجمت هذه القوات مقر منظمة ( أين حقي ) وهي منظمة مجتمع مدني كانت تشهد إجتماعا ً لناشطين في لجنة الإحتجاجات للتداول فيما سيجري تنفيذه بعد إنتهاء مهلة المائة يوم ( الوعد الكاذب للمختار ) .. هذه القوة كانت مؤلفة من عدة همرات عسكرية وسيارات فورد بالدفع الرباعي وسيارتين دفع رباعي مضللة كانت ترافق وتراقب التنفيذ لعملية الدهم والإعتقال لأحد عشر ناشطا ً بينهم إمرأة هي السيدة ( شيرين النجار ) من مؤتمر حرية العراق , وشمل التنفيذ تدمير الأثاث والحاسبات والإستيلاء على ملفات المنظمة .
إن إمعانا ً كهذا يؤشر الفشل الذريع لسياسات الحكومة ممثلة برئيس وزرائها , ويبرز وجهها القبيح المعادي لتطلعات شعبنا في العيش تحت مقومات حياة حرة وكريمة من جانب , ومن جانب آخر يفضح عمالته وإرتباطه بمخططات دولة الجوار الإقليمي صاحبة الثارات والحقد الدفين ضد كل ماهو عراقي أولا ً وضد كل ماهو عربي ثانيا ً .
كنت أقرأ اليوم وعلى صفحات الفيس بوك عمودا ً رائعا ً للسيد ( عدنان الفضلي ) نشره في جريدة البينة الجديدة بعددها ( 1304 ) والصادر بتاريخ 29 / 5 / 2011 وبوصفه شاهد عيان ومستمع لأهازيج وهتافات الشبان المعتقلين الأربعة لم يجد فيها أي تحريض على العنف ولا أي إنتقاص من ( الذات العلية ) لا للمختار ولا لمراجعه الدينية التي وصفها في بيانه الذي قدمه ( كذاب بغداد ) بالرموز الوطنية , بل إنهم كانوا وبشهادة كل الحضور في ساحة التحرير يرددون وبأصوات عالية ( بغداد تبقى شامخة ) كلما صدر هتاف ينتقص من الـذات العلية ... عفوا ً .. المختار .
نعم إنها عثرة .. وعثرة كبيرة .. دق بها المختار عبر أقزام أجهزته الأمنية الخاصة من وضيعي الأصول الذين استقدمهم من البصرة والسماوة آخر مسمار في نعش رحيله إلى جهنم .. وما هي ببعيدة عنه .. وأعني بها مزبلة التاريخ .

لكن هذا الإستباق لم يمر لحاله دون أن يقترن بعثرة أكبر لهذه الحكومة المنهارة .. ونحن في الساحة يوم الجمعة أتصل بي أحد الأصدقاء من هولندا محذرا ً من برنامج ظهر ليل الخميس على قناة ( آفاق ) الإيرانية التمويل والتجهيز والناطقة بأسم حزب المختار والتي لا تستحق من تسمية سوى كلمة ( نفاق ) وبالأشتراك مع قناة الدجل الحكومي ( العراقية ) التي يفترض بها أن تكون قناة الشعب كله لأنها ممولة من المال العام , لكن مجلس أمنائها ورئيسه ومعظم موظفيها الرئيسين هم من طائفة واحدة , ولا يقدمون سوى الخنوع للحكومة والدعاية لإنجازاتها الوهمية , حيث قال : خلي بالك من خطة الحكومة التي ترمي بها تشويه صورة التظاهرات الإحتجاجية في ساحة التحرير .
قلت له : لا تهتم فمنذ العام 1969 ونحن معتادون على مثل هذه الأفلام السيئة الإخراج .. فمن منا لا يتذكر أحابيل صدام عار الأمة والتاريخ .. من منا لا يتذكر محمد على نعناع .. السوري الذي صور على إنه حاول تفجير مرقد علي في النجف .. ومن منا لا يتذكر محاولة تفجير جريدة الثورة عندما كان مقرها في أبي نؤاس .. ومن منا لا يتذكر محاولة إغتيال الملا البارزاني في قصر السلام بالسيارة المحورة لتكون منصة إطلاق صواريخ ..
هذه أفلامهم المستهلكة سوف لن تغش أحدا ً منا .. إن أركان هذه الحكومة يعملون بإستشارة من نفس المجرمين الذين كان صدام الخائب قد جعل منهم آبائه الروحيين .. ولا أعني بذلك سوى أفواج المخابرات الأمريكية التي لم تحصد من أعمالها سوى الخيبات على مدى عقود طويلة , والتي لم تغير من نهجها وأساليبها , والدليل على ذلك إن المجرم ( نغروبونتي ) مهندس فرق الموت الكولومبية في ستينات القرن الماضي هو نفسه مهندس فرق الموت العراقية وقادتها المجرمين العراقيين هم ممن باعوا الوطن مقدما ً بأبخس ثمن .
سوف لن ترهبنا أبدا ً إجراءات العملاء الأقزام , وسوف لن توقفنا عن حركة إحتجاتنا السلمية من أجل الإطاحة بهم .. حتى لو صدقت الإشاعة التي يقومون ببثها من إنهم يهيئون 23 ضحية لإعدامها في ساحة التحرير يوم إنتهاء المهلة التي ( زنق ) نفسه بها المختار الفاشل .
لكننا نتساءل .. وهذا جزء من حقنا .. ما هي المسؤولية الأخلاقية التي تتحملها سلطة الإحتلال وزمرة بوش و أوباما القابعة في البيت السود الأميركي جراء هذا التردي في الأوضاع العامة والسياسية في العراق .
بلا شك إنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن تسليم البلد وعبر إتفاقات مسبقة لإيران وعملائها من الأحزاب الإسلامية وعبر مهزلة الإنتخابات الديمقراطية التي ما عاد يومها بسر على أحد وكيف وصلت هذه الأحزاب عبرها للسلطة .
وختاما ً .. إستبق أيها المختار .. إستبق الأمور وأرحل .. فما عاد الإعتقال ولا الإغتيال ولا اللاصقة ولا الناسفة بعلاج لبقائك في هرم السلطة .. وما عاد في تسلسل الأحداث التاريخية الجارية في بلداننا العربية أي مبرر لوجود ديكتاتور أرعن .. ولا لولادة قزم جديد .

ولنا في مقال قادم كلام آخر مع وزيرك لحقوق الإنسان .



#حميد_الحلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن هذا الجيش العرمرم يا مقتدى .. ولماذا الآن ؟
- تحية لشباب ساحة التحرير الأبطال ...!!!
- أين الحقيقة مع كذاب بغداد ؟
- في الإمتحان يكرم المرء أو يهان !!!!
- الثامن عشر من آذار ... يوم مضيء في تاريخ العراق ..
- شيء ما بين العدتين .. الحامل والأرملة ..!!!!
- من هو العراقي ؟
- الدكتاتورية ... بين مجرم سابق و أرعن لاحق !!!
- كناطح ٍ صخرة ً يوما ً ليوهنها ..
- شر الناس ذو الوجهين
- للتو أنا عائد من ساحة التحرير ..
- ما هي آيات النفاق إن لم تكن هذه ؟
- لقد كنت هناك
- شُلُمْ بُلُم ْ... وإدارة العملية الإنتخابية !!!
- ما الفرق بين أن تُصْبِح َمُخَضْرَما ً أو تُمْسِي مُحَصْرَما ...
- مرة أخرى مع نوري الهالكي وما يجري في أشرف الآن ؟
- ماهكذا تورد الإبل يا أبا إسراء
- مشهد حي منقول عبر فضائية عراقية
- الشراكة الأميركية الأيرانية في أحتلال العراق
- إعدم ... إعدم


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحلاوي - الضربات الإستباقية الفاشلة بين بوش والمالكي